الفصل 4
تطلعت خلود إلى الجهة الأخرى ولم تصدق ما تراه عينيها فقد كان محمود يجلس في الجانب الآخر من السرير مستنداً بجذعه على مقدمة السرير فصدرت عنها شهقة وتحركت أعضائها لتنهض فجأة فصحى محمود فزعاً
فراها وهي تهم لنهوض فقال لها:انتبهي وإذ بٍِها تشعر بشيء يشدها إلى الخلف فألمها ذلك كثيراً
فهمست:يا إلهي شعري "
صاح على الفور:انتظري لحظة لقد أشتبك زر كمي بجدائل شعرك..لا تتحركي "
أخذ يحاول تخليص شعرها عن زر الكم فهمست:كن على حذر..انك تقتلع شعري من جذوره "
اعتذر لها وهو يحاول فصل زر كمه من شعرها ونجح أخيراً فنهضت على الفور وهي تضع يدها على شعرها فأحست أنها لا تستطيع الوقوف فاستندت على الحائط بينما هو جثا على ركبتيه فوق السرير فاقترب
وقال:اجلسي ..انك لا تزالين بحاجة لراحة " {لا شأن لكَ بيٍِِ ابتعد عني هيا أخرج...أخرج حالاًْ}
حدق في عينيها فرأى خليط من الخوف والألم فأشفق عليها وقرر الخروج 00
شربت العصير ثم أخذت الغطاء والوسادة ووضعتهما عند فتحة الباب {والآن سأرى كيف ستدخل بدون علمي }في صباح اليوم التالي تحسنت صحتها ولكنها تظاهرت أمام محمود بأنها ما تزال متعبه ولم تخرج من الغرفة
حتى لا تذهب معه لمزرعة صديقه فهي لن تذهب معه لأي مكان بالرغم عنها...
أحضر لها محمود الفطور ثم أتصل بصديقه واعتذر له ولإصراره اتفقا على التأجيل ليوم الغد فخاب أمل خلود
لأن الدعوة لم تلقى بل أجلت وما زاد خيبتها أكثر وأكثر أن محمود لازم الغرفة بحجة ترتيب ثيابه وأوراقه التي
تعمد أن يطلع على كل ورقة إزاء ذلك شعرت هي بأن الوقت طويل وما أن كادت ستطلب منه أن يتركها لوحدها حتى لمحت عدة مفاتيح وعلى الفور خطر لها أن أحدهم قد يكون للغرفة فبقيت تراقبه لترى أين سيضعها
وبعد نصف ساعة خرج ليشتري بعض الأطعمة فاغتنمت الفرصة وبحثت عن المفتاح حتى وجدته....
وعندما عاد محمود جهز الطعام وأحضره إلى الغرفة ليتناوله معها فلم تعارض وأخذت تتناول
الطعام بيدها بدون أن تستخدم الملعقة والسكين....
فتردد هو في أن يستعمل الملعقة وقال:يبدو أنك غير معتادة على أستخدم الملعقة والسكين"
- أجل فهو ممتع أكثر كما أني أحب أن أتناول بحرية دون أن أتقيد بأي شيء..هل لديك اعتراض؟؟"
- أبداً و أنا أيضا سأكل بيدي"
وبعد شيء من التردد قال:هل يمكنني أن أسألك ؟"
ردت بلامبالاة: أسأل "
- ما رأيك في الحياة ؟ "
- الحياة..أنه سؤال صعب أن أجيب نفسي عليه فكيف أجيبك أنت عليه.."
-هل يعني جوابك أنه لو كان شخص غيري لأجبت عليه "
- ربما "
لوا شفتيه وقال: ما أمنيتك في المستقبل ؟"
بدون تردد قالت: أن أكون حٌره"ولكن هذه الإجابة لم ينطق بها لسانها فقط كان ذلك في فكرها
بينما أجابت بسخرية:لا أعرف ربما أتمنى التخلص منك "
علم أن أجابتها ستقتصر على أغاضته فعلق:هذا دليل على حبك و إخلاصك يا زوجتي وأني أتساءل
ما لهدف الذي تسعين لتحقيقه ؟"
(أن أنال حريتي )كادت تتفوه بتلك الكلمة ولكنها أمسكت لسانها عن ذلك
فهتف:أستنتج من ردة فعلك هذه أنك لا تودين أعلامي بإجابتك ..حسناً..ولكن هل كنت تشعرين بالسعادة
قبل زواجي منك؟..أقصد في منزل والدك مع العلم بان منزلي رغم صغر مساحته إلا أنه أفخم بكثير
من منزل عمي .."
أجابت بسخرية: إذن دعني أخبرك بأنه برغم الفرق الكبير إلا أنني أفضل أن أكون في أصغر مكان
على أن أكون في منزلك "
أكمل وقد هز رأسه:أو بالأصح معي أليس كذلك ؟"
- ربما ولكن السعادة لا تقتصر على المكان فقط فقد تكون سعيداً وأنت في مكان حقير
و أكثر تعاسة وأنت في أجمل مكان ..." فكر محمود ثم قال: خلود..أجيبيني بدون مماطلة "
- على ماذا ؟؟"
- على رأيك بالحب...ما رأيك بالحب ؟؟"
أجابت بعد تفكير: قد أجيبك بعد أن أسمع إجابتك أنت أولاً ..وسؤالي هو ماذا تعرف عن الحب ؟"
- قيل لي أنه إحساس جميل..كما أنه يعبر عن انجذاب وترابط أفكار بين الرجل والمرأة و يقال أن من
يحب أعمى لا يرى عيوب من يحبه وأنا شخصيا لا أظن أني في يوم ما سأقع في الحب فقد التقيت بالكثير
من النساء ورغم ذلك لم تستطع أي منهم أن تحتل أو تسرق قلبي "
- مغرور..وغرور كهذا أتمنى أن أكون السبب في تحطيمه وأما عن رأيي فأنا دائما أقول الحب للأغبياء فقط "
صمتت وحدثت نفسها: نعم الحب للأغبياء هذا ما علمتني إياه الأيام "
ساد الصمت لفترة قطعه محمود: لقد احترت كثيرا في تفسير تصرفاتك تجاهي في أول ليلة أحضرتك فيها إلى
منزلي ولكن فيما بعد أتضح لي أنها تدل على الكراهية وقد احترت كثيراً في معرفة السبب لذلك وأريد أن أعرف
الآن لماذا تكرهيني ؟؟"
فكرت وهي تأكل في الإجابة على هذا السؤال وعندما شعرت من نظراته أنها أطالت أجابت: بما أنك قد فكرت فيه
فلا بد أنك توقعت عدة إجابات..ففي اعتقادك لماذا أكرهك ؟"
[ لا تراوغي لقد سألتك فأجيبي ]
احتد مزاجها لسؤلها بطريقته الآمرة (إذا كنت تريدني أن أجيبك فعليك أن تجيبني أولاَ..لماذا تزوجتني ؟؟)
تراجع هو إلى الخلف في مقعده فهو لم يتوقع هذا السؤال ثم أبتلع ريقه [حسنا..ولماذا تظنين تزوجتك ]
لوحت بكفها قائله: لا داعي للمماطلة فأنا أعرف أنك تحاول أن تكسب بعض الوقت لتبحث عن إجابة ولكن
أحب أن أقول لا تتعب عقلك فأنا أعرف أنك لن تجيب على سؤالي كما أني لن أجيب على سؤالك 000"
أنت تقرأ
الأسيره
Misterio / Suspensoتحكي القصه عن خلود العنيده المتمرده على والدها وذلك بسبب معاملته القاسيه لها ولحرمانها من الخروج حتى بعد ان اصبحت تبلغ الخامسه عشر من العمر وزوجها من ابن عمها من دون موافقتها رفضت بشده وفضلت البقاء اسيره في منزل والدها ولكن والدها اعتبره تحديآ واستع...