حلقة خاصة💃🏻

831 46 6
                                    

^حلقه خاصه^
....................
_يعني هتفضلي عندك كده كتير ؟
قالها ريان من خلف الباب الذي تختبئ خلفه تلا .. تحدثت بصوت اقرب للبكاء :
_ايوه هفضل عندي .. اتفضل بقي وملكش دعوه بيا .
_تلا انا مش هفضل احايل فيكي .. وانتي زعلانه علي حاجه مش هنفذها لو حصل ايه.
قالها ريان بنفاذ صبر ونبرة اشبه بتهديد .. تحدثت هي بصوت اقرب للسخط :
_وانا من امتي اهتميت تنفذلي حاجه انا نفسي فيها اصلا .. امشي يا ريان.
نظر الي الباب بغضب شديد من جملتها اهو من لا يهتم !! هو !! ركل الباب بقدمه بقوه مما جعلها ترتجف من الخلف وصرخ بها بصوت استمع اليه جميع الموجودين :
_براحتك يا تلا .. افضلي زعلانه مع نفسك لانك واضح اتدلعتي زياده عن اللزوم .
تركها ورحل وهو يتجاوز الجميع بينما اخذ ينظر الشباب الي بعضهم البعض بيأس من علاقة ريان وتلا الغريبه ..اجتمعت الفتيات سويا امام باب غرفة تلا وتحدثت مليكه بصوت حاني :
_تلا حبيبتي .. هو خلاص مشي اطلعي بقي.
_سبوني في حالي بقي سبوني في حالي.
قالتها تلا بنبره تدل انها علي وشك البكاء وابتعدت عن الباب مسرعه الي فراشها .. جلست عليه واخذت تبكي .. هي ليست مهمه حتي يحاول ارضائها بل لا تعنيه شئ علي الاطلاق .. تحدثت بنبره بها الم :
_للدرجادي انا مش مهمه ومش خايف علي زعلي يا ريان ؟؟ للدرجادي مبقتش تحبني!
تعالت شهقاتها عند تلك النقطه بينما في الخارج كانت سيدرا تنظر الي كيان بحزن من حالة تلا التي قد وصلت لها مع ريان .. توجهت اليه وهي تتحدث بصوت خافت :
_خلينا نمشي يا كيان.
نظر اليها بحزن علي ضيقها هذا ثم حرك رأسه بالإيجاب وأخذها من يدها ورحلوا من امام الجميع وانفض الشباك من امام الغرفه التي بها تلا .. تحدث مريد مستغفراً :
_استغفر الله العظيم يارب .. انا نفسي اعرف امتي هيبطلوا يتخانقوا بقي .
_خلينا متفقين ان تلا دايما بتتعمد تعصب ريان .
قالها ياسين بهدوء  فـ تحدثت مليكه باستنكار :
_ليه ان شاء الله هي يعني ماسكه الخناق بمنكاش .. وليه منقولش ان ريان اللي غلطان مبيغلطش مثلا ؟!
نظر مريد اليها وهو يتحدث موضحاً :
_هو مش قصده كده يا مليكه اكيد .. هو قصده ان دايما تلا التي بتكبر المواضيع بدل ما تحتويها .
_هي تلا فعلا بتغلط كتير بس ليه ريان مينفذلهاش اللي هي عايزاه وخلاص .
قالتها مريم بنبره تحمل بعض من الملل فـ تحدث مريد بهدوء :
_في حاجات مينفعش تتنفذ بالسهوله دي يا مريم.
_ربنا يهديهم بقي .. يلا يا مليكه عشان نروح الشغل !
قالها ياسين وهو يمد يده الي مليكه .. مدت يدها اليه باستسلام ثم ودعوا مريم ومريد وغادروا .. نظر مريد الي مريم ثم امسك بيدها هي الاخري وتحرك بها الي محل عملها حتي يذهب الي اخيه في الشركه.
............................................
_اتضايقتي ليه المره دي علي غير العاده؟
سألها كيان بهدوء وهو ينظر الي سيدرا التي تجلس بجانبه .. تحدثت هي بحزن :
_انا تعبتلهم من كتر المشاكل وكمان المره دي واضح ان فعلا الموضوع هيقلب جد.
تحدث كيان بنبره مرحه محاولا ان يخفف عليها :
_يا شيخه قولي غير ده .. ده احنا بنسبهم بيتخانقوا الصبح بنرجع نلاقيهم واخدين بعض بالحضن اخر النهار .. جد مين بس الله يرضي عنك.
_معرفش يا كيان بس مش مرتاحه المره دي خصوصا ان ريان كان واضح عليه العصبيه المره ديه بجد.
قالتها سيدرا بتوتر واضح .. زفر كيان بهدوء ثم نظر اليها وتحدث بمشاكسه :
_قولي انك عماله تفكري في ريان وتلا عشان تبعدي عن توتر الامتحان بتاع دكتور وفيق.
شهقت بصدمه بعدما استمعت الي حديثه وهي تصرخ في وجهه :
_يالهوي .. ده انا مرجعتش اي حاجه .. يالهوي!
جحظت حدقتيه بصدمه وهو يراقبها تخرج كم هائل من الملازم وكأنها في الاختبارات النهائيه وليس مجرد اختباراً شهرياً .. تمتم ساخرا :
_حاولت تخرجها عن المود عشان تندمج معاك .. اديها نسيتك خالص يا دكتور اتبسط ياخويا .
رمقها بنظره اخيره وجدها مغمضه لـ حدقتيها وتتحدث بصوت هامس بشده وتعد علي اصابعها بطريقه مريبه مما جعله يتمتم بدهشه :
_دي بتعمل تعويذه عشان متنساش مش مذاكره ابدا !!
........................................................
وقف امام باب عيادتها وهو ينظر اليها متحدثاً بحنو :
_خدي بالك من نفسك يا مريم .
_متقلقش عليا مراتك اســـد اومااال .
قالتها بنبره مرحه مما جعله يبتسم وهو يكمل :
_ماشي يا عم الاسد .. اي حد مهما كان هو مين حسيتي بقلق من ناحيته انتي عارفه هتعملي ايه.
اخرجت من خلف ظهرها صاعق كهربي وهي تقم بتشغيله ثم لامسته به وهي تتحدث ببراءه مصطنعه :
_كده يعني .
نظر اليها شرزا وهو يتحدث بغيظ :
_مش انا يا حبيبتي مش انا .
_لا انا كنت بوريك بس اني بعرف اتصرف.
قالتها ببراءه غريبه مما جعله يضيق حدقتيه بتفحص شديد وهو ينظر اليها من الاعلي الي الاسفل ثم تحدث ساخرا :
_طبعا يا حبيبتي انتي شطوره .. يلا امشي انا بقي .
_خلي بالك من نفسك تمام .. ومتحتكش بـ ريان خالص النهارده.
_ليه يعني هياكلني؟؟
قالها بنبره ساخره وهو يبتسم شبه ابتسامهفـ أجابته هي بصدق  :
_مش مستبعد بعد ما عصبته تلا النهارده يعمل اي حاجه .
ضحك علي حديثها فهي علي حق فلا احد يستطع ان يستفز ريان كما تفعل تلا ابداً .. اقترب منها طابعاً قبله علي وجنتيها متحدثا بحنو ممزوج ببسمه هادئه :
_متقلقيش عليا .. هعرف اتصرف معاه .. خلي بالك من نفسك تمام.
_حاضر .. تروح وترجعلي بالسلامه .
قالتها بحب مما جعله يبتسم لها بسمه محبه قبل ان يتركها ويتجه الي سيارته .. صعد بها ثم اطل برأسه من نافذه سيارته وهو يردف بصوت مرح :
_متكلميش الكناري لوحدك كتير .. هتتجنني اكتر ما انتي مجنونه يا روحي.
لاحظ اختفاء تلك البسمه من علي وجهها وحل محلها الغضب مما جعله يضحك بملئ فمه ثم حرك سيارته ورحل من المكان بينما هي تراقبه بضيق متحدثه بسخط :
_بقي انا مجنونه يا مريد .. حاضر لما ارجع بس البيت هوريكي الجنون علي اصوله.
...................................................
وقف معها امام مبني خاص بـ دار كبير للنشر .. فهو قد قرر ان ينشر لها كتابها الذي كتبته .. فـ لقد اكتشف انها تكتب مُنذ زمن بعيد ولكنها لم تخبر أحد بهذا .. وبعدما قرأ لها ..عرض افضلهم علي كُتَّاب كبار وقد نال علي اعجابهم بشدة حينها قرر انه سينشر لها روايتها الورقيه الاولي ...
تذكر سعادتها الهائله عندما اخبارها بهذا الخبر وكيف تعلقت في رقبته مطولاً وهي تشكره وتخبره كم تحبه وتعشقه وها هما  الان معاً امام الدار حتي تكمل تعاقدها معهم علي خير ...
نظرت اليه روان بتوتر وهي تتحدث :
_شهاب انا قلقانه اوي.
نظر اليها وهو يمسك يدها  بدعم متحدثاً بثقه :
_متقلقيش من حاجه .. انا معاكي!
نظرت اليه بابتسامه شاكره لـ وقفه بجانبها دائماً وابداً .. ضغطت علي يده ثم دلفوا سويا الي الداخل مستعدين لـ مقابلة الناشر ...
بعد مدة ليست بكبيره خرجت روان وعلي وجهها ملامح الصدمه دون ان تتحدث وشهاب يسير خلفها ناظراً لها دون تعبير .. وما ان اصبحت خارج المبني حتي نظرت الي شهاب ثم صرخت بطريقه مفاجئه :
_انا روايتي هتتنشــــــــــــــــــــــــــــر .. الله !
قالتها ثم اخذت تقفز بفرحة عارمة ضحك شهاب علي فرحتها تلك .. اقتربت منه بسرعه كبيره وهي تتحدث بفرحة واضحه :
_شهاب .. انا روايتي هتتنشر .. لا مش هتتنشر كمان الكتروني لا دي هتتنشر ورقي .. وعند اكبر دار نشر .. انا مش مصدقه نفسي .. انا انا .. انا بحبك اووووي .
انهت جملتها وهي تقفز بين احضانه .. احتضنها هي بالمقابل وهو يبتسم بشده علي سعادته واردف بصدق واضح :
_اهم حاجه انك تكوني مبسوطه يا روني.
_انت مصدر سعادتي يا شهاب انت وبس.
قالتها بهمس ولكنه يحمل من معاني الحب ما يكفيه .. ابتعدت عنه بعد ثواني وهي تنظر اليه بأعين تبثه بالعشق .. تحدث هو  بنبره هادئه:
_ يلا بقي .. اروحك علي بيتنا ولا هتروحي القصر .
_لا هروح اقعد مع تلا .
_طيب .. يلا بينا .
أمسك بيدها ثم التف الي مكانها .. فتح لها باب السياره جلست بالداخل واغلق هو الباب خلفها ثم استدار الي مقعده وصعد بالسياره ثم ادارها وتحرك ناحية القصر حتي يلحق بعمله .
......................................................
وصلا الي الشركه سوياً فـ لقد اخذها للعمل معهم بعدما قد انهوا المشروع الذي كان بين يديهما .. ذهب معها الي مكتبها ثم بعدما دلفت تحدث هو بهدوء :
_ليه متضايقه مني؟
رفعت نظرها اليه فهي لم تخبره انه تشعرر بالضيق بل ما تبين له من الاساس كيف عرف .. سألته باستغراب :
_مين قال اني متضايقه؟
_مش لازم تقولي ولا حتي تببيني يا مليكه .. انا بعرفك من غير حتي ما انتي تبيني حاجه .
نظرت اليه بدهشه عارمه من جديته الشديده في الحديث .. ابتسم هو بهدوء مستكملا :
_مش هتقوليلي بقي متضايقه مني ليه؟
استنشقت قدر كبير من الهواء قبل ان تتحدث :
_ليه واخد صف ريان كده وشايف تلا دايما الغلطانه يا ياسين .. ليه مش شايف ريان اللي غلطان؟
رفع حاجبه بدهشه من تفكيرها فـ تحدث بنفس الدهشه :
_مين قال اني واقف في صف ريان .. انا مش واقف ف صف حد ابدا ولا مفضل حد علي حد .. بس فعلا تلا طلبتها اوفر .. عارفه ان ريان مش بيصبر علي حد ولا بيتعامل مع حد زي ما بيتعامل معها ورغم كل ده هي عماله تعصب فيه وتطلب منه طلبات غريبه ومطلوب منه انه دايما ينفذ فـ تلا غلطانه في الحته دي انما انا مقولتش اني واقف ف وصف حد .
عضت مليكه علي شفتيها باحراج فهو محق بالفعل فـ ابنة خالتها هي المخطئه دائماً .. تحدثت بحرج :
_اسفه اني اتهمتك ف انك واخد صف حد .. بس هي بنت خالتي وصاحبتي فاهمني صح.
_انا اكتر حد فاهمك يا مليكه مش محتاجه تبرري حاجه علي الاقل مش ليا .
قالها بحنو شديد مما جعله تتحدث باستغراب :
_انت ازاي كده؟
رفع احد حاجبيه وهو يتسائل :
_ازاي كده ايه؟
_ازاي فيك كل حاجه كده !! ازاي فيك كل اللي كنت بتمناه واكتر من اللي كن بتمناه !! ازاي اتحولت من مجرد شكل في حياتي لـ صوره واقعيه قدامي بتاعتي !! ازاي فيك كل التفاصيل اللي عمري ما فكرت انها تكون موجوده!
قالتها بحيره بائنه مما جعله يبتسم واقترب منها وهو يضع يده علي قلبها متحدثا بنبره عاشقه  :
_عشان مينفعش بعد ما ده يدق ليا اخذله .. مينفعش بعد ما سلمتيلي قلبك ووثقتي فيا اجي اكسرك مثلا .. مينفعش تكوني فهماني وانا مفهمكيش .. مينفعش نكون انا وانتي واحد ومنفهمش بعض اصلا .. مينفعش اخلي  ولو مره قلبك يقل ولو حاجه لا تذكر من حبه ليا .. عرفتي انا ازاي كده .. انا كده بسببك انتي يا مليكه!
نظرت اليه بعينان تمتلأن بالدموع من فرط المشاعر التي تملكتها بعد كلماته تلك .. ثم نهضت من فوق كرسيها وهي تحتضنه بقوه متحدثه بصدق :
_انا .. انا بعشقك يا ياسين مش بس بحبك .. بعشقك يابن الالفي .
_وانا بعشقك يا بنت عم محسن.
قالها بنبره مرحه مما جعلها تبتسم داخل احضانه .. تحدث هو بهمس :
_اعتقد لو حد دخل دلوقتي هيبقي منظرنا وحش اوي .
انتفضت مبتعده عنه مسرعه وهي تنتبه لـ صدق حديثه فـ تحدثت مسرعه :
_اطلع برا.
نظر اليها بدهشه من تحولها السريع فـ صرخت به :
_اطلع برا فوراً .
ضحك بعدم استيعاب لما حدث ثم خرج من مكتبها وهو يتمتم بزهول :
_قسماً بالله البنات دي كلها مخبوله وانا مراتي اكترهم !
.................................
بعد مرور الوقت ...
عاد الجميع الي القصر .. دلف ريان في المقدمه وجد روان امامه التي ركضت اليه وهي تحضتنه وتحدثت بسعاده :
_ريان وحشتني.
ابتسم ريان بهدوء وهو يبادلها العناق متحدثا :
_وانتي كمان يا روني .. عامله ايه؟؟ شهاب مضايقك في حاجه ؟
هتف شهاب باستنكار :
_وانا اقدر يا ريان .. دي كانت قتلتني.ز
_شوف هي اختي بس تعملها .
قالها ياسين بمرح فـ تحدثت روان بتذمر :
_شايف يا ريان بيقولولي ايه؟
نظر ريان اليهم وتحدث ببرود شديد :
_روان هتبات في بيتها النهارده .. وانت يا ياسين لو قربت منها هطردك معاه برا البيت.
_نعـــــــــم يعني ايه هتبات هنا ..وافهم من كلامك اني هروح بيتي لوحدي مثلا!
قالها شهاب بصدمه وغيظ شديد مما جعل ريان ينظر اليه بمعني اذا تجرؤ عارضني .. نظر شهاب الي روان مستنكرا ولكنها بادلته ببسمه لعوب .. نظرت الي ريان من جديد وهي تتسأل :
_هي تلا فين .. انا جيت وخبطت علي اوضتها كتير ومحدش بيرد .. وعرفت من الخدم انها راحت اوضة تانيه وبردو خبطت ومحدش بيرد ولا بيفتح .
نظر ريان لها بجمود متحدثاً بنبره بارد :
_تلاقيها نايمه اصل نومها تقيل .
رفعت مليكة وسيدرا كلا منهما حاجبها فـ تلا ليست بصاحبه النوم الثقيل ابداً .. تحدثت روان باستغراب :
_نايمه من الصبح يا ريان؟؟
_اه عادي تعبانه .. جهزوا الغدا انا طالع اوضتي.
تركهم وصعد الي غرفته بينما نظرت روان الي الواقفين امامها متحدثه باستغراب :
_هو ف اي بينهم ؟
اقتربت الفتيات منها وهم يعانقها ثم تحدثت مريم وهي تدفعها امامها :
_تعالي بس فوق ونتكلم يلا .
ثم صعدوا جميعهم الي الاعلي بينما وقف الاربعة شباب سويا في الاسفل .. تحدث شهاب بغيظ شديد :
_شوفت اللي اختك عملته رايحه تتحامي في ريان ملقتش غيره .
_الصراحه بتعرف تختار تتحامي في مين .. ابقي شوف بقي هتتصرف ازاي معاه.
قالها مريد بمشاكسه ثم تركه وصعد الي الاعلي .. اقترب كيان من شهاب وهو يحاوط رقبته متحدثاً بشرح غريب:
_بص يا سيدي .. روان مينفعش تختار تتحامي في حد غير ريان ليه .. عشان ريان هو البيج بوس بتاع الكل هنا فـ عارفه انكك مش هتقدر تعمل حاجه قدامه ونصيحه متحاولش اصلا يلا اطلع علي اوضتم بقي زي الشاطر يلا .
ثم تركه هو الاخر وصعد الي غرفته .. نقل بصره الي ياسين الذي تحدث منهيا حديثا لم يبدأ بعد :
_بقولك ايه اختي ومش اختي هي مراتك دلوقتي اتصرف انت بقي .
ثم تركه وصعد هو الاخر بينما نظر شهاب في المكان وجد انه بمفرده مما جعله يزفر بضيق ثم صعد هو الاخر الي غرفته محاولا التفكير فـ كيف سيأخذ زوجته من بين يدي ريان !
....................................
اجتمع الجميع حول المائده نظر ريان في وجوه الجميع لاحظ اختفاء مليكه وتلا ثم قبل ان يتحدث وجود مليكه تأتي وعلي وجهها التوتر .. تحدث ياسين بقلق بعدما لاحظها :
_مليكه مالك في ايه؟
نظرت مليكه الي ريان وهي تتحدث بقلق :
_خبطت علي تلا ومبتردش عليا .. اكيد مش كل ده نوم .
نظر اليها ريان مطولا ثم نظر الي الجميع بعدما لاحظ نظراتهم المصوبه تجاهه مما جعله ينهض بعنف من فوق الطاوله ثم تحرك بخطوات ثابته ولكن الجميع يقسم انها تشتعل بالغضب .. اسرعوا خلفه خوفاً مما سيحدث بينه وبين تلا ...
وقف امام باب غرفتها ثم طرق عليه بخطوات رتيبه متحدثاً بخشونه :
_افتحي الباب يا تلا .
صمت لـ ثوانٍ ولكن ما من مُجيب فـ طرق بقوه اكبر متحدثا بصوت حاد :
_افتحي الباب يا تلا والا قسماً بالله هكسره علي دماغك.
صمت مجدااً ولكن لم يكن هناك رد مما جعله يبتعد عن الباب الي الخلف ثم علي حين غره قام بدفعه بقوه كبيره صرخت سيدرا :
_تلا افتحي الباب هيكسره .
وقف منتظراً ردها ولكن لا شئ ..عاد الكره مرتين ولكن تلك المره يتخللها القلق عليها .. دفعه بقوه اكبر الي ان انكسر الباب اسفل قدميه .. نظر داخل الغرفه بحدقتين ناريتين الي ان وقعت عينيه علي جسدها الهاوي ارضاً بجوار الفراش مما جعله يركض اليها مسرعاً وهو ينحني لـ مستواها رافعاً رأسها بين يديه ناظراً اليها بقلق غير بائن متحدثا :
_تلا تلا .. مريد هاتلي الشنطه بتاعتي.
قالها لـ مريد الذي اتي ووقف بجواره ينظر الي تلا بصدمه بينما جلست كلا من مليكه وسيدرا ومريم وروان بجوار جسد تلا وهم يحاولوا ايفاقتها .. اسرع مريد لـ تنفيذ طلب ريان وخرج كلا من ياسين وكيان وشهاب الي الخارج ...
نظر ريان الي الفتيات وتحدث بصوت بارد ولكنه حاد :
_ اطلعوا برا .. اطلعوا .
نظرت الفتيات الي بعضهن البعض ثم تركوا تلا بقلق وغادروا من الغرفه .. رفع ريان تلا من علي الارض ثم وضعها علي الفراش بحنو ناظراً اليها بقلق .. امسك بمعصمها وهو يتفحصها جيداً ثم انفتح الباب لـ يدلف مريد ممسكاً بالحثيبه الخاصه بـ ريان .. أخذها ريان منه سريعاً ثم فتحها وهو يخرج سمعاته الطبيه واخذ يقم بـ عمله وهو يتفحصها الي ان انتهي ...
خلع سمعاته الطبيه فـ تحدث مريد مستفسراً :
_مالها يا ريان؟
_ضغطها واطي .. مبتاكلش فـ طبيعي .
قالها ريان ببرود شديد ثم اخرج ابره من حقيبته ووضعها في وريدها ثم افرغها ونظر الي مريد :
_كده هتفوق .. برا بقي.
نظر له مريد ببسخط من طولة لسانه حتي في تلك المواقف ثم غادر الغرفه وطمئن الجميع بالخارج علي تلا ...
في الداخل جذب كرسي ثم وضعه امامها في وضع معاكس وجلس ينظر اليها وقد شعر بارتياح لأنها بخير .. راقب تململها في الفراض ثم اخذت تفتح حدقتيها ببطء شديد وهي تضع يدها علي رأسها وتمتمت بصوت وصل اليه :
_اه يا راسي .. منك لله يا ريان انت السبب.
رفع حاجبه بزهول ممزوج بالسخريه من تلك الصغيره التي تدعي عليه دون ان يمسها بـ شئ .. التفت برأسها في الغرفه ثم شهقت بطريقة مفاجئه وهي تراه جالس امامها ينظر لها ببرود شديد .. اعتدلت في الفراش سريعا وهي تتحدث بغضب :
_انت .. انت ازاي دخلت ؟؟
نظر بعينيه ناحية الباب الذي بالكاد مستند لـ يغلق الغرفه حتي لا يراهم احد .. ابتلعت ما في جوفها ثم نظرت بعيداً عنه في حاله من الحزن .. تحدث هو بهدوء :
_سبب اللي حصل ده كله؟
تنفست بصوت مرتفع دون ان تتحدث بينما هو مازال ينظر اليها ثم تحدث بصوت عالٍ :
_فهميني سبب كل الليله ديه ايه؟
انتفضت علي اثر صوته ثم اخذت تبكي بهدوء مما جعله يتغفر الله بصوت مسموع .. نهض من فوق الكرسي بطريقه مفاجئه مما جعلها تنكمش في ذاتها بخوف من القادم .. نظر اليها بصدمه اختفت سريعا ثم تحدث ساخرا :
_ايه خايفه من العفريت اللي هياكلك؟
_العن!
قالتها تلا بهمس ظنت انه لم يستمع ولكنها علمت انه استمع لها عندما اردف باستنكار :
_لا والله؟
اغمضت عينيها بسخط من ذاتها الا تعلم كيف تتحكم في لسانها قليلاً .. اقترب منها وجلس امامها وتحدث بهدوء :
_وبعدين يا تلا ؟؟ هنفضل كده كتير ؟؟ متعبتيش!
_انت .. مبقتش تحبني يا ريان.
قالتها بنبره حزينه مهاجمه مما جعله ينظر اليها بدهشه مشيرا الي نفسه :
_ده انا ؟؟
حركت رأسها بإيجاب ثم استطردت حديثها مكمله :
_مبقتش عجباك اي حاجه اقولها .. ع طول معترض علي كلامي وكأنك .. زهقت مني .
_انا زهقت منك .. ده انا .. انتي ايه مفهومك عن الزهق ها .. اني بعارض علي حاجات غبيه انتي بتعمليها ده هو مفهومك اني زهقت منك ومبقتش احبك مش كده!
قالها ريان بنبره ساخره للغايه شعرت بها فـ تحدثت هي بغضب :
_كفايه بقي النبره اللي بتكلمني بيها دي .. دايما بتقولي اني مميزه فين التمييز ده اللي انت بتقولي عليه والكل بيقولي عليه بالعكس انا اقل واحده فيهم كلهم .
نظر اليها مطولا داخل حدقتيها مما جعلها تخفضها مسرعه فـ تحدث هو بابتسامه منهكه :
_فين التميز ؟؟ قعدتي معاكي ديه بسمعك ومستحمل صوتك العالي فوق طاقتي ده مش تميز وانتي عارفه ان لو حد غيرك كنت خليته يتمني يرجع بالزمن عشان بس يوطي صوته .. اني مبسبكيش زعلانه وباجي علي نفسي واجيلك رغم ان ده مش طبيعتي ده تميز .. اني مستحمل حاجات كتير اوي معاكي لو حد عرفها عمره ما هيصدق اني انا استحملها ده مش تميز .. انا حبيتك دونا عن كل الناس ده تميز من وجهة نظرك!؟
_انت ولا مره قولتيلي انك بتحبني صريحه هي كانت مره وراحت لـ حالها .
_متعودتش اكون ساذج .. كلمه بحبك لما تتقال كتير بيبهت معناها .. في الف معني ومعني لـ كلمه بحبك غير اللي في دماغك .. خوفي عليكي معناه اني بحبك .. اهتمامي بأنك متزعليش معناه اني بحبك .. فرحتي وسعيي عشان افرحك دايما معناه اني بحبك .. اني في وسط الف واحده مشوفش غيرك ده معناه اني بحبك .. الحب مش مجرد كلمه يا روائيه يا محترمه الحب حاجه اسمي من كده بكتير ودي الحاجه الوحيده اللي مش هقدر اغيرها معاكي .
قالها بنبره  هادئه ولكنها شعرت بالحزن بها من اتهامها التي وجهته فـ انه توقف عن حبها .. نعم هي تعلم انه يميزها عن الجميع ولكنها كانت تنتظر اعتراف صغير منه .. كانت تحاول بكل الطرق ان تحصل علي اعتراف صغير منه ولكنها لم تفلح ...
تنهدت بألم وهي تتحدث بصوت خافت :
_انا اسفه يا ريان .. اسفه اني كل شويه بتخانق معاك .. اسفه اني اتهمتك في حبك .. انت فعلا مش كده بس انا .. كنت مستنيه اعتراف بسيط يا ريان .. كلمه اه مش هتفرق بس انا محتاجها .. محتاجه اسمعها منك حتي ولو بغير قصد .. بس انسي انا فعلا بقيت حمل تقيل اوي .. اوعدك مش هعمل اية حاجة من الحاجات دي  تاني.
اغمض عينيه بيأس منها لما لم تخبره بالامر بذلك الوضوح لا يعلم ان هذا سيشكل لها فارقاً كبير .. فتح حدقتيه لـ يجدها تقف امامه مردفه بسمه حزينه :
_انا اسفه .. حقك عليا يا ريان .
علي حين غره قد حاوط خصرها جاذباً ايها داخل احضانه شهقت بخفوت من فعلته تلك .. تحدث هو بنبره خاصه بها :
_ازاي تشكي ولو للحظه في حبي ليكي يا تلا .. انا مش بس بحبك انا تخطيت الحب والعشق بكتير يا تلا .. اسف اني كنت فاكر ان كده كفايه بس فعلا حتي لو أيه من حقك تسمعيها مني .. يعني انا لو مش بحبك  هستحمل كل ده ليه .. انا عايزك تثقي فيا .. ثقي في حبي ليكي ممكن ؟
حركت رأسها بتيهة وهي تنظر داخل حدقتيه .. كانت تحلم بـ اعتراف بسيط وها هي قد حصلت عل شئ اكبر مما كانت تتمني بكثير .. تحدثت هي من جديد :
_بخصوص طلبي.
قاعها هو مسرعاً بنبره حازمة :
_لا انسي يا تلا .. مش هجيب شامبنزي في اوضة نومي انسي  .
ابتسمت بمرح وهي تري تجهم وجهه فـ هي قد افتعلت تلك المشكله الضخمه من اجل رغبتها في الحصول علي قرد من نوع "الشامبنزي" .. تحدثت هي بابتسامه :
_لا خلاص انا مبقتش عيزاه اصلا .. من ساعة ما انت رفضت.
رفع حاجبه بدهشه متسائلا بتوجس :
_امال ده كله حصل من ايه؟
_احم .. هرومونات !
قالتها تلا بحرج شديد وهي تنظر الي الارض .. تفهم هو الامر ثم ابتسم قائلا بهدوء :
_وثقتي فيا من تاني يعني؟
_انا بثق فيك اكتر من حياتي يا ريان .. من ساعة ما جبتني علي القصر ده اول مره وانا واثقه فيك .. مش هثق فيك بعد ما سلمتك روحي .. بس انا كنت محتاجه اسمعها منك بس مش اكتر .
قالت جملتها بقوه وهي تمسك بيده بحنو .. رفع يده وهو يضعها علي وجنتها متحدثا بنبره حانيه :
_وانا بحبك اكتر من اي حاجه تانيه يا تلا .
احتضنته بحب شديد وكأنها لم تكن متشاجره معه صباحاُ .. ثم ابتعدوا عن بعضهم وغادروا الغرفه .. هبطوا علي السلالم وجدوا الجميع يجلس بالاسفل ركضت الفتيات اليها وهم يطمئنوا عليها وقد طمئنتهم انها بخير ...
تحدث كيان بمرح وهو ينظر الي تلا ثم الي سيدرا :
_ياااه كفاره يا تلا بقالك يوم ونص متخانقه مع ريان .. مش قولتلك يا بنتي هيتصالحوا ع اخر النهار مصدقتنيش.
ضحك الجميع علي حديثه بينما اكتفي ريان وتلا بالابتسامه .. تحدثت مريم بفضول :
_هو كويس انكم اتصالحتوا وكل حاجه .. بس ايه سبب الخناقه؟
نظرت تلا الي ريان الذي ابتسم مما جعلها تعلم انه سيترك الامر بيدها مما جعلها تتحد بصوت مرتفع :
_انا جعانه .. هناكل ايه؟
_للأسف يا اخت تلا الاكل برد بسببك.
قالها شهاب بنبره ساخره مرحه .. تحدث ريان :
_خلاص اطلب اكل
_لا اكل ايه .. انا هعملكم الاكل بإيدي النهارده .
قالها كيان بفخر مما جعل كافة الشباب وروان ومرميم ينظروا الي بعضهم البعض في قلقل .. تحدثت سيدرا بعدم فهم :
_مالكم تبصوا لـ بعض كده ليه ؟
_لا ولا حاجه .. اتفضل يا كيان علي المطبخ.
قالها ياسين بهدوء مستفز وهو يشير الي المطبخ .. نظر كيان الي سيدرا وهو يتحدث بثقه :
_بصي  هبهرك .
حركت سيدرا شفتيها بارتعاش دال علي عدم ثقتها به .. تحدثت روان قبل ان يذهب كيان عن روايتها التي ستنشر .. بارك لها الجميع علي تلك الخطوه فهي بالرغم من انها اخفت الامر الا انها قد استطاعت ان تصبح كاتبه ماهره .. تحدث كيان بسعاده :
_كده ده سبب اكبر اني اطبخلكم .. يلا عن اذنكم .
تركهم ودلف الي المطبخ سريعاً .. نظر الشباب الي بعضهم البعض ثم توجهوا الي اريكه ما بنيما البنات لا يفقهون شيئاً ولكنهما قد اتجهوا الي الاريكه ايضاً لـ يتبادلوا الاحاديث ...
بعد مرور نصف ساعه نهضت سيدرا من فوق  الاريكه وهي تنظر في ساعتها متحدثه بتذمر :
_كل ده بيطبخ هو بيعيد تصنيع الحاجه؟
توجهت الي المطبخ وهي تطل برأسها من المطبخ راقبته يدندن بخفوت فـ تحدثت بنبره سعيده :
_ِشيف كيان بيعمل ايه؟
راقبت ذلك الدخان المتصاعد خلفه بينما هو لا يراه فـ تحدثت بصوت اشبه للصراخ :
_شيف كيان بيحرق المطبخ عااااااااا .
انتفض كيان بعد جملتها تلك وهو يلتف الي الخلف اغلق النار سريعاً عن الطعام الذي قد تفحم .. تحدثت سيدرا بسخريه :
_عشان كده كانوا خايفين منك .
_بس يا بت .. انا قاصد اصلا عشان اشوف قوة تركيزك.
قالها كيان بنبره متوتره .. لوت سيدرا شفتيها وهي تتحدث باستفزاز :
_متقلقش سرك في بير .. ده انا زي مراتك.
نظر كيان حوله بضيق الي ان وجد امامه صحنا من الدقيق المطحون اخذ ينثره عليها شهقت هي ثم اسرعت الي الداخل وهي تجلب بعضاً لها واخذت تنثره عليه .. دلفت مليكه وتلا ومريم و روان الي المطبخ بعدما قد تأخرت سيدرا عليهم ولكن نالهم نصيباً من الدقيق المطحون مما جعل حدقتيهما تجحظ بدهشه ثم نظروا الي بعضهم البعض واسرعوا الي سيدرا اخذوا منها بعض الدقيق المطحون ثم اخذوا يلقوه علي بعضهم البعض وتعالت صوت ضحكاتهم سوياُ ...
دلف الشباب الي المطبخ بعدما استمعوا الي صوت الضحكات العاليه .. راقبوا زوجاتهم وهم يتبادلوا الدقيق المطحون علي بعضهن البعض وعلي كيان ايضاً ...
لاحظت كلا منهمن زوجها مما جعلها تقف ثابته وهي تشعرر بتوتر شديد .. نظر الجميع الي ريان بقلق من ردة فعله لما يحدث ولكنه قد صدمهم عندما اخذ بعضاً من الدقيق المطحون من فوق الطاوله ثم القاه في وجه تلا مما جعل الجميع يندمج في اللعب من جديد وقد تعالي اصوات ضحكاتهم ...
استمعوا الي شهقه عاليه تصدر من خلفهم مما جعلهم يستديروا لـ يجدوا تلك المسنه المسؤله عن المطبخ تتحدث بألم كبير وكأنها قد فقد شئ ما :
_يالهــــــــــــــوي المطبخ.
نظر الجميع الي بعضهم البعض لـ ثوانٍ قبل ان ينفجروا ضاحكين علي هيئة تلك السيدة المسنه وصدمتها فيما حدث بالمطبخ .. تعالت صوت ضحكاتهم لـ تعلنن عن قصة لن يفهمها احد سواهم .. قصه لم يجربها احد سواهم الي الان .. قصة بدأت من اجلهم وستبقي للأبد دون ان تعرف ملل .. سـ يبقي الحب سائد بين تلك العائلة ودون ان تشعر ستجد نفسك تتعمق في تفاصييلها متمنياً ان يصبح خيالك واقعاً يوماً ما .. وما رأيك اذا كان بالفعل ذلك الخيال موجود بالواقع ولكنك فقط لا تراه .. فقط ابحث جيداً وحتماً ستجده!
.................................
#Nemo

 وكأنَّ في الخيال حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن