سيمفونية قلب 3

15 2 0
                                    

مضى الوقت و حان موعد العشاء و رفض مين جو النزول لتناول الطعام معهما فقررت مين يونغ الذهاب و التحدث إليه فوجدته يجلس في شرفة غرفته المطلة على الحديقة يحدق بالسماء. بدأت مين يونغ تقترب منه و تناديه لكنه لم يلتفت لها. وضعت كرسياً بجانبه و جلست ثم سألته: لماذا لم تأتي لتناول العشاء معنا؟

بقي مين جو صامتاً يحدق في السماء فتنهدت مين يونغ و نظرت للأرض بحزن ثم قالت: في بعض الأحيان كنت أحاول تذكر ما فعلته في حياتي و لكن عندما أفعل لا أجد سوى أن أيامي متشابهة لدرجة أنها تمسي ضبابية. لم أفعل أشياء تستحق التذكر, لم أفعل أشياء ممتعة و ليس لدي ذكريات جميلة أو حتى مضحكة. يمكنك القول بأن حياتي بأكملها كانت عادية و مملة لدرجة أن لا شيء منها يعلق في ذاكرتي. الأيام الوحيدة التي أذكرها بتفاصيلها و تجعلني أضحك حتى هذه اللحظة هي الأيام التي أمضيتها برفقتك أنت و دونغ ها أوبا. أنتما الوحيدين الذين تركا ذكريات جميلة ستبقى معي حتى أموت. أنتما أقرب صديقين لي على الرغم من أن التواصل قد انقطع بيننا لسنوات. قبل قدومي لبيتكم طلبت مساعدة الكثيرين ممن ظننتهم أصدقاء والدي و شركاؤه و لكن بلا فائدة حتى خطيبي و والده تخلوا عني.

أمسكت مين يونغ بيده فالتفت لها و أكملت كلامها قائلة: لقد أتيت لأنكم عائلتي المتبقية و ليس لي سواكم بعد الآن و لكن إن كان قدومي قد أزعجك يمكنني المغادرة صباح الغد. اذهب لتناول طعامك فأنا سأبقى في غرفتي.

نهضت مين يونغ و همت بالذهاب فأمسك مين جو بيدها و قال: لنذهب و نتناول الطعام سوياً.

التفتت له مين يونغ و ابتسمت ثم مسحت دموعها على عجل قبل أن تنساب على وجنتيها . رافقها مين جو للأسفل و ما أن رآهما السيد كيم ابتسم و شعر بالارتياح.

"شعرت بخيبة الأمل عندما علمت أنها أتت لطلب مساعدة والدي, ظننتها أتت كصديقة لتحيي ذكريات طفولتنا, تساءلت إن كانت كغيرها من الناس الذي يجرون خلف مصالحهم فقط و لكن ... عندما أتت لغرفتي و قالت كلماتها تلك صدقتها لا أدري إن كان السبب وراء ذلك رغبتي ببقائها إلى جانبي أم أن الحزن الذي شعرت به في صوتها قد جعلني أصدقها. كل ما شعرت به آنذاك أن كلانا بحاجة للإمساك بأيدي بعضنا البعض لنواجه الظلمة التي توشك على ابتلاعنا."

في اليوم التالي اتصل دونغ ها بمين يونغ و أخبرها بأنه حصل على التسجيلات و أرسل لها الفيديو فتفحصته و تأكدت من أنهما ذات الشخصين الذين اختفيا عن ناظريها بعد أن حاولت اللحاق بهما. التقطت صوراً لكل منهما ثم فتحت الحاسوب المحمول و دخلت لبيانات موظفي الشركة و بدأت تبحث عنهما. استمر الأمر لوقت طويل بما أنها لا تعرف شيئاً عنهما سوى الشكل.

اقترب منها مين جو عندما طال بحثها و سألها لماذا تبحث عنهما بهذا الإلحاح فأجابت: أود أن أسألهما عن شيء ما.

سيمفونية قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن