ظلام يحيط بها و هي فقط تجري و تصيح بأسم امها: ماما...يا ماما ألحقيني ... ماتسيبنيش لوحدي تاني....يا ماما
فاقت ليليان و تصرخ بأسم امها ثم تكورت علي نفسها و ظلت تبكي و لكن صوت الباب و هو يفتح جعلها تتوقف و تركز نظرها علي زياد ، عندها استوعبت ما هي فيه هي في مكان لا تعرفه نظرت حولها وجدت علي يسارها تسريحة بهما مرأة كبيرة و امامها مقعد باللون الاسود و بجانبها باب مغلق و تجلس علي لحاف كبير تدثر بلحاف ابيض و علي الجانب الأخر شرفة بابها من زجاج و يوجد أمام السرير مقعد باللون الأسود و امامها بابين احدهما مغلق و الأخر مفتوح يقف امامه زياد
ليليان بخوف: انت مين.....و انا بعمل ايه هنا
زياد بإستغراب: انتي نسيتي...انا اللي ركبتي معاه من علي الطريق امبارح
ليليان بتذكر : ها...اه افتكرت...شكرا ليك انا مش هعرف اردلك جميلك ده ابداً
دخل فهد في هذه اللحظة و قاطع حديثهم: بس ده مش معناه احنا هنسيبك من غير ما نعرف انتي مين و مين الراجل اللي كان بيجري وراكي ده
خرجت شهقة من ليليان عندما دخل فهد ففزعت من طوله و ضخامة عضلاته برغم انه يشبه الذي انقذها في الطول الا ان عضلات هذا الشخص اضافت عليه ضخامة ترعب
زياد بهدوء محاول تهدئة ليليان الذي رأي فزعها جلياً في عينيها: اهدي....اهدي يا مدام ليليان
نظرت له سريعاً كيف عرف اسمها؟
زياد بتردد : مش مدام ليليان برضه
اومئت له برعب
زياد مرحباً بها: اهلاً بيكي في بيتنا او الأصح فيلتنا.....انا زياد السويفي و ده اخويا الكبير فهد السويفي
اومئت له مرحبة بإبتسامة تكاد تظهر
فهد و هو يتفرس ملامحها: انتي منين و ايه اللي جابك في الحتة المقطوعة دي
كاد زياد ان يتكلم معها بلطف ليطمئنها من اخيه لكن صمت عندما رفع له فهد كفه
فهد : قوليلي ايه اللي كنتي بتعمليه هناك و مين الراجل اللي كان بيجري وراكي
ليليان بخوف و صوت يكاد يسمع : ده جوزي
فهد بإستغراب: جوزك!!
ليليان سريعاً: اقصد كان جوزي....احنا اطلقنا في المحكمة
زياد بأسف: طيب للأسف لما كنتي معايا في العربية نزفتي فلما رحت بيكي المستشفي بلغوني انك فقدتي الجنين
ليليان بصدمة : جنين....تقصد ايه
فهد ببرود: قصده انك كنتي حامل و ابنك مات
ليليان بفرحة : بجد....الحمدلله يارب الحمدلله
اخفي فهد استغرابه من هذه الفتاة و عاد الي شخصية المحقق
فهد: لما هو كان جوزك و انتي حامل منه ليه كان بيجري وراكي و دلوقتي انتي فرحانة ليه بموت ابنك
اخذت ليليان نفس عميق
ليليان بهدوء: انا هحكيلكم كل حاجة بس بعدين تسيبوني امشي
اومئ لها زياد مشجعاً حتي يطفئ فضوله لمعرفة ماذا حصل لتلك الفتاة
ليليان : انا كنت عايشة مع ماما و جوزها في القاهرة في المعادي لغاية لما وصلت لسن(17) وقتها ماما ماتت و جوزها جوزني لواحد اسمه صابر فضل يضربني كل يوم و كنت بالنسبة ليه خدامة...عشت معاه اربع سنين اتعرفت وقتها علي شاب من غير ما هو يعرف اسمه احمد كان صديق ليا و باباه كان محامي و لما عرف بحكايتي اتفقت مع باباه اني ارفع قضية خلع و فضلت عايشة مع عمة احمد لغاية لما كسبت القضية و بعديها صابر ما استحملش فاتهجم علي البيت بمسدس قتل عمة احمد و احمد وقتها كان هناك فقتله كمان و اخدني معاه في المكان المقطوع ده فضلت هناك تقريباً شهر و بعدين ضربته بحديدة و اخدت مفاتيح الكوخ اللي مقعدني فيه و هربت و هو لما صحي كان بيجري ورايا و الباقي انتم تعرفوه
كانت تحكي و عينيها تنظر في كل مكان إلا هما دموعها تسيل علي وجنتيها و الشهقات بين كلماتها
تأثر زياد كثيراً بها و ايضاً فهد لكن اراد ان يتأكد من كلامها اولاً
فهد عندما رأها تحاول النهوض: خليكي النهاردة هنا استريحي و بعدين لو عايزة تمشي براحتك
اعترضت ليليان : لا شكراً ليكم ... انا ماينفعش ابقي هنا لوحدي معاكن
زياد سريعاً : ماتخافيش الفيلا هنا مليانة خدم و حرس
ليليان: بس انا كده كده همشي فلازم امشي دلوقتي
اشار فهد لزياد و هو يخرج من الغرفة محدثاً اياها: هي كلمة واحدة خليكي هنا يومين و هبعتلك خدامة بهدوم ليكي ألبسي و أنزلي عشان تفطري
ثم خرج هو و زياد صافعاً الباب خلفه
فزعت ليليان من هذا الرجل الغريب، نهضت من علي السرير بتأوه في قدميها و ظهرها ثم اتجهت الي الشرفة فتحتها بهدوء و اتجهت الي سور الشرفة نظرت بانبهار الي هذه الحديقة التي امامها المليئة بجميع الورود و الأشجار
ليليان و هي تأخذ نفس عميق : الله المكان ده حلو اوي
فزعت من صوت خلفها لكن هدئت من روعها عندما رأت فتاة ترتدي تنورة سوداء تصل الي بعد ركبتيها و فوقها قميص ابيض و تعقص شعرها علي هيئة ذيل حصان
الفتاة: اهدي اهدي متخافيش انا نور بشتغل هنا المسؤلة عن الخدم ....تعالي ندخل جوه
سارت معها ليليان إلي الداخل فأشارت لها نور علي ثياب توجد علي الفراش و هي تتحدث لها
نور : البيه الكبير طلب اجيبلك الهدوم دي
ثم اشارت علي الباب الذي بجانب التسريحة قائلة: و ده الحمام
و عادت تشير الي الباب الذي بجانب باب الغرفة و هي تقول: و ده باب اوضة الملابس
ثم اكملت و هي تتجه إليها تدفعها بإتجاه باب الحمام: يلا بسرعة ادخلي خودي دش حلو كده عشان تفوقي
اومئت لها ليليان ثم دخلت الي الحمام
أنت تقرأ
"كلما مر يحلو"
Romanceهو: حكيم ،معظم الأوقات يغلفه البرود، الا انه طيب القلب لكن لا يظهر لاحد الا للذين يرتاح إليهم ولأخيه فقط ،و هو يخاف عليه من اي شئ هي: هادئة ،طيبة، في بعض الاحيان مرحة ،اضافة لليتم الذي جعلها تتعرض لقسوة الحياة و لكن جاء هو ليعوضها بطيبة قلبه و جائت...