3

74 4 0
                                    

كانوا يجلسون على الطبليه وهم مبتسمون ويشرعون في تناول الطعام ليتحدث العم جاد ناظراً نحو المجهول

العم جاد بهدوء مبتسماً:
ها یا بني، هل فكرت فيما ستفعله

المجهول يتنحنح ويعتدل في جلسته:
أنا فكرت كثيراً حقيقه وقررت أن أرحل وأبحث عن مکان أبقى به حتي أرتب أموري، يكفي أني أقلقتكم هذه الليله، وأيضاً لا أريد أن أثقل عليكم

تظهر معالم الصدمه والحزن على وجه زهره وهي تنظر له ليتحاشي النظر لها ويكمل العم جاد متحدثاً

العم جاد بعبوس:
ولما يا بني تذهب مكان آخر ومنزلي مفتوح لك أبوابه، أبقى هنا كما تحب، ام لم تعجبك ضيافتنا لك يا بني

المجهول سريعاً:
لا لا، لا تقل هذا يا عم جاد، أنا حقاً ممتن لك فلقد آويتني في منزلك دون أن تعلم شئ عني، لا أصل ولا أهل ولا شئ ولا حتي إسم، ولكن لا أريد أن أسبب لكم مشاكل أنتم في غني عنها

العم جاد بجديه:
لا يوجد مشاكل ولا شئ وأنتهى الأمر، أنت ستبقى هنا معنا حتي تتيسر أمورك، وأيضاً ستعمل

المجهول بتعجب ينظر نحو زهره ثم جاد:
أعمل !! ماذا سأعمل فأنا حتي لا أمتلك هويه

العم جاد مبتسماً:
ستعمل معي، فلاح أقصد، جسدك سيساعدك أن تعمل في الأرض وبهذا تخفف عني الحمل قليلاً

المجهول مبتسماً:
هذا شرف لي يا عم جاد، حسناً كما تري أنا صوب أمرك

العم جاد بتفكير:
هكذا لا يظل سوي الإسم حتي نستطيع أن ندعوك به، والآن بما سندعوك، بما ستدعوه یا جاد بما_

المجهول مقاطعاً:
أسمح لي أنا قد أخترت أسماً "ينظر نحو زهره ويبتسم لينظر مره أخرى للعم جاد" مالك، أدعوني مالك

تبتسم زهره بقوه وتنظر للأسفل بخجل ووجنتيها مشتعلتين من الخجل بينما العم جاد يبتسم بهدوء

العم جاد بإبتسامه:
تمام، إسم جميل، علي بركه الله، إذاً مالك، نورتنا یا مالك يا بني

مالك مبتسماً:
شكراً لك ياعم جاد

يكمل الجميع طعامه بأحادیث بسيطه وضحكات عائليه دافئه تجعل المجهول أو مالك يشعر بسعاده کونه وسط أسره کتلك، شعور لم يشعر به قبلاً، ولا يعتقد قبل فقدانه ذاكرته قد شعر به حتي

مرت الأيام والأسابيع والأشهر سعيده ومريحه على تلك العائله البسيطه، الغريب أو مالك يعمل طوال النهار في المزرعه ويساعد العم جاد بسعاده، وزهره وفردوس يقدمون لهم يد العون من وقت لآخر، وبالطبع النظرات المتبادله بالمشاعر الملتهبه بين زهره ومالك لم يغفل عنها العم جاد أو فردوس بل كانوا يشجعونهم وكثيراً، وأستطاعت زهره بمساعده فرودوس من ترتيب الحظيره بشكل أنيق وجيد حتى أصبحت غرفه نوم جميله وأنيقه كما قام مالك بإحضار بعض الأغراض بها حين ذهابه للسوق برفقه العم جاد لبيع المحصول فأصبحت الغرفه كامله من كل شئ، فراش متوسط الحجم بالطبع مستعمل ولكنه بحاله جيده، خزانه صغيره بحاله مقبوله وبعض المقاعد وطاوله، كان العم جاد يعلم أن مالك يجهز الغرفه لشئ في باله ولم يجادله بل كان يساعده كثيراً ويختار معه كل شئ، كان كل شئ مثالي، ونظرات زهره الجريئه تفضحها دوماً لديه، كان فقط يقابل نظراتها بإبتسامه هادئه، كانت تظن أنه لا يبادلها أي مشاعر خاصه أن نظراته دوماً بارده نحوها، لا يوجد بها مشاعر، أبداً

في يوم ما كانت زهره في غرفه مالك ترتبها وتنظفها، كانت تغني وتدندن وهي ترفع تنورتها حتي فوق ركبتيها قليلاً وتشمر أكمام بلوزتها، لم تنتبه لذاك الذي يقف على باب الغرفه مستنداً عليه وهو يضم ذراعيه أمام صدره ويراقب بصمت، صمت قاتل لدرجه لم تنتبه له أبداً

ألتفتت لتشهق فجأه حين وجدته خلفها تماماً لا يفصلهم شئ، كان ينظر لها بنظرات لم تغفل عنها

زهره بصدمه وهي تضع يديها على صدرها بعفويه:
ويحك يا رجل لقد أرعبتني

مالك بهدوء:
ويحك !!!! من أین تأتين بتلك المصطلحات یا فتاه

زهره تضحك:
ههههههههه لا أعلم هي تخرج هكذا دون وعي مني، المهم أبتعد حتي أخرج وأعود لمساعده خاله فردوس

مالك يقترب أكثر ويمسك خصرها بيديه الإثنتين وبهمس:
فلتساعديني أنا أولاً

زهره وهي تحاول الإفلات من قبضته الحديديه:
أي مساعده، لقد نظفت الغرفه وجهزتها لك لا يوجد شئ آخر، یا رجل أبعد يديك عني ما هذا كلبشات هذه وليست يد

مالك وهو يقترب أكثر ويقرب وجهه من وجهها:
هيا يا إمرأه أريحيني، أنا متعب هنا وأنتي تزيدين من تعبي

تتسع أعين زهره بذهول وصدمه وفي لحظات دفعته بقوه وأبتعدت عنه لتقف بمنتصف الغرفه وتضع يديها علي خصرها بتهكم وغرور

زهره بحده مصحوبه بغرور:
لا يا حبيبي، لست أنا من تسلم نفسها لرجل ليس بزوجها، أفق وتحدث معي جيداً، لیس کون أنك بدون عقل سيغفر لك أي زله، حتي لو كنت أحبك وهائمه بزرقاوتيك تلك فلن تمس شعره مني قبل أن أصبح زوجتك أمام الله والجميع، ليس كل طير من يؤكل لحمه يا عيني

مالك يبتسم بجانبيه إبتسامه إعجاب بتلك المهره الشرسه شراسه أعجبته وجعلته يتأكد من ما يسري بداخله وما يفكر به

مالك بهدوء مميت:
أغربي عن وجهي قبل أن أتصرف تصرف لن يعجبك أبداً يا إمرأه، فضحتيني من أجل قبله، ما الذي كنتي ستفعلينه إن لمستك

زهره تشهق وتضرب صدرها بقوه:
أيها الوقح، أنا المخطأه من أعطيتك وجه منذ البدايه، حقير وقح

تخرج زهره من الغرفه وهي تتذمر مع نفسها ليبتسم مالك بوسع ويحرك وجهه يمينا ويساراً علي جنون هذه المرأه والتي سلبته عقله بجنونها ليبدل ثيابه ويتوجه للمنزل كي يتناول مع عائلته الجديده وجبة العشاء

يجلس الجميع يتناولوا العشاء وسط أحاديث وضحك معتادين عليه لينتهوا ويجلس العم جاد ومالك بينما تعد الإمرأتان الشاي

مالك بهدوء وهو يلتفت للعم جاد:
عم جاد، أريد مفاتحتك بأمر هام

العم جاد بتركيز:
تفضل يا ولدي أستمع لك

مالك بترقب:
أريد الزواج من زهره

يصمت العم جاد وسط نظرات مالك المترقبه لينظر له ويبتسم ليبتسم مالك

العم جاد وهو يحتضن مالك بسعاده:
بالطبع أوافق یا بني ومن سأجده أفضل منك لأبنتي زهره

يبتسم مالك بسعاده وهو يحتضن العم جاد ليسمعا صوت زغاريد قادمه قريب من مجلسهم بالتحديد من المطبخ ليبتعدا وهم ينظرون نحو المطبخ بتعجب ليسمعا صوت فردوس توبخ زهره لينفجرا ضحكاً على حماقه وجنون تلك المشاكسه

*********

ذاكرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن