كنت أمضي في طريقي وأقد أتعبني الكعب العالي هذا اليوم ، وإذ بي أرى تلك الفتاة التي تتوشح بالسواد، ما بالها يا ترى! ولماذا تلبسه هنا؟ ألا يعيقها بدراستها بالإضافة إلى أنه ما هذا التعقيد! كم هي مسكينة؟
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
نظرت إلى نفسي ورددت بفخر: كم أنا جميلة وخاصة عندما ألبس تلك النظارة الشمسية ، سوف أذهب إليها لترى جمالي وتتحسر على نفسها
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قلت لها: مرحبا ، هل يمكن أن أجلس؟
يبدو أنها تقرأ شيئاً✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
بدأت تُتَمتم شيئاً وضربت على فخذها الأيمن ( 3) مرات تعجبت من تصرفها
ابتسمت ابتسامة جميلة وقالت: أهلاً وسهلاً حبيبتي✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قلت: يبدو إني ازعجتك
قالت: لا أبداً على الرحب والسعة، تفضلي لقد أكملت حين وصولك.
قلت: سيعتبر تطفلاً مني ولكن أودّ أن أسألك ماذا كنت تقرئين✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
أجابت: كنت أقرأ شيئاً من القران ودعاء العهد لإمامنا الحجة (عجل الله فرجه
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قلت: ولماذا ضربت على فخذك الأيمن؟
قالت: إنها من آداب هذا الدعاء يقرأ في خاتمته: العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان، وإنها تدل على الحزن والشوق للإمام وانتظاره
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨قلت في نفسي: ماذا تقول هذه؟ أنا أعرف الإمام ولكن لا أعرف شيئاً عنه، أحسست بالجهل لم أتوقع منها هذه المعرفة، وأنا حتى لا ادرك ما يشرحه الاستاذ في معظم الأحيان، لأني أفكّر بجمالي وماذا نأكل وماذا نشرب ومتى سنذهب للنادي
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
سأغير الموضوع لكي لا تنتبه على أني لا أعرف شيئاً
قلت: بالتوفيق إن شاء الله، ما اسمك؟
قالت: عفاف، وأنت
قلت: اسمي فاطمة
عفاف: الله، ما اجمل اسمك إنه من أجمل الأسماء هنيئاً لك به✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قلت: في نفسي منصدمة أجمل الأسماء!
لأول مرة أشعر أن شخصاً يقول لي: إن اسمي جميل، ولكني لا احبه كثيراً وأتذمر كثيراً على والدتي إذ لم تسمّني بالأسماء العصرية!
قلت ببرود: شكرا يا عفاف واسمك جميل أيضاً
احست عفاف بمشاعري✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قلت: اسألك سؤالاً، لماذا ترتدين هذه العباءة في الجامعة؟ لاشك إن أهلك متعصبون وأجبروك على لبسها.
قالت: كلا، أبداً بل أنا من ارتديتها عن إرادة وعزم ومحبة ولم أَجِد أفضل من إرث الزهراء لأرتديه.✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قلت: إرث الزهراء ! ألا ترين أنها تخفي جمالك وتقيدك بدراستك
قالت: ومن قال هذا؟ بل على العكس إني أَجِد حريتي وراحتي فيها وإني لم أتقيد يوماً منها بل بالعكس زادتني مثابرة ورفعة.
قلت بتعجب: كيف✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قالت عفاف: اسمعي يا عزيزة قلبي، إن الله يحب المرأة كثيراً ويريد بها كل الخير وهي كالجوهرة من الناحيتين، بالله عليك، الشخص الذي يحافظ عليك ويخاف عليك من الطريق ويبذل جهداً أن لا تتأذي هل يحبك أم يريد ان يحرمك من شيء
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قلت: بكل تأكيد يحبني .
قالت عفاف: كذلك الله يا حبيبتي عندما شرع الحجاب والعباءة للمرأة فهو يريد بها الرفعة والكرامة وهي كالجوهرة يحتفظ بها لشخص واحد ولا تكون سلعة لكل من هب ودب
قلت: لم انتبه إلى هذا الشيء حقيقة وكنت أفكر بأن الله جميل يحب الجمال! ماذا عن العباءة هل ضروري لبسها✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قالت: أنا لا انكر أن اللبس الفضفاض لا بأس به ومقبول ولكن الحجاب الكامل هي العباءة التي تحافظ على المرأة من جميع الجهات بل أَجِد أنها من الضروريات يا فاطمة، خصوصاً في هذا الوقت الحالي، ألا ترين ما يحدث من مشاكل وبلاءات بسبب هذا الموضوع وأن أغلب الشباب في ضياع اخلاقي
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨وقال الله تعالى (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) (1)
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
إن إنجازاتك وجمال روحك وأخلاقكِ ورداءك المليء عفة وحياء هي المقياس الحقيقي
إن هذه العباءة هي أمانة الزهراء، فقد بذلت فخر المخدرات زينب (سلام الله عليها) جهداً في الحفاظ عليها حتى في أقسى الظروف وهي مسبية، وإن على الفتاة أن تبذل جهداً لكي تتفوق في دراستها وأخلاقها وترسم صورة جميلة لعباءة الزهراء ففيها تزداد رفعة ومنزلة.
قلت في نفسي: إلهي ما هذا الكلام الجميل
اتيت لأستهزئ بحجابها وعباءتها، وها أنا خجلت من ملابسي وحجابي المزيف وعرفت مَن المسكينة الآن✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
أشعر أني رخيصة والنظرات تحيط بي من كل جانب، كنت أفكر إنهم معجبين بجمالي! الآن عرفت كم أنا ضائعة وكنت أعيش في عالم الأوهام المزين من قبل الشيطان.
بدأت دموعي تتساقط من غير إرادة وكنت أودّ أن اختبئ بعباءتها لما انتابني من شعور بالخزي، كالنسمة هبت وقامت مسحت دموعي وقالت: لا بأس يا حبيبتي، ما زال الطريق أمامك وأنك كنتِ لا تعلمين ولديك غشاوة وأن الله يحب التوابين✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قلت: شكراً لك من الأعماق، شكراً لكلماتك الطيبة، هل تقبلينني صديقة لك؟
قالت: لا شكر على واجب اشكري الله والإمام الحجة فهم يريدون بك خيراً فصار هذا الحوار بيننا
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨نعم بكل تأكيد صداقتنا ستكون على محبة مولاتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)
قلت: أنا خجلت منها لقد أسأتُ إليها كثيراً وإلى اسمها✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
قالت: هذا سابقاً أما الآن، فعندك حياة جديدة وفرصة جديدة لتعوضي كل شيء وإن شاء الله تكونين قرة عين لها.
هيا بنا فقد حان وقت الصلاة تأتين معي؟
قلت: بكل تأكيد، هيا بنا