سيمفونية قلب 5

14 1 0
                                    

دخلت مين يونغ غرفتها و رمت نفسها على السرير و احتضنت وسادتها تكتم بها آهات بكائها و ألمها لعلها تخمد بعض النيران التي تشتعل في قلبها. مر بعض الوقت و هدأت ثم اغتسلت و جلست أمام المرآة لتجفف شعرها و تضع بعض المستحضرات على وجهها تخفي شحوب وجهها و تورم عينيها الباكيتين فسمعت صوت طرقات على باب غرفتها ثم أتاها صوت مين جو طالباً الإذن بالدخول فابتلعت ريقها و حاولت الابتسام داعية له للدخول.

فتح مين جو الباب و دخل يسألها مبتسماً: لقد نسيت أن أسألك, أنت لم تتناولي غداءك صحيح؟ دعينا نتناول الغداء معاً و يمكنك أن تطلبي من مدبرة المنزل أن تعد لك أي طبق تشتهينه.

ابتسمت مين يونغ قائلة: شكراً لك و لكن لا رغبة لي بتناول الطعام, يمكنك أن تتناول غداءك حتى تستطيع أخذ أدويتك.

رد مين جو بحنق: لست طفلاً لتقولي لي ذلك, إن لم ترغبي بتناول الطعام معي فانسي الأمر و لكن لا تملي علي ما أفعله.

كانت مين يونغ قد أبعدت المنشفة عن رأسها و بدأت محاولة فرد شعرها لتجففه و لكن عندما رأت ردة فعله اقتربت منه و نزلت أرضاً على إحدى ركبتيها و وضعت يدها على ساقه و ابتسمت قائلة: حسناً سأتناول الطعام معك فلا تعبس كالأطفال اتفقنا؟

أجاب مين جو بحنق: و من قال بأنني عابس, افعلي ما يحلو لك و لا تأكلي إن لم ترغبي بذلك.

وقفت مين يونغ و قالت مبتسمة: هيا بنا لننزل و نتناول الطعام معاً, دعنا لا نتجادل في أمر كهذا.

همت مين يونغ بالخروج فأمسك بيدها قائلاً: انتظري, لا يمكنك النزول الآن.

نظرت له مين يونغ باستفهام و سألت: لماذا؟ ألم يجهز الطعام بعد؟

رد مين جو بضيق قائلاً: الأمر ليس كذلك و لكن عليك أن تجففي شعرك أولاً.

ابتسمت مين يونغ قائلة: لا تقلق لن أصاب بالبرد لأن شعري مبلل فقط, مناعتي ليست ضعيفة.

ازدرد مين جو ريقه ثم قال بحنق: و من قال بأنني أهتم لهذا, كل ما في الأمر بأنني لا أريدك أن تسقطي قطرات الماء المتناثرة من شعرك هنا و هناك في بيتي, و خاصة بأننا سنتناول الطعام الآن, هل فهمت الآن؟

ابتسمت مين يونغ بحرج ثم قالت: حسناً, فهمت.

عادت مين يونغ للجلوس أمام المرآة و أمسكت بمجفف الشعر و بدأت بتجفيف شعرها بينما كان مين جو يحدق بها ثم تمالك نفسه و هز رأسه قائلاً في نفسه: تمالك نفسك أيها الأحمق, ما بك؟

ثم قال دون أن ينظر لها بتوتر: سأنتظرك في الأسفل, لا تتأخري فأنا لا أحب انتظار أحد.

نظرت له مين يونغ و ابتسمت قائلة: حسناً فهمت سأتبعك بعد لحظات.

خرج مين جو من غرفتها و وضع يده على صدره محاولاً إسكات ضربات قلبه التي يخشى أن تفضح أمره, وقف أمام المصعد و قال في نفسه: هذا مستحيل, لا يعقل بأنني معجب بالقطة الشرسة, هذه المشاعر الطفولية لا تناسبني.

سيمفونية قلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن