مرت الأيام قضاها مالك وزهره وسند في تسجيل أبنهما حتي أنتهوا في خلال أسبوع واحد فقط، خلال هذا الأسبوع تقرب مالك من سند كثيراً وأعتادا علي بعضهم البعض وهو ما كان يضايق زهره کثیراً، فهي تخيلت أن يأخذه منها ويرحل به وهي وقتها لن تستطيع فعل شئ
كانت تجلس على عتبة الباب تراقبهم يسيرون بعيداً ويتحدثون وقلبها يغلي من الداخل، وقفت فردوس بجوارها وجلست
فردوس بهدوء:
ما بكي قلقه هكذا، لن يحدث ما تفكري به، مالك ليس بتلك الحقارة ليأخذه منكي، إما وأنتي معه أو لن يفعل، لذا أهدئيزهره بألم:
على قدر ما يؤلمني حياه سند بدون أب ولكن لا أستطيع ترکه، هو روحي وحياتي سأموت بدونهفردوس بهدوء:
أذهبي معه، أنتي تحبينه فلا تنكرين ذلكزهره تتنهد:
لا أستطيع، حياته غير حياتنا، لا تنسي هو من يكون الآن، وأنا لا أريد أن يحيا أبني في بيئه کتلكتومأ لها فردوس لينظرا نحو الإثنان أمامها بترقب واللذان كانا يتحدثان ويضحكان سوياً
مالك يضحك بقوه:
ههههههههه لم أكن أتوقع أنها بذاك الجنونسند بحماس:
أقسم لك لقد أمسكتهم جميعاً وضربتهم بحذائها، رباه كم أعشقهامالك يتنهد مبتسماً:
إذاً، ألن تعطيني أنا أيضاً فرصه لأعيش معك حياتك ونبني ذكريات سویاًسند يبتسم بهدوء وينظر أرضاً:
لا أستطيع تركها، هي أمي وأنا سندها ولا تمتلك غيري، إن لم ترغب في مرافقتك فأنا سأبقي هنا معها، أعذرني ولكن لن أستطيع تركهامالك يتنفس بعمق مومئاً:
أنت حقاً خير سند لها، فلتحمها يا بني وأسمح لي بالتواصل دوماً معك، هل ستسمح لي حتي إن هي رفضتسند يبتسم بوسع:
هي لن ترفض، سأبقي علي تواصل معك لا تقلق، فلتنتبه لنفسك وحياتك، وحاول أن تترك أمور العصابات تلك، لن تجني منها سوي السوءمالك يضحك من قلبه:
ههههههههه إلهي لقد أحسنت تربيتك حقاً، حسناً یا صديقي سأحاول، أعدكيحتضن الإثنان بعضهما ليتحرك مالك نحو سيارته ويركبها ويلوح لسند الذي يبتسم له ملوحاً وتتحرك السياره مبتعدة عنهم تحت نظرات زهره وفردوس
--------
مرت الأيام والشهور والسنوات وسند ومالك كانوا دوماً علي تواصل، وعلي الرغم أن مالك كان يبعث لهم دوماً المال ولكن زهره كانت ترفض صرفه وسند لم يكن يجادلها أبداً
ودخل سند الجامعه وتخرج من كليه الحقوق ليقر عين أمه التي قررت أقامه حفل له في ذاك اليوم
في المساء كانت زهره ترتب لكل شئ بينما سند ورفاقه يتسامرون ويضحكون ويحتفلون، حتى أنتهى الحفل وودع سند رفاقه ليدلف ويساعد أمه وفردوس علي التوضيب حيث قاموا مؤخراً بفتح المنزلين علي بعضهما ويعيشوا سوياً بعد وفاة العم جاد
خلال الترتيب والتوضيب دق جرس الباب لينتصب سند ويتوجه لفتح الباب، يجد أمامه رجل يرتدي بدله ويمسك حقيبه ويرتدي نظارات، يرحب به سند ويدخله ليجلسوا وتأتي زهره وفردوس ويشاركوهم
الرجل بهدوء:
أنا أسمى محسن رمسيس، محامي السيد ريمون خواریس أو السيد مالك كما تعرفونه أنتم وقد أتيت لأمر هامسند بقلق:
أهو بخير، هل حدث له شئ، أحاول التواصل معه منذ عده أيام دون فائدهزهره بتوتر وقلق:
هل أصابه مكروه، أرجوك طمأننا عليهيبتسم السيد محسن بحزن علي قلقهم عليه ويتنحنح:
صراحه لقد توفي السيد ريمون منذ أيام قليله وأوصاني أن آتي إليكم حتي أسلمكم وصيته اليوم تحديداًزهره ودموعها تنهمر وبهمس:
مات !!!!!يحتضنها سند ويغمض عينيه بألم، فهو لم تتح له فرصه الحياه معه وإسعاده ليختفي من حياتهم هكذا
السيد محسن:
البقاء في حياتكم احم لقد قام بكتابه كل أمواله وأملاكه بعد أن حولها لأموال بأسم إبنه سند ريمون والسيده زهره منصور زوجته، وأصر أن تتسلمي الأموال هذه المره سیده زهره لأنها حق إبنه وهو لا يملك وريث سواه، الأموال كلها في حساب في البنك بأسم السيد سند، وكانت آخر كلماته أنها هدیه تخرجك يا سند کما طلبتيعض سند شفتيه لتنظر له أمه بعدم فهم لينظر لها ويبتلع بألم
سند بألم:
لقد أخبرته أنني أريد هديه تخرجي أن يتوقف عن عمل العصابات وها هو فعلها وقتلوه، أنا السبب في موته يا أميزهره تحتضنه وهو يبكي بحرقه:
لا بني، لا سندي لست السبب، هو من أختار حياته ونهايته، كان طبيعي أن تكون النهايه هكذا فهذه نهاية الفساد يا بني، لا تلوم نفسك أبداًتحتضنهم فردوس ويتركهم المحامي بعد ترك أرقام هواتفه لیتواصلوا معه ويتركهم ينتحبون فقيدهم بصمت
--------
تسلم سند میراثه بعد صراع مع والدته حتي وافقت ليقوموا بهدم منزلهم وبناء منزل كبير ومزرعه وقام بشراء مواشي وأستئجار عمال ليقوموا بزراعه الأرض تحت إشراف والدته وفردوس وأصبحوا يتاجروا في الخضر والفواكه والألبان ومنتجاتها، أصبحوا من أكبر الموردين للتجار والأسواق
فتح سند مكتب محاماه وأشتغل بها وحاول من خلال عمله محاربة الفساد
قامت زهره ببناء مسجد رحمه لوالدها وزوجها، وكانت تتصدق دوماً على روحهم فهي بالنهايه لم تتوقف عن حبه يوماً، وسواء أكان فاقد لذاكرته ام لا فقد كانت تعشقه ولكن القدر قال كلمته
النهايه
********أحبتي
أنتهت ذاكره نهايه شبه سعيده ولكنها نهايه طبيعيه للفساداتمني تكون قد أعجبتكم
دمتم بخير
أنت تقرأ
ذاكره
Short Storyلا إنتقام في قاموسي بل تجاهل يعيدك مجهول الهويه لا عرفان يؤخذ ولا نكران يرد