6

73 5 0
                                    

مرت أيام، أسابيع ووصلت لشهر كامل وكل يوم مالك يري في أحلامه هؤلاء الأشخاص أو يتذكر أشياء من الماضي خلال يومه، كان يحتفظ لنفسه بكل ما يتذكره، فذكرياته لم تكن بالشئ الجيد ليشاركه مع أي أحد

أما زهره فقد كانت تلاحظ تغير حبيبها، لم يعد ذاك الرجل اللطيف الذي رأته أول مره وأحبته وتزوجته، بل أصبح بارد ويزداد بروداً يوماً بعد يوم، أصبح شخص غريب، شخص لم تعرفه يوماً

كانوا جالسين كعادتهم في المنزل العائله بكاملها، العم جاد، الخاله فردوس، زهره، ومالك كان معهم جسداً فقط، روحه وفكره وعقله كانوا في مكان آخر، مكان حيث توجد حقيقته، حيث يوجد ماضيه، حيث يوجد هو

العم جاد وهو ينظر نحوه بإستنكار:
منذ متي صرت تدخن یا مالك

مالك ينظر له ويضحك بخفوت:
ههههه ومنذ متي صرت تدعوني بأسم مالك وليس ولدي

العم جاد بجديه:
منذ أن صرت المجهول، ذاك الشاب الغريب الذي لا أعرفه ورأيته مضرجاً بالدماء علي الطريق

ينظر له مالك بعمق ثم يقف منتصباً ويتوجه نحو الخارج تحت نظرات العم جاد المتفحصة، تدلف زهره مبتسمه لتختفي إبتسامتها علي الفور حال عدم رؤيتها لمالك أمامها

زهره بقلق:
أین مالك، أین ذهب يا أبي

العم جاد دون النظر لها:
خرج

زهره تقترب من العم جاد بقلق:
هل ضايقته يا أبي، هل تحدثت معه في شئ يضايقه

العم جاد ينظر لها بحده:
ما الذي يجري لكي يا زهره، لما لا تضربيني لأني تحدثت معه فيما يخص صالحکم ها

زهره تبتسم بألم وتمسك بيده:
أولم أعد زهرتك حبيبتك يا شيخ یا عجوز

العم جاد تلین ملامح وجهه ويحتضنها بحب:
بل أنتي زهرتي حبيبتي وأبنتي التي رزقني الله بها، بارك الله لنا فيكي يا أبنتي، ألحقي زوجكي وخففي عنه همه فلا تكوني أنتي والزمن عليه

تومأ زهره وتقبل جبين والدها لتخرج مسرعه متوجهه نحو غرفتهم لتفتحها مسرعه وتجده شارد الذهن على الفراش ويدخن سجائره بكثره، أقتربت منه ببطئ لتجلس أسفل قدميه وتضع يديها على ركبتيه بحب وهي مبتسمه له

زهره بحب وحنان:
ما بك يا قلب وروح زهره، ما الذي يكدر خاطرك

مالك يتنهد بضيق ويلقي بسيجارته ويطفأها ويمسك بيديها:
زهره، لا أريدكي أن تحزني يوماً، أبقى سعيده مهما حدث، حتي لو لم أكن بجواركي

زهره بعدم فهم وتعجب:
وما الذي سيجعلك بعيد عني، أنت هنا معي وبجواري، وهل لحياتي وجود بدونك يا عمري أنت

مالك ببرود شديد:
كانت لها وجود من قبلي فأعتادي علي ذلك

زهرة بحيرة:
لما تكسرني بحديثك هكذا، عيناك بارده ولا أستطيع أستشعارها كما في السابق، ماذا حدث معك، ما الذي تغير

مالك يتنهد ويقف مبتعداً عنها:
لست معتاداً أن أکسر إمرأه لذا لا تصعبيها علي

زهره تقف وتسير خلفه:
وما أدراك بما أنت معتاد عليه

مالك يبتسم بسخرية:
صدقيني سيصدمكي بما أدرکه کثیراً

زهرة وهي تقف أمامه وتمسكه من ذراعيه:
وما الذي تدرکه یا مالك

مالك يمسك يديها بحده وقوه وبغضب:
أدرك أنني لا أنتمي إلى هنا، أدرك أنني لست واحداً منكم ولن أصبح أبداً، افهمتي، أعتادي علي ذلك

يتركها ويخرج من الغرفه لتقف هي مصدومه وشارده وتسقط دموعها دون وعي منها، دموع ألم وحسره

---------

خرج نحو الطريق وأوقف سیاره وركب مع سائقها حتى أوصله للمدينه ومن هناك توجه سريعاً نحو أحد كبائن الهاتف، رفع سماعة الهاتف وأخذ يضغط على أزرار عقله تذكرها جيداً لينتظر الرد الذي يأتيه في لحظات

صوت ناعم ورقيق:
giuliav

الووو

مالك ببرود وهدوء:
Слевия , 3то Я

سليفيا، إنه أنا

سليفيا بصدمه:
Раймонд , это ты , мой Бог

ريمون، أهذا أنت، إلهي إعتقدناك مت

مالك يتنفس بعمق:
я Потерял Память и Понемногу начал вспоминать , хорошо И Я слышать , Прийти ко мне, расскажу вам Подробности Позже

أصبت وفقدت ذاكرتي وشيئاً فشيئاً بدأت أتذكر، أسمعيني جيداً، تعالوا إلي وسأخبركم بالتفاصيل لاحقاً

سليفيا بتركيز:
Я все еще в Египте

ما زلت في مصر تلك

مالك يومأ:
Да, я жду тебя

نعم، أنتظركم

يغلق مالك الهاتف وينظر أمامه بشرود، ها هي حياته ستعود إليه، وها هو ماضيه سيصبح حاضره ومستقبله، ولكن ماذا عن حاضره الحالي، هل سيعتبره طي النسيان، ام سيعتبره وكأنه لم يوجد يوماً، صفحه وسيطويها من حياته، أحقاً سيفعل

----------

جالسه في الغرفه بتوتر وقلق، ها قد أتى منتصف الليل ولم يعد بعد، ستموت من القلق والخوف عليه، لما أصبح هكذا، لما أصبح بارداً معها، لما أصبح لا يهتم، ولكنه سيعود لعهده السابق ما أن يعرف بالخبر الذي تخبأه له، نعم سيسعد كثيراً

غفت على الأريكه وهي تفكر وتقلق بشأنه، وبعد مده من غفوتها دلف هو للغرفه وأقترب منها وهو ينظر نحوها بنظرات مختلفه، كيف تزوجها، هي لیست أصلاً نوعه المفضل من النساء، لما تزوجها

*********

ذاكرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن