على غيرِ العادة عادَّ للعمل بعدَ يومٍ شاق و طوِيل ،الساعَة بالفِعل الثامنة مساءً.تأخر للغاية ،و السببُ يعودُ لرفيقه المُهمل الذي لم يأتى لمُواظبة داومه كمُدير و هُو أخذَ عنهُ عملهُ أيضاً كي لا ينتهِز المُوظفين الفُرصة ليشتكُوا عن مُدِيرهِم سُوئاً.
" ستندمُ بيك لعين هيون أعدُك "
تمتمَّ بلهجةِ توعُد بينما يحركُ ذراعيه المُتشنِجتين من كثرةِ جلُوسه.
" أبِي "
صوتٌ خافِت مُحبب لقلبِه نده فإستدار بهلع لوهلات قبلَ أن يبتسِم لرُؤية هيأةِ إبنته الصغِيرة تسللُ بخوفٍ بدى لطِيفاً.
" جوِيل ما الذي تفعلِينهُ هُنا؟،لِما لم تنامِي بعد؟ "
نفت بتوتُر و تقدمت لتُشير لهُ بالجلوس على الأريكةِ فإنصاعَ بإذعان.
جويل تأمرُ و ما خُلِق هو الا ليُلبِي لأميرتــِه.
صعَدت على الأريكة بصُعوبة لتستلقي على أحضانِ والِدها براحة.
" لقد قلِقتُ عليك لذا لم أستطِع النوم ،
بالرُغم أن جدتي أرغمتني على النوم لكنني لم أستطَيع لذا تظاهرتُ بِه حتى تأتِ "إرتفعَ ثغرهُ بإبتسامة من عفوِية صغِيرته ،خلخلَّ أنامله بين خُصلاتها الناعِمة ليُبعثِرة وسطَ تذمُراتِها.
أمهُ لازالت هُنا إذاً؟،هذا يُفسِر تحدُث جويل بنبرةٍ خافِتة للغايَة.
قبلَّ جبينها بينما يحيطُها و يُربتُ عليها بلُطف ،فهيَّ تبدُو نعِسة للغَاية.
و بالفِعل الأمرُ لم يسلِب الكثير من الدقائق حتَى غفَت كمَا لو أنها ملاك
- بنظرِ والدِها بالطبع -.فإنتصبَ بقامتِه الطويلة ليتسلَل مُطيحاً بهيبتِه و طُوله لغُرفةِ جويل ،
ليضَعها بخفة على فِراشها ،و فِي كُل مرة تتحركُ فيها والدتهُ يكتمُ أنفاسهُ بهلَع.كما لو أنهُ تاجِر ممنُوعات أو شيءٌ مِن هذا القبِيل يقتحِمُ مغفراً ما.
تنهدَّ براحة حالما نجحَ بوضعِها دُون إيقاظِ والدته ،قبلّ جبِينها ،عينيها ،وجنتَيها،..لنقُل أنهُ لم يترُك إنشاً في وجهها بلا تقبِيل فحسب.
" عمتِ مساءً صغيرتِي و ليلةً سعيدة لكِ أُمي "
إقترب مُقبلاً جبِين أُمه أيضاً.