الأسيره(3)

45 3 0
                                    

الفصل 3

أبتسم محمود " في كل الأحوال أنا سأختار الأمر الآخر ولو تركتني أكمل كلامي لوفرتِ على نفسك فقد كنت سأقول 00ونظرآ لمراعاة شعورك يا عزيزتي فسأدعك هذه الليلة تنامين في غرفتي وبمفردك على الأقل حتى تعتادي المكان
وتتأقلمي مع ما حولك".... تحرك باتجاه الباب ولكن قبل أن يغادر الغرفة قال :أحب أن تعلمي أني لو أردت أن أتحداك ما قبلت أحد الأمرين والآن تصبحين على خير وأتمنى لكي ليلة سعيدة لم يترك لها مجالا لرد لذا فقد بقيت حانقة ولم تنم طوال الليل فساعة
تفكر ما إذا كان كل ما حدث حقيقة أو مجرد حلم وعند ما أيقنت أنها لا تحلم أخذت تبكي وتلوم نفسها لسوء حظها الذي جمعها بمن تكره ولم تنم سوى ساعة واحدة رأت فيها مناما....... رأت نفسها سعيدة جدا
لأنها صحت من النوم لتجد نفسها على سريرها في غرفتها بمنزل والدها وأن ظهور محمود وزواجها منه مجرد حلم بل كابوس في نظرها وعبئا ثقيل على قلبها لذلك طارت من الفرحة عندما وجدت نفسها في الحلم تصحو لتجد أن ذلك ليس حقيقة ولكن للحظة توقفت عن الضحك
إذ أنها سمعت صوتا..صوت يناديها بينما أخذت يد تزيح عن وجنتيها خصلات شعرها ... ففتحت عينيها ببطء لتجد محمود منحنيا عليها مقتربا بوجهه من وجهها وعيناه تراقبان عينيها وهي تفتحهما فابتسم وهو لا يزال ينظر إليها وقال:....
"استيقظي" لثانية واحدة عادت خلود بذاكرتها إلى الوراء إلى اليوم السابق فأدركت أنها تحلم بأن يكون حلم بينما هو حقيقة مرة بالنسبة لها وعلى الفور تغيرت ملامح وجهها وحل محلها الضيق والحنق وقبل أن تتصرف أي تصرف أحمق كان عليها أن تتأكد من أن وجوده
حقيقة وليس خيالا لذلك قربت كفها إلى وجهه فبادر هو يطبق على كفها بكفه وقبل أن يفعل ذلك كانت خلود قد صرخت بصوت عالي وهي تقول ...
"أغرب عن وجهي "...
وسحبت يدها بينما كانت صرختها تكفي لأن يتراجع من مكانه إلى الخلف وأكملت بصرخة مخنوقة وجسدها النحيل يرتجف "أخرج من هنا حالا.. لا أريد أن أراك .. أخرج "ولكن صرختها المخنوقة لم تفاجئه مثل الصرخة الأولى لذلك أعتدل وقال "حسنا.. سأخرج ولكن عليك أن تلحقي بي إلى المطبخ قبل عشرون دقيقه
وأرجو أن لا تتأخري حتى لا تضطريني لأتصرف بشكل آخر...والآن عن أذنك !!!"
خرجت من الغرفة وهي تجر قدمها المصابة واتجهت إلى المطبخ بهدوء فرأت محمود يحضر الفطور وهو يغني بينما هي تقف عند فتحة الباب وعندما أنتبه لها قال ...
"صـباح الخيــر يا عروستي الجميلة .. لم تجيبه فأكمل ...
"لماذا تقفين هنا تفضلي أنه مطبخك" تقدمت ببطء وجلست على أحد المقاعد بينما وضع هو طعام الفطور أمامها وجلس على المقعد المقابل لها وقال ... أرجو أن تكوني قد نمت ليلة البارحة جيدا)
شرب قليل من القهوة وهي لم تجيبه فقال ساخرا: (لم أعلم أن قلبك ضعيف لهذه الدرجة .. ولكن اطمئني غدا عندما أوقظك سأضع على وجهي قناع أسد إذا كان شكلي يخيفك)..
لم تجبه بل ألقت نظرة لامبالاة فبتسم هو وقال:{أتعرفين أني محظوظ بك فأنا كنت دائم أقول .. أحب أن تكون زوجتي من النوع الذي تحترم زوجها فتنصت حتى ينهي زوجها كلامه ولا تتكلم إلا عندما يطلب منها ..}
قاطعته حانقة "تبا لك أيها المغرور ولكن عليك أن تعلم أنني أتكلم متى أردت ذلك " سر هو لأنه أستطاع أن يجعلها تتكلم بتخطيط ذكي وقال "لا تغضبي يا زوجتي فأنتي من اضطرني لقول ذلك لأنك تصرفت تصرفا كان في زمن الأسياد والعبيد
هزت رأسها غاضبة وقالت "وبالطبع أنت السيد وأنا الجارية " تطلعت في وجهه وأكملت "وهل كان السيد في زمانهم يوقظ جاريته من نومها بنفسه"...
ابتسم وقال (نعم00كانوا يوقظونهم متى شاء ولكن بأسلوب مختلف إما بصوت عالي أو بركلهم بأقدامهم..والآن دعينا من الأسياد والعبيد والجواري لأوضح لك إذا كنت تظنين أني سعيت لإيقاظك وأيقظتك من حلمك الجميل فأنتِ مخطئه فأنا صحوت من نومي وأردت تبديل ملابسي ودخلت الغرفة فوجدتك نائمة اقتربت منك قليلا لأتأكد
ما إذا كان أي صوت يمكن أن يوقظك أم لا ففوجئت بك تبتسمين لي)....
هتفت " ابتسم لك ؟؟؟؟...بقي أن تقول لي أني قبلتك "
- من يدري ربما أردتي أن تفعلي .. أو فعلتيه في الحلم "
- وأنت قلتها بنفسك في الحلم ومع ذلك فقد ذهب خيالك لشيء بعيد ولا أظن في يوم من الأيام أن يحدث }..
هز رأسه "إذن أخبريني ما لذي رأيته في الحلم ؟؟"(إذا كنت تعتقد بأني سأخبرك فأنت مخطئ وبإمكانك أن تفسره كما تشاء)...
قالت هذا وأبعدت كرسيها إلى الخلف لتقف فسأل: "إلى أين؟؟؟؟
أجابت"وهل يجب أن أخبرك بكل تحركاتي وأنا أتنقل في المنزل .....لا ولكن ألن تتناولي الفطور معي أم أن وجودي لا يفتح شهيتك" لم تجبه فأكمل!!
ألم يعجبك الطعام أم أنك لا تودين أن تأكلي؟؟؟
أجابته غاضبة "نعم لا أود أن أكل ألديك اعتراض على ذلك ,تنهد قليلا ثم قال...
(أسمعيني يا عزيزتي جيداً إذا كنت تظني أنه بعنادك تستطيعي المقاومة بدون غذاء فأنتي مخطئه وهذا ما أسميه بالتصرفات الطفو ليه وأنت بما تفعلينه تبرهنين لي أنك طفله00)
أغاضتها هذه الكلمة فقالت:إذا كنت أنا طفله فأنت من تكون خادمي الحريص على صحتي " هتف هو"بالأمس فقط كنت أظن أنكي ذكيه ولكن الآن تأكدت أنه ليس" ,قاطعته"ليس لدي عقل ....قل ما تشاء فرأيك لا يهمن ,وأكلي شيء يخصني وليس لك الحق بالتدخل فيه.."قالت هذا واتجهت إلى الباب وهي تجر قدمها دون أن تطء عليها
بقي محمود شارد الذهن محتار في أمره وأخيراً قرر أن يتركها لوحدها لتفكر وخرج من المطبخ بعد أن وضع ما تبقى في الثلاجة ,وكان سيصعد السلم ظناً بأنها فوق ولكنه توقف عندما لمحها في غرفة الجلوس وكان أن يتجه إليها ولكنه فضل أن يبدل ملابسه أولا فصعد إلى غرفته وارتدى ملابسه ونزل فوقف عند فتحة غرفة الجلوس وقال "أنا خارج" هتفت ,وماذا بعد هل تقول لي هذا لتأخذ الأذن مني ,أستاء من سخريتها فقال "ألا تريدين مرافقتي؟؟؟
هزت رأسها وقالت:وهل من اللائق أن يطلب الخادم من سيدته الطفلة مرافقته...
أغلق قبضة يده بقوة وتنهد تنهيدة طويلة ثم قال بلهجة غاضبه "كلا" فأكملت (ولكن أظن أنه من الأفضل أن لا تحضر إلا عند حلول الظلام فانا لن أشتاق لرؤيتك) ما أن سمع كلماتها هذه حتى أسرع الخطى نحو الباب الخارجي ولشدت غيضه أقلقه بقوة وأسرع وركب سيارته ومضى في طريقه ...
بينما خلود استرخت على أحد المقاعد وأخذت تحدث نفسها ما لذي يحدث ؟؟ ولماذا هي هنا00؟؟!!!!)
أجابت نفسها "أنت هنا لتحاربي فأنت أمام حرب نشبت منذ أصبحت زوجة لأبن عمك ويجب أن تفوزِ فيها وصحيح أنك خسرت المعركة الأولى وهزمتِ بحضورك إلى منزله ولكنك كسبتِ المعركة الثانية بخروجه من منزله وهو يغلي من الغضب......
& & & & & & &
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ وحيدة أنا... وحيدة أنا بين جدران قلبي غربية أنا..فلماذا يا دهر غدرت بي وجئت بي إلى هنا لماذا؟؟ أردت أن أكون حرة..فلما أتيت بي إلى هنا أنني يا دهر أسيره بل كنت أسيره وهاأنا قد خرجت من قفصي فحدثني أخبرني..هل سأكون في قفص آخر؟؟أجبني00
أم أنني سأبقى أسيره في هذه الغابة وأنا لا أزال حائرة لا أعرف أين طريقي...بل أين طريق الحرية....
أنني يا دهر لازلت أشعر بأني مازلت وراء الأسوار وأن تلك القضبان الحديدية التي أراها في أحلامي تقف حاجزا منيعا بيني وبين حريتي....
أنني يا دهر التي تسعي للهروب من خلف الأسوار والقضبان ومن الجراح والأفكار فكيف لي أن أهرب من الأقدار.... سألت أنا الأقدار ... إلى متى الانتظار ....
إلى متى إلى متى؟؟؟.. يا أقدار..." (الأســــــــــــــــــــــــــــيره)
وقع القلم من بين يدي خلود بعد أن كتبت آخر كلمة من تلك الرسالة فقد كانت مرهقة جراء امتناعها عن الأكل ونومها المضطرب ليلة أمس فتثاءبت ثم شعرت بأن جفناها ثقيلين وأخذت تجاهد في البقاء مستيقظة ولكن دون جدوى فقد غطت في النوم لبضع دقائق ثم صحت فزعه أثرى كابوس أفزعها وأغلق منامها فنهضت من فوق السرير... واتجهت إلى حيث المرآة فرأت صورة محمود التي وضعت فوق الطاولة فأخذت تنظر إليه بازدراء وهتفت:سحقا لك أيها المغرور,,حتى في أحلامي تطاردني كم أتمنى لو أخنقك بيدي"..
وردت تلك الكلمات في عقلها ثم مدت يدها ووضعت صورته بالمقلوب كي لا ترى وجهه ثم جلست على الكرسي و انحنت إلى أسفل وفتحت رباط الشاش الملفوف حول قدمها ورمته على الأرض...وتوجهت على الفور إلى الحمام لتستحم.. وكان شكل الحمام غريب عليها لدرجة أنها حاولت جاهدة أن تجد صنبور الماء الساخن ولكن دون جدوى مما اضطرها لتستحم بالماء البارد في ذلك الجو المتقلب بين فصل الشتاء والربيع وبعد فترة قصيرة خرجت وهي تلف نفسها بمنشفة كبيره وأسنانها تصطك ببعض وكل جزء من جسدها يرتجف لشدة البرودة وما أن ارتدت ملابسها حتى غطت جسدها بالغطاء الناعم وكانت ستستلقي على السرير ولكنها غيرت رأيها وقررت أن تنزل إلى الصالون فتنام هناك حتى إذا حضر فجأة تشعر به وبعد أقل من ثلاث دقائق كانت هي جالسة في الصالون على أحد المقاعد ومع دفء الغطاء والمقعد المريح الذي استرخت فيه غابت على الفور في سبات عميق...
توقف محمود بسيارته خلف أسوار أحد الحدائق العامة وكان المكان يعمه الهدوء فاسترخى محمود في سيارته وأخذ يفكر ويسأل نفسه "هل أنا في الحقيقة في الواقع أم في الحلم والخيال ؟؟ أيعقل أن توجد فتاة بهذه الشخصية في هذا القرن؟؟"...
رجع محمود بذاكرته إلى الوراء وتوقف عند حديثه مع صديقه الذي يرافقه في كل مكان حينما سأله عن رأيه في الموضوع قبل أن يقرر أن يتزوج فقال "أنني أحسدك يا صديقي فأنت مقدم على مغامرة جديدة وشيقة أنني متشوق منذ الآن لأن أسمع حديثك عن هذه المغامرة وإلى ذلك الوقت لا أقول سوى ليتني كنت مكانك".
فعارضه قائلا:ما لذي تقوله أأنت في وعيك.. كيف لي أن أتزوج أنا من فتاة لا أعرفها ولم أرها ولا أعرف حتى مواصفاتها).
قاطعه:ولكنك قلت بأن والدك قال لك سابقاً بأنها جميلة ثم أنه بإمكانك أن تتمتع بها لبعض الوقت ثم تطلقها.
"هل أنت مجنون أهي لعبة أشتريها متى أردت وأخذها حيثما شئت فألعب وأتسلى بها ثم أنبذها عندما أملها"
فعرض عليه صديقه قائلا:إذا كنت أنت غير مستعد فأنا على استعداد.
سأله محمود"على استعداد...ما لذي تقصده؟؟؟" ***

الأسيرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن