ظلت علي حالها منذ نصف ساعة تجري خائفة تنظر خلفها بحركة من رأسها سريعاً ثم تعاود النظر امامها فلا تري إلا الأشجار و الظلام ، و فجاءة توقفت عن الجري و هي تستمع إلي انفاسها اللاهثة فقط و لكن أكملت جريها مرة اخري عندما استمعت لصوت معذبها و قاتل روحها ينادي بصوت عالي اسمها الذي شق سكون الليل
شخص ما : ليليااااااااااان
لم تشعر بالمسافة التي قطعتها و الوقت الذي قضته في الجري و لكنها تعلم انها لن تستسلم له، وجدت نفسها علي الطريق و لكن لا تمر به سيارة واحدة، لوهلة فقدت الأمل و لكن تراجع لها هذا الامل عندما رات ضوء سيارة يأتي من بعيد فلم تضيع هذه الفرصة و وقفت علي نفس خط سير هذه السيارة ، فأوقف السائق السيارة مرغماً و انزل زجاج السيارة فوجدته شاب يبدو انه لم يتخطي الخمسة و العشرين من عمره
فترجته عندما قال لها: مالك يا انسة و ايه اللي جابك في الحتة المقطوعة دي
ليليان بنفس متقطع و صوت باكي: ارجوك....ارجوك ساعدني.....خدني معاك في اي حتة بس طلعني من الغابة دي....ارجوك
تردد في بادئ الامر لكنه حسم امره و ضغط علي زر ما في لوحة المفاتيح التي امامه ثم دعاها للدخول
ابتسمت له شاكرة و لكن ازيلت هذه الابتسامة عندما سمعت اسمها مرة اخرى و لكن هذه المره كان يراها من بعيد فجرت الي الجانب الاخر من السيارة نحو الباب الاخر و ركبته
ليليان بخوف : امشي بسرعة بالله عليك
فنظر الشاب الي المرآة التي تعكس هذا الرجل الذي يتقدم نحوهم جرياً يحمل في يده مسدس و ينادي بأسم ليليان و الذي استنبط انه اسم هذه القابعة بجانبه
تحرك بالسيارة سريعا عندما سمع صوت رصاصة متوجهة نحوهم مما أصدرت الإطارات صوت احتكاك عالیاً مع الأرض.
بعدما ابتعد مسافة كبيرة عن هذا الرجل كاد ان يسألها ماذا كانت تفعل هناك ؟؟ و من هذا الرجل ؟؟ لكن قاطعه رنين هاتفه فضغط زر علي لوحة المفاتيح فأتي له صوت رجل غاضب يقول له: انت فين يا زياد ايه التأخير ده كله مش قولتلك ماتجيش في الليل
زياد بهدوء ليمتص غضب الأخر: ايه يا فهد انت بتعاملني كأني عيل في حضانة كده ليه و بعدين ما تخافش انا في الطريق اهو قربت اوصل نص ساعة بالكتير و اكون عندك
فهد بهدوء : طيب خلي بالك من الطريق و ماتستعجلش (ثم اكمل بتحذير) بس برضه ما تتأخرش
زياد بضحك : ده اللي هو ازاي يعني اقفل يا فهد الله يخليك عشان ما اقفلش في وشك
اغلق مع فهد ثم نظر الي تلك التي غفت بجانبه و كانت في حالة يشفق عليها
زياد بصوت منخفض: يا تري انتي مين و مين الراجل اللي كان بينادي عليكي ده
حرك بصره فلفت انتباهه سائل يخرج من اسفلها ،لم يمهل نفسه فرصة للتفكير و اسرع من سرعته عندما ادرك انها تنزف
بعد مدة وصل زياد الي مشفي ما في وقت قياسي ففتح الباب بسرعة و اتجه لها ثم حملها و اتجه الي داخل المشفي ركضاً نسبتاً الي خفة وزنها و ضئلها ، وضعها علي ناقلة احضرها بعض الممرضين و اتجه معهم الي غرفة ما و انتظر هو بالخارج ، ظل ينتظر حتي اتت له ممرضة تخبره بضرورة تسجيل بيانات المريضة و دفع ما يسمي تحت الحساب . لم يعرف ماذا يفعل إلا انه دفع لهم مبلغ من المال و اخبرهم انها شقيقته و نسبها الي عائلته عائلة السويفي
أنت تقرأ
"كلما مر يحلو"
Romanceهو: حكيم ،معظم الأوقات يغلفه البرود، الا انه طيب القلب لكن لا يظهر لاحد الا للذين يرتاح إليهم ولأخيه فقط ،و هو يخاف عليه من اي شئ هي: هادئة ،طيبة، في بعض الاحيان مرحة ،اضافة لليتم الذي جعلها تتعرض لقسوة الحياة و لكن جاء هو ليعوضها بطيبة قلبه و جائت...