2

85 2 0
                                    

يفتح باب الغرفه في نفس التوقيت يفتح باب المرحاض المقابل للغرفه، زهره التي كانت خارجه مبتسمه بسعاده تصنمت في مكانها فمن أمامها أقل ما يقال عنه ملاك قد تصور في هيأه بشر، عيون زرقاء لامعه، بشره بيضاء كالحليب، أنف مدبب، رموش کثیفه، شعر أسود لامع، وطول فارع ليزيده وسامه فوق وسامته بجوار جسده الرياضي، كان آيه في الجمال

تنحنح هو بصوت مرتفع وتحرك مبتعداً تجاه العم جاد وفردوس ليجلس مقابل لهم مبتسماً بخفوت، تحركت زهره ببطئ نحوهم ونظرها مسلط عليه، لتفق من غفوتها علي صوت العم جاد

العم جاد مازحاً:
ماذا يا زهره ألن تحييني ام ليس لي نصيب

زهره تبتلع بتوتر وتبتسم:
كيف ذلك يا أبي أنا فقط لم أكن أعلم أن برفقتك أحد

تقترب زهره وتمسك كف العم جاد وتقبله ليربت على رأسها بحنو

العم جاد بحنان:
بارك الله فيكي يا بنيتي، هذا ضيف كان تائهاً في الطريق وسيظل معنا الليله

يلتفت برأسه نحو الشاب:
هؤلاء هم عائلتي یا بني، فردوس زوجتي وزهره أبنتي

الشاب يومأ وبهدوء:
تشرفنا

زهره بهمس:
الشرف لنا

فردوس تقف مبتسمة:
حسناً تفضلوا جميعاً لتأكلوا من رزق الله، تفضل يا سید، شئ ليس بالكثير ولكنه ما يليق بحالنا

يقف الجميع ليجلسوا حول الطبليه ويشرعوا في الأكل، كانت جلسه هادئه سوي من نظرات زهره المخترقه للشاب الذي لم يعيرها أي إهتمام نهائياً، بعد أنتهائهم من الطعام وأرتشاف الشاي وتجهيز الغرفه للضيف خلد الجميع للنوم، كل شخص غارق في أفكاره، منهم من يفكر في ذاك المجهول وكيفيه التصرف معه، ومنهم من يفكر في الغد وما سيحدث به، ومنهم من يفكر في ماهيته ومن يكون وما حدث معه، ومنهم من يفكر في الشاب الجذاب المجهول الذي سرق القلب وعشش بداخله

أشرق الصباح وزقزقت العصافير معلنه بدايه صباح مشرق جديد، صباح سعيد ملئ بالنشاط، كانت رائحه الطعام تفوح بجمالها من ذاك المنزل البسيط وسط الخضره، صوت النشاط يصدح في المنزل، من زوجه تجهز طعام الإفطار، أب يتجهز لمواظبه العمل، وإبنه تنظف وترتب في المنزل، كان الجميع في سعاده ونشاط كالعاده

العم جاد بصوت مرتفع:
زهره یا زهره

زهره تركض مسرعه نحوه وتقف أمامه:
نعم يا أبي، أتحتاج شئ

العم جاد بهدوء وهو يمسك ملابس بيده:
شكراً يا بنيتي، أريدكي أن تذهبي إلى ضيفنا في الغرفه الخارجيه وتعطيه هذه الملابس وتخبريه أن يأتي لكي يتناول إفطاره معنا

زهره مبتسمه بسعاده وهي تشير لعينيها:
حاضر يا أبي كما تأمر من عيني

تلتقط منه الملابس وتخرج مسرعه من المنزل لتتوجه بجواره نحو الغرفه التي يقبع بها الضيف المجهول، تدخل مسرعه للغرفه لتشهق بصدمه وصوت مرتفع وتسقط منها الملابس وتضع كلتا يديها علي عينيها، ينظر لها المجهول بحاجب مرتفع وهو يقف منتصبا، عاري الصدر، يرتدي بنطال بدلته القماشي الأسود فقط بينما شعره مبتل وقطرات الماء تسقط على صدره ذو العضلات المثيره وممسكاً بقميصه الأسود المبتل بین يديه

زهره بخجل وهي ما تزال تضع يديها علي عينيها:
ما الذي تفعله یا هذا، هذه قله إحترام ألا تخجل، هل يقف أحد عاري هكذا، فلتراعي أنك لست وحيداً هنا بل يوجد نساء في المنزل

المجهول بسخريه هادئه:
لست أنا من دخل عليكي دون أستئذان أو حتى طرق الباب، فقد أغلقت الغرفه وتعريت وهذا شئ طبيعي، ما ليس بطبيعي دخولكي هكذا من دون أستئذان

زهره وهي تنزل يديها ببطئ وعينيها للأسفل في خجل وتعض شفتها بإحراج:
ا أنا آسفه، أنا فقط معتاده الدخول هنا طوال الوقت فنسيت أن أطرق الباب

المجهول يتنفس بعمق:
حسناً لا بأس، أتريدين شئ

زهره ترفع عينيها سريعاً وتبتلع بتوتر:
ب بابا جاد يخبرك أن تأتي لكي تتناول الإفطار وأيضاً قد بعث لك بهذه الملابس لترتديها عوضاً عن خاصتك

المجهول بحاجب مرتفع:
وأين هذه الملابس

زهره تميل للأسفل وتلتقطها وتبتسم بغباء وهي تمدها له:
یوه، ها هي الملابس، هاك

المجهول بحاجب مرتفع:
هاك ويوه !! وهذه من أي لغه، لغتكي أنتي فقط

زهره بعبوس:
يوووه هل ستظل تستهزئ بي وتعلق علي كل كلمه اوووف

يقترب المجهول منها ببطئ وعيونه مسلطه عليها لتشعر بوجنتيها تشتعل حمره وتنزل نظرها أرضاً من نظراته السماويه تلك، وقف أمامها وألتقط الملابس من بين يديها بهدوء

المجهول بهمس:
هل أنتي واثقه أنكي أبنتهم، لا يوجد شبه بينكم ولا قيد أنمله

زهره ترفع رأسها لتنظر له:
لا هم ليسوا أبي وأمي، أنا في الأصل يتيمه وبابا جاد أكرمه الله هو من أخذني ورباني، وخاله فردوس عاملتني مثل أختها الصغيره تماماً فهي ليست كبيره في السن

المجهول يومأ متفهماً:
اممم هكذا إذاً

زهره بإبتسامه:
صحيح، ما هو أسمك

المجهول بإبتسامه جانبيه:
ماذا تحبيه أن يكون

زهره تتنحنح:
يوه صحيح لقد نسيت أنك لا تتذكر أسمك، ولكن أتعلم أنت يليق بك إسم مالك كثيراً

المجهول بحاجب مرتفع ودهشة:
مالك !! ولما هو بالأخص

زهره ترفع كتفيها بإبتسامه:
آتیه من ملك ولكن ملك إسم فتاه فحورتها لمالك حتي يصبح لرجل

المجهول بإبتسامه سخريه:
ولما ليس ملاك، مثلها ولكن رجل

زهره بدلع:
تؤ هي مالك، حلوه عليك أكثر

المجهول بإبتسامه متسعه:
وأنتي أيضاً حلوه عليكي زهره، لأنكي حقاً زهره

زهره بخجل وهي تبتسم وتنظر للأسفل:
لا تخجلني يا هذا، هيا بنا وإلا أستعجلنا بابا جاد

ترحل زهره ليتنفس المجهول بعمق ويعود ليرتدي الثياب التي بعثها له العم جاد لينضم لهم في المنزل لتناول الإفطار

********

ذاكرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن