السيدة ( زينب عليها السلام ) زينب بنت علي (ع) واخت الحسنين (ع) سليلة البيت الهاشمي العريق . وعقيلة الطالبيين . زهرة أهليها الأعلين وريحانة النبوة السماوية . وقداحة الشجرة المباركة . التي اصلها ثابت في الأرض وفرعها في السماء ( زينب ) هذه التي دبت🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
وترعرعت في مهد الجنان الفاطمي والعطف المحمدي . والتي هيأت منذ اليوم الأول لتسجل أروع صفحة في جهاد المرأة المسلمة والتي احاطتها ظلال عاشوراء منذ الفجر الأول لولادتها . فهذا التاريخ يحدثنا صادقاً وحتى على لسان المستشرقين أمثال ( رونالدسون ) في كتابه ( عقيدة الشيعة ) و ( منس ) في
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
كتاب ( فاطمة وبنات محمد ) نعم يحدثنا أن البيت النبوي كان يرى في وليدته الصغيرة جيشاً صامداً امام حوادث الدهر المقبلة فأخذ يهيؤها لذلك . وعندما لمح لها الامام ( ع ) في يوم من الأيام عن دورها المقبل أجابته في جد رصين : ( أعرف ذلك يا أبي ، اخبرتني به أمي لتهيأني لغدي ) . يالله ويا لروعة عقيلة بني هاشم ... ويا لعقيدة الاسلام ... التي تهب الروح المسلمة طاقة تقاصر دونها الطاقات .
🍀🍀🍀🍀🍀🍀
ثم درجت زينب ( ع ) وتقدمت بخطاها نحو صباها الحزين بعد فقد الرسول الكريم ( ص ) والأم الرؤم ( ع ) ومضت منطلقة بوصية الأم النائية فأصبحت للحسن والحسين عليهما السلام أماً ثانية لا يعوزها حنان الأمومة بما فيه من إيثار وتضحية . ثم تتابعت الحوادث وتعاقبت وعقيلتنا تتابعها،عن بعد أو قرب وقد
💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐💐
اندمجت مع رسالة جدها الخالدة تستمد منها النور الوهاج والقبس المضيء حتى وقفت بها عجلة الزمن في يوم النور الخالد ، ويوم الجهاد الشامخ فكانت هي أول من تحسس مواطن الخطر في كربلاء ! وحينما سمعت الامام ( ع ) يقول : ( يا دهر اف لك من خليل ... ) فرجعت إليه وهي تقول : ( واثكلاه ، ليت الموت أعدمني الحياة ... ) فيروح أخوها الحبيب يسليها ويواسيها ، ثم يشرح لها الوضع الراهن على حقيقته ، ويوصيها بوصاياه ...
ومنذ تلك الساعة اخذت على عاتقها تحمل المسؤولية الكبرى واضطلعت بأروع مهمة🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
تاريخية ، وهي تركيز نداء الحق الذي استشهد لأجله الميامين ! . فنراها وقد خرجت من المعركة ، بعد إذ فقدت فيها أعز ما يفقد ، نراها شامخة كالطود ، راسخة كالجبل الأشم ! تخاطب يزيد فتقول : ( أظننت يا يزيد ، حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳🌳
فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى ان بنا على الله هوانا ، وبك عليه كرامة ، وان ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسروراً ، حين رأيت الدنيا لك مستوثقة ، والأمور متسقة .. فمهلاً مهلاً ، أنسيت قول الله تعالى : ( ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نمل
🌾🌾🌾🌾🌾🌾🌾🌾🌾🌾🌾
لهم ليزدادوا إثماً ولم عذاب مهين ) ( آل عمران 178 ) فوالله ما فريت الا جلدك ، ولا حززت إلا لحمك ... ولأن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ... ) .
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
هكذا خرجت بنت علي ( ع ) من الطف وهي أرفع ما تكون روحاً ، وأرسخ ما تكون من عقيدة وثبات .
ولقد كانت خطبتها المأثورة في الكوفة هي الشرارة الأولى للأخذ بالثأر ، ولحركة التوابين ! فلقد كفكفت دموعها وهي تلمح الكوفة مهد صباها اليانع ، وعاصمة عزها الشامخ وأشارت🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
للجموع الباكية بالسكوت ، ثم قالت : ( أما بعد يا أهل الكوفة .... أتبكون ، فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة ، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً ، تتخذون إيمانكم دخلا بينكم ... ألا ساء ما تزرون ... أي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلا ، فلقد ذهبتم
بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا ، أتعجبون لو أمطرت السماء دماً ، ألا ساء ما سولت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ... ) .
واستمرت بنت الرسالة تدعو إلى رسالة الاسلام على يقين وبصيرة لم يشغلها المصاب الهائل ! ولم تقعد بها الشدائد عن المضي قدماً في طريق الدعوة والهداية ! حتى أنها كانت🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
امتداداً لحياة أخيها الشهيد (ع) وآلها الأطهار ، فلنقتبس ومضة من روحها الجبارة ، ولنستمد طاقة من طاقاتها المثالية لنحتفظ بكياننا الاجتماعي ، الذي بنته لنا ، هي وآلها الميامين ، تحت راية الاسلام الشامخة ، ولواء القرآن المظفر ، ولا يقعدن بنا،وهن أو كسل فهذا الغد المشرق يفتح ساعديه لاستقبالنا لنرقى إليه وبيميننا القرآن وبشمالنا كلمة ( لا إله إلا الله فالغد لنا إن شاء الله ) .
بنت_الهدى
كلمة_ودعوة