الحلـقة 20 " الأخيرة"

3.2K 132 14
                                    

#سر_نوفمبر
الحلـقة 20 " الأخيرة"

الساعة 4:35 العشية :
دفت رهف باب المرش امتع الكافي وخشت واتجهت لجهة عروض الكيكات
كان مراد شاد الكاصة والتخليص ، ولمحها وهي واقفة وعاطية بالظهر ، وعرفها انها هي " وعد " يلي كان يحكي معاها
فتح كاميرا امتع هاتفه وساوى شعره ورجعه ولهي مع الراجل يلي يخلص
كمّل الراجل تخليصه وانصرف وخلّى المجال لرهف يلي كانت لابسة لبسة وعد انها توقف قدام مالك وعلي وجهها إبتسامة " كش ملك " !
مراد انصدم لما شافلها وقال : رهف شن جابك هني ؟
رهف عقدت حواجبها وهي مبتسمة ابتسامتها المخيفة : مش اتفقنا امس ان تبي تشوفني ؟
مراد انكر وقال : اني ؟
رهف زالت ابتسامتها وقالت بعتاب : ايه انت ، مش عزمتني ؟ ولا غيرت رايك
مراد تلفت يمينه ثواني ورجع شافلها وحط يديه علي الكاصة وقرّب منها وقال بصوت واطي : في دماغك ليلة سودة غبرة بالله ما اديريهاليش هني
رهف ابتسمت بإستهزاء : لا ليلة سودة ولا ليلة بيضا اني جاية علي خاطر العزومة بس
مراد عقد حواجبه بإستغراب من ردة فعلها المخيفة وقال  : طبيعية انتِ ؟
رهف تجاهلت كلامه وحطت يديها علي الباكو وقالت : هياا خديت الكيكات هادم بس ما كترتش ومانبيش ناكلهم هني بنطلع البرا
مراد شافلها ثواني بإستغراب وفتح الباكو وسكره وضغط علي شاشة يلي قدامه وماهي ثواني حتى طلعت فاتورة جبدها وحطها فوق الباكو وقاللها : نروح ونهدرزو
رهف بعتاب : الناس يقولو انستينا !
مراد ابتسم بمجاملة واضحة : انستينا وتاكليهم بالهني
ابتسمت رهف وقالت : مشكور ، عادي تطلع نبي نكلمك البرا شوية ؟
مراد عقد حواجبه : كيف بنتطلع لمن بنسيّب المكان ؟
رهف زالت ابتسامتها : دبّر راسك
مراد تلفتت يمينه وشافلها بترجي : رهف ، ما نبيش نخسر خدمتي بالله عليك روحي ونتفاهمو في التليفون
رهف بإصرار : اطلعلي دقيقتين بس !
مراد بإنزعاج  : وين ؟ المكان كله زحما والناس تتفرج
رهف بنظرات كره وحقد : جبان ماعندكش شن تقول !
مراد هز راسه حتى يصرّفها وقال : تمام
طلعت رهف وهي حاملة باكو الكيكات ، الفايدة الوحيدة يلي طلعت بيها من علاقتها مع مراد !
*****************************************
الساعة11:20 :
كانت رهف واقفة علي روشن دارها وهي مربعة يديها وتستنى في مراد يلي لا بعتلها رسالة ولا اتصل بيها
شافت سيارته درّست واخيراً ، اتجهت بسرعة للباب وخدت وشاحها وحطاته واتجهت لباب الشقة بهدوء حتى ما تنوضش اماليها يلي كيف رقدو
وزيناته ونزلت ولقاته كيف سكّر باب السيارة ونازل منها
شافها وتنهد بصبر، مافيش مهرب !
خش للعمارة وقال : في الاستقبال
رهف : كنت منزلة الكناسة نلوح فيها
مراد هز راسه بالايجاب فقالت هي : مراد نبي نسألك ؟
مراد بفضول : اسألي ؟
رهف : انت حبيتني ؟
مراد : ايه
رهف : افعالك ما تقولش هكي
مراد : اوك ، غلطت كلنا نغلطو اني مش ملاك ، ولو بتجي تشوفي اني لا قتلك نحبك ولا قتلك معجب لما هدرزتي عليا من الايميل التاني ، كل يلي قلته ان نبي نشوفك من باب الفضول بس
رهف : مانبيش نلومك ، لأن لو لمتك معناها تهمني ، بس نبي نقولك ان بجديات صدمتني !
مراد عقد حواجبه : رهف ما تكبريش الموضوع صدمتني ومعاش تهمني علاش هدا كله ؟
رهف : اني طلعت خاينة اخر حلقة ؟ ولا رنا الخاينة ؟
مراد انصدم وقاللها : منين تعرفيها ؟
رهف ببرود : مش مهم منين نعرفها المهم عرفتها
مراد : رنا بابها تسكّر ومعاش تهمني
رهف ابتسمت بإستهزاء : تهمّك ، ولو انها ما تهمكش ما كنتش درت علاقة مع بنت في كليتها باش تحرقها وتقهرها زي البنت
مراد بإستنكار : رهف ما تغلطيش في الدوة !
رهف : نغلط في الدوة احسن ما نغلط في الفعل
مراد : اسمعي نقولك حاجة ، علاقتي بيك والله ماليها اي صلة برنا ، اصلاً اني ما عرفتكش انك تقري في نفس كليتها الا بعد ما بعتلك علي الفيس وبدينا نهدرزو ، علاقتي بيك كانت لأنك عجبتيني ، وجذبتيني! 
رهف بجدية : جذبك موضوع الحبيب الأول مش اني
مراد : الصراحة الزوز
رهف : تستمع وانت تخترق قانون البنت المعقدة ها !
مراد بإنكار  : والله لا بالحظ يلي نكلمها نطلع الاول كدب حق ما نعرفش !
رهف هزت راسها وقالت بخيبة امل : يا خسارة ما تعشمت فيك
مراد عقد حواجبه : رهف خيرك مكبرة الموضوع.؟
رهف : مش مكبراته ! هو تراكمات ، في الاول انسحابك التكتيكي وقلة مكالماتك وسؤالك ، وبعدين تسكيرتك بكري ولعبك في فورتنايت والبوبجي يلي فضلتهم عليا ، وبعدها انغماسك معاي في حساب وعد وتفضيلها عليا ، وفي الاخير نكتشف انك كنت تبي تحرق رنا بيا !
مراد : تي يامصيبة هذا مش معناه ما نحبكش والله نحبك
رهف عقدت حواجبها وقالت : نحبك ماريت منها شي ، مجرد حروف اطلع فيها من فمّك حتى تزيد تعلقني بيك بس ، لا ريتها في افعالك ولا ريتها في لهفتك ولا ريتها في اهتمامك يلي تلاشى لن اختفي توا
مـراد : ظروف !
رهف هزت راسها بالرفض وقالت : مافيش حاجة اسمها ظروف ره ، يلي يحب يسأل ويدور ويهتم ويصارح ويفضيلك وقت حتى لو كان  هو مشغول ، مش يحطّك في رف ويجبدك وقت الفراغ بس !
مراد سكت وعجز يرد علي كلامها
فقالت هي بضيق : اني مش زعلانة لأنّك طلعت ما تحبنيش ، اني زعلانة علي الوقت يلي ضيعته معاك ، زعلانة لأنّك قدرت تضحك عليا وتخليني نصدق كلامك
مراد : ماضحكتش عليك اني بجديات تعلقت بيك
رهف : فيه فرق بين التعلق والحب ره !
مراد : تعلقت بيك
رهف ابتسمت لما صارحها وقالت بفصاحة : واخيراً سقط المشهد من الممثل
طلعت سلسلة الفراشة متعها ومدتهاله وقالت بلطف : ما نبيش ننهي علاقتنا بطريقة سيئة ونتهمك ونتحسّب فيك ، في النهاية عطيتني درس ان معاش نصدّق حد الا لما يفعل ، وعشيتني فترة حلوة وعندنا ذكريات حلوة مع الافلام الاسبانية
مراد بصدمة شافتلها وقال : شن تقولي ؟
رهف شافتله وهي مادة ايدها يلي فيها السلسلة وقالت بحزن : خلاص كل حد في طريق
مراد بإنزعاج : الموضوع مش مستاهل ره
رهف : نفضّل نكون في علاقة مع شخص يحبني ، مش شخص انعجب بيا !
خدي مراد السلسلة منها بتردد بعد ثواني تفكير وقال : خسرتك بإهمالي
فقالت هي : يلي خسرتها بجديات رنا ، لأنها حباتك اما اني لا !
حط مراد السلسلة في جيبه فقالت هي : تصبح ع خير
مراد بحزن : وانتِ من اهله
دارت ظهرها وركبت ، خشت لشقة وفاضت دمعتها لما خلت بروحها وقعمزت علي سريرها في دارها المظلمة
الموضوع مكانش بالسهولة يلي توقعتها ، انّك تكتشف ان الانسان يلي عشت معاه احلا ايام حياتك طلع الشخص الغلط مش ساهلة ابداً
مسحت دمعتها وفتحت هاتفها ، ومسحت محادثته بصوابع يرجفو !
خشت علي استوديو الصور ، وحذفت الـ 23 صورة متاعه نهائي من هاتفها
مسحت رقمه
مسحت كل شي يخصّه
مسحاته كلياً من حياتها
********************************************
تاني يوم الصبح :
خشّت رهف لمجدي في مربوعته وين ماكان فاتح المصحف ويقرا
دفّت الباب وراها ، فرفع هو عيونه فيها وقال بصوت خافت : صدق الله العظيم
سكّر المصحف وقال : الخشة هادي نعرفها كويس ، خشة الطلبات
رهف ابتسمت وقالت وهي متجهة للصالون يلي جنبه : بصراحة ايه
حط مجدي المصحف علي الطاولة يلي قدامه وقال : قولي
رهف قعمزت في الصالون الفردي وقالت : بنطلب منّك طلب واوعدني انك تنفذه
مجدي : علي حسب لو نقدر حاضر
رهف بثقة : تقدر 
مجدي : باه شن هو الطلب ؟
رهف سكتت ثواني وطبست راسها وهي تشبح لصوابعها يلي اطربق فيهم ورجعت شافتله وقالت بترجّي : احكيلي قصتي
مجدي عقد حواجبه : قصة شنو ؟
رهف : قصتي لما خديتني من بوي
ضحك مجدي وقال : يا بنتي افهمي اني أبوك خيرني مش مالي عينك ؟
رهف : الاسبوع يلي فات بعتلي عمي ناصر ولده لعب في السيارة باش ناخد منه رقم سواقة وترفعني ليهم ، تلاقيت مع معز وعمتي صفاء في حوش عمي ناصر ، طلبو منّي نشوف بوي واني رفضت لأني نبي نسمع القصّة منك انت قبل
زالت ابتسامة الهزوة من وجه محدي تدريجياً وقال بإنزعاج : كيف خيرك ماقلتيش ؟
رهف رفعت حواجبها لما طاح مجدي في فخ كلامها  كلامها وقالت : خيرك ما سألتش من يكون ناصر ؟
مجدي حاول يسيطر علي ارتباكه وقال : لأني نعرفه
رهف بنظرات ترجّي : قولي علاش ما تبيش تحكيلي ، علاش مُصر انك تكمل مسرحيتك علينا
مجدي بإستغراب : مسرحية شنو ؟
رهف : ماعمريش ريتك تاخد في دواء الداكرة ، وسمعتك يومها تهدرز مع امي في الدار وانت متفكّر كل شي
مجدي تنهد لما عرف ان رهف حاصراته من كل الجهّات ومعاش عنده مجال يراوغ اكتر من هكي وقال بإستسلام : مانبيش نعطيك ليه
دق قلب رهف لما تجاوب مجدي معاها واخيراً وقالت وهي تشبحله نظرات فضول : علاش ؟
مجدي بحنية : شفت المـوت بعيوني في الحادث ، وشفت خوفك لما فقت منه ، مانبيش نفرّط فيك ، ربيتك وكبرتك ومش ساهلة نردّك بعد ماعشتي معاي اربعة وعشرين سنة
تعبّو عيون رهف دموع وقالت : لو قلتلي هدا الكلام من الأول ما كنتش ح نوافق نمشي معاهم
مجدي : ماكنتش متأكد من ردة فعلك ، توقعتك تمشي هدا علاش خفت نعرفك عليه وقلت ندير روحي ناسي كل شي افضل
رهف فاضت دمعتها وقالت بحزن : باه احكيلي
مجدي تنهد وقال : كلمني صاحبي يلي كان زي خوي وطلـب مني نتبناك ، من الاول رفضت ، بعدين قالي لو ما خديتكش ح يضطر يعطيك لشخص تاني لانه ما عندهمش امكانية يربّوك ، وجعني قلبي عليك وخفت ياخدك حد يستغلك او ما يربيكش صح ، وواقف عليك وبإمانة ماقاليش السبب يلي خلاهم يديرو هكي ، نسقلي مع الدكتور امتع الولادة وجهز لكل شي ، فتح حساب في المصرف ع خاطرك وعطاني دفتر الشيكات متاعه ، خديت منه مرة لما درتي عملية اللوزتين واني ماعنديش حقها ، فلوسك يلي في المصرف كنت نقدر نقريك فيهم في مدرسة خاصة ونلبسك بيهم احسن لبس ، لكن الشي هدا لو درته ح يفكرني انك انتِ مش بنتي لذلك نسيتهم ولوحت الشيكات في الشنطة ، خفت منه هاليوم ، هذا علاش حاولت نأجله لكن معاش يتأجل اكتر من هكي ، جاني عمّك يسأل عليك سكرت راسي ودرت روحي ناسيه ، قلت نمثل عليها ان نسيت ونشريلها سيارة لعلى وعسى تنسا حتى هي وتقعد معاي ، لكن راسك يابس ، المهم بوك أسمه عبد الحكيم ، خو ناصر الصغير ، راجل محترم ومتأكد انه عنده سبب قوي خلاه يدير هكي ، وانتِ حرة يا بنتي مع مني تبي تعيشي عيشي
رهف تأثرت بكلام مجدي وحست بدمعتها قطرت في راحة ايدها  يلي محطوطة في حجرها وقالت : نبي نعيش معاك !
انصدم مجدي من قرارها وشافلها ومسحلها دمعتها فشدت هي ايده علي خدها وقالت وهي تبكي : نبي نقعد معاك مانبيش نمشيلهم انت يلي ربيتني انت بوي
مجدي ابتسم ونزل ايده وقال : شوفيه علي الأقل
هزت رهف راسها وقالت : انشالله ، لكن بنشوفه بس!
وناضت من مكانها واتجهت لدارها ، خشت وسكرت الباب واتصلت بوليد يلي رد وقال : وي
رهف : وليد كيف الحال ؟
وليد : تمام الحمدالله وانتِ ؟
رهف : كويسة
وليد : شن شكلك قررتي ؟
رهف : ايه ، نبي نشوفه
وليد : تمام نبعتولك صفاء ولا معز ولا مني بالزبط ؟
رهف : ابعتهولي هو
وليد بإستغراب : مني قصدك ؟ بوك ؟
رهف : ايه !
وليد : والله شن بنقولك يا رهف ، باه خلاص نشوفهم ونعاودلك
رهف : اوك تمام نراجي فيك
وليد : سلام
سكرت رهـف الخط وبعد دقايق رن هاتفها وكان المتصل عمها نـاصر
ردت وقالت : الو
ناصر : السلام عليكم
رهف : وعليكم السلام كيف حالك عمي ؟
ناصر : الحمدالله بخير كيف حالك انتِ ؟
رهف : تمام الحمدالله
ناصر : توا قالي وليد تبي بوك يجي ؟
رهف : ايه ، مانبيش نمشيله
ناصر : علاش ؟
رهف : هكي
ناصر : باهي براحتك ، اليوم نخطمه عليكم العشية
رهف : اوك تمام
ناصر : مع السلامة
رهف : سلامات
سكرت رهف الخط وقلبها حاسـة بيه بيطلع من مكانه
***********************************
طقّت رهف علي باب المربوعة يلي كانت مستضيفة والدها ومجدي
فتحت الباب بإرتباك وهدوء ، شافت لوالدها يلي كان مقعمز ويراجي فيها
خشت بخطوات بطيئة ، شافلها ووقف وهو مندهش
بلعت ريقها وقالت بصعوبة : السلام عليكم
فرد هو بعد ما ابتسم : وعليكم السلام
مجدي حاول يلطّف الأجواء وقال : خشي يا رهف هدا بوك مش حد برّاني
اتجهتله رهف وعيونها يلمعو ، سلمت عليه وقالت : كيف حالك ؟
رد بوها بلهفة وهو مصافح ايدها بيديه الزوز : الحمدالله انتِ كيف حالك وحال صحتك ؟
رهف هزت راسها وقالت بصعوبة : الحمدالله
قام بوها ايدها وباس ظهرها وقال : الحمدالله
قعمزت رهف جنب مجدي فقال مجدي : نخليكم براحتكم
فشافتله رهف وقالت : لا خليك اقعد
مجدي ابتسم بلطف وقال : شوي ومولي
وناض من جنبكم وهي تلاحق فيه بعيونها لن طلع وسكّر الباب ، رجعت شافت لبوها فقال هو بلهفة واضحة : كيف حالك يا بنتي انشالله مرتاحة ؟
هزّت رهف راسها بالإيجاب وقالت بصوت مخنوق : الحمدالله
بوها : تمنيتك جيتي وتعرفتي علي العيلة
رهف هزت راسها بالنفي وقالت : لالا ما نقدرش ، صعب اني يالا نتعرف عليك بروحك
بوها هز راسه بتفّهم وقال : عندك الحق
رهف بعتاب : يلي نبي نعرفه شن خطّرني علي بالك توا ؟
بوها بحزن : انتِ ديما في بالـي
رهف عقدت حواجبها : شن فكرك انك تطلع في حياتي توا ؟
بوها : كنتِ صغيرة وعارفك مش ح تصدقي ومش ح تستوعبي القصة ، قلت نراجي لين تكبري وتقدري  تتخدي قرارك بروحك
رهف بعيون لامعة : متوقع بعد ما رميتني بنسيب الناس يلي يربوني وبنجي نسكن معاك ؟
بوها عقد حواجبه وقال : كنت مضطر !
رهف هقدت حواجبها وفاضت دمعتها وقالت : مافيش حاجة في الدنيا تقدر تفرق بنت علي بوها الا لو هو مكانش يبيها
بوها : كنت نقدر ندخلك عليهم في الحوش ونقوللها مرتي اني متزوج مرا تانية وتوفت وهادي بنتي وخوالها رفضوها ، لكن عارفها لو ما اطلقتش ورضت تقعد معاي ح اتعبك معاها ، هي مع صغارها مقطرة التوم في عيونهم مابالك انتِ كيف متوقعة انها بتعاملك ؟ خاصةً اني راجل النهار كله برا من الحوش ومانروحش الا في الليل ، ماكنتش ح نطمن عليك معاها
رهف شافتله بصدمه ودموعها علي خدها : يعني كنت متزوج امي بالسر ؟
هز بوها راسه بصعوبة وقال بصراحة وصدق واضح : كانت حبي الوحيد ، ماقدرتش ننساها حتى بعد ما تزوجت وربي رزقني بصغار وعيلة ما قدرتش انحي صورتها من بين عيوني ، فرقنا النصيب انخطب قبل ما نتقدملها وغصبوها اماليها عليه لأن يقربلهم ، شاء القدر وخطبت حتى اني وتزوجت بعد ما يأست وقلت يلا ندير عيلة نلهى فيها بالك ننساها
سكت ثواني لما لمعو عيونه حتى هو ولملم نفسه وتنهد بحزن ورجع شاف لرهف وقال : ماقدرتش ، شفتها في المصحة مع بوها ، كانت فاسخة عرفتها من شبحتها ان جبل الخطوبة انزاح من علي صدرها ، مشيت وكلمت بوها وخطبتها في ممر المستشفى ورفضني لأني متزوج ، وبعد قداش اتصال واصرار اعطوهالي غصباً عنهم ، وقت تزوجتها حسيت روحي فعلاً تزوجت كنت قبلها عزابي ، فرحتنا كملت بيك ، عشت معاها احلا حداش شهر في حياتي ، هدتني نسخة مصغّرة منها قبل ما تمشي ، ياريتني ..
حط يده علي عيونه لما ماقدرش يكمّل ، ورهف تشبحله وهي تبكي ومش مصدقة كمية الحُب يلي كان يكنها بوها لـ امها
رهف ودمعوها يجرو علي خدها وقالت : ياريتك شنو ؟
ارتشف بوها انفه وقال : ياريتني بتت معاها هديكا الليلة
رهف بحزن : كيف ماتت ؟
بوها بصوت مخنوق : سكتة قلبية ، ماكنتش نبي نخليها تبات بروحها لكن هي اصرّت ، قالتلي مرتك ح تفقدك برالها ، مشيت وقلبي مقبوض بالذات انها كيف جايبة وامها روحت وسابتها من ثاني يوم ، من فجر تاني يوم صبحت عندها ، خشيت للدار ولقيتها منتهية وانتِ تعيطي جنبها ، كانت صدمة عمري موتتها ، تمنيت روحي متت اني بدالها ، كان زواجي منها احسن شي صار في حياتي كلها ، وانتِ كنتي ذكرتها يلي خلتها ليا ، شعوري بالمسؤولية اتجاهك اضاعف لأنك منها وماتخليتش في يوم من الايام ان نقصّر معاك
كانت رهف تشبحله بشفقة علي حاله وعلي يلي مـر بيه وهي تبكي بحرقة علي امها يلي ماشافتهاش
بوها شبحلها وابتسمت بالرغم الحزن يلي كاسي وجهه وقال : نسخة منها ، اول ما شفتك تفكرت اول مرة نشوفها هي ، حتى نبرة صوتك ولون عيونك نفسها
رهف مسحت دموعها براحة ايدها وقالت : مش مصدقة ، مش متخيلة في يوم من الايام ننحط في الموقف هذا
بوها بنظرات ترجّي طلب منها : لمي حوايجك وتعالي معاي ، تعرفي علي عيلتك وعيشي في رزقك يلي نحرمتي منه كل هالسنين ، خليني نعوضك علي تقصيري
رهف عقدت حواجبها وقالت بحزن : اني مش ناكرة للجميل ، ولا نقدر نمشي معاك بعد كل هالسنين ، وبعدين انت شن قلت لعيلتك عليا ؟
بوها : قلتلهم كل شي وفي الاخير تفهمو وطلبو ان يتعرفو عليك
رهف هزت راسها بالنفي : سامحني ما نقدرش
بوها بإصرار : انتِ جربي تعالي يوم بس ، لو ماعجبكش الجو ارجعي
رهف : ما نقدرش أسفة
وناضت من مكانها ، طلعت من المربوعة واتجهت للصالة وين ما لقت مجدي يراجي في علي احر من الجمر ، وقف لما شافلها وشافلها بفضول حتى يعرف قرارها
فـ اتجهتله تجري وحضناته بقوة وقالت وهي تبكي : بنقعد معاك
تنهد هو وغمض عيونه بسعادة ومسح علي ظهره وقال : بنتي
طلعت لجين من دارها بعد ماكانت تبكي وهي متوقعة رهف تمشي مع بوها الحقيقي ووقفت شافت الموقف وهي مش مستوعبة
طلقت رهف مجدي ومسحت دموعها وشبحت لـ لجين وقالت : مش ح نمشي معاه
عيطت لجين بسعادة واتجهت تجري لرهف وحضنتها
اما مجدي طلع لضيفة يلي لقاه حاط يده علي عيونه وملامح الحزن واضحة عليه
مجدي : تفضل زورها امتى ما تبي
نحى عبد الكريم يده وشافله وقال : والله ما توقعت
مجدي هز راسه : ولا اني
وقف وتنهد واتجه لمجدي وحط ايده علي كتفه وقال : لو نشكرك من اليوم لغدوا الصبح مش ح نوافيك حقك ، راجـل وقف معاي وقفة عمري ما ننساها ، ما توقعتش انها تكون مرتاحة عندك لـ هالدرجة
مجدي : رهف بنتي ويلي درته معاها واجبي ومش بجميلي

#سر_نوفمبر  بقلم الكاتبةMariam Ali  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن