الحلقه السادسه

1.1K 66 1
                                    

^الحلقه السادسه ^
..........................
_الله يحرقك يا سيدرا دي عامله تعمليها فينا !
قالتها مليكه بضجر منها ضحكت سيدرا بقوة وهي تدلف الي الداخل وتغلق الباب خلفها وتحدثت :
_طبيعي ماانتوا فاتحين الباب علي البحري لازم اي حد يسمع .. ومن حظكم ان طلع الحد ده انا  !
انهت حديثها بغرور وهي تعدل من ثيابها ويبدو انها لم تلحق لأن تلا انهلت عليها بالضرب وهي تصرخ بها :
_صح .. من حظنا ان انتي عشان نعيد تربيتك من جديد .
_براحــــه براحـــــــــــــــــــــه ..
صرخت سيدرا بها وهي تحاول ان تهرب منها .. انفتح الباب فجأه وظهر كيان من خلفه وهو يتحدث
_مين بيموت .. تل ابيـــــــب سيي البنت  .. انتي واقفه تتفرجي!
قالها وهو ينظر الي مليكه التي تشاهد ما يحدث بابتسامه .. صرخت سيدرا به :
_حوشها بعيد عني الله يكرمك !
_محدش هيحوشك يا حبيبتي.
قالتها تلا وهي تمسكها من ثيابها من جديد اضطر كيان الي ان يتدخل بعدما لم يجد استجابه من مليكه .. قام بشد سيدرا بعيدا عن تلا وهو يزيح تلا بيده ووقف في المنتصف وهو يصرخ بها :
_كفاااايه يا تل ابيـــــب .. البت بدل ما تروح المول هتروح المستشفي.
صرخت تلا في أذنه وهي تحاول ان تسحب سيدرا من خلفه التي تتشبث به بقوة :
_هيكون ارحم واحسن .. اهو ارحم اللي في المول منها .
_انتي ماسكه فيا ليه وكأني حرامي .. اجري يما واهربي .
قالها كيان وهو يستدير بوجهه الي سيدرا المتشبثه به .. نفذت الامر وفرت هاربة مسرعة من امام تلا التي احكم كيان بإمساكها قبل ان تنقض علي سيدرا من جديد .. صرخت تلا بها :
_مش هسيبك يا سيدرا !
دفعها كيان برفق بعيدا عنه وهو ينفض ثيابه ويقوم بإعادة ترتيبها من جديد ثم تحدث بضجر :
_ايه ايه كنتي هتاكلي البت .. عملت اي لكل ده ؟؟
_ملكش دعوة.
قالتها تلا مسرعه وهي تنظر اليه بضيق ثم تحدثت بتساؤل :
_وبعدين انت اي اللي جابك .. مش المفروض طلعت !
_المفروض بقي .. بس نسيت الموب بتاعي فـ طلعت .
_طيب .. يلا ننزل بقي ولا اي ؟؟
قالتها مليكه مسرعه بعدما وضعت الاوراق في حقيبتها اثناء انشغالهم .. حركت تلا رأسها بإيجاب ثم توجهت خارج الغرفه وهي تستشيط غضبا من سيدرا وما فعلته ...
هبط الجميع الي الاسفل اخذ ينظر الجميع الي ياسين الذي أخذ يتحاشي النظر الي مليكه عندما خرج من غرفة المكتب وسط استغرابها  ثم توجهوا إلي السوق التجاري حتي يجلبوا ما يريدوا !
..........................................................
بعد مرور اسبوعين ...
أخذت تبكي بشدة وهي تحتضن جسدها كما اعتدت خلال اليومين السابقين مستنده بظهرها علي الحائط بجانب بعيد بالغرفة .. أخذت تتذكر ما حدث وهي تزداد في بكائها ...
***دلفت إلي حجرة مكتبه بعدما طلبها أخذت تنظر حولها باستغراب ثم توقفت أمامه وهي تتحدث باستغراب :
_نعم يا ريان؟؟
_باشا .. ريان باشا يا .. تلا!
نظرت اليه بدهشه من تلك الطريقه التي يتحدث بها .. فهو لم يحادثها هكذا من قبل .. ابتلعت اندهاشها وهي تردف :
_باشا .. طيب .. نعم يا ريان باشا ؟؟ حضرتك طلبتني .
وقفت ريان وهو يتقدم منها بينما هي تنظر اليه بخوف من تلك النظره الحديثه عليها لا تعرف ماهيتها ولكنها تشعرها بالارتباك .. تحدث بصوت يشبه فحيح الافاعي :
_فين اوراق الصفقه يا تلا ؟؟
نظرت اليه باستغراب وهي لا تدري ما الذي يقصده فتحدثت متسائله :
_اوراق صفقه ايه؟؟
_بصي عشان نختصر علي بعض .. جو اللف والدوران ده مش بتاعي  مبحبوش مببلعوش .. فـ خليكي صريحه ع الاقل مع نفسك عشان خاطرها !
قالها بنبرة موجزه فتحدثت هي بضيق :
_انا لا بلف ولا بدور .. فهمني انت عايز اي و اوراق صفقه ايه ؟؟
_اوراق الصفقه اللي انتي سلمتيها ف المول للراجل تبعك.
جحظت عينيها بصدمه من معرفته بهذا الأمر .. تلعثمت قليلا وهي تتحدث :
-انا .. انا معرفش انت بتقول اي؟؟
اقترب منها مسرعا وهو يمسكها من مرفقيها ويهذه بعنف ولكن لا يظهر ذلك علي ملامحه متحدثا :
_بت انتي انجزي انا مش فاضي للعب العيال ده .. اوراق الصفقه سلمتيها لمين يا غبيه  ؟؟
نظرت اليه بوجع ولكنها تداركت هذا الشعور وهي تجيبه باستفزاز :
_وانت مالك .. انا سلمته وقبضت ثمنه .. معتقدش بقي هيفرق معاك .
نظر الي تلك الحمقاء التي أمامه وهو يتحدث بعصبيه :
_غبيه .. هتضيعي كل اللي عمله ابوكي عشان غبيه
_بابا !!
نطقت أسمه بصدمه وهي تنظر إليه .. ما الذي يقصده من ذكره لأبيها .. تحدث بسخريه :
_اي مستغربه .. متعرفيش اني عارف كل حاجه عنك .. بالعكس ده انا كنت عارف والدك شخصيا
نظرت إليه بصدمه من حديثه .. تحدث بنبرة لاذعه :
_ايه القطه كلت لسانك دلوقتي .. بردو مش ناويه تقولي وديتي الصفقه لمين مش كده .. بس انا عارف!
أقترب منها وهو يمسكها من ذراعها ساحبا أيها إلي الخارج وهي تحاول ان تفلت من يده وهي تصرخ به :
_سبني .. سبنيي!
لم يهتم بها .. وجد جميع الخدم  ينظروا إليهم ولم يستطع أحد الحديث .. تحرك بها إلي خارج القصر ثم توجه بها إلي مخزن بعيد وقف امام الحُراس الذين أسرعوا بفتحه .. دلف الي الداخل وهو يدفعها برفق اعتدلت في وقفتها وهي تنظر امامها شهقت بعنف وهي ترا ذلك الرجل الذي قد اعطته الاوراق امامها مكبلا ويظهر علي وجهه أثر الضر المُبرح...
أتقرب ريان منها وهو يتحدث بنبره بارده :
_هو ده اللي انتي اديتيله الورق صح .. هو ده اللي كان هيضيع تعب ابوكي كله وتعبي مش كده.
أخذت تنظر إلي المواقف وهي تحاول أن تحلل جملته تعبه!! تحدثت بعدم استيعاب :
_قصدك اي بتعبك !
_اقصد ان انا الشريك المجهول في مجموعة المدراس اللي ولدك بناها .. أنا اللي كنت بمشي كل حاجه مكنش بيوصلك غير حاجات بسيطه ولا ملاحظتيش ده ابداً.
أخذت تتذكر عندما كان يأتي لها عدد قليل بالفعل من الاوراق الهامة او مجرد معلومات عابرة عن المدارس بحجة المالك المجهول قد فعل هذا وذاك !
أكمل حديثه وهو يقترب من الرجل ممسكا بخصلات شعره بعنف لا يظهر عليه ولكن صراخ الرجل اوضح ذلك :
_الحيوان ده مش اكتر من واحد نصاب .. ضحك عليكي واستغل انك متعرفيش اي حاجه ودخل عليكي بحجه بناء مدرسة جديدة وانتي وافقتي ع طول .. القانون لا يحمي المغفلين لو كان حصل اي حاجه !
نظرت إليه بعيون ممتلئه بالدموع دون حديث .. فتحدث هو من جديد :
_كنتي رايحه تخسري والدك كل حاجه .. كنتي هتخسرينا كلنا كل حاجه !
_مكنتش اعرف .
قالتها بنبرة مرتعشه من تلك تالدموع التي تحتبسها في حدقتيها .. تحدث ساخرا :
_قصدك مكنتيش بتفكري مش مكنتيش تعرفي .. مكنتيش بتفكري يا تلا .
نظرت اليه بضجر من نبرته تلك وصرخت به :
_قولتلك مكنتش اعرف ..  قالي انها صفقه ممتازه وسألت وطلعت فعلا صفقه ممتازه عشان كده وافقت.
نظر اليها بترقب وهو يقترب منها متحدثا نبره متسائله :
_سألتي مين عليها ؟؟
_سألت المحامي اللي حضرتك كنت معينه ليا لو ع حسب ما بتقول انك الشريك المجهول وهو اللي شكرلي فيها .
نظر إليها مطولا ثم أمسكها وهو يتحرك بها إلي نهاية المخزن شهقت وهي تري ذلك المحامي أمامها .. نظرت الي ريان بفزع وهي تتراجع إلي الخلف .. تحدث ريان وهو ينظر اليه :
_حقنة الفيتامين عملت مفعول معاك مش كده!
نظر إليه المحامي برعب من هيئته تلك وتحدث بنبرة متوسلة :
_ابوس ايدك يا ريان باشا .. غلطة ومش هتتكرر تاني ابدا!
اقترب منه ريان وهو ينظر إليه وتحدث بنبره قاصدا أن تصل إليها :
_اللي يجي علي حد يخصني مبرحموش .. وانت عملت كده !
نظرت إليه تلا باستغراب وهي تتحدث بنبره ممقته :
_قصدك اي باللي يخصك ؟
لوي ثغره وهو يتقدم منها وتحدث بابتسامه بارده :
_انتي تخصيني!
نظرت إليه بغضب شديد وهو يضع يده في جيوب بنطاله ناظرا اليها بثبات وصرخت به  :
_انت مين انت اصلا عشان اخصك .. ابعد بعيد عن حياتي أنا فضلت قاعده في بيتك وساكته ومعرفش ده كله ليه .. بس لحد هنا وكفايه .. المدارس اللي بابا بناها انا بسلمك مسؤليتها زي ما انت كنت ع طول شايل مسؤليتها .. طلعني انا بقي من حسابتك .. تعذبهم تولع فيهم مش قضيتي عن اذنك!
تركته وغادرت مسرعه عائده إلي القصر حتي تجمع أشيائها .. أخذت تجمع اشيائها وهي تجفف تلك الدموع .. استمعت الي نبرته وهو يقف مستندا علي الباب متحدثا :
_انتي رايحه فين ؟؟
تركت ما بيدها وهي تنظر اليه :
_راجعه بيتي .. اعتقد شكرا ع كل حاجه عملتها .. خطفتني وحطتني ف بيتك وبالامر .. جبت اخواتي وخليتهم معايا معرفش ازاي بس اشكرك فيها .. نقلتني من بيئتي لبيئه تانيه مليش علاقه بيها .. فلوسي مينفعش اطلع منها  لأني ف بيتك .. ده انت حتي كنت بتراقبني ع اقل حاجه .. كفايه اوي لحد هنا .. انا هرجع بيتي !
_بس ده بيتك!
_مش بيتي .. انا مليش حد في البيت ده عشان يبقي بيتي.
_ليكي .. انا .. جوزك!
توقفت بصدمه وهي تحاول استياعب ما تفوه به منذ لحظات .. زوج من؟؟ .. اقتربت منه وهي تتحدث :
_جوز مين؟؟
_جوزك يا مدام تلا الالفي !
قالها ببرود شديد وكأنه يخبرها بأحوال الطقس وليس خبر زواجها .. صرخت بوجهه :
_جوز مين انت مجنون .. انا مش متجوزه حد !
اقترب من خزانته وهو يقوم بفتحها .. وضع أحد الارقام السريه ثم فتحها أخرج منها ورقة ما ثم يتوجه إليها واضعاً الورقه امامها وهو يتحدث :
_عقد جواز رسمي علي سنة الله ورسوله يا حرمي المصون !
نظرت الي الورقه بيده وهي تأخذه منها بأيد مرتعشه .. شاهدت توقيع أبيها علي الورقه فتحدثت بصدمه :
_ده توقيع بابا!!
_ولدك جوزك بعد ما تميتي ال 18 سنه قبل ما يموت بـ يومين .. كان خايف يسيبك لوحدك وساعتها عرض عليا اتجوزك واتجوزتك .. وبما انك مكنتيش لسه تميتي ال 18 سنه فـ كان سهل جدا اتجوزك !
قالها بجمود وهو ينظر اليها يترقب ملامحها ولكنه صدمته بردها :
_وانت كنت فين طول ال 5 سنين اللي مروا عليا .. ولا مكنتش فاضي .. اي السؤال ده طبعا مكنتش فاضي .. انت قاعد وسط عيلتك هنا وبمزاجك وفيه كلبه مرميه وسط اربع حيطان متعرفش اصلا انها متجوزه .. طب انت عارف كان هيحصل اي لو انا اتجوزت ؟؟
أسودت عينيه من الغضب وهو يقترب منها متحدثا بنبرة مميته :
_مكنتش هسمح أن ده يحصل لأنك مراتي .. بتاعتي ملكي انا !
_في حال تاني انا كان ممكن اصرخ في وشك واقولك اني مش ملكك بس .. انا فعلا بقيت من وسط ممتلكاتك يا ريان باشا !
ابتعلت تلك الغصه المريرة وهي تتجه الي حقيبتها تدفعها بعنف ارضا وهي تتحدث بغضب :
_ملوش لازمه الم هدومي بقي  .. بقيت محبوسه هنا ملهمش اي لازمه!
قالتها وهي تدفع حقيبتها بعنف بيدها .. نظر اليها مطولا قبل ان يتحدث :
_اعملي اللي تعمليه يا تلا بس خليكي عارفه انك مراتي وفاكره ده كويس اوي يعني ملكيش مكان غير هنا !
ضحكت بقوه وهي تصرخ به :
_وانت عمرك شوفت واحده ناسيه انها متجوزه بردو .. متخفش يا ريان باشا ممتلكاتك في الحفظ والصون!
رمقها بنظره خفية لم تعلمها ثم غادر تاركا ايها بقلب محطم ..أخذت تنظر الي حالتها تلك .. لقد تم خداعها .. لقد قام أبيها بعقد قرانها بدون علمها .. كانت ستغضب وتنهار .. كانت ستصرخ في حال اخر ولكنها .. أحبته!***
مسحت دموعها بعنف وهي تقف من جديد ولكنها شعرت بقدمها تخونها كادت ان تقع ولكنها استندت بيدها علي الكرسي المجاور لها قبل ان تعتدل وتجلس عليه .. تذكرت رحيل مليكه وسيدرا في نهاية هذا اليوم تاركينها في هذا البيت معه .. تعلم أن مريم وروان بدونهما لم تكن لـ تُكمل هنا ...
صمتت عن تفكيرها وهي تنظر إلي ذلك الذي دلف إلي الغرفه بثباته ملقيا بنظراته عليها .. اقترب منها بخطوات ثابته وهو ينظر اليها وتحدث بهدوء :
_قاعده كده ليه يا تلا ؟؟
نظرت اليه دون حديث .. ثم نهضت من مكانها وهي تتجه الي خارج الغرفه ولكنه اوقفها بصوته :
_استني يا تلا !
توقفت في مكانها وهي تنتظر ان يخبرها بما يريد .. فهما لا يتحدثا منذ ذلك اليوم .. اقترب منها بخطوات واثقه وهو ينظر اليها من الخلف حتي اصبح امامها وقف ينظر اليها دون حديث .. رفعت نظرها اليه وهي  تتقابل مع عينه في صمت وكأن الحديث قد انتهي !
.............................................................................
ذهب الي العياده الطبية الخاصه بها بعدما ترك ما بيده من اوراق علي عتاق شهاب حتي يراها .. توقف بالسياره امام العياده من الخلف ثم هبط منها وهو يغلق الباب بخفوت شديد .. متسللا إلي تلك النافذه الصغيره بالخلف .. وقف يشاهدها وهي تتحدث مع العصافير الخاصه بها كما اعتاد منها ولكن تلك المره كان مختلفه .. استمع الي اسمه في الحديث اليومي مما جعله ينصت جيداً ...
كانت تجلس امام العصافير الخاصه بها كـ المعتاد يوميا لديها حتي تتحدث معهم بابتسامتها .. أخذت تتحدث في أشياء عامة إلي أن توقفت وهي تردف بأسمه بتعجب :
_مريد!
التفتت برأسها في المكان ولكنها لم تجد شيئاً لم تلاحظ ذلك الذي اختفي خلف الجدران سريعاً وكأنه فتاه مراهق يتلصص علي فتاته سرقه .. نظرت إلي عصافيرها من جديد وهي تتحدث واضعه يدها أسفل وجنتها :
_كل يوم احس انه موجود معايا في الوقت ده بس مبلاقهوش!
فتاته تشعر به .. تشعر بوجوده معها رغم انه يتوارب خلف ذلك الجدار .. استمع الي باقي الحديث :
_مريد ده شخص مغفل .. بيعاملني وكأني بنت اخته مش المفروض حبيبته .. عامل نفسه غبي حظابط .. لا هو فعلاً غبي !
ليتها تعلم أن الغبي يستمع إلي ما تقوله لكانت امتنعت عن الحديث فوراً .. قضب حاجبيه بضيق ولكنه أكمل الاستماع :
_بس جميل وانا بحبه .. عايشلي في دور ابيه .. بقي ينفع اقوله ابيه مريد .. حبيبي مريد .. جوزي مريد .. انما مش ابيه مريد .. أعمل بيه ايه انا لما يبقي ابيه .. اخليه يجبلي مصاصه يعني ..
ابتسم مريد عليها وهو يتخيلها عندما يأتي إليها بتلك الحلوي ورد فعلها علي هذا .. حتما كانت ستجعله يلحق بأهله عاجلاً .. توقف وهو يتسمع الي حديثها :
_بس هو مبيحبنيش .. ومش هيحبني .. معتقدش ان انا البنت المثاليه قصاده .. شكلي والله اعلم هضطر اوافق علي عادل .. اه مبحبوش بس هيقدرني عنه ولا اي يا كناري!
_نعــــــــم ياختي!!
قالها مريد الذي قفز من النافذه اليها عندما استمع الي حديثها .. شهقت مريم بفزع وهي تراه امامها ..هتفت بأسمه بخضه :
_مريد انت بتطلعلي منين .. وبعدين هو مش فيه باب جي من الشباك شايف نفسك حاوي يعني!
اقترب منها سريعا وهو يتحدث بغضب :
_مين عادل ده؟
جحظت عينيها بدهشه .. أكان موجودا بالفعل واستمع اليها .. استعادت ثباتها وهي تتحدث بعناد :
_وانت مالك .. ولا ليه يا ابيه .. عادل ده خطيبي ان شاء الله !
اسودت حدقتيه من الغضب وهو يقترب منها ممسكا بذراعها بعنف وهو يهزها :
_خطيب مين انتي اتجننتي ؟؟
صرخت في وجهه بحده :
_سيب دراعي يا مريد بتوجعني !
_بوجعك ها .. وكلامك ده ايه؟؟
_اتوجعت .. ياخساره ده انا كنت فاكره انك صخره .. وبعدين تتوجع ليه عادي يعني بنت خالك وبتتجوز ان شاء الله ولا اي يا ابن خالي!
قالتها مريم بنبره حزينه .. تحدث مريد بتحدي وهو ينظر اليها :
_بس الخطوبه دي مش هتحصل لانها مينفعش تحصل .
_واي اللي خلاها متنفعش؟؟
_عشان انتي مراتي مثلا !
قالها مريد ببساطه شديده وهو يراقب ردة فعلها وهو يعلم انها ستنفجر به .. وقد صدق!!
صرخت مريم في وجهه وهي تتحدث :
_نعـــــــــــــــــــم مرات مين؟؟
_مـــراتــــي !
قالها باستفزاز شديد وهو يبتسم لها .. تحدثت بعصبيه :
_انت اكيد عايز تعصبني وبس .. انا مش مرات حد انت فاهم !
اقترب منها تراجعت هي مقابلها الي الخلف .. اعجبته الفكره وهو يشاهد الحائط يقترب من خلفها .. فتقدم منها من جديد حتي التصقت بالحائط .. شهقت بفزع وهي تشعر بالحائط خلفها حاوطها بذراعه وهو ينظر اليها .. نظرت اليه بشرار وهي تتحدث :
_ابعد عني يا مريد .. انا لسه مخلصتش كلامي!
_مفيش كلام يا روح مريد !
قالها مريد بابتسامه وهو ينظر اليها .. نظرت اليه بصدمه مما تفوه به .. تحدثت بعصبيه نخفي خلفه خجلها :
_انت مالك النهارده بتقول كلام غريب .. انت تعبان؟؟
_اي الغريب في كلامي انتي مراتي .. معتقدش ف حاجه غريبه ف كده!
قالها مريد بهدوء شديد وهو ينظر اليها .. تحدثت بهدوء مصطنع وهي تتحاشي النظر اليه :
_همشي معاك .. مراتك منين ومن امتي اصلا ؟؟ بقولك شكلك تعبان!
_اتجوزتك من اسبوعين .. من والدك بنفسه .. لأنه عارف ان بنته بتعشقني واني بعشق بنته فوافق يجوزهالي !
قالها مريد بحب .. ابتسمت رغما عها ولكنها نهرت نفسها بهمس وصل إليه  :
_المفروض تثبتي ع موقفك مش تضحكي!
_وليه تثبتي ع موقفك .. انا فعلا بحبك يا مريم .. يعني قررت مكنش غبي ومُغفل .. واني اجبلك مصاصه بردو بس وانتي مراتي مش بنت اختي ولا انا ابيه !
احمرت وجنتيها خجلاً .. هو بالفعل استمع اليها بل استمع الي حديثها بأكمله .. سألته بتلقائيه :
_انت كنت بتيجي كل يوم؟؟
لعنت نفسها علي غبائها وعلي تسرعها .. ابتسم مريد وهو يقترب قليلا من وجهها ممتحدثا :
_كنت  باجي كل يوم .. وافضل اراقبك زي المُراهقين .. كنت بكره لما بطلع في شغل لأني مش هشوفك وعشان كده انا سبت الشغل!
_سبته ؟؟
نطقت بها مريم بدهشه فهو يعشق شغله .. كيف له أن يتركه من أجلها .. حرك رأسه بإيجاب وهو يحادثها :
_مادام هيبعدني عنك يبقي اسيبه ..  بس مش بالمعني .. يعني المهمات اللي تحتاجني هروحها غير كده انا مش ورايا غيرك .
_بس بس .. انت قولت انك .. اني .. عايشه في شغل اطفال !
قالتها مريم بحزن وهي تتذكر عندما أخبرته يوما بحبها إليها .. تذكرت حينما اخبرها ان ما تشعر به هو مجرد حب مراهقه ستنساه بمرور الوقت .. تنهد هو بعمق قبل أن يتحدث :
_كنت خايف .. مكنتش عايز اعلقك بيا .. مكنتش شايف ان انا الشخص اللي يستحق انك تحبيه يا مريم .. انتي كنتي احسن مني بكتير ومازلتي احسن مني .. انا حتي خايف من جوازنا !
نظرت اليه بدهشه قبل ان تدفعه بعيدا عنها وهي تتحدث بصدمه :
_خايف .. ولما انت خايف ليه اتجوزتني ؟ معتقدش ان حد جبرك تتجوزني !
تحدث بتوضيح :
_مش ده قصدي ابدا .. جوازنا ده احلي شئ في الدنيا .. انا خايف عليكي انتي .. خايف اكون بظلمك بالجوازه دي  .. خايف اوقعك في مشاكل بسببي .. بحكم شغلي وطبيعة حياتي .
_بس انت اماني !
قالتها مريم مسرعه وللمرة التي لا تعرف عددها لعنت غبائها .. ابتسم بسعاده وهو يتقرب منها من جديد محاصرا ايها ثم تحدث :
_امانك ها؟؟
لم تجيبه ..اكتفت بأحمرار خديها .. تحدثت بتلعثم بعد محاولات شديده :
_انت .. يعني .. اتجوز .. يعني بقيت مرا .. يوووه .. انت اجوزتني امتي يا مريد ؟؟
قالتها بنبره مسرعه حتي لا تنسي ما تريده .. ضحك مريد عليها وتحدث بابتسامه  :
_كل ده اهدي اهدي .. اتجوزتك ف نفس اليوم اللي .. ابتلع غضبه حتي يتحدث .. ف اليوم اللي الحيوان ده حاول يتهجم عليكي فيه .. مقدرتش اعمل حاجه ساعتها وانا متكتف فـ كنت محتاج حاجه تديني كافة الصلاحيات .. فـ ساعتها بعد ما روحت الشركه رجعت البيت وفضلت افكر ملقتش حل احلي من ده ونزلت البلد لأهلك وطلبتك للجواز وشرحت لوالدك كل حاجه وهو وافق .. بس كان ناقص توقيعك وأخدته !
تذكر عندما أرسل إليها روان التي كانت كافيه ان تجعلها توقع علي الاوراق متحججه باللعب وعندما حصل علي توقيعها كان يشعر بالسعاده الغامره .. أخبر مريم بذلك فـ نظرت اليه قليلا بحب ولكن تحولت تلك النظره الي صدمه وهي تردف :
_ثانيه ثانيه .. يعني انت اتجوزتني بسبب الموقف ده؟؟ عشان تحميني ؟؟؟
.................................................................
خرج الي الكافتيريا حتي يبحث عنها كما اعتاد خلال الاسبوعين السابقين ..فهو سابقا كان يأخذه معها الي القصر ينتظرها بعيدا عن الجامعه ثم يأخذها معه .. وجدها تقف مع صديقتها فرح ولكن تلك المره مختلفه فهي كانت تمسك بيدها علبة مألوفه لديه .. انها علبة النودلز الشهير "اندومي" امتعض وجهه وهو ينظر اليها بتقزز .. وجدها تلتهمه باستمتاع وكأنها لا تأكل شيئا مضر بصحتها ...
حمدالله علي رحيل فرح من جوارها ثم ذهب اليها مسرعا .. وقف امامها ونظرت اليه باستغراب :
_دكتور كيان .. خير ف اي؟؟
_اي ده؟؟
قالها وهو يشير بعينيه إلي علبة النودلز التي بيدها .. نظرت الي العلبه ثم اليه وهي تتحدث :
_نعم ؟؟ اندومي!
أمسك منها العلبه وهو يأخذها من يديها بخفه ملقيا بها ارضا وهو يتحدث :
_ده كخ يا ماما .. كخ يا مُعلمة الاجيال !
أخذت تستوعب ما حدث للتو .. نظرت الي تلك العلبه الملقاه ثم إليه ثم تحدثت بغضب :
_اي اللي انت عملته ده؟؟
_حصل ايه ؟؟ولا حاجه .. روحي كلي حاجه نضيفه بقي يا مُعلمة الاجيال!
قالها باستفزاز ثم تركها ورحل بعيدا عنها .. دبت قدميها ارضا من تدخله ولكنها ابتسمت علي ما فعله .. لم تلاحظ ذلك الذي وقف بعيدا ينظر اليها .. قضب حاجبيه بدهشه متحدثاً :
_دي طلعت مجنونه زيي .. احنا كده هنخلف ولاد ف السرايا .. ثانيه نخلف !!
قالها كيان بصدمه مما حدا به تفكيره .. هز رأسه باستنكار ثم تحرك حتي يغادر ولكنه توقف وهو يتابع ذلك الشاب الذي اقترب منها فهي لا تتحدث مع احد وقد لاحظ ذلك !
وقفت سيدرا عن ما تفعل وقد اختفت البسمه من علي وجهها وهي تنظر الي ذلك الواقف امامها .. تحدثت باستغراب :
_افندم .. حضرتك واقف زي اللوح كده ليه؟؟
_اللوح معجب بيكي!
قالها ذلك الشاب بوقاحه شديده .. نظرت اليه بتقزز وكادت ان ترحل ولكنه امسك بيدها مردفا :
_استني بس رايحه فين ده احنا لسه بنتعرف!
_شيل ايدك يا حيوان .
قالتها سيدرا بغضب شديد وهي تحاول ان تسحب يدها من قبضته .. تحدث الشاب بسخريه :
_ايه بس يا كوكو مالك .. ولا هو حلو للدكتور ووحش لينا !
جحظت حدقتيها بصدمه من حديثه ولم تشعر بنفسها الا بعدما قامت بصفعه بقوه صارخه بوجهه :
_اما انت شخص وقح ومش محترم !
نظر اليها الشاب بغضب شديد ورفع يده حتي يرد إليها الصفعه ولكن أمسك كيان بيده وهو ينظر اليه ببرود شديد لا يُنذر بالغضب الذي بداخله .. نظرت سيدرا اليه دون حديث .. تحدث كيان ببرود :
_مش عيب لما ترفع ايدك ع بنت !
_طبعا يا دكتره ماانت حامي الحما بتاعها .
قالها الشاب بسخريه لا يعرف ان كيان ليس كما يبدو ابدا .. سحب الشاب يده من يد كيان وهو يتحدث ناظرا الي سيدرا :
_بقي بتلفي ع دكتورك عشان تضمني النجاح .. ولا انتي طموحاتك اعلي من النجاح؟؟
شهقت سيدرا بعنف من اتهامه هذا مما جعل كيان يفاجئه بلكمه قوية في وجهه ثم هبط ارضا وهو يلكمه بشده مره اخري ثم وقف من جديد وهو يقترب من سيدرا متحدثا ببرود :
_ابقي دور انت ع النجاح السنه دي .. امشي!
قالها لسيدرا التي نظرت اليه وكانت ستعترض ولكن تلك النظره داخل عينيه جعلتها تصمت .. تحركت معه الي الامام ولكنها صرخت عندما وجدت ذلك الشاب في وجه كيان يعاجله بلكمه ...
ابتسم كيان ابتسامه غريبه جعلت الجميع متأهب لما سيحدث .. فـ تلك هي المره الاولي الذي سيشاهدوا بها مشاجرة مع كيان الالفي .. تحدث كيان بنبره غريبه :
_شكلك عايز علامه مميز من عيله الالفي .. وانا كـ دكتور محترم .. بحب انفذ رغبة الطلاب جدا !
انهي حديثه وهو يلكمه بقوه ثم انقض عليه وهو يقوم بلكمه عدة مرات وسيدرا تصرخ وبجانبها فرح التي لا تفهم شئ مما حدث فقط تحتضن سيدرا .. أتي الأمن حتي يحلوا النزاع بينهم وقد كان كيان هو المسيطر لما يتلقي لكمه واحده ولكن بالمقابل أخذ الشاب الكثير من اللكمات ...
نهض كيان من فوقه وهو يُعدل من ثيابه نافضا ذلك الغبار عنها ثم نظر الي سيدرا قبل ان يتقدم منها مُعطيا ايها المفاتيح الخاصه بالسياره متحدثا بهدوء :
_روحي ع العربيه!
قالها بنبرة لا تحمل النقاش مما جعلها تومئ بإيجاب قبل ان تتوجه الي السياره .. بينما توجه هو الي مكتب عميد الجامعه حتي يتم حل هذا النزاع ...
بعد دقائق صعد كيان السياره بجانبها .. رفعت هي المفاتيح الخاصه بالسياره إليه أخذها منها ثم نظر اليها وهو يتحدث :
_قالك اي؟؟
_نعــــم هو انت بعد كل الضرب ده متعرفش هو قالي ايه؟؟
قالتها سيدرا بهجوم فتحدث كيان هو الاخر بنفس نبرتها :
_يعني هو انتي كنتي شايفه اني كنت واقف جمبك مثلا !
_انا اعرف اللي بيتدخل ف خناقه بيكون عارف سببها .
_معلش انا متخلف .. انجزي قالك اي؟
قالها بضجر شديد .. فتذكرت هي حديث ذلك الشاب فتحدث هو :
_كان بيقولك عليا انا وانتي صح؟؟
نظرت اليه وهي ترفع حاجبها مستنكره فتحدث هو سريعا :
_اي مش محتاجه ذكاء .. مهو كان من شويه بيقولك نجاح ودكتره يبقي طبيعي علينا!
_ولما انت فاهم كده بتسأل ليه؟؟
قالتها بهجوم شديد فتحدث هو باستفزاز :
_بدردش معاكي .. قوليلي فطرتي!
_كيــــــــــــان!
قالتها سيدرا بضيق شديد مما جعله ينظر اليها مطولا وهو يردف بهدوء:
_نعم؟
_هو .. حصل ايه جوه؟؟
_ابدا .. متشغليش بالك !
_ازاي يعني ؟؟ الموضوع متعلق بيا اصلاً !
_قولتلك متشغليش بالك خلاص خلصت .. يلا عشان اوصلك بيتكم .
قالها ببرود وهو بشغل محرك السياره ويتحرك بها .. اردفت بخفوت وصل اليه :
_انا مش هقدر اروح الجامعه تاني!
_ليه؟؟
سألها باستغراب شديد .. تحدثت بصوت ضعيف :
_انت مش شايف اللي حصل .. منظري اي .. وكمان ركوبي معاك دلوقتي غلط اصلا .. ده ثبت كلامه عليا اكتر!
_معتقدش .. انتي هتروحي الجامعه تاني .. لا وراسك مرفوعه كمان لانك معملتيش حاجه غلط !
قالها كيان بجديه شديده .. نظرت اليه سيدرا باستغراب قبل ان تردف  بتهكم :
_وده ازاي بقي ؟؟
_لأن هيكون طبيعي تقفي تتكلمي مع خطيبك وجودك ان شاء الله !
_نعـــــــــــــــــــــــــــــم!
صرخت سيدرا به مما جعله يغمض عينيه فجأه وهو يصرخ بها :
_ايـــــــــــه فرحانه بصوتك .. اهدي!
_خطوبه مين دي ان شاء الله؟؟
_خطوبتك يا سيدرا صباح الخير !
قالها باستفزاز شديد مما جعلها تتحدث بعصبيه :
_صباح الزفت ع دماغك .. انت عارف انت بتقول اي؟
¬_اكيد عارف .. المهم تكوني انتي اللي مستوعبه بس!
نظرت اليه بصدمه شديده .. ولكنها سرعان ما تحدثت باستفزاز :
_وانت مين قالك اني هوافق عليك مثلا؟
_لا ما رأيك اشربيه يا سيدرا!
قالها ببرود شديد وهو يلتفت ينظر اليها ثم نظر الي الطريق من جديد .. فتحدثت هي بغضب :
_انا مش هتجوزك يا دكتور كيــــــان .. يارب تكون وصلت !
_شكلك مبقتيش تسمعي  .. رأيك اشربيـــــــــه!
_أشمعنا انا يعني .. ولا انت عايز تداري ع اللي حصل عشان سمعتك؟؟
نظر اليها بضجر دون ان يتحدث .. فهي لا تستحق الحديث .. بعد قليل وصل الي البيت بعدما سألها عن مكان منزله اجابته هي بجمود شديد .. هبطت من السياره مسرعه ولكنها لم تنتبه الي ذلك الذي هبط خلفها حتي يُحادث ابيها .. وقفت امام الباب وهي تطرقه ولكنها تحدثت بغضب :
_انت اي اللي جابك؟؟
_عشان اتجوزك!
قالها ببساطه شديده .. صرخت في وجهه :
_مش هتجوزك يا كويناان !
_اشربي رأيك!
كانت ستصرخ به ولكن فتح والدها الباب وهو ينظر اليهم بدهشة قبل أن يردف متسائلا :
_مين ده يا سيدرا؟؟
نظر كيان الي سيدرا وكانت سوف تجيب ولكنه أسرع منها وتحدث هو قبل ان تقول شيئاً :
_انا دكتور كيان .. دكتور سيدرا في الجامعه .. وان شاء الله انا جاي اطلب ايد بنت حضرتك!
...............................................................
..... يتبع
#Nemo

 وكأنَّ في الخيال حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن