^الحلقه الرابعه^
.......................
وصلت مليكه الي مقر عملها بعدما اتفقت مع سيدرا ان يبقوا علي إتصال في كل وقت علي أمل ان تعود تلا .. وقفت مليكه تتابع مع العمال ما يحدث بشرود دون حديث .. فهي تفكيرها مازال متعلق بإبنه خالتها الغائبه ...
وصل الي مركز الانشاءات حتي يراها فهو يعلم جيدا انها ستأتي ولكن دُهِشَ وهو يراها تقف بشرود غريب .. تقدم منها وهو ينظر اليها باستغراب قبل ان يتحدث بجمود :
_اعتقد اني امبارح قولتلك اننا استغنينا عن خدماتك!
انتهبت اليه مليكه ونظرت اليه بغضب وقد استفاقت مما هي فيه وتحدثت :
_واعتقد بردو اني قولتلك ان شغلي مش هتنازل عنه لحد تاني!
_يبقي فيه حل وسط!
اجابها ياسين بجمود فنظرت اليه بترقب .. تحدث هو وهو يراقبها :
_انك تبقي تحت اشراف المهندس اللي هيجي يعني تبقي مهندس مساعد !
في حال أخر كانت أبرحته بكلمات لاذعه وكان هو ايضا معتقد ذلك .. ولكنها خالفت نفسها قبل ان تخالفه هو وهي تقول :
_تمام .. وانا موافقه المهم اني مسبش حد يشتغل في اللي انا تعبت فيه ويبوظه!
_غريبه بالسهوله ديه !؟
سألها ياسين بسخريه فأجابته بصوت بارد :
_لان المهندس اللي هيجي ده هو اللي هيمشي مش انا !
انهت حديثها ببرود وهي تبتعد عنه فهي في وضع لا يسمح لها بالجدال الان مما جعل استغرابه يزداد فهو كان يعتقد انها ستثور عليه ولكن ليس ذلك الرد البارد .. لا يعلم ان غياب ابنة خالتها هو السبب بذلك ولا يعلم ايضا انها عندما تجدها ستعود الي كما رأها اول مره بل يمكن ان تكون أعند !
..............................................................
كانت تجلس بجوار صديقتها بشرود تفكر في أمر صديقتها المفقوده .. دخل الي المحاضره وهو يلقي تحية الصباح عليهم لاحظ شرود تلك المجنونه كما اطلق عليها أمس ولكنه لم يهتم .. بدأ في الشرح وكل فتره ينظر اليه .. لكزتها فرح وهي تحادثها بهمس :
_فوقي كده دكتور كيان مركز معاكي!
لم تهتم سيدرا لها فـكل تفكيرها منشغل بـ تلا .. توقف عن الشرح وهو يشاور عليها .. وقفت وهي تنظر اليه بدهشه فسألها بحده :
_انا كنت بقول ايه ؟؟
_ما أخدتش بالي !
قالتها بهدوء شديد مما جعله يستشيط غضبا منها مردفا بغضب :
_ليه شايفني بلعب .. ليكي حق متركزيش اكيد في حاجه اهم من الماده عشان كده الهانم مش مركزه!
_بالظبط!
أجابته بغضب وهي تتجه الي خارج المحاضره وقفت امامه وهي تمد يدها اليه بالكارنيه الخاص بها وتحدثت ببرود :
_قبل ما تطلبه !
ثم تركته وغادرت تحت انظاره الغاضبه ونظرات الجميع المستغربه فـ جميعهم يعلموا من هي سيدا وكيف تتعامل في تلك المواقف وليست ما فعلته الأن!
..........................................................
دخل مريد المكتب علي ريان فوجده يجلس يتابع تلك الملفات التي امامه بأهتمام .. تحدث مريد بهدوء :
_طردت كام واحد لدلوقتي يا ريان !
تحدث ريان دون ان يرفع انظاره عن الورق :
_لسه .. بس ممكن تكون انت البدايه !
نظر إليه مريد بضيق .. ثم تحدث بنبره تحمل السخريه :
_بقي هي دي اللي عصبت ريان الالفي .. ده كيان مبيعرفش !
رفع ريان انظاره عن الأوراق بغضب وهو ينظر اليه .. تحدث مريد بشماته :
_طب بزمتك انت مش هي قدرت تعصبك بردو !
ضحك ريان بقوه مما جعل مريد ينظر اليه بدهشه .. تحدث ريان بعدما انتهي من ضحكاته :
_انت فاكرها عصبتني !
نظر اليه مريد باستغراب فضحك ريان من جديد علي ملامحه ثم تحدث بابتسامه ماكره :
_انت عارف انا جبتها ليه القصر يا مريد !
_عشان تعرف ...
صمت مريد بدهشه من تلك المعلومه التي وصلت اليه .. أتسعت ابتسامه ريان وهو يجيبه :
_تقدر تقول اللي عملته تلا جالي علي طبق من دهب .. انا بس حبيت اخوفها شويه بس مش اكتر !
نظر له مريد بصدمه من تفكير شقيقه .. نظر ريان اليه بابتسامه تحمل خلفها الكثير ثم أعاد تركيزه الي الاوراق التي أمامه فسأله مريد باستغراب :
_طب واخواتها .. هتعمل ايه ؟؟
_ياسين وكيان هيجبوهم النهارده !
قالها ريان ببرود .. فتحدث مريد بعدم فهم :
_اشمعنا ياسين وكيان ؟؟
_لأنهم معاهم .. اعتقد انك تروح مكتبك بقي !
انهي ريان حديثه وهو يتجاهل مريد تماما الذي ينظر لـ ريان بصدمه .. فهو أيقن انه لن يفهمه أحد أبداً مهما حاولوا .. فهو أخيه ولم يستطع إلي الان فك شفراته فـ كيف لأعدائه أن يتعاملوا معه !
................................................
اقترب منها عم علي وهو يتحدث بحنو ابوي :
_يا بشمهندسه !
ابتسمت مليكه في وجه هذا الرجل الطيب هي تعتبره مثل والدها .. تحدثت بابتسامه :
_خير يا عم علي ؟؟
_ياسين بيه عايزك يا بشمهندسه!
زفرت بضيق وهي تحرك رأسها بإيجاب وأخذت تُتمتم بضيق وهي تتجه الي مكتبه :
_مورهوش غيري يا ساتر !
طرقت علي الباب بهدوء .. استمعت الي صوته يأذن لها بالدخول فدلف الي الداخل وهي تنظر الي ذلك الجالس امام ياسين ثم أردفت بابتسامه هادئه :
_لو كنت اعرف ان هو ده البشمهندس اللي هيمسك مكاني كنت مشيت وانا ساكته !
نهض ذلك الشاب من مجلسه وهو يتجه اليها وتحدث بابتسامه واثقه :
_تلميذتي النجيبه مليكه !
_استاذي العزيز معتز !
قالتها مليكه بابتسامه وهي تصافحه .. تحدث ياسين بجمود :
_واضح انكم تعرفوا بعض وده هيسهل كل شئ !
_أكيد .. مليكه تعتبر تلميذتي مع ان الفرق بينا بسيط خمس سنين مش اكتر!
قالها معتز بسرور لرؤيتها .. نظرت مليكه الي ياسين وهي تتحدث :
_اشكر حضرتك جدا يا استاذ ياسين انك جبت بشمهندس معتز وان شاء الله تستلم المقر الجديد للشركه بأفضل مما تتوقع .. عن اذن حضرتك!
حرك ياسين رأسه بالإيجاب وهو ينظر اليهم بقوه .. نظرت مليكه الي معتز ثم خرجوا من المكتب سويا تحت انظاره المحتقنه !
توجهت مليكه مع معتز الي موقع البناء وهي تشرح اليه ما وصلت اليه الي الان .. تحدث معتز بابتسامه :
_واضح ان تعليمي نفع فيكي!
_طبعا يا بشمهندس .. ده سهر خمس سنين!
ضحك معتز بشده وهو يتذكر تلك الأيام وتحدث بنبره مرحه :
_كان يوم اسود يوم ما كنت جاركم .. اخلص هندسه عشان اشرحلك انتي من جديد!
ضحكت مليكه بشده علي حديثه فتحدثت بنفس النبره :
_ده انا دخلت هندسه بسببك .. مش انت اللي قعدت تقولي ادخل هندسه !
_وشربتها انا ياختي !
قالها بمرح مما جعلها تضحك بقوه ولم تنتبه الي ذلك الذي اتي ونظر اليهم بحنق شديد قبل ان يتحدث :
_بشمهندسه مليكه !
ألتفت مليكه اليه باستغراب .. فتحدث هو بهدوء :
_تعالي معايا !
_علي فين ؟؟
سألته مليكه باستغراب شديد .. فتحدث هو ببرود :
_عشان تشوفي تلا!
نظرت اليه بصدمه من معرفته بمكان تلا .. تحدثت بنبره سريعه :
_انت تعرف مكان تلا ؟؟
حرك راسه بإيجاب فتحركت معه مسرعه الي السياره وهي تصعد بجواره متوجه الي القصر حتي تراها ولم تنتبه الي معتز الذي ينظر اليها بدهشه .. فماذا حدث لـ تلا !؟
.............................................................
كانت تجلس بالكافتيريا التابعه للجامعه وهي تنظر الي الجميع بعدم اهتمام .. وجدت فرح تتقدم منها بعدما انتهت المحاضره تحادثها بعتاب :
_ينفع اللي عملتيه ده يا سيدرا!!
تطلعت سيدرا اليها بدموع قبل ان تتحدث :
_مش قادر استوعب اي حاجه .. كل اللي بفكر فيه تلا .. معرفش راحت فين ولا مين اللي اخدها ولا نعرف حاجه عنها !
_بس انا اعرف !
قالها كيان الذي اتي بعد مكالمه ياسين معه ان يجلب سيدرا بأمر من ريان .. فعلم ان سيدرا هي أخت تلا .. نظرت سيدرا خلفها وهي تراه يقف ينظر اليها ببرود شديد .. تحدثت بصدمه :
_نعم .. ازاي ؟؟
_بالظبط كده .. والمفروض اني اخدك اوديكي لـ تلا !
قالها بهدوء شديد .. وقفت سريعا وهي تنظر الي كيان بلهفه وهي تسأله :
_هي فين ؟؟
أشار اليها ناحيه الخارج وهو يتحدث :
_تعالي معايا هوديكي ليها !
_هو فيه ايه يا سيدرا ؟؟
سألتها فرح باستغراب من هذا الشئ .. نظر لها كيان ببرود وتحدث :
_متقلقيش اكيد مش هخطف صاحبتك قدامك !
نظرت اليه فرح وسيدرا بدهشه من فهمه لهم .. تحدث كيان بنفاذ صبر :
_هتيجي ولا امشي!
حركت رأسها بالإيجاب سريعا وهي تتحرك معه مسرعه الي السياره الخاصه به .. صعدت في المقعد الامامي بجواره ولم تنتبه الي الذين ينظروا اليها بصدمه والبعض أخذ يعرض خيالات من داخله !
....................................................
دلف شهاب علي ريان في مكتبه بطريقه مفاجئه وهو يتحدث بزهول ولم ينتبه الي ذلك الذي لم يرفع رأسه عن الاوراق :
_ريان .. شركات احمد المهدي كلها اختفت !
رفع ريان رأسه ببرود وهو ينظر الي شهاب ثم تحدث بثبات :
_تطلع تاني برا وتقفل الباب وتستني أذني وبعدين تبقي تدخل!
نظر اليه شهاب بصدمه .. فتحدث ريان بنبره جامده :
_برااا !
خرج شهاب مسرعا من الغرفه واغلق الباب خلفه ثم أخذ ينظر للباب بزهول وتحدث بصدمه :
_انا اتطردت !!
طرق علي الباب بخفوت وهو ينتظر ان يأّن له ريان بالدخول ولكن ظل واقف دقائق دون شئ ففتح الباب من جديد فتحدث ريان وهو مازال ينظر الي تلك الاوراق التي امامه :
_مسمحتلكش تدخل .. برا !
_يا ريان !
قالها شهاب بزهول فرفع ريان نظره اليه بحده مما جعله يغلق الباب خلفه مسرعا وهو يتحدث بضيق :
_انا كرامتي بتروح في الشركه دي !
طرق الباب من جديد فااستمع الي اذن ريان تلك المره فدلف الي المكتب وهو يغلق الباب خلفه ثم توجه وقام بالجلوس فتحدث ريان :
_مين قالك تقعد؟؟
كتم شهاب غيظه بشده ووقف وهو ينظر الي ريان .. رفع ريان انظاره اليه و تحدث بثبات :
_ها .. عايز ايه ؟؟
_شركات احمد المهدي اختفت من السوق كله !
_عارف !
قالها ريان بثبات مما جعل شهاب ينظر اليه بدهشه وتحدث :
_متقولش انك السبب ؟؟
ابتسم ريان بهدوء مما جعل شهاب يغمض عينيه بيأس من ريان .. استمع الي صوت ريان الهادئ :
_اقعد يا شهاب !
جلس شهاب مسرعا وهو ينظر الي ريان الذي اراح ظهره علي المقعد وتحدث :
_انت متفاجئ اني نهيت الشركات ولا اني عرفت اللي انت مخبيه ؟
نظر اليه شهاب بتوتر وتحدث بثبات حاول ان يتماسك به :
_خبيت ايه؟؟
_انك كنت بتحاول تنهي الموضوع انت وياسين قانوني من ورايا من غير ما اعرف!
قالها ريان بابتسامته الهادئ مما جعل شهاب ينظر اليه بصدمه وتحدث :
_انت كنت عارف ؟؟
نظر اليه ريان بسخريه مما جعله ينتبه الي سخريه حديثه .. فهو ريان الالفي بالطبع يعلم بكل شئ .. تحدث ريان بهدوء :
_متقلقش كله كان قانوني بردو .. بس قانون ريان الالفي غير اي قانون !
انهي حديثه بثقه هو وُلِدَ بها .. نهض شهاب من مجلسه وتحدث بضيق :
_نفسي افهم اي لازمه المحامي في شركتكم !
_بنكسب فيك ثواب !
قالها ريان ببسمه مرحه .. لاحظ ملامح الصدمه علي وجه شهاب فتحدث ببرود :
_اعتقد معندكش كلام تاني .. برا !
_علي فكره انت عمال تطردني من الصبح !
قالها شهاب بضيق فوقف ريان وهو يتوجه الي وتحدث بقوه :
_لو مش عاجبك .. انت عارف فين باب الشركه !
هرول شهاب مسرعا من امامه فـ ابتسم ريان بهدوء عليه ثم توجه الي النافذه الضخمه الموجوده بغرفته وهو ينظر بها بقوه وهو يتفحص وجوه الماره بقوه .. تذكر وجه تلك المفزوعه منه صباحا مما جعله يبتسم بسخريه وتحدث :
_توصل نفسها للأذي وبعدين تيجي يتعيط!
حرك رأسه بيأس من أمرها وأخذ يتابع ما يحدث أسفل شركته بهدوء وصبر كبير فهو معتاد علي تفحص وجوه الجميع .. يمكن هذا ما جعله يصبح ما هو عليه الأن !
.................................................................
وصل كيان اولا الي القصر وسيدرا تنظر الي القصر بدهشه وزهول فما الذي اتي بصديقتهم هنا .. توقف كيان بالسياره بإهمال ثم هبط من السياره وهبطت سيدرا خلفه وهي تتحدث بتوتر :
_هو اي اللي هيجيب تلا هنا !
_القدر ياختي!
قالها كيان بسخريه وهو يتقدمها الي الداخل وهي خلفه برعب .. فتحت اليه الخادمه ودلف الي الداخل .. توقف عندما لم يستمع الي صوت خطواتها واستدار الي الخلف هو ينظر اليها ويري ذلك الرعب البادي علي قسمات وجهها فتحدث هو :
_خليكي هنا وانا هروح اجبلك تلا !
قالها بهدوء بعدما شعر بها ودلف الي الداخل وجد تلا تجلس بجوار مريم وروان وكلا منهن تضحك بشده .. نده عليها بصوت مرتفع :
_تل ابيــــــــــــب!
نظرت اليه تلا باستغراب والبنات من وجوده في هذا الوقت وتحدثت روان بدهشه :
_انت اي اللي جابك دلوقتي ؟؟
_معايا مفاجئه لـ تل ابيب !
_ويا تري اي هي المفاجئه يا كوينان !؟
سألته تلا باستفزاز واضح .. فأشار هو علي الباب وهو يتحدث ببرود :
_المفاجئه خايفه تخش .. فـ ياريت تطلعي انتي تستقبليها !
نظرت الفتيات الي بعضهم البعض باستغراب وتوجهت تلا الي الخارج ثم وقفت وهي تنظر الي سيدرا بفرحه وهي تنطق بأسمها بفرحه :
_سيدرااااا !
نظرت اليها سيدرا بفرحه وهي تركض اليها وتحتضنها بقوه وتهتف بسعاده :
_تلا انتي كويسه ؟؟
كانت ستتحدث تلا ولكن صمتت وهي تري سياره تدلف الي الداخل .. وجدت مليكه تهبط منها وهي تركض اليها بقوه تحت انظار ياسين المستغربه .. ابتعدت تلا عن سيدرا وهي تحتضن مليكه وتهتف بأسمها بفرحه :
_مليكه وحشتيني!
بكت مليكه وهي تحتضنها وتحدثت من وسط دموعها :
_انا كنت هموت من القلق عليكي .. ايه اللي حصل ..وايه اللي جابك هنا ؟
اقترب ياسين منهم بهدوء وهو يتحدث بصوت هادئ :
_اعتقد ممكن تتكلموا في اللي انتوا عايزينه جوه !
حركت تلا رأسها بإيجاب وأخذت رفيقتاها الي الداخل نظر كيان الي ياسين وهو يتحدث :
_مشهد حزين مؤثر .. بس معجبنيش!
قالها ببرود وهو يدلف الي الداخل خلفهم وياسين ينظر اليه بغضب من كتله البرود المتحركه تلك ثم لحق بهم الي الداخل وهو يشاهد تلا تجلس في المنتصف بينهم وتقص عليهم ما حدث .. نطقت سيدرا بغضب :
_ازاي يعني يخطفك اصلا .. يطلع ايه هو !
_بس عشان ده ريان الالفي !
قالتها تلا بخفوت الي سيدرا التي حركت شفتها بسخريه فتحدثت مليكه بإصرار :
_تلا انتي هتقومي ونمشي من هنا فورا !
_كان علي عيني .. بس مش هينفع !
قالها كيان وهو يتدخل في الحديث بابتسامه مستفزه حركت تلا رأسها بتأييد علي كلام كيان .. فتحدثت سيدرا بغضب :
_ليه ان شاء الله ايه اللي منفعوش؟؟
_ريان مش هيسمح!
قالتها روان بهدوء لـ سيدرا التي نظرت اليها باستغراب فتحدثت تلا معرفه:
_دي روان .. أخت ياسين .. ودي مريم !
ابتسمت كلا منهن للأخري ثم نهضت مليككه وتوجهت الي ياسين وهي تتحدث بثبات :
_استاذ ياسين .. لا تلا ينفع تبقي هنا ولا احنا فااحنا هناخد اختنا ونمشي !
صمت الجميع عن الحديث عندما دلف ريان الي الداخل وخلفه مريد .. تحدث ريان بصوت ثابت :
_بس انتوا كلكم هتفضلوا هنا !
وقفت تلا وهي تنظر اليه ولكنه لم ينظر اليها وقبل ان تتحدث مليكه او سيدرا تقدم مريد منهم بالهاتف فأخذته منه مليكه وهي تنظر اليهم باستغراب .. استمعت الي صوت والدتها وهي تتحدث :
_مليكه يا بنتي .. انتي وسيدرا خليكم مع تلا متسيبوهاش هي فتره صغيره وهتعدي متجبوش لنفسكم مشاكل يا بنتي !
نظرت اليهم مليكه بصدمه ثم اغلقت الهاتف مع والدتها نظرت اليه مليكه باستغراب :
_انتو مين ؟؟
_السؤال ده المفروض احنا اللي نسأله !
قالها ريان بجمود .. ثم نظر الي سيدرا وهو يتحدث بهدوء :
_اعتقد يا سيدرا اني كده يعتبر مخطفتكوش !
نظرت اليه سيدرا بتوتر ثم اقتربت منه وتحدثت بنبره مرتبكه :
_استاذ ريان !
ابتسم علي نبرتها تلك فأردف هو بنبره هادئه :
_نعم يا استاذه سيدرا ؟
_انت هتقعدنا هنا من غير هدوم ؟؟
قالتها بتوتر واضح نظر اليها الجميع بصدمه ثم ضحكوا عليها وابتسم ريان بقوه ثم تحدث بنبره مرحه :
_لا طبعا .. هتنزلي انتي وكيان تروحوا تجيبوا لبس براحتك !
_وانا مالي يا ريان ؟؟
قالها كيان مسرعا فهو يكره التسوق وبشده .. تحدثت مليكه بابتسامه ما زالت علي وجهها من حديث سيدرا :
_احنا عندنا هدومنا يا استاذ ريان بس
قاطعها ريان بهدوء وهو يتحدث :
_اعتقد كلامي واضح يا بشمهندسه متقلقيش هخصمهولك من مرتبك !
_وانا معنديش مرتب؟!
قالتها سيدرا بعدم فهم فابتسم ريان وهو يتحدث :
_لا انتي هاخدهم مع اول مرتب ليكي لما تبقي مدرسه !
_علي كده يبقي مش هتاخد مني حاجه خالص لأني مش هشتغل انا طاقتي بقت خارج نطاق الدنيا !
قالتها سيدرا بمرح مما جعل ريان يضحك بقوه عليها نظر اليه الجميع بصدمه فـ من النادر ان يضحك ريان .. أخذت تنظر اليه تلا بصدمه من ضحكه هذا .. فتحدثت تلا بخفوت :
_طب كلهم ليهم سبب .. انا هعمل ايه؟؟
اقتربت منها روان وهي تتحدث بمرح خافت:
_ماانتي لابسه من لابسي وانا متكلمتش اهو !
نظرت اليها تلا بإحراج من هذا مما قالته ولم تنتبه روان ولكن انتبه ريان لملامحها التي تغيرت ..تحدث ريان بثبات :
_النهارده هننزل كلنا وتشوفوا انتوا عايزين ايه !
_انا عايزه ارجع البيت !
قالتها تلا بهدوء دون ان تنظر اليه وقبل ان يتحدث تحدثت هي:
_فيه حاجات ليا هناك محتاجها لازم اجيبها !
_ممكن تجيبي اللي انتي عايزاه واللي ناقصك من المول !
قالها ريان بهدوء قبل ان يتحرك الي مكتبه فتحدثت هي بصوت مرتفع :
_اللي انا عايزاه مش هعرف اجيبه من المول !
التفت اليها ريان وهو ينظر لها بقوه .. تحدثت مليكه وهي تشعر بالتوتر من نظراته :
_تلا عديها وانا هبقي اجيبلك اللي عايزاه لم اجي من الشغل !
_تعالي ورايا !
قالها ريان بقوه وهو يغادر القصر .. غادرت تلا خلفه وهي تشعر بالتوتر .. أتي السائق اليه بالسياره وهو يفتحها من اجله .. صعد بها وبقيت هي بالخارج .. انزل نافذه السياره وهو يتحدث بسخريه:
_هتروحي بيتكم مشي!؟
نظرت اليه بصدمه فهو قد وافق علي ذهابها الي البيت .. صعدت السياره مسرعه بجواره وهي تتحدث بامتنان :
_شكرا جدا يا ريان !
لم يجيبها وأمر السائق بأن يتوجه الي بيتها .. نظرت اليه بتوتر ثم تحدثت بهدوء :
_شكرا عشان انت جبت سيدرا ومليكه .. واسفه عشان عاندت معاك الصبح !
حرك رأسه بإيجاب عليها ولم تتحدث هي من جديد .. وصلت الي منزلها وشاهدت الجميع ينظر اليها بدهشه من جديد .. هبطت من السياره وقبل ان تتجه الي البيت وجدت البقال يقترب منها وهو ينظر اليها بفضول وتحدث :
_حمدلله علي السلامه يا انسه .. الابلهات كانوا قلقين عليكي في غيابك !
نظرت اليه تلا بتأفف من تطفله الواضح .. تحدثت هي ببرود :
_تسلم يا عم !
وتركته ودلفت الي المنزل وقبل ان تصل الي الطابق الخاص بها وجدت سيده تخرج من منزلها وهي تتحدث :
_حمدلله علي السلامه يا تلا .. كنتي فين يا حبيبتي مليكه وسيدرا كانوا هيموتوا من القلق عليكي!
وجدت تلا ريان يصعد خلفها بثبات وينظر الي تلك التي تقف امامها وتحدث بصوت هادئ :
_مرات عمي ممكن توديني في داهيه لو أخرتك اكتر من كده !
نظرت اليه تلا باستغراب من حديثه .. فتحدثت تلك السيده بفضول :
_انت قريبها ؟
_ابن عمها !
قالها بهدوء شديد فنظرت اليه تلا بصدمه فهي ليس لديها أعمام .. ابتسمت اليه السيده بتصنع ثم تركتهم واغلقت الباب .. نظرت اليه باستغراب ثم صعدت الي الاعلي ووقفت امام المنزل وتذكرت انها لا تملك مفتاح .. نظرت الي ريان وتحدث بحزن :
_انا معييش مفت..
صمتت عن حديثها وهو يقوم بإخراج المفتاح من اسفل تلك المزهريه التي تضعها بجوار الباب .. تذكرت امر ذلك المفتاح الذي تضعه للظروف الطارئ مثل هذا لم تسأله عن كيف عرف مكانه .. فتحت الباب وهي تدلف الي الداخل وتنظر الي المنزل وهي تفتح ذراعها علي وسعهم وتردف بسعاده :
_بيتي الدااافي الجميــــــــل !
لم تنتبه الي ذلك الذي ينظر اليها باستغراب من سعادتها من هذا المنزل البسيط فهذا المنزل بأكمله يمكن ان يكون بوسع ساحه البيت فقط !!
دلفت الي الداخل تاركه الباب مفتوح خلفها مما جعله يبتسم بإعجاب بها .. اقتربت من هاتفها الموضوع علي الطاوله مسرعه وهي تحتضنه بسعاده وتهتف :
_ابني حبيبي !
رفع ريان حاجبه بدهشه منها .. وقفت امام ريان وتحدثت بسعاده :
_متعرفش انا اشتقت لبيتي قد ايه ؟؟ بيتك كبير بس انا مش مرتاحه فيه .. اه فيه هدوء ودفء العيله بس انا هنا موطني !
انهت حديثها بابتسامه هادئه وهو ما زال يتابعها باستغراب وتحدث بهدوء :
_يعني انتي ممكن تتخلي عن القصر مقابل البيت ده؟؟
_اتخلي عن اي حاجه عشان افضل البيت ده .. بالنسبه ليك بيت صغير بس بالنسبالي اكبر من القصر بتاعك الف مره !
قالت جملتها وتوجهت الي غرفتها ثم تحدثت بنبره محذره :
_اوعى تيجي ورايا انا داخله اوضتي مش داخله المطبخ!
ابتسم ساخرا منها علي تفاهتها ثم جلس علي الاريكه الصغيره الموجوده بالصاله .. أخذ ينظر الي المنزل بتفحص ووقعت عينيه علي تلك الصوره التي تحتضن بها شخصا ما كان أٌقرب الي هيئه الشباب وهي تبدو اصغر سنا مما هي عليه الان .. وقف وهو يتجه الي الصوره وهو ينظر اليها بقوه .. ثم انتقل بنظره الي صوره مجاوره فـ كانت هي وهي تتمسك بـ "غرل بنات " وتبتسم بقوه ...
نعم هو أتي قبل ذلك ولكن لم تسمح له الفرصه ان يفحص المنزل .. فالضوء كان مقطوعا !
خرجت من الغرفه وهي ترتدي فستانا بسيطا غير الذي كانت ترتديه وتمسك بحقيبه صغيره تشبه الحقيبه الخاصه بـ "اللاب توب " و بـ يدها وتمسك شنطه كبيره تجرها خلفها باليد الأخري .. تحدثت بهدوء :
_انا خلصت !
نظر اليها بجمود والي تلك الحقيبه التي بيدها .. تحدث بثبات :
_ايه ديه؟؟؟
_شنطه!
أجابته ببساطه شديده وهي تنظر اليه باستفزاز فأجابها ساخرا :
_كنت فاكرها جزمه .. ايوه يعني بتعمل ايه؟؟
_هدومي!
أجابته بهدوء شديد مستفز .. تحدث بصوت جامد :
_سيبي الشنطه .. معتقدش انك محتاجها!
_بس انا فعلا محتاجها !
_وانا قولتلك انك هتجيبي اللي انتي عايزاه من المول براحتك!
_وانا اجيب ليه وانا عندي لبس؟؟؟
اجابته بدهشه من حديثه هذا .. فتحدث هو بتحذير واضح :
_مش مضطر اعيد كلامي عشانك .. سيبي الزفته!
نظرت اليه بدهشه شديده ثم تركت الحقيبه ثم توجهت الي تلك الصوره وهي تنتزعها من الحائط فتحدث هو :
_أخوكي؟
_بابا!
أجابته بحزن غريب ممزوج ببسمه حزينه .. نزعت الصوره ثم نظرت اليها بقوه وهمست بعده كلمات لم تصل اليه ثم وضعتها في الحقيبه التي بيدها وهي تتحدث بهدوء :
_نمشي؟؟
حرك رأسه بهدوء وهو يتقدمها الي الاسفل نظرت هي للمنزل من جديد ثم توجهت الي الباب وهي تغلقه خلفها ثم صعدت الي الاعلي الي اهل سيدرا عانقتهم وهي تتواعدهم بالحفاظ علي ابنتهم ثم هبطت الي الاسفل كان يجلس بالسياره صعدت بجواره دون حديث وهي تنظر من النافذه بصمت .. لم تتحدث ولم يسألها ما بها !
.............................................................
نهضت من مكانها وهي تتجه اليه وهو يأكل بنهم دون مراعاة للموجودين وتحدثت :
_دكتور كيان !
رفع رأسه عن الأكل وهو يحرك رأسه بتساؤل تحدثت بابتسامه حرجه :
_اسفه علي اللي حصل في المحاضره النهارده
رفع طرف شفتيه بتهكم وتحدث بعد ان ابتلع ما في جوفه من طعام :
_يعني انتي مقاطعه وقتي الثمين عشان تقوليلي الكلمتين دول !
نظرت اليه باستغراب من حديثه نهض من مجلسه وهو يتحدث قبل ان يذهب :
_اللي في المحاضره في المحاضره يا سيدرا حاليا انا مش في الكليه .. الله يسامحك كلت الساندوتش من غير ما احس بيه بسببك !
ثم تركها ورحل وهي تنظر مكان رحيله بدهشه وتحدثت وكأنها توصلت لشئ ما :
_انا دكتوري مجنون !!!
كانت تجلس مريم علي الاريكه وهي تنظر الي الوضع باستمتاع وتحدثت :
_بحكم خبرة الدكتوره اللي هي انا .. احنا بعون الله هيحصل في عيلتنا علاقه حب وهتبقي ليله كبيره ان شاء الله وانا هبقي كل حاجه انا اللي هختار الاغاني .. قريبه العروسه والعرييس .. ده انا حتي اللي هشرف ع البوفيه .. كده انا جهزت كل حاجه فاضل اجوزهم !
لم تنتبه الي ذلك الذي يقف خلفها يستمع اليها بدهشه وعلي وجهه ابتسامه هادئه ثم اقترب منها وه يجلس بجوارها ولكن يترك مساحه صغيره ما وتحدث :
_ ده لو انتي اللي هتتجوزي مش هتخططي لـ كل ده!
انتفضت من مكانها وهي تنظر اليه وتحدثت بإحراج بنبره سريعه :
_مريد .. انت كنت سامع!
_كله!
_كله كله؟؟
سألته بتوجس فحرك رأسه بإيجاب وهو ينظر اليها بمراقبه فتحدثت هي :
_وانا والباقي ايه .. كلنا واحد ريان ياسين كيان حتي شهاب !
_وبالنسبه لـ كلمه ابيه اللي قبل الاسامي؟؟
سالها مريد بحده طفيفه فتحدثت هي بابتسامه هادئه :
_والله يا مريد محدش منهم طلب اني اقول ابيه .. وبعدين انا بقالي سنه بقول الكلمه دي زهقت .. الا لو انت اللي عايز اقولك يا ابيه انا بمشي بالطلب !
قالتها باستفزاز ثم نهضت من جواره وهي تتجه الي سيدرا التي تقف تنظر الي نقطه وهميه بالنسبه لها لا تعرف انها تنظر الي المكان الذي رحل منه كيان .. نظر اليها مريد بغيظ شديد وازداد غضبه وهو يستمع الي صوت من خلفه :
_لم انت بتحبها بتتكبر ع نفسك ليه .. بطل هبل بقي !
نظر مريد خلفه فوجد كيان يقف خلفه وهو يمضغه قطعه من الخيار الذي بيده .. نظر اليه مريد باشمئزاز تحدث :
_روح بسوق الخيار اللي انت ماشي بيه ده بعيد عني بدل ما اخليك تتكسف تنزل الجامعه بكره!
تحرك كيان من جواره مسرعا فهو يعلم جديه مريد في هذا الأمر بالتحديد .. نظر اليه مريد بتأفف ثم حول انظاره الي تلك التي تضحك مع سيدرا غير مهتمه به او تظهر ذلك !
اقتربت روان من كيان وهي تنظر الي مريم ومريد متحدثه :
_شايف يا كوينان بيعاندوا ازاي؟؟
_والله يا ريوان يا اوختي تعبوني معاهم !
قالها كيان بنبره انوثيه .. فتحدثت روان وهي تستند علي كتفه :
_واحنا هنفضل ساكتين ولا ايه ؟؟ ده الواد والبت هيموتوا علي بعضيهم كده !
_بتنموا علي مين يا ملوك النميمه ؟؟!
قالها شهاب بمرح وهو يقف بجوار كيان علي الجانب الاخر تحدث كيان بلامبالاه :
_بننم علي الحلو والحلوه !
_مريد ومريم !
قالها شهاب بتساؤل فنظر كيان لـ روان وهو يتحدث :
_ده حتي شهااب .. شوفي يا شيخه شهااااب فهم وهما لسه بيعاندوا !
نظر اليه شهب بغيظ وهو يلكمه بعنف .. ثم تحدث بطريقه مفاجئه وهو يبتسم :
_لقيتها !!
اقتربت مليكه من ياسين الذي يجلس يرتشف من فنجان قهوته بهدوء ممسكا بهاتفه المحمول يعبث به .. تحدثت بهدوء :
_استاذ ياسين!!
رفع ياسين انظاره اليها ثم تحدث بهدوء :
_خير يا مليكه!؟
_هو حضرتك ليه مقولتليش ان تلا هنا !
_اولا انا مكنتش اعرف غير امبارح مع اني مش محتاج ابرر .. ثانيا هعرف منين انك تقربيلها وانا لسه شايفك امبارح؟؟
سألها بهدوء شديد فاأبتسمت هي بإحراج ثم تحدثت بصوت هادئ :
_شكرا ليك انك جبتني هنا !
_ده كان أمر من ريان مش انا السبب يعني الشكر لـ ريان!
ثم تركها وهو يتجه الي غرفه المكتب تاركا ايها تنظر اليه بحنق وتحدثت :
_لا ده فعلا معندوش زوق ومبيفهمش .. ده احرجني وسابني ومشي غبي!
ثم توجهت الي سيدرا ومريم وأخذ كلا منهن تتحدث مع الاخر بحريه وانضمت اليهم روان بعدما انتهت من مخططها مع كيان وشهاب ووقف كلا من كيان وشهاب ومريد مع بعضهم يتابعون الفتيات ولكن فزع الجميع عندما هتف كيان بصوت مرتفع غير منتبها لنظرات مريد الغاضبه :
_فين الأكل يا ام السعــــــــــــــــــــد!
......................................................................
..... يتبع
#Nemo
أنت تقرأ
وكأنَّ في الخيال حياة
Romance"لم اكن اعلم انا كل شخص كان بعقلي ودونته علي الورق انه يوجد معي تحت سماءً واحده يتنفس ذات الهواء بداخله قلب حقيقي وليس علي ورق قلب ينبض "