الفصل التاسع

2.4K 70 13
                                    

‏‎اكاد اجن، انا أراها في كل شئ،
‏‎أراها في منتصف كأس نبيذي و انا احركه، تحرك فستانها الاحمر الخمري، فأصاب بالهوس.
‏‎، أرى عيناها السائلتين في فنجان قهوتي تسألاني الي أين؟!
‏‎ أراها في دخان غليوني ترقص وحدها امام عيني و تتلاشى..
"مُقتبسة"
"شفق و آسر"
ترتدي ملابسها المعتاده والتي عباره عن بنطال واسع قماشته من الچينز وستره انثويه ذو حملات رفيعه قصيره يظهر جزء من خصرها الاسمر الضيق..
ممسكه بيد صغيرها المتشبث بها وكأنهم يستمدوا الأمان من بعضهم البعض... نطقت وهي تضم صغيرها اكثر إليها:"هيااا قل ماذا تريد منا؟"
كانت عينيه ع هذا الصغير الملتصق بها وكأنها هي مصدر أمانه..من يراهم لن يشعر ابدا انها ليست امه..حتى مع اختلاف شكلهم..
نقل نظره إليها بهدوء ثم خطى خطوتين ناحيه الباب وهو امامهم منتظرين ما يريد قوله..وضع يديه في جيب بنطاله الكلاسيكي واردف بنبرته المتزنه:"لقد أهديتيني أجمل هدايا بعد رحيلك..لم أنكر انها سبب من أسباب تغيري بعد أن لعب القدر لعبته معانا" نظرت له بإستغراب تحاول فهم كلامه هذا..ليفتح هو الباب قائلاً:"ادخلا أميراتي"
جحظت عيناها فارهه فمها بعدم تصديق واستيعاب..وهي ترى ثلاث فتيات كان حلمها ان تراهم فقط مره اخرى..كانت قد فقدت الامل بالعثور عليهم..حتى شعرت في وقت من الاوقات انها فقدتهم للابد ..
اثنان منهما شقراوتان والاخرى مثلها تماما ..شعرها أسود كليلة اختفى القمر فيها..نعم هي غيداء..جمالها مختلف ..مميز..محبب
اغروت عيناها بدموع وهي تقترب منهن بخطوات متردده..في تلك اللحظه لم تستطع أيسل الصمود اكثر لتركض اليها وترتمي داخل أحضانها وهي تبكي بصوت عالي:"يا ألهي لقد ظننت انني لن اراكي مره اخرى"
شددت عليها شفق داخل احضانها اكثرر ووجهها منهمر منه الدموع  وصوتها يخرج بتأثر:"لم اصدق انكم أمامي الآن بعد تلك السنوات"
كانا أسما و غيداء يقفن خلف أيسل يراقبن لقاءهما بتأثر والدموع ع ملتقي عينهن..رغم أنهن لا يتذكروها..
ابتعدت أيسل عنها وهي مازالت تبكي وتمسح دموعها..حاوطت شفق وجهها بيديها الصغيرتين..وقالت وهي تتأمل ملامحها بشوق ودموعها لم تجف بعد:" لقد ازداد جمالك كثيراً يا أيسل..لطالما كنت احسدك كثيراً ع شعرك الذهبي" فلتت منها ضحكه صغيره وسط بكاءها..لتدفن رأسها داخل حضن اختها مره أخرى..
ابتسمت شفق ع فعلتها واخذت تملس ع شعرها بحنان..وللمره الثانيه تشعر باسترداد روحها إليها بعد لقاءها بآسر ورؤيتها له حي..

نظرت لأختيها الواقفين امام الباب ويراقبهن بتأثر واضح في عيناهما..مدت لهن ذراعها الأخر..ليقتربوا منها ببطئ قليلا..
في تلك اللحظه التفتت لهن أيسل ونظرت اليهم بابتسامه  لتشجعهم ع الاقتراب..
وكانت الاشاره...ليسرعوا اليها ويرتمن الاثنان في نفس اللحظه  داخل احضان الاخت المفقوده ..
شددت عليهن اكثر داخل احضانها وهي لا تصدق ان حلمها اصبح حقيقه في لحظه..
وتقول بصوتها الناعم بإشتياق وهي تشعر اخيراً بإسترداد ما فقدته لسنوات:"يا ألهي يا صغيراتي..لقد كبرتم للغايه واصبحتوا آيه من الجمال"
اخذت تقبلهما دون توقف وكأنها تريد تعويض ما مضى من سنوات..
ابعدتهم عنها للتتأمل وجههما الباكي ونظرتهم المتعجبه..
ظهرت ابتسامه حب وشوق ع شفتيها وهي تقول بعبث لغيداء:"لم اكن أعلم انكِ كنتِ ستتفوقين علي في جمالك"
ابتسمت غيداء بخجل وهي تنظر ارضاً
التفتت لأسما..وهي تكمل عبثها:"اما انتِ..فأنتِ ملاك بنات مالك"
ضحكت برقه وهي تمسح دموعها المنهمرة منها..
اكملت شفق وهي تنظر لثلاثتهن بعدم تصديق"لا اصدق انكن امامي الآن..اشعر انني احلم"
كان آسر استغل لقاءهم المؤثر هذا واخذ آسر الصغير او بيلو كما تدعوه شفق..تعرف عليه وتحدث معه بطريقته الخاصه الجذابه وكان الصغير كأي شخص يقابل آسر وثق به سريعاً و وقف معه في زاويه الغرفه..يحمله آسر بين ذراعيه والصغير يضحك معه بمرح ..
ألتفتوا جميعاً لأيسل التي هتفت بصدمه:"لا تقولي انه أبنك"
ابتسمت شفق بخفه و ردت عليها بنبرتها الحانيه:"بالفعل انه كذلك"
حيناها وجه آسر نظره لها في نظره لم تستطع تفسيرها
اشاحت بنظرتها عنه ثم اتجهت اليهم لتحمل صغيرها..ليبدأوا الثلاث فتيات بالتوجه الى ذلك الوسيم الصغير بسعاده ومرح..
لتقول غيداء:"يا ألهي كم هو جميل للغايه"
وترد أيسل وهي تداعب شعره الحريري:"نعم..كما انه لم يشهبك يا شفق كثيرا"
اكملت أسما بمرح وهي تنظر لشفق نظره ذات مغزى:"بالتأكيد تعشقين أباه ليصبح نسخه هكذا منه"
في تلك اللحظه نكزتها أيسل بقوه بسبب ما تفوهت من غباء..ونظرت لها بمعنى اصمتي..
صمتت أسما واكملت مداعبه ذلك الصغير الذي يحاول التحدث معهم بلكنته الاجنبية...
ليصدر الرد من شفق وهي تنظر لآسر الذي يطالعها بهدوء قائله:"بالفعل..كنت اعشقه حد الموت"
ساد صمت مرعب بينهم ..تعمدت قول هذا فقط لترى الألم والغضب بعينيه لكن احبط آمالها عندما قابل نظراتها القويه بنظرات هادئه لم تهتز للحظه..
عندما بتوتر الجو بينهما..حمحمت أيسل لتقول محاوله بظبط هذا التوتر:"أتعلمين يا شفق..خطبه أسما قريباً..لقد جئتي في الوقت المناسب تماماً"
كسى الحنان ع أعين شفق لتقول بحنان وفرح وهي تنظر لأسما:"حقاً..مبارك لكِ يا صغيرتي..محظوظ هو من اكتسب قلب ملاك عائله مالك"
ثم اقتربت لتحضتنها..
ثم اكلمت شفق بسعاده وهي تسحبهم جميعاً متجهين خارج مكتبه"هياا لنجلس في مكان ما أخر..اريد التحدث معكم مطولًا..كثيييراً..لتقولوا لي كل شئ عنكم"
خرجوا جميعاً وسط قهقهاتهم وثرثرتهم متجهين لغرفة اجتماعهم المعتاد..غرفه إيسل..
وكان آسر ينظر لهم الى ان خرجوا وهذا الصغير معه ينظر له ببرائة..
نظر للصغير قائلاً بذهول:"رأيت!!..لقد ذهبوا ليجلسوا بعيداً!!...لقد اصبحت انا المتطفل الآن!!" ثم اكمل بتذمر طفولي:"ستسرقهم مني ام ماذا!"
ظل الصغير ينظر له ببرائه و عدم فهم عما يقوله..
ابتسم آسر بشيطنه واكمل:"لكننا سنقضي وقتاً مرحاً عوضاً عن ذلك"ثم انحنى ليحمله عالياً تحت صرخات وضحكات الصغير

عالم ثالثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن