أود أن أخبرك سرا : عندما تضحكين تشرق الشمس ليلا
*--------------*
وصلت شروق إلي منزلها بحزن دلفت لغرفتها من دون أن تلقي السلام وأستقلت علي السرير وهي تنظر للسقف ثم نطقت بتأنيب ضمير : ماكنتش أقصد أقولك كده ، أنت فعلا طبيعي وبتحب بنت مش راجل .. بس الظروف اللي خلتها راجل
لتنهض شروق وتقترب من المرآة المكسورة وتمرر أصابعها لخصلات شعرها القصير جدا ، شردت قليلا في إنها فتاة ومن حقها إن تبادل حبها لشخص في يوم من الايام ثم زفرت بثقل : بس لو عرف الحقيقة إني بنت مأعتقدش إنه .. إنه يحبني
ولجت والدتها الي غرفتها بقلق : مالك يا شروق ؟!!
تطلعت لها بالمرآة والعبرات في أعينها ، أقتربت والدتها وأحتضنتها وظلت تربت عليها بقلق ظاهر : يا بنتي في ايه ؟! ... ماتتعبيش قلبي
ليجلسوا علي الفراش نظرت لها شروق بدموع لتجهش بالبكاء : قلبي
رفعت والدتها رأس شروق بأناملها : بيحب
أرتمت بحضنها مجددا فربتت والدتها علي ظهرها بحنان وهي تهدأها : قولي كل حاجة يا شروق
جففت شروق عبراتها وبدأت في سرد كل شيء حصل من بدء عملها بالمنحل كانت الأم تنصت لها ثم قالت بضحك : أنا حذرتك من الأول .. بس اللي كنت خايفة منه إنك تتقفشي .. ما أتخيلتش إن الراجل يحبك وتحبيه .. سيبي الشغل يا شروق لاحسن يعرفوا الحقيقة وتحصل مشاكل بعدين
هزت رأسها بنفي وقالت بجدية : ماينفعش .. فلوس تعليم أخواتي وازاي هناكل وهنعيش .. المرتب اللي باخده بيقضينا وبيزيد ده غير العسل اللي باخده منهم علي تعبي .. أنا هكمل
رمقتها والدتها بضيق ثم أبتعدت عنها بخفة وقالت بتحذير : يبقا ماتجيش تبكي وتشكي .. وإياكي يا شروق تفكري زي بتوع الافلام إنه هيحبك والكلام الاهبل .. أحنا ستات عايشين لوحدنا من يوم ما أبوكي وأخوكي ماتوا .. أفهمي دي
لتخرج والدتها من الغرفة بضيق وتغلق الباب خلفها ، تمددت مجددا ونظرت في السقف بشرود ممزوج بحزن
*---------------*
في عمارة *آل خباب*
وبالتحديد بشقة شاهين ، لم يستوعب معمر ذلك الحديث إلا عندما كرره إسماعيل بتوتر : زي ما سمعت .. بحب راجل وبصراحة أنا خايف
حدق معمر به بدهشة ممزوجة بشك ليكمل حديثه إسماعيل بقلق : هاا .. أعمل ايه ؟!
هتف معمر بحيرة : مين الراجل اللي بتحبه ده
حك إسماعيل ذقنه وهو يجيبه بضيق : كرم .. فاكر لما بشير قالك إني في واحد جه يشتغل بدل منك هو ده
