"دائماً ينساق القدر إلى ما لا نرغب به...لكنه ينساق إلى ما يهوى إليه الروح"
و بين ليلة وضحاها أختين هربوا...لاجئين لأسهل الطرق وأقلها ألماً لهن وهو الهروب...تاركين أياها وحيدة مجدداً لكن تلك المرة مختلفه تماماً عن قبلها...
تلك المرة هي مع جلادها...سبب ألمها...
تصرفوا بكل أنانية وقسوة...لن تفكر أي واحدة منهن بها...
وقد علا صراخها في القصر مما جعل صغيرها يرتعد رعبًا و يحتضن قدم آسر الواقف يشاهد نوبه جنونها وصراخها...لقد مكثت في غرفتها ليومين..يومين فقط لتجد اختيها الاخرين ذهبوا مع اخوات قاتل أبيها!!!..ما هذا الجنون...
دوى صراخها وهي تقول:"أقسم برب السماء لأقتل ذلك العاهرين"
ثم اتجهت لغرفتها تلملم أشياءها هي و صغيرها بجنون...رفع الصغير نظره لآسر قائلا ببراءة وحزن:"ماذا بها ماما..لما هي غاضبة؟"
ملس آسر ع شعره ثم حمله وهو يقول:"لا تقلق..انها حزينه فقط بعض
الشئ"...
صُهيب و أسما
يقف أمامها بجبروت ولامبالاة مميتة..وهي تحاول تجميع شتات نفسها واستيعاب ما قاله للتو..هل قال انه هو من تزوجها!!!..ربما تكون اخطأت في السمع...لا..عينيه تثبت العكس..عينيه تؤكد بقوة صحه ما سمعته...
لقد خدعها!!...لكن لما تلك المرة أبشع بالنسبة لديها!!..و في تلك اللحظة شعرت انها حقاً يتيمة..وحيدة...لتسقط أرضًا بأعين جامدة والدموع متحجرة بهما...كل هذا وهو لا يتحرك انشاً واحداً..فقط ينظر إليها بأعين جامدة...
ليتفاجئ بها تطلق العنان لحنجرتها وتصرخ صرخة مدوية صدت في ارجاء هذا المنزل الانيق..الذي شهد للتو حديثهم الاول به و الذي كان صدمة قوية لها..
رفعت عيناها المحمرة عليه و قد كسى الانكسار ع وجهها لتقول بقلب منفطر:"لقد كنت أول من جاء ع عقلي عندما سمعت أحمد يومها" ضغط ع قبضته بقوة عندما خرج اسم هذا العاهر من شفاتيها..ثم اكملت ع نفس نبرتها المنكسرة الحزينة:"لطالما كنت سندي منذ طفولتي..كنت دائماً اشعر بالخوف منك..الا انك كنت مصدر رعبي و أماني في نفس الوقت" ثم استقامت من الارض و اردفت بقوة لأول مره يراه منها:"لكنك لم تعد بعد..انااا لست لعبتك تفعل بها ما تشاء"
ابتسم ببطئ و رغم من انها كانت ابتسامه هادئه الا انها كانت مرعبه الى ابعد حد...ثم رد عليها وهو يقرص خدها بخفه:"منذ متى أصبحتِ بتلك الشراسة..ثم من قال انكِ لعبتي..لا يا عمري انتِ الآن حرمي..زوجتي..لقد أصبحتِ ملكي وانا ملكك"
أزاحت يده بعنف و اردفت بشراسه أكبر:"ع جثتي..أقسم بربي لن يحدث..و ان كنت آخر رجل بهذا العالم لن يحدث"
امسك كتفيها بقوة و صرخ بها بجنون:"كفي عن هذا الهراء...لقد تزوجنا و انتهى الأمر"
زاد صراخها الباكي و هي تنفي برأسها رافضة...
و قد تحولت نبرته تماماً إلى نبرة حانيه بعض الشئ:"اهدئي فقط اهدئي حبيبتي...انا..." ثم صمت غير قادر ع تكملة جملته..
سرح في زرقاوتيها الحزينه وبعض الدموع معلقه في رموشها الكثيفه..نقل نظره لشفاتيها ليراها منتفخة حمراء تدعيه لتقبيلهما بقوة...
انحني دون تفكير مُلتقط كرزتيها في قبلة مفاجئة قوية..متلذذ بطعم شفاتيها الناعمة ..تلك النعومة تستفزه اكثر ليتعمق اكثر و اكثر في قبلته غير آبه لتلك التى تحاول دفعه ..ضاربة بقبضتيها صدره العريض الذي يبدو كالحائط..
شعر بارتخاء يدها ففصل قبلته لكنه لم يبتعد بعد..اسند جبينه ع جبينها وانفهما متلامسان..كلاهما يشعر بأنفاس الاخر..اردف وهو تحت تأثير سحر قبلتها:" كم أتمنى ان يقف العالم عند تلك اللحظة "
لم تبتعد و لم تدفعه كما توقع..فقط اردفت بنبره ضعيفه:" لا تفعلها مجددًا..ارجوك" ثم ابتعدت بهدوء و هي تشعر بشئ غريب جدا لم تستطع تفسيره او وصفه..فقط دقات قلبها تطرق بقوة و اتجهت تبحث عن غرفه تمكث بها الليله في هذا المنزل الغريب..
...
مرت ساعات قليلة بعدما دلفت تلك الغرفة..واسعه للغاية و أنيقة ع الطراز الحديث..تجلس ع الفراش الوثير تضم ركبتيها لصدرها تحاول كسب بعض الدفء رغم تلك الدافئة المشتعلة و التي تضئ الغرفة بأكملها..جواربها الشتوية الصوفية وكنزتها الثقيلة التي من وسعها تكفي شخص اخر معها..ليس منهم فائدة..تشعر و كأنها في قطب ثلجي ..ام انزهها البرد نابع من داخلها هي!!
رائحته تعبث بأنفها بخبث..فتذكرت ان تلك الكنزة تنتمي له..ازداد قشعريرة جسدها اكثر..لا تعلم ماذا بها!!
غرقت في تفكيرها اكثر..لماذا فعل بها هكذا!!...لهذه الدرجة لا يراها إنسانة ولها حق القبول او الرفض!..ام سيسجنها هنا لسبب مازالت تجهله زاد ضيقها اكثر عند تلك النقطة...
واخذت تقول بغضب:"لا ليس من حقه..لن أُسجن هكذا بلا سبب..و لو بسبب ليس من حقه أبداً..انا بشر..لما يتعامل معي وكأني شئ لا يشعر"...
انزلت قدميها من الفراش لتستقيم فيظهر جزء من قدميها عاري غير آبيه لهذا الجو البارد...اندفعت للخارج بغضب..كان مازال في نفس مكانه منذ حديثهم الاخير..لكنه كان جالسًا ع الاريكه ويبدو كأنه غارق في التفكير..
انتبه لها عندما وجدها تقف امامه مباشرة مربعه الذراعين والغضب مكسو ع وجهها...مسح نظره من قمة رأسها لأخمص قدميها..ليرى أجمل فتاة غاضبه في الكون ترتدي كنزته الواسعه عليها التي تصل لاعلى ركبتيها...كم يتمنى ان يرى هذا المنظر كل يوم!
اردفت بغضب دون مقدمات :"اريد اعلم الآن لما انا هنا!!..ولما فعلت بي هذا!...لما تتعامل معي هكذا وكأني شئ!!...لست بشر!" اهتزت نبرتها وهي تكمل وتقول:"لما اشعر دائماً انك تكرهني؟!"كانت هناك غمامه حزن ع عيناها..استقام امامها ليظهر فرق الطول بينهم...
ثم سمعته يقول بنبرته العميقة:"لم اكذب عندما قلت ان قلبك أحمق...انتِ هنا لأنكِ ملكي..لقد رُسم قدرنا معاً منذ دخولك قصرنا..وسنعتبر اننا في شهر العسل وستكون فتره لتحبيني كما...كما اعشقك "جحزت عيناها مع اخر كلمه خرجت من فمه..لا تصدق ما تسمعه..لم تستوعبه حتى..
لُجم لسانها لا تعلم ماذا تقول!..
امسك خصله من شعرها العسلي برقه.. ووضعها خلف أذنها ..
كل هذا وهو يتوقع أسوء الردود التي يمكن ان يسمعها منها..و كما توقع كان ردها:"هل جننت!!..بالطبع لا لن يحدث هذا..آسر سيرفض ولا سيسمحلك بهذا الجنون..سيقلب العالم " ثم تحولت نبرتها لرجاء:"ارجوك..ارجوك صُهيب..اعدني لآسر وأخوتي..واعدك والله لن اخبر احد بما حدث ولا لآسر"
كانت هناك ابتسامه ساخره ع وجهه..و في لحظه ألصقها بينه وبين الحائط بعنف و يده موضوعه ع رقبتها ..واردف بشراسه يهمس بأذنها وأنفه تلامس خدها الناعم و رائحتها المُسكرة تقتحم رئتيه:" لا تطلقي شياطيني التي احاول جاهداً تقيدها بعد فعلتك هذه مع هذا العاهر..لقد تغاضيت ع كل هذا ..فلا تستفزني "
قابلت عينيه بعناد اكبر وقالت ببرود عكس ما بداخلها من رعب:"وإلا ماذا!..هل ستقتلني!..حيناها سأكون اكثر امتنانًا لك"
ظل ينظر لها بغضب ثم تركها بعنف ..رأته يدخل الغرفه التي كانت تمكث بها..وكل ما يشغل بالها هو..ان تغادر في اقرب فرصه ممكنه..
..
أنت تقرأ
عالم ثالث
Romanceفي عالم بعيد كل البعد عن واقعنا الذي نعلمه..كان هناك عالم اشبه بالظلام كالجحيم..عالم لا يعرف الممنوع او المحرم.. كل شئ به مباح..قتل..تجاره بشر..ممنوعات..تجاره اسلحه.. يتاجرون بكل شئ وأي شئ..فهم في رأس القمه.. عُملتهم الذهب..ولغتهم الدم ولكن بين ثناي...