مرت أيام، أسابيع ووصلت لشهر كامل وكل يوم مالك يري في أحلامه هؤلاء الأشخاص أو يتذكر أشياء من الماضي خلال يومه، كان يحتفظ لنفسه بكل ما يتذكره، فذكرياته لم تكن بالشئ الجيد ليشاركه مع أي أحد
أما زهره فقد كانت تلاحظ تغير حبيبها، لم يعد ذاك الرجل اللطيف الذي رأته أول مره وأحبته وتزوجته، بل أصبح بارد ويزداد بروداً يوماً بعد يوم، أصبح شخص غريب، شخص لم تعرفه يوماً
كانوا جالسين كعادتهم في المنزل العائله بكاملها، العم جاد، الخاله فردوس، زهره، ومالك كان معهم جسداً فقط، روحه وفكره وعقله كانوا في مكان آخر، مكان حيث توجد حقيقته، حيث يوجد ماضيه، حيث يوجد هو
العم جاد وهو ينظر نحوه بإستنكار:
منذ متي صرت تدخن یا مالكمالك ينظر له ويضحك بخفوت:
ههههه ومنذ متي صرت تدعوني بأسم مالك وليس ولديالعم جاد بجديه:
منذ أن صرت المجهول، ذاك الشاب الغريب الذي لا أعرفه ورأيته مضرجاً بالدماء علي الطريقينظر له مالك بعمق ثم يقف منتصباً ويتوجه نحو الخارج تحت نظرات العم جاد المتفحصة، تدلف زهره مبتسمه لتختفي إبتسامتها علي الفور حال عدم رؤيتها لمالك أمامها
زهره بقلق:
أین مالك، أین ذهب يا أبيالعم جاد دون النظر لها:
خرجزهره تقترب من العم جاد بقلق:
هل ضايقته يا أبي، هل تحدثت معه في شئ يضايقهالعم جاد ينظر لها بحده:
ما الذي يجري لكي يا زهره، لما لا تضربيني لأني تحدثت معه فيما يخص صالحکم هازهره تبتسم بألم وتمسك بيده:
أولم أعد زهرتك حبيبتك يا شيخ یا عجوزالعم جاد تلین ملامح وجهه ويحتضنها بحب:
بل أنتي زهرتي حبيبتي وأبنتي التي رزقني الله بها، بارك الله لنا فيكي يا أبنتي، ألحقي زوجكي وخففي عنه همه فلا تكوني أنتي والزمن عليهتومأ زهره وتقبل جبين والدها لتخرج مسرعه متوجهه نحو غرفتهم لتفتحها مسرعه وتجده شارد الذهن على الفراش ويدخن سجائره بكثره، أقتربت منه ببطئ لتجلس أسفل قدميه وتضع يديها على ركبتيه بحب وهي مبتسمه له
زهره بحب وحنان:
ما بك يا قلب وروح زهره، ما الذي يكدر خاطركمالك يتنهد بضيق ويلقي بسيجارته ويطفأها ويمسك بيديها:
زهره، لا أريدكي أن تحزني يوماً، أبقى سعيده مهما حدث، حتي لو لم أكن بجواركيزهره بعدم فهم وتعجب:
وما الذي سيجعلك بعيد عني، أنت هنا معي وبجواري، وهل لحياتي وجود بدونك يا عمري أنتمالك ببرود شديد:
كانت لها وجود من قبلي فأعتادي علي ذلكزهرة بحيرة:
لما تكسرني بحديثك هكذا، عيناك بارده ولا أستطيع أستشعارها كما في السابق، ماذا حدث معك، ما الذي تغيرمالك يتنهد ويقف مبتعداً عنها:
لست معتاداً أن أکسر إمرأه لذا لا تصعبيها عليزهره تقف وتسير خلفه:
وما أدراك بما أنت معتاد عليهمالك يبتسم بسخرية:
صدقيني سيصدمكي بما أدرکه کثیراًزهرة وهي تقف أمامه وتمسكه من ذراعيه:
وما الذي تدرکه یا مالكمالك يمسك يديها بحده وقوه وبغضب:
أدرك أنني لا أنتمي إلى هنا، أدرك أنني لست واحداً منكم ولن أصبح أبداً، افهمتي، أعتادي علي ذلكيتركها ويخرج من الغرفه لتقف هي مصدومه وشارده وتسقط دموعها دون وعي منها، دموع ألم وحسره
---------
خرج نحو الطريق وأوقف سیاره وركب مع سائقها حتى أوصله للمدينه ومن هناك توجه سريعاً نحو أحد كبائن الهاتف، رفع سماعة الهاتف وأخذ يضغط على أزرار عقله تذكرها جيداً لينتظر الرد الذي يأتيه في لحظات
صوت ناعم ورقيق:
giuliavالووو
مالك ببرود وهدوء:
Слевия , 3то Яسليفيا، إنه أنا
سليفيا بصدمه:
Раймонд , это ты , мой Богريمون، أهذا أنت، إلهي إعتقدناك مت
مالك يتنفس بعمق:
я Потерял Память и Понемногу начал вспоминать , хорошо И Я слышать , Прийти ко мне, расскажу вам Подробности Позжеأصبت وفقدت ذاكرتي وشيئاً فشيئاً بدأت أتذكر، أسمعيني جيداً، تعالوا إلي وسأخبركم بالتفاصيل لاحقاً
سليفيا بتركيز:
Я все еще в Египтеما زلت في مصر تلك
مالك يومأ:
Да, я жду тебяنعم، أنتظركم
يغلق مالك الهاتف وينظر أمامه بشرود، ها هي حياته ستعود إليه، وها هو ماضيه سيصبح حاضره ومستقبله، ولكن ماذا عن حاضره الحالي، هل سيعتبره طي النسيان، ام سيعتبره وكأنه لم يوجد يوماً، صفحه وسيطويها من حياته، أحقاً سيفعل
----------
جالسه في الغرفه بتوتر وقلق، ها قد أتى منتصف الليل ولم يعد بعد، ستموت من القلق والخوف عليه، لما أصبح هكذا، لما أصبح بارداً معها، لما أصبح لا يهتم، ولكنه سيعود لعهده السابق ما أن يعرف بالخبر الذي تخبأه له، نعم سيسعد كثيراً
غفت على الأريكه وهي تفكر وتقلق بشأنه، وبعد مده من غفوتها دلف هو للغرفه وأقترب منها وهو ينظر نحوها بنظرات مختلفه، كيف تزوجها، هي لیست أصلاً نوعه المفضل من النساء، لما تزوجها
*********

أنت تقرأ
ذاكره
Short Storyلا إنتقام في قاموسي بل تجاهل يعيدك مجهول الهويه لا عرفان يؤخذ ولا نكران يرد