بداية جديدة

4 4 0
                                    

خرجت من كليتها بينما علامات التعب مرسومة على وجهها
لقد كانت تحاول بكل جهدها أن تركز مع شرح الأستاذ و لكنها و كما توقعت لم تستطع فعل ذلك فجل تفكيرها كان محصوراً بزهرة و بكيف سوف تقنعها بمسامحتها
رفعت عيونها الزرقاء إلى السماء التي كانت ملبدة بالغيوم
يبدو أنها هي الأخرى في مزاج سيء
أغمضت عيونها بتعب للحظات
لقد كانت محتارةً بين فكرة أن تذهب إلى كلية زهرة أو أن تذهب مباشرةً إلى الإقامة
هي متأكدة من أن زهرة لن تقوم بانتظارها بعد ما قامت به في آخر مرة
و مع هذا كان هناك صوت ضعيف في قلبها يحاول إقناعها بأن تذهب إلى الكلية فهي لن تخسر أي شيء
و بالفعل قررت الاستسلام لذلك الصوت
هي ليست معتادةً أن تسمح لعاطفتها و لقلبها أن يتحكما بها و لكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً بعد الكارثة التي تسبب فيها استماعها لعقلها و تكذيب صوت قلبها
لذا قررت أن تعطي فرصةً لمشاعرها
اتجهت نحو كلية تلك الطفلة و لكنها لم تجد أي أحد
كان المكان فارغاً تماماً
ارتسمت ابتسامة متألمة على جهها
على من كانت تكذب؟ لقد كان الأمر واضحاً بالفعل
ما كان عليها أن ترفع سقف توقعاتها لكي لا تشعر بألم الخذلان الذي تسرب إلى قلبها في هذه اللحظة بالذات
استدارت مغاذرة غير أن صوتاً رقيقاً نادى باسمها مستوقفاً اياها
تجمدت في مكانها للحظات ثم بدأت الدموع بالتجمع في عيونها الزرقاء
كيف لا تبكي و قد تعرفت على هوية صاحبة الصوت؟
همست بنبرة صوت باكية
"زهرة... زهرة... أنا أنا"

أوقفتها تلك الفتاة عن الكلام لتعانقها بقوة
بادلتها سحاب العناق بينما سمحت لدموعها بالنزول بحرية
"أنا حقاً آسفة يا زهرة... أعلم بأنني كنت مخطئة و مع هذا لا أزال أريد منك أن تقومي بمسامحتي... أنا حقاً لا أستطيع أن أحتمل عذاب ضميري... أنا أحس و كأنني شخص فظيع... أنا.... "

قاطعتها زهرة بصوت باك هي الأخرى
"لا بأس يا سحاب.. لا بأس... فأنت لم تكوني مخطئةً تماماً فيما كنت تقولينه... أنا حقاً شخص منافق يحب ان يبدي جانبه

البريء... أنا ايضاً آسفة... آسفة على جعلك تحسين بمثل هذا الألم الشديد .... أنا حقاً شخص فظيع و أعلم هذا..... أنا اسامحك يا سحاب ..... أنا حقاً أحبك..... فأنت حقاً تعتبرين بمثابة القدوة لي"

ابتعدتا فجأةً عن بعضيهما

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجه صاحبة العيون الزرقاء ثم مدت يدها نحو تلك الطفلة
"إذن نحن أفضل صديقات؟ "

مسحت تلك الفتاة الدموع التي بقيت تنزل بإصرار من عيونها الخضراء لتسمح في الأخير لتلك الابتسامة الكبيرة أن تشق طريقها على وجهها الباكي
"أفضل صديقات إلى الأبد"
..................
كانت تسير بخطوات متباطئة معتمدة على كتف ذلك الشاب و الذي يبدو من شكله أنه في مثل عمرها أو أنه يكبرها بسنوات قليلة
كان الصمت هو سيد الموقف حيث كانت أصوات أقدامهما هي الشيء الوحيد الذي كان ينتقل إلى آدانهما
تنهدت تلك الشابث بارتياح فيبدو أن قدماها لم تكسرا مثلما كانت تتوقع و هذا حقاً مثير للإرتياح لأنها لا تريد أن تضطر للذهاب إلى المشفى فهي متأكدة من أن ذلك سيصل إلى مسامع خطيبها الأحمق و هي لا تريد أن تتلقى محاضرةً طويلةً عريضة و أسوأ من كل هذا هي متأكدة من أنه سيقوم بالتحقيق في الأمر و سيعرف بأمر عملها و خروجها في وقت متأخر و هذا قد سيتسبب في إيقافها تماماً عن الدراسة... خاصةً اذا وصل ذلك الخبر إلى آدان والدتها
قاطع أفكارها تباطأ سرعة خطوات ذلك الشاب الذي تستعمله كعكازة لها تعينها على السير
قطبت باستفهام
"هل هناك شيء ما؟ ما هو سبب تباطئك المفاجئ؟ "

I Want To Say that I Love Youحيث تعيش القصص. اكتشف الآن