دخلت مين يونغ غرفتها و رمت نفسها على السرير و احتضنت وسادتها تكتم بها آهات بكائها و ألمها لعلها تخمد بعض النيران التي تشتعل في قلبها. مر بعض الوقت و هدأت ثم اغتسلت و جلست أمام المرآة لتجفف شعرها و تضع بعض المستحضرات على وجهها تخفي شحوب وجهها و تورم عينيها الباكيتين فسمعت صوت طرقات على باب غرفتها ثم أتاها صوت مين جو طالباً الإذن بالدخول فابتلعت ريقها و حاولت الابتسام داعية له للدخول.
فتح مين جو الباب و دخل يسألها مبتسماً: لقد نسيت أن أسألك, أنت لم تتناولي غداءك صحيح؟ دعينا نتناول الغداء معاً و يمكنك أن تطلبي من مدبرة المنزل أن تعد لك أي طبق تشتهينه.
ابتسمت مين يونغ قائلة: شكراً لك و لكن لا رغبة لي بتناول الطعام, يمكنك أن تتناول غداءك حتى تستطيع أخذ أدويتك.
رد مين جو بحنق: لست طفلاً لتقولي لي ذلك, إن لم ترغبي بتناول الطعام معي فانسي الأمر و لكن لا تملي علي ما أفعله.
كانت مين يونغ قد أبعدت المنشفة عن رأسها و بدأت محاولة فرد شعرها لتجففه و لكن عندما رأت ردة فعله اقتربت منه و نزلت أرضاً على إحدى ركبتيها و وضعت يدها على ساقه و ابتسمت قائلة: حسناً سأتناول الطعام معك فلا تعبس كالأطفال اتفقنا؟
أجاب مين جو بحنق: و من قال بأنني عابس, افعلي ما يحلو لك و لا تأكلي إن لم ترغبي بذلك.
وقفت مين يونغ و قالت مبتسمة: هيا بنا لننزل و نتناول الطعام معاً, دعنا لا نتجادل في أمر كهذا.
همت مين يونغ بالخروج فأمسك بيدها قائلاً: انتظري, لا يمكنك النزول الآن.
نظرت له مين يونغ باستفهام و سألت: لماذا؟ ألم يجهز الطعام بعد؟
رد مين جو بضيق قائلاً: الأمر ليس كذلك و لكن عليك أن تجففي شعرك أولاً.
ابتسمت مين يونغ قائلة: لا تقلق لن أصاب بالبرد لأن شعري مبلل فقط, مناعتي ليست ضعيفة.
ازدرد مين جو ريقه ثم قال بحنق: و من قال بأنني أهتم لهذا, كل ما في الأمر بأنني لا أريدك أن تسقطي قطرات الماء المتناثرة من شعرك هنا و هناك في بيتي, و خاصة بأننا سنتناول الطعام الآن, هل فهمت الآن؟
ابتسمت مين يونغ بحرج ثم قالت: حسناً, فهمت.
عادت مين يونغ للجلوس أمام المرآة و أمسكت بمجفف الشعر و بدأت بتجفيف شعرها بينما كان مين جو يحدق بها ثم تمالك نفسه و هز رأسه قائلاً في نفسه: تمالك نفسك أيها الأحمق, ما بك؟
ثم قال دون أن ينظر لها بتوتر: سأنتظرك في الأسفل, لا تتأخري فأنا لا أحب انتظار أحد.
نظرت له مين يونغ و ابتسمت قائلة: حسناً فهمت سأتبعك بعد لحظات.
خرج مين جو من غرفتها و وضع يده على صدره محاولاً إسكات ضربات قلبه التي يخشى أن تفضح أمره, وقف أمام المصعد و قال في نفسه: هذا مستحيل, لا يعقل بأنني معجب بالقطة الشرسة, هذه المشاعر الطفولية لا تناسبني.
![](https://img.wattpad.com/cover/242330326-288-k108689.jpg)
أنت تقرأ
سيمفونية قلب
Romanceما بين الحب والصداقة خيط رفيع ... لا نعلم إن كان ما نظنه حبًا سيبقى معنا أم أن هناك حبًا آخر على وشك أن يزهر من وسط الألم والجروح ليبعد آهات القلب ويجعله يعزف سيمفونية جديدة. تدور القصة حول مين يونغ. فتاة ذكية قوية مثقفة ، تعيش مع والدتها في الولاي...