8

70 3 0
                                    

بداخل ذاك المنزل المتهالك كان الجميع جالس بصمت، زهره تحتضن صغيرها وهي تنظر أمامها بحقد، فردوس تجلس بجوارها محاوله تهدأتها، العم جاد يجلس بإرهاق علي الأريكه مقابل لهم وإلى جواره يجلس مالك ناظراً نحو زهره بهدوء

العم جاد قاطعاً الصمت:
مرحباً بك

مالك يتنفس بعمق وينظر له مبتسماً:
شكراً لك يا عم جاد، صراحه لقد عادت لي ذاكرتي وعدت وقتها إلى بلدي

العم جاد يومأ بهدوء:
مبارك عليك، أوليس من الأصول يا بني أن تعطينا خبر برحيلك حتى، لقد إعتقدنا أن مكروه قد أصابك

مالك يومأ وينظر نحو الصبي:
من الصغير، أهو أبنكم

زهرة بجمود:
لما عدت

مالك يتنهد بعمق وهدوء:
أتعلمين كم مره سألتيني هذا السؤال

العم جاد بهدوء:
أهدئي يا أبنتي، هو مرحب به في أي وقت، الضيف ضيف الله

زهره ببرود:
لیس حقه أن يأتي إلى هنا مجدداً، هو لم يحترم المكان والأشخاص الذين آووه وساعدوه في محنته، لم يصن الأمانه التي أمنته عليها يا أبي

مالك يزفر بضيق:
كان لي ظروفي وأسبابي لفعل ذلك، أنتم لا تعلمون من أنا

زهره بغضب:
إذاً أخبرنا من أنت، لا أنتظر أنا سأخبرك، أنت مجرد حقير قذر حثاله خائن وغدار، أنت حيوان لا بل حتى الحيوانات أفضل منك، أنت کتله حقاره

مالك وهو يقف بغضب وصراخ:
واللعنه یا إمرأه توقفي، فعلت ذلك لمصلحتكم

زهره تقف بغضب وصراخ:
أي مصلحه لنا في هروبك كاللصوص هكذا

مالك بصراخ وحده:
لأنني عضو من المافيا الروسية ووجودكم بجواري فيه خطر عليکم وقتها لأنني تعرضت للقتل وكانوا يعتقدوني ميتاً وبمجرد معرفتهم أني حي أصبح الأمر خطر عليکم

نظر مالك ليجدهم جميعاً ينظرون له بأعين متسعه ليجلس ويمسح على وجهه بضيق ويزفر بحده

مالك بهدوء:
أسمى ريمون خواریس، روسي الأصل، عضو بالمافيا الروسيه وهي للمعلومات من أخطر المافيات في العالم، کنت هنا في مهمه تسلیم شحنه ما وتم الغدر بي وبرجالي وتم قتلهم وأنا أستطعت الهروب ولكنني فقدت وعيي وحين أستيقظت لم أكن أتذكر شيئاً، حين تذكرت قررت الهرب حتي لا يتم أيذائكم لمعرفتكم لي، وحين رتبت أموري وتخلصت من ذاك الشخص قررت العوده ورؤيتكم

زهره تجلس بصدمه وهي تضع يدها علي فمها:
إلهي، مستحيل

العم جاد بجديه:
وما الذي تريده الآن

مالك بإستنكار:
أريد زوجتي بالطبع

كادت زهره أن تتحدث لولا أشارة العم جاد لها فصمتت

العم جاد ينظر له بجمود:
أي زوجه، أتدرك حجم الفادحه التي وضعتنا بها، أنت مجرم، أجنبي، مسيحي، وأسمك ريمون، وأبنتي تزوجت بمالك المسلم المزارع

مالك يبتلع:
حسناً، وقتها أنا لم أكن أعلم بكوني مسيحي، وقد أسلمت صدقني، وأتيت لأحول العقد العرفي لرسمي وتأتي لتعيش معي

زهره بهدوء:
أعذرني أبي أنا سأجيبه، أتعلم كم عانیت یا سید ااا اه ريمون، أتعلم كم عانيت وأنا أبحث عنك بالشهور، أتعلم بكم الإهانات التي سمعتها من الناس بسبب هربك هكذا، أتعلم بكم الذل الذي تذللته بسبب هربك، أنت لم تتصرف لمصلحتنا أبداً بل تصرفت بأنانيه، أنانيتك لم تجعلك تري كم الأضرار التي خلفتها خلفك، أذهب يا سيدي أذهب وأكمل حياتك كما كنت تحياها وأترکنا نكمل حياتنا كما أعتدنا عيشها، أنا أعتبرتك مت من يومها فأذهب يا سيد ليس لك مكان بيننا

سند وهو يمسك بذراع أمه:
من هذا الرجل يا أماه

يفتح مالك عيناه بصدمه وهو ينظر للصبي ثم لزهره ليتمعن في الصبي، شعر أسود حالك، عيون سماويه وبشره منمشه بيضاء

مالك بذهول وهو يقترب منه:
رباه أهذا أبنى

زهره وهي تمسك إبنها بقوه وبشراسه:
بل أبنى أنا

مالك يمد له يده مبتسماً:
مرحباً يا صغير

سند بحده:
لست صغير، أسمى سند، وأنا رجل كبير عمري عشرة أعوام وأفهم جيداً ما يحدث حولي، وأنت غير مرحب بك هنا طالما أمي ترغب بذلك، لذا أرحل ولا ترينا وجهك مره أخرى یا سید

مالك يبتسم بوسع:
خير ما ربت أمك، ربت رجل من ظهر رجل، أنا حقاً فخور بك رغم عدم رغبتك في قربي، أحمي أمك جیداً، كن لها خير سند یا سند أفهمت يا رجل

يومأ سند وينظر مالك نحو زهره التي تبعد نظرها عنه ليتنهد وينظر نحو العم جاد

مالك بهدوء:
کیف قمتم بتسجيله

العم جاد:
بحثت عن بعض المعارف وقمنا بتسجيله تحت إسم جار لنا لم يمانع بذلك

مالك يتنهد وينظر نحو زهره:
علي الأقل أعطيني الحق أن أسجل أبني بأسمي، هو أبني بالنهايه

تصمت زهره بضيق ليتنهد العم جاد ويقف بصعوبه ليتوجه نحو مالك ويربت على كتفه مومئاً له ليوافقه مالك بصمت ويتوجه نحو باب المنزل

مالك دون أن يلتفت:
سأحضر في الغد صباحاً لكي نبدأ بإجراءات التسجيل قبل موعد سفري

يرحل مالك لتجلس زهره وتحتضن إبنها شارده في السنوات الماضيه، حقاً لقد تغير، أصبح أكثر رجوله ووسامه، وكأنما لم يمر عشرة أعوام على تركه لهم، لم يحمل الهموم التي تجعله يكبر، علي عکسها هي تماماً

********

ذاكرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن