أسما
منذ ما ألقى عليها تهديده المخيف عليها وهي في الحديقه..أصبحت تمكث في غرفتها متخذة منها الأمان كي لا يراها وهي تتحدث في هاتفها..
خاصاً ان شكوكه بمحلها...فهى منذ ان رأت ذلك المدعو أحمد وهي بالحفل..
وهو يطاردها...خاصاً بالجامعة فهو علم انها لم تذهب لأي مكان غيره..كان مصمم للغايه ان يتعرف عليها...
ورغم جفاءها معه بالبداية و وقاحتها احياناً التي لم تظهر الا نادراً..
لم يتخلى عن رغبته كي يصبحوا أصدقاء...والحقيقة هذا ما لفت انتباهها له..
لم يرغب أحد من قبل بصداقتها لتلك الدرجه...بل ع العكس..إذا رغب احد من زملائها بصداقتها او حاول التودد لها وعلم انها من طرف صُهيب نورالدين..ينفر ويهرب بعيداً عنها..
وهذا اثار إعجابها بأحمد بشده..كان مُصر ع معرفتها..وهذا ما أشعرها انها مرغوبة..و رغماً عنها بدأت تعامله بود...فأصبحا يتقابلا في جامعتها..لكنها كانت قلقه جدا من ان يعلم صُهيب..ففضلت ان تكون علاقتهم بالهاتف أغلب الوقت...ولا يتقابلا الا قليلاً في الجامعه..
و رغم انه انهى دراسته منذ أربع سنوات...الا انه يذهب فقط لأجلها..
...
تجلس ع فراشها وتحتضن وسادتها وع وجهها ابتسامه حالمه....
تفكر به و قلبها يكاد يتطاير فرحاً وهي تتذكر كلماته الحانية التي عُزفت ع أوتار قلبها برقه .."عندما وقعت عيناي عليكِ وتلك العينان تجذبني كالمغناطيس نحوك..لا أعلم الحقيقه ما أصابني حيناها..لكن بت لا أفكر في شئ غيرك..أريد ان أراكي دائماً وكأنك تشعلين حرباً في قلبي لا تهدأ أبداً..
لكني أحبها..أحب تلك الحرب ولا أريد أن تهدأ"
تنهدت بهيام..كم تمنت ان ترى عيناه وهو ينبث بتلك الكلمات..
وضعت يدها ع صدرها تستشعر دقات قلبها العازفه...ابتسمت معترفه..هي واقعه بغرام هذا الدخيل أحمد..
...
أما في تلك اللحظه كانت شفق تقف أمام منزلها الصغير ترتدي تلك الكنزه الثقيله و قبعتها الشتوية فالبرد القارص الذي يحيطها لا يسمح لغير ذلك..
تمسك صغيرها بيدها الذي لا يقل عنها في تلك الملابس الثقيله و ربما يزيد عنها بسبب خوفها الجارف عليه من الهواء البارد..
وحولهما بعض الحقائب تكاد تحمل جميع اغراضهم...وقفت امامها سياره سوداء فاخره..في تلك اللحظه نزل من المقعد الامامي "عدنان"...
ذلك الذي كان مساعد أبيها..ظاهرت عليه بعض علامات الشيخوخة و العجز طبعتها عليه السنوات ..الا انه مازالت صحته جيده كما ان وفائه لأبيها الراحل كبير جداً..لذلك لم يتخلى عنها ابدا طوال تلك السنوات..بل وساعدها
للسفر هنا لتتلقى علاجها بعد أصابها انهيار عصبي شديد وبعض الهلوسات..لم يتركها لحظه حتى تعافت..ومنذ حيناها لم تترك هي تلك البلدة التي احتواتها ..كانت لا تريد العودة مره اخرى لوطنها...كانت لا تريد ان تفتح جرحها الذي تعبت كثيرا لضمده كي يتلائم...
الا انها اتخذت القرار اخيراً...ستعود...رغم انها لم تعود لقصرهم..لذا قامت ببيعه..الا انها ستعود..ستعود لموطنها ومعها جزء من قلبها..
وقف أمامها عدنان يردف عندما نزل السائق يوضع الحقائب التي حولها داخل السياره:"لازالتي مُصممه ع هذا القرار" يتحدث وعينيه تنبعث منها الحنان..لقد كان يعتبرها أبنته ..فهو من قام بتربيتها..
ابتسمت ع نبرته الحزينه والقلقة عليه:"لقد حان الوقت يا عمي..خمس عشر عام ليس قليل"
رد عليها بابتسامه وبوقاره الذي اكتسبه من السنوات اردف:"فعلاً يا ابنتي..فقط كوني بخير..لقد جهزت لكِ كل شئ هناك..وانا سأأتي في اقرب فتره للأطمئنان عليكما"
رغرغت عيناها بدموع..حقاً هي ستشتاق لهذا الرجل..هذا الرجل الذي كان يعاملها بحنان وعطف اكثر من أبيها..دائماً تستشعر انه من دمها..
فهي تحبه كأبيها...
اقتربت منه لتضمه بتأثر قائله:"سأشتاق لك كثيراً"
ربت ع ظهرها بحنان أبوي..
"وانا سأشتاق لكما كثيراً..لذلك سأأتي قريباً"
ابتعدت عنه وهي تمسح طرف عيناها برقه...اخفض رأسه لذلك الصغير..
قائلا وهو يداعب شعره بخفه:"وداعاً أيها الصغير...لا تُغلب أمك"أومأ له الصغير بوداعه
ثم انحنى يطبع قبله ع شعره...ليستلقوا السياره متجهين للمطار..
...
..
.
أيسل و ظافر
تقف أمامه بإرتباك وتفرك أصابعها بعضهما بتوتر...فهي تعلم تلك النظرة..عندما تتخلى عينيه عن نظرته الحانية المعهودة وتحل محلها نظره بارده والغضب بها دفين...هنا تعلم ان يوجد أمر ما لا يعجبه..وغالباً هي تعلم السبب..مما زاد من توترها...
تكلم أخيراً وهو يراها تتحاشى النظر لعينيه:"من هذا الأدهم؟"
ارتعشت عيناها وقد زاد ارتباكها وقد انتبها شعور من الخوف من نبرته..لتقول بصوت حاولت ان تخرجه ثابت:"أنه شقيق هُيام صديقتي صاحبه الحفل"
"ثم؟!" خرجت منه بنبره تحثها ان تكمل
حمحم بتوتر ثم أكملت بصوتها الرقيق:"عرفتني عليه هُيام من باب التعارف فقط" كانت تعلم سبب سؤاله عنه..فهو رأها وهذا الأدهم يودعها بلطافه شديده للغايه وردت عليه هي بتوتر خوفاً من ان يراها ظافرعندما كان ينتظرها بالخارج..لكن الغريب انه لم ينبث بحرف يومها حتى شعرت انه لم يلاحظ..الا ذلك الانعقاد بين حاجبيه أدركها انه لم يمررما حدث هكذا..
لم تر منه رده فعل لتكمل سريعاً تحاول ان تطمئنه:"ظافر لقد كبرت بما يكفي صدقني..كما انه ليس سئ كما تتوقع"
ازدادت قتامه عينيه...لقد صبر كثيرا ..كثيرا للغايه...الا انها لم تشعر به ابدا
تلك العمياء لم تراه من الأساس...
لكن هل ستفكر يوماً ان تبدأ وتبحث عن شريك حياتها كباقي الفتيات!؟
انقبضت عضلات فكه..وثقلت انفاسه...
اقسم في تلك اللحظه بداخله..انه حيناها سيضرب بكل شئ عرض الحائط..وسيأخذها عنوةً بعيداً...ويطفئ نيران صبره الطويل..
يتذكر وهي تحكي له ما حدث هناك وكم كانت فرحه للغايه انها رأت أناس جديده وأصدقاءها الذين كانوا معها بالجامعة..تتكلم وعيناها تتوهج وكأنها كانت متعطشه للصداقات...
وبالتأكيد متعطشه لتعيش علاقه حب..فهى الآن تعدت الخامسة والعشرون وع مشارف الثلاثين..ولم تعش ابدا تلك العلاقة..
لقد انتظر بما فيه الكفاية فقط ليرى اي لمحه حب تجاهه..لكن بلا فائدة
إذا كانت تنوي ان تبحث ع شريك حياتها...فليكن هو..هو أولى بها!!
لم يرد عليها..فقط ابتسامه غاضبه مخيفه ظهرت ع شفتيه..كان قد حتم أمره..واتخذ قرار لا رجوع فيه...
اما هي فقد ارتعشت أوصالها من تلك الابتسامه..متوقعه ان هناك أمر ما فكر فيه..أمر مخيف..
فخرجت سريعا متجه لغرفتها كي تتخذ منها الأمان..وهو عندما رأى هروبها من امامه اتسعت ابتسامته..همساً بنبره مخيفه:"لقد انتظرت طويلاً..وقد حان الوقت"
...
..
.
"لم أراكي منذ أسبوعان..كما انني لست موافقاً ع تلك المكالمات المسترقه وكأنما نفعل إثم" نطق احمد بتلك الكلمات المنزعجة لأسما التي تحادثه في الهاتف مخفضه صوتها كالعاده
ردت عليه بصوت خفيض:"أحمد لقد أخبرتك منذ البدايه..عائلتي هنا لم تسمح بتلك الأنواع من الصداقات"
سمعت صوته المعترض:"لكنهم ليسوا عائلتك يا أسما..كما لم يجدر بكِ ان تكوني خاضعه بهذا الشكل السلبي"
ارتفعت نبرتها قليلا بغضب:"لا أسمح لك ان تتحدث عنهم هكذا...كما انهم بالفعل عائلتي ..ربما لم تربطنا صله دم...لكنهم تولوا أمرنا منذ وفاة أبينا ونحن صغار..تربينا وكبرنا بينهم..انهم بالفعل عائلتي..وانا أحبهم للغايه لذلك استمع لكلام صُهيب ورغم جفائه معي وغضبه الدائم احترمه واحترم تعليماته فهذا نابع من خوفه علي فقط...رغم انني أحدثك الآن فهذا لأني ارى انك لست شخصاً سئ"
لم ترى ابتسامته ع سذاجتها..وكأن الشخص السئ سيأتي لها ويقول انا سئ..
قال بدون مقدمات:"سأتقدم لكِ رسمياً..فبالتأكيد تشعرين بإعجابي بكِ فأنا مفضوح للغاية"انهى جملته بمرح
اما هي كانت تضع الهاتف ع أذنها مدهوشة للغايه ونبضات قلبها تزداد تكاد تسمعها ليتحول ذهولها لابتسامه سعيده عاشقه..
أتى صوته من الهاتف المتسائل عن اختفاءها:"أسما..أسما..أنتِ معي؟"
حاولت ان تخرج صوتها ثابتاً كي يسمعها:"نعم..نعم..أسمعك"
"إذاً ماذا قولتِ..هل انتِ موافقه؟!"
ظهرت مره اخرى تلك الابتسامه الغبيه ع شفتيها..ولم ترد فعلم انها موافقه
وظهر ع وجهه هو الاخر تلك الابتسامه..
لتسمعه قائلا بعبث:"حسنا فالسكوت علامه الرضا"...
في تلك اللحظه كان صُهيب قد علم بعلاقتها مع هذا الأحمد..يجلس في مكتبه في الشركه وأمامه ورقه بمكالمات رقم أسما..ولم تتحدث الا لرقم واحد..
ولم يتعب كثيرا ليعرف من صاحبه..."أحمد الهلالي" صاحب معارض سيارات "الهلالي"
يتطلع لتلك الورقة بأعين سوداء شيطانيه...وتكاد شرارات عينيه تحرق تلك الورقة..
سحق الورقة بين يده بقوه..وقام من مكتبه بعنف ارتعد ع اثرها كرسيه بقوه
ونظرات شيطانيه تكسو عينيه..من يراها يجزم انه ينوي ع قتل احدهم فيبعد عنه ليسلم بنفسه..
وخطوات القويه الغاضبة تعلم أين وجهته جيداً..
...
..
وصلت أخيراً لمطار بلدتها..تشعر وكأنها ردت إليها روحها..تستنشق هواء موطنها الغالي..والغريب انها تشعر وكأنها تستنشق رائحته مع نسمات الهواء..ظهرت ع ثغرها ابتسامه حزينه..
وكأنها تستعيد ذكراها الحزين..
ممسكه صغيرها بيدها وتقف امام المطار مع حقائبها تبحث بعيناها عن ذلك الرجل الذي سيقلهم لمنزلهم الجديد..فقد وكل لها عدنان شخص كي يقلهم بسيارته الضخمه كي تكفي حقائبهم..
وفي لحظه سياره سوداء بسرعه مخيفه وقفت أمامهم ..ونزل منها أشخاصِ ضخمه..كتفونهم بقوه وادخلوهم عنوة داخل السياره...وقبل ان تقوم بأي حركه مقاومه خاصاً مع صراخ صغيرها المرتعب..غُرزت في أعنقهم شئ حاد ورفيع..لترتخي فوراً اطرافها وتذهب هي وصغيرها في تخدر تام..
...
..
قولولي رأيكوا بقى عن كل شخصيه...وأيه رأيكوا في أحمد..
ويا ترى متوقعين ايه؟؟
أنت تقرأ
عالم ثالث
Romanceفي عالم بعيد كل البعد عن واقعنا الذي نعلمه..كان هناك عالم اشبه بالظلام كالجحيم..عالم لا يعرف الممنوع او المحرم.. كل شئ به مباح..قتل..تجاره بشر..ممنوعات..تجاره اسلحه.. يتاجرون بكل شئ وأي شئ..فهم في رأس القمه.. عُملتهم الذهب..ولغتهم الدم ولكن بين ثناي...