00

111 26 13
                                    

كانَ الجَدُّ مَسؤولَ نَقلِ الوَقود في مَطارِ العاصِمة بَغداد، وفي ذلك اليَوم، الثالِث من تِشرين الثاني، كانَ موظف نَقل الوَقود مُتغيبًا فتكفلَ هوَ بتوصيلِه، وتفاجأ أثناءَ نقلهِ بسيارةِ أحدِ موظفي نقلِ الحقائبِ تنعطفُ اتجاهه دونَ سابقِ إنذارٍ ثم تصطدمَ بسيارتهِ. تسببَ لهُ الحادثُ بكسرٍ في العمودِ الفقري وضغطٍ على الحبلِ الشوكي، وعندما علمتْ عائلتهُ أسرعوا إلى المستشفى الذي نُقِلَ إليه وهم يدعونَ لهُ بالشفاءِ. سببَ لهُ الحادثُ شللًا وحالتهُ كانت خطيرةً جدًا، كان الجميعُ يرجونَ عودتهُ سالمًا إليهم، ولم يكن يزورهُ إلا شخصانِ فقط في كلِّ يومٍ حسبَ تعليماتِ الطبيبِ. وَبَعدَ أُسبوعَين، كان دَوري في زيارَتِه، بعد أن طَلَبَ رؤيةَ حَفيده صاحِب الأعوامِ الخَمسة، لا أَذكُر مُدة الزيارة، لكن عندما انتَهت، انتهى كُلُّ شَيء، توفيَ الجَدُّ بَعد زيارَتي بِيَوم، أَذكُر كُلَّ لَحظة مِنْ ذاكَ اللِقاء. لأَنهُ كانَ الأَخير.

إِلَيكْ || For You حيث تعيش القصص. اكتشف الآن