"وكأن أهم مراحل حياتي تبدأ دائماً بسحبي لحقيبة سفري خلفي. لم أكن أعلم بأن جري لهذه الحقيبة لن يكون فقط من أجل السفر والمتعة وإمضاء بعض الوقت هنا وهناك بل أيضاً لأدخل هذا البيت الكبير رغماً عني. نعم كان الأمر باختياري في النهاية ولكنني مجبرة على ذلك ليس فقط لإنقاذ شركة والدي وأمواله بل هي حلمه الذي كرس حياته من أجله لدرجة أنه تخلى عني أنا وأمي ليتمسك بها.
أجل لا زلت أمقته لأجل هذا فكيف له أن يتخلى عنا من أجل شركته وأبحاثه ولكنني عندما كبرت حاولت تفهمه لأنني أدركت معنى الحلم والجهد الذي تبذله لتحققه والآن بعد كل ما مررنا به بسبب هذه الشركة لن أقف مكتوفة الأيدي أمام ضياعها وسلبها منا ولكن هذا ليس السبب الوحيد لموافقتي على دخول هذا البيت.
كنت أزور كوريا كل عام وأمكث فيها لشهر أو أكثر بقليل. أمضي بعض الوقت مع والدي وأغلبه مع خطيبي جونغ هي بينما تبقى أمي في الولايات المتحدة ترفض القدوم إلا في المناسبات الهامة الخاصة بالعائلتين كما حدث عندما قاموا بترتيب أمور خطبتنا.
تلقيت خبر وفاة والدي المفاجئ من جونغ هي وبقيت في حالة صدمة لم تسمح لي بالبكاء ولا حتى تخيل الأمر. تولى جونغ هي وأمي أمر السفر وترتيبات الجنازة وخرجت من الطائرة أهيم على وجهي مرتدية نظارة سوداء تخفي الملامح الغريبة التي ارتسمت على وجهي. استقبلنا جونغ هي وتوجهنا مباشرة نحو المستشفى لنلقي عليه نظرة الوداع. لم تتمالك أمي نفسها وانهارت بالبكاء وكأنها استعادت كل اللحظات الجميلة التي جمعتهما ونسيت كل لحظات الجفاء والبعد والعتاب أما أنا فقد جلست على الأرض بعد أن خارت قواي ولم أشعر بساقيّ. احتضنني جونغ هي والدموع في عينيه محاولاً مواساتي فتشبثت بذراعه ونظرت له قائلة: أخبرني بأنه ليس هو أرجوك. قل لي بأنه سيكون بانتظاري في البيت. كيف له أن يغادر بهذه السهولة وهم لم يمضي معي وقتاً كثيراً يجعلني أملأ رأسي بذكرياتي معه. كيف له أن يغادر هكذا، كيف؟! "
بعد انفصال والديها عاشت مين يونغ مع والدتها في الولايات المتحدة إلا أنها بقيت على تواصل مع والدها ويزورها كلما سنحت له الفرصة وسط انشغاله الشديد بعمله. وتقوم هي بزيارته في عطلتها السنوية إلا أنه لا يستطيع إمضاء الكثير من الوقت معها فقد كان يرافقها موظفيه لمساعدتها في التسوق أو زيارة بعض الأماكن وفي العادة كانت تذهب لبيت صديقه حيث تستمتع هناك برفقة طفلين من عمرها هما ابن صديق والدها وابن أخيه.
ابن صديق والدها والذي يدعى مين جو لم يكن لطيفاً معها فقد كان دائم السخرية منها ويعاملها بجفاء أما ابن عمه دونغ ها الذي كان يكبرهما بعامين فقد كان لطيفاً معها وباتا صديقين إلى أن انتهت الشراكة بين والدها والسيد كيم بسبب خلافات في الرأي حول العمل ولم يعد والدها يسمح لها بالذهاب إلى بيتهم متذرعاً بحجج مختلفة في كل زيارة لها إلى كوريا.
أنت تقرأ
سيمفونية قلب
Romanceما بين الحب والصداقة خيط رفيع ... لا نعلم إن كان ما نظنه حبًا سيبقى معنا أم أن هناك حبًا آخر على وشك أن يزهر من وسط الألم والجروح ليبعد آهات القلب ويجعله يعزف سيمفونية جديدة. تدور القصة حول مين يونغ. فتاة ذكية قوية مثقفة ، تعيش مع والدتها في الولاي...