رسائل مُميته

238 10 0
                                    

«الفصل الثاني: رسائل مُميتة».

في المقعدِ ذاته وانتظار شيئًا يُدهشني أمرًا صعبًا، أعتقد أنَّ  قلبي أصبح هو شارد العقل، ولكن هذه المرة فأنا شارد العقل بِمَن شغلته.
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
_ دمياط! ياه لا دي بعيدة أوي! وبصراحة أنت جيت على البنت جامد يا إياد، مكنش ينفع تقولها أنتِ رخمة! ما هي أكيد هتزعل منك، شكلك كده هتضيعها منك.
وساعتها حسيت أني بين شخصين: شخص حابب كلمات إسراء ورغم إنها متكلمتش كتير إلا أني كنت مستريح بالكلمات دي، والشخص التاني وهو بيرد عليا يا ابني فوق إحنا في أبلكيشن لا حول ليك ولا قوة.

بدأت الحصة الأولى وكاليوم السابق رغم اختلاف المواد الدراسية إلا إن التشابه كان في شرود عقلي، وكأنَّ عقلي أقسم على التشرد في مستقبلي اللعين.
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

وعلى الصعيد الآخر.. المستقبل الغامض ما هو إلا مخاطر تعلوها قمم خيبات الأمل.

_ إيمان، إيمان أنتي فين؟
= أنا في المطبخ يا عبد الحميد.
_ حضريلي قهوتي لو سمحتِ..
= أنا مشغولة دلوقتي، قوم أنت هات السبرتايه وأنا هكمل.. _ طيب ما تعمليها أنتِ؟
= طيب ما تعملها أنت يا عبده!
_ خلاص يا ستي، أقولك؟ ولا أنا ولا أنتِ، أنا خلاص كرهت القهوة وﷲ.
= كرهت القهوة يا عبده؟ قول بقى أنك كرهتني أنا مش القهوة، ما أنا عرفاك لمَّا بتقفل من الحاجة بسبب حد، ما أنت مش هتكره القهوة اللي بتحبها أكتر مني!
_ طيب يا إيمان هو أنتِ مش ملاحظة حاجة غريبة؟
= لا يا عبدو مش ملاحظة.
_ مش ملاحظة إنك بقيتِ رغايه شويتين؟
= بتقولي أنا رغايه يا عبدو؟! طيب وﷲ ما أنا قعدالك في بيتك، وأنا بيت أبويا أولى بيا.
_ أيوه صح استني استني وﷲ أنا اللي هلملك الهدوم، وليا كلام مع عم عيد ما هو أكيد هيلاقي حل في الموضوع دا، ما أنتِ مش كل شوية تقومي منكدة عليا! ما هي مش عيشه دي واللّٰه.
= أنا نكدية يا عبده بتقولي أنا نكدية؟
_ وﷲ يا إيمان هُمَّا بيقولوا بس أنا مش مصدق، شوفي أنتِ رايحة فين بقى انهاردة.
= أنت بتمشيني من البيت وبتطردني؟ وﷲ ما قعدالك فيها يا عبدالحميد.
_ يا ستي هو أنتِ كنتِ قاعدة في الجنة! روحي يلا.
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

لَم تَكن غير طاقة ذائقة الفقدانِ، فَمَن ترك يترك، ومَن كسر يُكسر، كلماتٌ مِن الماضي تُحفر في سجل كتباتي، دقائق تفصل بين بزوغ فجر الحرية وتشتت انهيار العقول.

كلها دقيقة وأخلص من الهم اللي أنا فيه ده، هروح أقعد أكلم صحبي الجديد وصحبتي اللي لحد دلوقتي معرفش هي عملت end للشات بتاعنا ولا لا.
يا ابني بطل تفكر في الناس ما أنت كده كده محدش في حياتك أصلًا، مش عارف أنت ليه متعلق بإنها تنهي الشات! عادي هنقابل غيرها، أنا هروح وأشوف أحمد هيقول إيه هو هيعرف أكتر مني، الضرب جرس وهيحصل نفس إللي حصل إمبارح كلهم هيهزروا سوا وأنا همشي كالعادة ما أنا كده كده منسي،  تصدق صح منا هبقى متوحد المدرسة، شكلي هاخد لقب جديد وﷲ إذا كان أنا إللي بقول عليا متوحد هُمَّا هيقولوا إيه يلا مش مهم، أنا هروح تاني بس المرة دي زي المرة إللي فاتت.. محتاج أمشي في الشوارع مش هفضل طول عمري واقف في عنق الزجاجة، أول مرة أخرج في الشارع لوحدي، ياه يا إياد كل دي ناس ماشية! إزاي مصر شايله كل دول؟ مصر ايه ازاي الحي بتاعنا شايلهم؟ بيفكرني بـبيت ستي إللي كان في مصر القديمة والبيوت إللي كان لو حد جرى على السلم كان ممكن يقع وعن اللمة دي، هكلم عبده بقى في الموضوع  إننا نروح وإوعى تقوله يا عبده قدام إيمان! هي بس إللي تقول يا عبده، هو البيت بعيد أوي كده وأنا معرفش شكلي مكنتش عايش قبل كده، بسرعة قبل ما إيمان تيجي تقولي اتأخرت ليه، للأسف كأي واحد لسه يعتبر أول مرة يشوف شارع مكنتش بعمل حاجة غير إني أشوف شبابيك الناس والبلكونات بتاعتهم وألوانها وزوقهم في الألوان وبدأت أحلل الشخصيات دي عن طريق معرفة الألوان اللي مختارنها، مشيت من طريق جانبي طبعًا قولت أختصر ومش هلاقي ناس هناك اصلًا فمش هبص على حد وهمشي أسرع، ده أنا دماغي لما تشتغل بتشتغل وﷲ يا واد يا إياد أنت خسارة في البلد دي.
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

إلى الدّرْك الأسفلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن