الفصل الثالث والعشرون

1.7K 97 23
                                    

رفعت شروق حاجبيها بصدمة كانت ترتدي بنطال جينز وقميص نسائي من اللون الزهري ولا تضع شريط ضاغط ليخفي مفاتن جسدها ، تابع معمر الحديث بتأكيد : سمعتك بالصدفة انا وإسماعيل وانتي بتتكلمي في الموبايل

أمتلئت العبرات بأعين شروق ، عقد معمر حاجبيه بتعجب فتابع بفضول : أنتي بتبكي ليه .. إسماعيل عملك حاجة

اجهشت شروق بالبكاء وحاولت النطق من بين شهقاتها مما أثار ريبة معمر لينهض من مجلسه ويهدأها : أبلعي ريقك الأول .. وأقعدي هنا

جلست شروق علي المقعد الخشبي وهي تحاول كبت عبراتها لينحني معمر قليلا علي ساقيه ثم أردف بشك يجاهد بإن يخيب  : إسماعيل ضايقك ؟!

نظر بكلتا أعينها المنتفخة وهمست بصوت مبحوح ممزوج بخجل : آآ

حاول معمر أزاحة خجلها ليقول بمرح : سامعك يا أنسة كرم .. مافيش داعي للخجل .. أحنا رجالة زي بعض

توهج وجه شروق من الخجل فأردفت بحزن : انا أسمي شروق مش كرم

حدثها بجدية : طب زعلانة لية يا شروق

عاودت البكاء من جديد فنطقت من بين أهتزازة شفتيها بتعلثم : لما كلكم عارفين إني بنت .. ليه سبتوني علي عمايا

عقد معمر حاجبيه بدهشة ليرد عليها بتلقائية : كلنا مين .. محدش يعرف إنك بنت غيري انا وإسماعيل

جففت عبراتها وأردفت من بين شهقاتها : وبشير

رفع معمر كلا حاجبيه بدهشة كبيرة : بشير يعرف !!

ثم تحولت نبرته إلي الجدية : فكك مني ومن بشير ومن الكل .. قوليلي انتي جاية ليه .. إسماعيل زعلك ؟!

لم تعرف بماذا تقول او ماذا تفعل سوي البكاء ، جز معمر علي أسنانه وتابع بنفس نبرة المزاح : هو الموضوع بخصوص إسماعيل .. عارفة لو طلع اللي في دماغي صح .. هجبلك حقك تالت ومتلت منه

ليكمل الحديث بتنهيدة حزينة كأنه يتمني أن يخيب ظنه : بس إن شاء الله يطلع غلط اللي في دماغي .. عملك ايه إسماعيل ؟!

حاولت النطق وهو ينظر لها بترقب لتتابع بنحيب : إسماعيل .. كان .. آآ .. بيضايقني .. وآآ

أكمل معمر حديثها بجدية : وأتحرش بيكي

أنفجرت شروق بالبكاء والحديث بسرعة : أنا اشتغلت عشان مالقياش شغل خالص .. انا معايا الاعدادية وبس وكلهم بيرفضوا .. طب اعمل ايه .. بالصدفة شوفت إعلان شغل وبمرتب كويس .. وأترفضت عشان بنت ماكنش قدامي غير إن اعمل راجل .. إسماعيل كان بيغلس عليا ديما وكنت بستحمل بس .. بس لما عرف إني بنت ... آآ

لأنها هي .. بقلم فاطمة عرفات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن