1

209 6 0
                                    

في وسط ظلام الليل المخيف، في إحدى الطرقات الفارغه من البشر، لا يسمع به سوي صوت قطرات المطر المرتطمه بالأسفلت بقسوة، كان ذاك الجسد مستلقي بجانبه وسط الطريق وكأنه جزء منه، تكاد لا تراه من ظلمه ملابسه والتي تتشابه في لونها مع ظلام الليل وسواد الأسفلت

أنين خافت صدر من ذاك الجسد الملقي وبدأ بالتحرك ببطئ مميت، أنقلب تلقائياً علي ظهره ليظهر وجهه الذي أصتبغ باللون الأحمر الدامي، كان مغمض العينين ويأن بخفوت، تدريجياً بدأ في فتح عينيه لتظهر سماویتیه واضحتان تلمعان مع ضوء القمر الساطع، تحركت قزحيتاه بجميع الإتجاهات في محاوله لكي يفق جيداً، ضايقته قطرات المطر الساقطه ليغلق عيناه مره أخرى ويأن بألم وهو يضع يده على رأسه من الألم حين حاول تحريكها، أستند بمرفقه علي الأسفلت ويده الأخرى علي رأسه من الخلف وحاول الجلوس، أعتدل في جلوسه وفتح عينيه ثم أخذ ينظر حوله في تشتت، أزاح قطرات المطر عن شعره الأسود الذي بلله المطر، أبتلع بهدوء وهو يتنفس بثقل من التعب والألم، حاول الوقوف ليترنح في وقوفه ثم يثبت نفسه ليمسك برأسه ويحرك قدميه بثقل محاولاً إیجاد أي شئ حي في ذاك المكان الخالي من أي حياه

ألتقطت أذنه صوت وسط صوت قطرات المطر المتساقطه ليتلفت حوله بأنفاس مضطربه، بدأ الصوت يقترب ويعلوا تدريجياً حتي لمح ضوء خافت قادم من بعيد، ضيق عيناه ليري جيداً وسط ذاك المطر المتساقط بغزاره، أقترب الضوء ليتضح أنه عربه زراعيه (جرار زراعي) أبتلع بتردد وهو يفكر، أيوقفه ام لا يفعل فهو في ذاك الوقت لا يثق بأحد أبداً

قطع عليه تفكيره توقف ذاك الجرار بجواره لينظر له سائقه العجوز ذو اللحيه الرماديه بأبتسامه ودوده

العجوز بود وصوت مرتفع:
ما الذي يوقفك هكذا في ذاك الجو الماطر، وما الذي أصابك هل أنت بخير بني

عبس الشاب وحاول التحدث ولكنه يشعر أن تلك اللهجه غريبه عنه ولكنه يفهمها جيداً لذا توقع أنه من أثر جرحه

الشاب بتشتت:
ا أنا أنا أريد أريد الذهاب إلى مكان يتواجد به ن ناس

العجوز مبتسماً وهو يشير له بيده:
لم تطلب شئ، تعال أركب معي لأوصلك أينما تريد

يتحرك الشاب للجهة الأخرى ويصعد بجوار العجوز الذي يحرك مركبته في الحال

العجوز وهو ينظر أمامه مبتسماً:
أنا أدعي جادالله تستطيع مناداتي بالعم جاد مثلما يفعل الجميع، وأنت ما أسمك

الشاب يبتلع بتوتر وهو يعقد حاجباه بقوه:
لا ا لا أعلم، لا أستطيع تذكر أي شئ

ينظر له العم جاد بذهول ويعود بنظره للطريق مره أخرى:
حسناً هذا شئ غريب، يبدوا أنك قد أصتدمت على رأسك بشده وذاك واضح من كمية الدماء التي تملأ رأسك، عموماً يابني لا تقلق أنا علي إستعداد أن أذهب بك إلى أي مكان تريده في الصباح بإذن الله، أو يمكننا الذهاب لقسم الشرطه أفضل فمن الممكن أن يتعرفوا عليك هناك ومن الممكن أن يكون أهلك يبحثون عنك بالفعل أو نذهب للمشفي أفضل لتقطيب جرحك

ذاكرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن