وُجهة نظر سما:بعدَّ أن رتبتُ خُصلاتي و عدلتُ ملابِس جويل خرجنَا سريعاً بإنزعاج من قلةِ صبر والدِها الذي يضربُ لنا صفارةَ هذه السيارة المُزعجة كُلما مضت دقِيقة.
و أخيراً بعد كُل هذه المُدة سأخرجُ من المنزل و نطاقِه!
ليس و كأنني جاهلةٌ أننا سنتناولُ الفطُور في الخارج ثُم سنذهبُ لروضتِها ليُلقن أُولائك الأوغاد درساً.
لا أُمانع ،في الحقيقة أنا من شجعتُه فحتماً من جعل صغيرتي جويل مُستائة يستحقُ الجحِيم.
ركبتُ بالأمام كالعادة و حملتُ جويل بينما أرتبُ خُصلاتها التي سرحتُها لها بشكلٍ جديد اليوم.
هي فقط مُستائة كوننا قاطعنا هناءَ نومها و أيقظناها باكِراً اليوم.
كُلما تتكأُ فّي جويل بهذا الشكل و أضمُها إلي ،يخالجُني شعورٌ دافءٌ للغاية و حِساً بالمسؤُولية إزائها.
" أخاكِ يا جويل، أخاك "
تذمر تشانيُول كعادتِه و أجزمُ أنهُ يشعرُ بالغيرة فحسب.
" ما المُشكلة أبي ،هل دهستُ قدمهُ مُجدداً؟ "
رفعت جويل رأسها بإستياء بينما تخاطبهُ بلؤم نُوعاً ما.
و تشانيول هزّ رأسهُ فتحركت غُرتهُ الناعمة لتُغطي جبينه و من ثُم أردف.
" هذه المرة دهستِ رأسهُ و ليس فقط قدمه "
أومأت بخِفة بينما تعتدلُ بعدم إقتناعٍ واضح ،تُمتمُ بخفُوت و حيرة.
" لازلتُ مُتعجبة من أمر دخُول هذا الصغير معدة أُمي ،كيفَ و متى؟ "
عقدَت حاجبيها بحيرةٍ طفُولية بينما كتمتُ أنفاسِي لوهلات قبل أن أُبرر بسُرعة كي لا تتعمقَ في تفكِيرها و تسأل النادِل الذي بات صدِيقها مُؤخراً.
" طائر ،إنهُ بسبب طائر اللقلَق "
بررتُ بسخف فإرتفعَ صوتُ ضحكاتِ تشانيول الصاخِبة ،سُحقاً ليس وقتَك.
" هل أنا طائرُ لقلقٍ بنظرِك؟ "
قضمتُ شفتيّ بتشفي و غرزتُ أناملي في المقعد ،إهدأي ،لا تصرُخِ،لا تنفعِل.
" أبي أنت؟،أنت من وَضَـ- "
قاطعتُ هُراء جويل بتغيير دفة الحديث بسُرعة ،إنها كارثة بحق.