...
-وُجهة نظر تشانيول:
دلفنَا لروضةِ جويل ،و التي بالصِدفة-كذبة-يديرُها صديقُ والدي السيد كيم ذاتُه و قد بات كهِلاً بالفعل لكنهُ مُتمسك بهذا العمل و المنصِب بشدة.
و كما نصحنِي قبلَ أعوامٍ مضَت ،لم أدلُف كمن يتحلُون بالأدبِ و يشتكُون للمُدير.
بل خلقتُ فوضى عارِمة حالما لمحتُ الفتيان التي أشارت عليهم إبنتِي.
لقد كدتُ أوسِعُهما ضرباً لكنني تماسكتُ عن الأمر بدافِع العقلانِية ،و طبطباتُ سما المُهدئة أفلحت بِالتقليلِ من حدةِ غضبِي.
فقط إكتفيتُ بالصُراخِ عليهِما بجانِب ركلات طفِيفة لا أعتقدُ أنها مُبرِحة.
و لم أحتَج لزيارِة مكتب المُدير بعدَ أن نلتُ بثأرِي ،لذا تقدمتُ بينما اوصلُ جويل لصفِها و هيَ بدت سعيدةً للغاية كونها مرتي الأُولى التي أُرافقُها بها مع والدتها و ليس وحدهُما.
ذلك جعلني ألعنُ العمل الذي يُلهيني عنهُما أحياناً.
قبلتُ كلا خديها المُمتلئين كالمارشميلُو و دفعتُها لداخِل صفِها بعد العديد من الجُمل التشجِيعيه.
أعتقدُ أن مهنتِي الأصلية يجبُ أن تكُون ضِمن فريقِ التشجيع الدورِي و ليس مُوظَف إدارِي.
إنشرحَّ قلبي لرُؤية إبتسامتها الصادِقة و المُبتهجة ،إستكنتُ للحظات تائِهاً في تأمُها..أكانت الأبُوة شعُوراً بهذه الروعة و الدِفئ على الدوام؟
حينَما تبتسمُ جويل أو حتى تفخرُ بي بين زُملائِها أشعرُ بذاتي أكسرُ تلك القيُود التي تعيقُني و أرفرفُ بلفهاتٍ من النعِيم أما عِند بُكائها أكادُ أشعرُ بذاتي لا تقوى على حملِي ،تخورُ قواي و جميعُ حصُوني المنيعة التي بنتها إبتسامتُها عندَ رُؤيتِها مريضَة أو حتى مُتعبة.
" تشانيول ،العمل "
نبهتنِي سما حالما أطلتُ الشرُود فزفرتُ قبل أن أستدير صوبها مُومئاً.
خرجتُ عن ذاك المُحيط كُلياً و دلفتُ لسيارتي حيثُ تبعتني سما دُون النبس ببنتِ شفة.
و قبلَ أن أستأنِف قيادتِي ،جددتُ ذاك الهواء على رئتي قبل أُردف بإمتِنان.
" أنا حقاً لا أعلمُ كيف كانت حياتي يتكُون دُونكما ؤأنا دوماً شاكرٌ للربِ على وجُودكُما بجانبِي ،أنتُما ذلِك الدفءُ الذي أفتقِرهُ ،ذلك الدواء الذي يطيبُ أكثر الشرُوخِ سُوئاً بِي "