7

71 4 0
                                    

غفت علي الأريكه وهي تفكر وتقلق بشأنه، وبعد مده من غفوتها دلف هو للغرفه وأقترب منها وهو ينظر نحوها بنظرات مختلفه، كيف تزوجها، هي لیست أصلاً نوعه المفضل من النساء، لما تزوجها، ولما يفكر هكذا بعد أن عادت ذاكرته، أيعقل أنه نادم، أيعقل أنه كان قد فقد رشده بجانب ذاكرته، هل سيتركها هكذا، سيرحل دون النظر خلفه، سيترك كل هذا ورائه ويذهب ليعيش حياته ويكملها

هه حياته !!!! أي حياه تلك، مجرد حياه محفوفه بالمخاطر، عصابات ومجرمين من كل جانب، الجميع يريد موتك حتى أقرب الأشخاص إليك، من كان يظن أن من سيفعل به كل ذلك هو صديق عمره، نعم صديقه هو من دبر لحادثته تلك والتي فقد فيها ذاكرته، ولكن كان من المفترض أن يموت لا أن يفقد ذاكرته، هو من سلمه لهم على طبق من فضه فقتلوا جميع رجاله وضربوه ولكن الرصاصه لم تصبه وفي خضم الظلام لم يلاحظوا أنه لم يصب فقط تأذي رأسه حين كان يدافع عن نفسه منهم، هرب من ذاك المخزن وركض بأقصي سرعته مبتعداً عن ذاك المكان وعنهم ولكنه أتى في منتصف الطريق وفقد وعيه وسقط أرضاً مغشياً عليه، وحين أستيقظ لم يكن يذكر شيئاً، نعم هذا هو ما حدث معه، ولكنه سيصلح كل شئ، سينتقم شر إنتقام، وسيبتعد عن هؤلاء الطيبون الذين آووه ووضعوه تحت کنفهم برغم عدم معرفتهم به، بل وأعطوه زوجه دون حتي عقد رسمي يجمعهم، وثقوا به وهو يجب أن يكون على قدر الثقه ويحميهم، وجوده معهم خطر عليهم، وجوده بينهم الآن بعد أن علموا أنه ما يزال حي هو خطر عليهم، لذا سيرحل، يجب أن يرحل، يجب أن يتركهم ليحيوا حياه سالمه آمنه مستقره، يجب أن يفكر بهم وليس بنفسه، هكذا قرر وهكذا سينفذ

أقترب منها أكثر وقبلها على جبينها برقه وهمس "آسف" وتحرك مبتعداً عنها ليذهب نحو الخزانه الخشبيه ويخرج تلك البدله السوداء ويبدل ثيابه ويرتديها، يرتب هيئته ويتحرك نحو الباب لينظر نحوها نظره أخيره ثم يخرج مغلقاً الباب خلفه، ليغلق هذا الباب من حياته نهائياً دون رجعه إليه، أبداً

في الخارج، سیاره سوداء كانت تنتظره ليفتح بابها ويقف أمامها لينظر خلفه ويبتسم بألم وهو يودع ذاك المكان للأبد ليركب السياره وتنطلق به مسرعه وسط سكون الليل نحو وجهته الأصليه وحياته الأصليه

---------

أستيقظت صباحاً لتجد نفسها ما تزال علي الأريكه لتنتصب بألم وتحرك جسدها قليلاً حتي يتحسن ثم تنظر حولها لتجد الغرفه فارغه، تتوجه نحو المرحاض لتجده فارغ أيضاً، تعود للغرفه مجدداً لتجد ثيابه التي بدلها على الفراش لتتوجه نحو الخزانه وتجد أن بدلته السوداء قد أختفت، تبتلع بتوتر وعيناها تلمع من الدموع لتضع يدها على بطنها وتبكي بصمت، لحظات لتتعالي شهقاتها ويعلوا صوت بكائها، كانت تعلم، كانت تعلم أنه سيتركها، كانت تشعر بذلك، قلبها أخبرها أن سعادتهم هذه ليست دائمة لهم، كانت تعلم أن هناك ما سيعكر صفو حياتهم لكنها لم تتخيل أن يتركها هكذا، يتركها ويرحل دون حتي أن يودعها، قال أنه ليس معتاداً علي كسر النساء ولكنه کسرها، دمرها، قتلها

مرت الأيام والعم جاد وزهره في بحث دئووب عن مالك، لا يعلمون أین ذهب أو أین أختفي، ليس له أي أثر، لم يره أحد و لم يسمع عنه أحد، فقط أختفي

دلفا للمنزل لتجلس علي الأريكه وهي تفرك قدميها بألم ليجلس بجوارها العم جاد ويربت على ظهرها بحنان

العم جاد بحزن:
لا تخرجي معي يا أبنتي، هكذا إرهاق شديد عليكي في حالتكي تلك

زهره تتنهد بتعب:
لا أستطيع يا أبي، أشعر أنني في حلم، كل ما يحدث معي أشعر أنه حلم، أتعلم يا بابا جاد أحياناً أشعر حتي أن موت والداي وحياتي معكم وهو كل هذا أشعر أنه حلم، حلم قد طال وكأنني بغيبوبه، وفي لحظه ما سأستيقظ وأجد نفسي بمنزل والداي وأمي تحتضني وأبي يقبل رأسي ويخبرني أنه لا بأس وأنني فقط كنت أحلم، دمرني هروبه

العم جاد يحتضنها بقوة ويقبل رأسها وبقهر:
أنا بجواركي يا أبنتي، أنا أباكي وأخاكي وكل شئ، أنا سندكي وسأقف بجواركي حتي يأخذ الله أمانته مني، لن يكسركي أو يدمركي شئ ما دمت أتنفس الهواء

تحتضنه زهره بقوه وتغمض عينيها، لن تبكي، أقسمت أنها لن تبكي، لا شئ يستحق دموعها أن تنزل عليه، لا شئ ولا شخص

---------

مرت شهور وتلتها سنوات فسنوات حتي صارت عشره أعوام، عشره أعوام بالطبع لم تمر عاديه، بل مرت مختلفه علي الجميع، بمعني آخر مختلفه على زهره

كانت تجلس القرفصاء أمام المنزل وهي تقوم بالعجن وعينيها إحداهما علي الذي يلهو أمامها والأخرى على ما تصنع، كانت تعمل وتبتسم لصوت صغيرها يلهو ويلعب بمرح برفقه کلبه الصغير، رفيقه الوحيد، توقفت فجأه عن العجن وأختفت إبتسامتها تدريجياً وهي تري سياره سوداء تقترب من منزلها وتقف بالقرب من صغيرها لتقف بهلع وهي تمسح يديها في عبائتها

زهره بصوت مرتفع:
سند، تعال هنا سريعاً

يركض الصبي نحوها سريعاً وكلبه خلفه لتمسكه جيداً وهي تراقب باب السياره يفتح ويخرج منه شخص طویل القامه ببدله سوداء ويقف معطيها ظهره وهو ينظر نحو المزرعه أمامه، تتسارع نبضات قلبها حين يلتفت ويخلع نظارته السوداء بهدوء لتظهر زرقاویتیه اللامعتان وينظر نحوها بإبتسامه جانبيه، تتوسع عيناها بصدمه وتترك الصبي وتركض سريعاً نحوه ليبتسم فاتحاً ذراعيه ولكنه يفاجأ بها تضربه بكل قوتها وتركله ليحاول الدفاع عن نفسه وهو يتأوه وهي تضربه بكل غل وحقد وغضب وتصرخ، يهلع الصغير ليركض سريعاً للمنزل المجاور طالباً النجده

يمسك يديها فجأه ويلفها محكماً أمساكها وظهرها مقابل لصدره ويتنفس بقوه بينما هي تزمجر بغضب وأنفاس لاهثه

مالك وهو يقرب فمه لأذنها وبهمس:
صراحه توقعت إستقبال أفضل، ولكنكي لبوتي الشرسه غير متوقعه دوماً ومجنونه

زهره بغضب وصراخ:
أیها الحقير أتركني، لما أتیت أیها الخائن، لما

مالك وهو يقبل عنقها ببطئ وهمس:
أشتقت لكي لبوتي

زهره وهي تحاول التحرر بغضب وصراخ:
وأنا أكرهك يا حقييييير

فجأه تأتي فردوس راكضه برفقه الصبي لتقف مصدومه ومصعوقه من رؤيته مره أخرى، نعم فلقد مرت عشر سنوات، وهي ليست بالشئ الهين

********

ذاكرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن