٢

142 7 0
                                    

كانت تسير هي وصديقتها ليمرا من أمام محل الجزاره ويلمحا إمرأه تقف هناك بها كل مقومات الأنوثه وتبرزها ببراعه وتتمايل وتضحك بعهر بداخل المحل بينما يقف موسى يقطع لها قطعه لحم ويبتسم لها

غزال بغضب وهمس:
أرأيتي، أرأيتي يا سماره كيف ستخرج عينيه من مكانهما على المرأه وكأنما لم يرى نساء من قبل

سماره بتعجب:
أين هذا، الرجل يقف طبيعي ويبيع للزبونه

غزال تتخصر:
هه صدقتكي، إذاً فلما يضحك لها هكذا ها

سماره ترفع حاجب:
أنتي غبيه ام ماذا، أوليست زبونه تلك، يجب أن يضحك في وجهها بالطبع ام تريدينه أن يكشر لها كي تهرب من المحل، توقفي عن حركات الأطفال تلك فهذا هو ما يجعله لا يراكي، تصرفكي كالصغار أمامه هكذا، ويا حسره لا يرى لا جسد أنثى ولا تصرفات أنثي

غزال بيأس:
وما الذي بيدي لأفعله وأبي لا يقبل أن أرتدي ثياب ضيقه وصقر يقوم بعمل کشف هيئه لملابسي وهيئتي قبل خروجي من المنزل

سماره تجذبها ويتوجهان نحو محل والد غزال:
إذاً فلتظلي صامته ولا تتحدثي، هو شاب في النهايه وله إحتياجات ورغبات حتى لو يطفئها بنظرات فقط

يدلفا للمحل لتحيي والدها وصقر هي وسماره ويجلسا بجوار والدها بينما يتابع صقر العمل

الوالد مبتسماً:
ها يا غزاله ما رأيكي أن أجلب لكم من محل الكباب بجوارنا تشكيله وتتناولي الغداء أنتي وسماره

سماره بخجل:
لا يا عمي شکراً لك فأنا سأذهب للمنزل كي لا أتأخر

غزال تمسك يدها:
لاااا، يجب أن تتناولي الغداء معنا، وعندما تعودين للمنزل أخبري أمكي أنكي كنتي معي

أبو صقر بصوت مرتفع:
صقر یا صقر

صقر يقترب وهو يمسح يده بقماشه:
خیر یا حاج

أبو صقر يشير له:
فلتصيح للفتي زغلول يجلب لنا  ثلاثه کیلوات كباب وكفته وخلافه

صقر يشير لعينيه مبتسماً:
من عيناي يا حاج

يخرج صقر من المحل وهو يصيح بأسم زغلول، تمر نصف ساعه ليجدا موسى دالف للمحل مبتسماً وهو يحمل عده أكياس بين يديه

موسي بصوت خشن مبتسماً:
أحلى تشكيله كباب وكفته لكبيرنا وكبير الكل والأستاذه التي نورت السوق اليوم

والد صقر يضحك ويقف:
هههههه شكراً یا موسي ولما تتعب أنت نفسك يابني كنت بعثته برفقه أي صبي من صبيان المحل

موسي يضع يده على صدره:
وهل يصح هذا يا حاج، أنت بمقام والدي والله وأخدمك بعيناي، بالهناء والشفاء أستأذن أنا

يومأ له أبو صقر بعد أن يأخذ منه الطعام ويجلس ويبدأ بفتح الطعام غير منتبه لتلك الهائمه بجواره والتي سقط قلبها بمجرد دخوله للمحل، فقدت النطق، تصنمت، توقفت نبضاتها، تدهور حالها بمجرد رؤيته وسماع صوته عن قريب

سماره تتنحنح وهي تحاول أن تفيق الجالس بجوارها:
احم عمي أوليس موسي هذا يعمل بمحل الجزاره، ما دخله بمحل الحاتي (الكباب والكفته)

أبو صقر وهو يهيئ طاولة الطعام:
هذا لأنهم قاموا بفتح محل حاتي يتبع الجزاره، مشروعين في مشروع واحد لزياده الربح وتطوير العمل

يتناول الجميع الطعام وغزال بالها وعقلها قد سلبه ذو العيون الخضراء

----------

بعدها بعدة أيام تأخر علي صقر أخي في طريق العوده لذا قررت أن آخذها سيراً علي الأقدام رغم بعد المسافه وأيضاً سماره لم تحضر اليوم لذا سيكون الطريق طوييييل جداً

فجأه سمعت صوت بوق سیاره يصدر من خلفي، ألتفت لظني أنه صقر لأجدها سيارة نقل صغيره بيضاء تتوقف لأعقد حاجباي بتعجب، ولكن تحول تعجبي لصدمه وتوتر عندما ترجل صاحب السياره منها متوجهاً نحوي

موسي وهو يقف علي مقربه:
مساء الخير يا آنسه غزاله، لقد رأيتكي تسيرين وحدكي فقلت أوصلكي بطريقي إن لم يكن سيسبب لكي هذا مشاكل

غزال بفهاوه:
هاه

موسي يشير للسياره:
هيا تعالي لأوصلكي

يتحرك موسي للسياره لتتحرك خلفه غزال بدون وعي وتصعد بجواره وهي تتصبب عرقا، كان الطريق طويلاً جداً علي غزال التي لم تتجرأ أن ترفع رأسها وتنظر نحو ذاك الذي أخذ عقلها وقلبها

موسي بهدوء:
أقول، كم عمركي يا غزاله

غزال تنتفض بخفه يلاحظها موسي ويبتسم بهدوء لتنظر له بفهاوه:
هاه م ماذا ك كنت تقول، حض رتك

موسي يبتسم:
ما حضرتك هذه، أنا مثل أخاكي صقر يعني لا داعي لهذه الرسميات، كنت أقول كم عمركي

غزال تتنحنح وتنظر لیدیها:
ثمانية عشر عاماً

موسي بدهشه وإبتسامه:
لقد أصبحتي عروسه يا فتاه، من في عمركي لدينا في البلد متزوجون ولديهم أطفال، عقبالكي حينما نراكي عروسه

غزال تخفض رأسها بخجل وتبتسم:
شكراً، هذا من زوقك

موسي بجدية:
أنا لا أجامل، أحب قول الحقيقه وما تراه عيناي

تصمت غزال ويعم الصمت طوال الطريق حتي يصلوا للأسواق ليوقف موسي السياره أمام محل المخللات، تهبط غزال سريعاً ليهبط موسي أيضاً ويدلف للمحل

موسي بصوت مرتفع:
مساء الخير يا حاج

أبو صقر وهو يقترب منه ويسلم عليه:
أهلاً يابني ما أخبارك

موسى مبتسماً:
بخیر یا حاج، لقد كنت أسير بالقرب من المدرسه ورأيت ست البنات تسير في الشمس والحر فقلت أنا كأخاها وأوصلها بأمان

أبو صقر يطبطب على ذراعه بأمتنان:
مشكور يا موسي كتر خيرك، يبدوا أن صقر تأخر عليها

يحييه موسي مره أخرى ويتحرك خارجاً بعد أن ألقى نظره سريعه علي الواقفه تستمع لهم من بعيد

***********

الثأرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن