الأسيره(8)

27 1 0
                                    

الفصل 8

قالت خلود لعهود وهما يتناولان طعام الفطور ..
{إنك تنظرين إلىّ نظرات غريبة لا أعرف مغزاها..
وأخشى أن تكون نظرات اتهام }
((كلا يا خلود لا تفسري نظراتي حسبما شئت ..إنني
لا اتهمك وإنما أعاتبك لأنك لم تبرئي نفسك وتركت زوجك يسيء الظن بك وقد يؤدي هذا لانفصالكما عن بعض ))
{ لا تقلقي يا صديقتي ..ولا تشغلي فكرك بهذا الموضوع
إنها حياتي وأنا أولى بالتفكير بها ..إلا إذا كنت حمل ثقيل
عليك ولا تريــــ }
قاطعتها: ((لا تقولي ذلك يا خلود ..وإنما أنا منذ الأمس فقط شعرت بأهميتي في حياتك ..ولأني أكبر منك سنا و تعلمت
من الحياة ما لم تتعلميه وأشعر بأني أختك الكبرى))
{ لهذا لم تستطيعي النوم ليلة الأمس ..}
ارتمت خلود في أحضان عهود التي طوقتها بذارعيها
فهمست خلود ... {لقد كنت أحلم بأن تكون لي في يوم من الأيام أخت ولكن ليس بمثل طيبتك }
((مثلما أنا طيبة أنا أيضا قاسية بعض الشيء ))
{ هل تقولين لي هذا لأهابك }

((كلا بل لتحذري مني ..والآن اجلسي وأجيبيني ألم تتعرفي
على الشخص الذي كان يقف بجوارك في الصورة ))
{ بلى أنها أنت و محمود أعتقد أنك رجل مثلما
اعتقدت عندما رأيتك لأول مرة }
((ولماذا لم تخبريه ))
{ ليطلقني وأصبح حرة}
هتفت عهود بنفاذ صبر (( أنك مجنونه ..أي حرية هذه
التي تبحثين عنها...إنها مجرد وهم يعيش في عقلك أنت
سأذهب الآن وأتصل بمحمود و اخبره...بل سأذهب إليه
بنفسي وأخبره بالحقيقة ))
تشبثت خلود بعهود متوسلةً { كلا كلا أرجوك لا تفعلي
لا تجعليني اندم لأني أخبرتك ..دعيني أسلك الطريق الذي اخترته أرجوك }
وضعت عهود كفيها عل ذراعي خلود وقالت ...
((ولكنك تسلكين الطريق الخطأ .... أنك ستحطمين حياتك ))
(( لا بأس يا عزيزتي مادمت موافقة وأنا من ستدفع الثمن ))

&&& &&& &&& &&& &&&

عادت عهود وهي تحمل بعض المشتريات فاستقبلتها خلود وقد بدا القلق على وجهها { أين كنت يا عهود ..لقد أقلقتني عليك }
توجهت عهود إلى المطبخ وأجابت ((لقد أخبرتك أني ذاهبة لعملي ولا أعرف بماذا سيكلفونني قد تكون المهمة تستغرق ساعة أو أربع ساعات ..إن هذا أمر يجب أن تعتادي عليه ))
{ وماذا كانت مهمة اليوم }
(( تصليح سيارة))
استطردت خلود مذهولة {وهل تفهمين في تصليح السيارات}
((إنني أفضل شخص يفهم في تصليح السيارات في هذه المنطقة كما إنها مهنة والدي ))
{ ولماذا لا تمتلكين واحده؟ }
((لأنها مكلفه كما إني لست بحاجة إليها ودراجتي تفي
بالغرض ولست بحاجة إلى سيارة ))
{إنني يا عهود أشعر مع مضي الوقت أنك رجل
أكثر منك امرأة }
((المرأة التي ليس لها أحد وتعتمد على نفسها في كل شيء يجب أن تكون كالرجل مسئولة عن نفسها وعليها أن تثبت وجودها في أي مجال))
بعد أن استحمت عهود وارتدت ثيابها أخذت تنشف شعرها
القصير بالمنشفة ثم تمشطه ..بينما تأملتها خلود طويلا وعندما انتهت سألتها {لماذا تقصين شعرك هكذا ؟}
((لعدة أمور منها أولها أنه ليس لدي وقت للعناية به ))

الأسيرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن