حفل زفاف

417 18 52
                                    

تجلس على الأريكة بعدما استطاعت الوقوف بصعوبة فقدماها لم تقدرا على حملها أكثر ، تنهدت بعمق لتضع وجهها بين كفيها تمسح عليه بعنف غير راغبة بالبكاء ، هي كانت قوية قبل التعرف على جيمين وقبل دخوله لحياتها .

كانت تحرص على عدم حدوث أي تغيير رغم اقترابهما من بعض و مشاركتهما نفس البيت ، لكن الأمور قد ذهبت عكس مجراها وهذا قد تسبب الالم أضعاف ، فجأة قد ارتد رأسها بفزع للوراء بسبب تلك الأصوات التي غزت مسامعها .

اصوات تحطيم وصراخ مكعب الجليد و لعناته ، حينها قد شعرت بخافقها يعتصر نفسه لمدى الالم الواضح في صوته ، كان مخنوقا يود التحرر .

تنهدت بحنق لتلعن نفسها هي الأخرى ، فماكان عليها التصرف معه بتلك الطريقة ، على الأقل ما كان يجدر بها التفوه بتلك الكلمات وهي بذلك تزيده ألما أكثر مما فيه ، تجد نفسها قد تخلت عنه بأمس حاجته لها مهما كان ذنبه ناحيتها .

نهضت ذاهبة إليه تزامنا مع توقف الاصوات لتصعد الدرج بخطوات متثاقلة ، فتحت الباب ببطئ لتقف عند مدخل الغرفة بأعين متسعة ، فكل شيء محطم وهو قد ادرم غضبه بكل مكان ، حتى ذلك الرف لم تعرف كيف استطاع زعزعته من مكانه .

لكنه ما اعتصر قلبها وجعله ينقبض على نفسه هو رؤيتها لذلك الجسد الجالس على الأرض بإهمال يسند ظهره ضد واجهة السرير وهو يحدق بشرود نحو الحائط .

تقدمت صاحبة الخصلات البنية وهي تكبت دموعها بداخل عينيها العسليتين ، نظرت له بانكسار وهو بات يلهث بصدر يعلو ويهبط بسرعة ، حينها انجي قد غلف عينيها الحزن لتصل إليه حتى تستقر بجانبه .

تموضعت يدها على كتفه وهاهي قد بدأت تمسح عليه بخفة " جيمين لا تفعل هذا ، هل تظن أنك بتصرفاتك هذه ستغير شيئا ؟ انت فقط ستعذب نفسك أضعافا وتزيد الأمر سوءا ... هيا عد الى رشدك " .

أنهت حديثها وهي لا تزال تمسح على ظهره لتحمل يدها دافنة أناملها وسط خصلاته الذهبية ، فلوهلة قد ظنت أنه هدء من غضبه وملامحه صارت هادئة لكنها انصدمت عندما مسك الآخر يدها لينتزعها من عليه بينما ذلك البرود الذي غلف حدقتيه اثار الرعب بقلبها فعلا .

نهض الآخر وهو لا يزال صامتا لتُقسم صاحبة الخصلات البنية أنها لم يسبق أن شهدته بمثل هذا الحال من قبل ، انتفضت لتلحق به حيث ذهب وهي باتت خائفة عليه من اذيته لنفسه .

دخل جيمين إحدى الغرف التي تقع بآخر الرواق وقد بدا عليها القِدم كأن أحدا لم يدخلها من قبل ، أخذ يبحث بالادراج واحدة تلوى الأخرى بينما أضحى يصفع كل شيء يعترض طريقه .

[{أَصْبَحْتُ عَاشِقاً}] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن