همستُ باسم أسونا عدة مرات ، تساقطت بعض الدموع رغماً عني ، بينما أعانق أسونا بقوة ، كذلك بادلتني العناق ، قطع بكائي صوته الساخر :
يوتا: لم تبكي هكذا عندما ألقيتكِ بالهواء!
مسحت دموعي سريعاً ، و سبقتني أسونا بالنهوض صارخة :
- ما الذي تعنيه بهذا ؟ أقسم لأجعلنك نادماً إن آذيت صديقتي !
- هه ! حاولي !
ثم سبقنا إلى الصف ، تحدثت مهدئةً لأسونا:
_ لا بأس أسونا ، أنا بخير .
- إن قلتِ ذلك ، لا بأس ، و الآن فلنتخطى الحصص ، يجب أن تخبريني بكل شئ !
_ لا ، لقد بدأت بداية جديدة ، لن أتخطى الحصص ، كما و أنه لم يحدث شئ ، أنا فقط أتيت لهذا العالم بطريقة ما ، لا يوجد شئ لأقصهُ عليكِ .
- فهمت ، لن أضغط عليكِ .
ابتسمت أسونا و سحبت يدي متابعةً : إنه اليوم الأول لنا بهذه المدرسة ، لنستمع بدون إزعاج ريوكو.
ابتسمت مخبئةً حزني : لنفعل !
ولجنا إلى الصف ، حيث تبين أن المعلمة سبقتنا بالفعل :
= الطالبتان المنتقلتان، صحيح ؟
- نعم !
= تقدما ، و عرفا بنفسيكما أيتها اللطيفتان .
ابتسمتُ و تقدمتني أسونا ، ممسكة بذراعي كالأطفال تحدثت بنبرة تهديد :
- تاتشيبانا أسونا ، و هذه صديقتي الثمينة ، من يزعجها ، أقسمُ لن يمر يومهُ على خير .
خبأت فمي بيدي و ضحكت بخفوت ، ثم تحدثت :
_ يوكي يونا ، أعتنوا بنا رجائاً .
لاحقت النظرات أسونا، التقطت أذناي كلماتهم عن كونها لطيفةً لكن مفترسةً ، هذا ما قيل !
تحدثت المعلمة منهيةً الجلبة:
= تفضلن يا فتيات بالصف الأخير .
_ حاضرة .
توجهتُ و أسونا إلى الصف بجانب النافذة، حيث جلست بالمقعد الأخير و جلست أسونا بالمقعد أمامي مباشرة ، ألقيتُ نظرة عن يميني و يالحظي ، إنه يوكي كون ! أعتقد أني أشعرُ ببعض السعادة ، فبالرغم من كونه مزعج إلا أنه لطيف ، ابتسمت و حدثته :
_ اعتني بي رجائاً يوكي كون .
- لن أفعل .
.... سيكون هذا صعباً ، إنه أكثر أزعاجاً مما ظننت ، نظرت إلى الأمام قليلا ، حيث الطاولة أمام يوكي كون ، فتحتُ عيناي بصدمة ، إنه ياماتو، صديقي من العالم الآخر ، شعرتُ ببعض السعادة لم يقطعها سوا نظراته المتعجبة ، من غير المعقول أن يعرفني ، صحيح ؟
بدأت حصة الفيزياء ، إنها ثاني أكثر حصة أحبها بعد حصة الأحياء ، فأنا أريد أن أصبح طبيبة ! لأول مرة منذ عام ، تجاوبت في الحصص بشكل جيد ، عاد مجال بصري للاتساع من طاولتي و حتى الصف بأكمله ، لم يعد عالمي مقتصراً على وجودي كالعام السابق ، أشعر بالانتعاش !
في الحصة الخامسة ، حيث كانت حصة اللغة الانجليزية ، قطع تركيزي نداءُ يوكي كون لي عدة مرات ، التفتُّ إليه بتساؤل ، ظل يحدق بي قليلاً ، أعتقد أنه يزعجني ، لذا عدت للتركيز مع المعلم ، بعد ثانيتين كان قلمهُ يصطدم برأسي ، ثم ما لبث أن تشابك مع شعري ، التفتُّ إليه بامتعاض و غضب طفيفين، لم يبدوا عليه أي نوعٍ من الأسف ، جاهدتُ حتى أحرر شعري فلم أستطع ، لذا قررت قطع الخصلات المتشابكة مع القلم، أخرجتُ مقصاً و حين هممت بقطعها، أمسك بيدي ، أخذ المقص و أبعده، و همَّ بتحرير شعري ، نظرت إليه مع علامات التعجب على وجهي ، لم فعل هذا منذ البداية ؟!
عاد إلى مقعده و عيناهُ عليَّ ، تحدث أخيراً :
- أعطني ممحاتك.
هاه ! كل هذا لأجل ممحاه! من فرط ذهول أعطيته جميع أدواتي.
- ... ألا تريدين أدواتك بعد الآن ؟
_ هاه !
- يالكرمك ، إذاً سآخذها .
- انتظر ماذا ، أنا فقط أعرتك إياها!
_ لم أطلب منكِ إعارتي ، بل إعطائي.
_ ....
ظهرت علامات الامتعاض على وجهي ، و رددت " تباً لك " ، استرجعت أدواتي و أعطيتهُ الممحاة الغبية ، ثم التفتُّ للدرس من جديد ، و تباً لحظي، لم أستطع التركيز في أي شئ لكثرة تفكيري بما حدث ، فقط لما فعل هذا ؟
نظرت أمامي ، فإذا بأسونا تحدق به بغضب ، و تحركت شفتاها بكلمة " سأقتلك " ، و عن يمينها كانت لا تزال علامات التعجب على وجه ياماتو ، فقط مما هو متعجب ؟
يالها من مجموعة مفسدة للدراسة !
~ وقت الاستراحة..
نهضت عازمةً على الذهاب إلى المكتبة ، فبحكم كوني بهذا العالم منذ فترة قصيرة ، كتب الطب خاصتي ليست معي لأقرأها على السطح كما اعتدت أن أفعل ، لم ألبث أخرجُ من الصف حتى وجدت يداي تسحبان من قبل ياماتو و أسونا ، ... إلى السطح !
لا أدري كيف حدث هذا لكن ، أصبحت محاصرة بين أسونا و ياماتو ، يحدقان بي بقوة ، نظرت إليهما بتوتر بينما نحن جالسون و ظهري للحاجز على السور ، ألتفتا لبعضهما و حدقا كذلك، ليشرح أحد لي ما الذي يحدث !
تحدثا فجأة :
- لم أنتَ هنا ؟؟؟؟
= السؤال موجهٌ إليكِ !
- بالطبع لأنها صديقتي ! ما الذي تفعلهُ أنتَ بيننا !
= أريد أن أحدثها .
- لا حديث لك معها .
= لستِ أنتِ من تقررين.
كانت أسونا تتحدث بغيظ، حتى قال ياماتو جملته الأخيرة ، وقفت أسونا فجأة ، لا أدري و لكن ... أعتقد أنها أوشكت على ركلهِ لولا وقوفه أيضاً ، ألصق كلٌ منهما جبهتهُ بالآخر ، و أكاد أجزم أني رأيت الشرر يخرج من عينيهما ، هممت بإيقافهما قبل أن ألمح بطرف عيني يوكي كن يدلف إلى السطح ، توجهَ إلى السلم حيث صعد فوق الجزء المرتفع من السطح ، ذاك الذي يكون كغرفة فوق السطح ، لا أدري ما اسمه ، كان الاثنان الآخران مندمجان لدرجة لم يلحظاه، أعتقد أن وجوده مثل عدمه ، لذا سأوقفهما ، نهضت و سحبت أسونا إلى ، ثم وجهتُ حديثي لياماتو :
_ ياماتو كون ، أليس كذلك ؟ ما الذي تريد التحدث عنه ؟
= ... كيف تحدثينه بتلك الطريقة ؟!
_ من ؟
= ذاك اليوكي سان .
_ ما الغريب بشأنه ، أنا أتحدث إليه بشكلٍ طبيعي .
= و هذهِ هي المشكله !
_ لماذا ؟
= أحقاً لا تعلمين ؟! إنه الأمير !
_ .. أهكذا تسمونه بالمدرسة ؟ ، لا أرى أنه يشبه الأمراء .
= غير صحيح ، إنهُ أميرٌ حقيقي ! إنه ولي العهد .
نظرت إليه بأعين متسعة، ثم وضعتُ يدي على رأسه :
_ يا إلهي ، ياماتو كون أنتَ تهذي ، هل لديكَ حمى ؟ لا يبدوا ذلك ، أيعقلُ أنهُ هددك بتقول هذا ؟!
= أنا لا أهذي ، ذاك الأحمقُ هو وليُ العهد !!!
قالها ياماتو بصراخ هذه المرة ، إنه بالتأكيد يهذي ، أملت رأسي و وجهت نظري حيثُ يوكي كون الذي بدأ عليهِ أنه غير مهتمٍ بمحادثتنا:
_ يوكي كون ، هل تهدد ياماتو كون أو ما شابه ؟
ألتفتَ ياماتو بفزع شديد ، حيث وجد يوكي كون يحدق به بلا مبالاه، ثم عاد للنظر إلى السماء قائلاً :
- أعتقدُ ذلك .
_ ما الذي تعنيه بتعتقد، ياماتو كون هو مسكين لتعرضه للتهديد من قبلك ، لا تكن مستبداً.
وضع ياماتو يده على فمي بسرعة و تحدث هامساً بوجهٍ متوتر:
= أرجوكِ توقفي !
نزعتُ يده ، و تحدثتُ ببلاهة :
_ لا تخف ياماتو كون ، ذاك الفتى لا يؤذي أحداُ ، إنهُ يهدد فقط .
همس بتوتر:
= ذ .. ذاك الفتى !!!
تمكنتُ من سماع ضحكةٍ طفيفةٍ من يوكي كون ، نظرتُ إليه ، كان يدير وجهه للجهة الأخرى ، لكن استطعت أن ألمح شبح ابتسامةٍ على وجهه ، تركت كلاً من أسونا و ياماتو و اتجهت سريعاً حيثُ السلم العلوي ، تسلقتهُ حتى وصلت للأعلى و أصبح وجهي فوق وجه يوكي كون الذي كان مستلقياً ، تساقطت خصلات شعري من الجانب حيث لامست وجه يوكي كون ، الذي حدق بي كما فعلت ، تحدثتُ بنوع من الصدمة :
_ لقد ضحكت صحيح ؟
- ....
ابتسمتُ ، مع احمرار طفيف بوجنتاي :
_ لقد بدوت لطيفاً ! فلتبتسم أكثر من الآن فصاعداً .
لا أدري لماذا نظر إلى بتعابير مصدومة استدركها سريعاً قبل أن يتحدث :
- لن أفعل .
نظرتُ إليه بعزم :
_ سأجعلكَ تفعل ! رغماً عن أنفك هذا .
و لمستُ أنفهُ بطرف إصبعي ، نظر إلى بظرةِ تحدٍ و ابتسامةٍ ساخرة :
- حاولي، إن استطعتِ .
_ سأفعل ، و ..
هممتُ بالنزول :
_ لقد ابتسمتَ للتو .
- لقد كنت أسخر منك.
_ ابتسامة السخرية تعد ابتسامةً كذلك .
لم ألبث أترك السلم حتى فتح باب السطح على مصراعية و ولج منه طالبان ، نظر أحدهما إلى الأعلى مباشرةً حيث يوكي كون ، و صعد الآخر السلم ، تحدث الناظر صارخاً :
ألن : إذاً لقد كنتَ هنا يوتا، لقد بحثنا عنك بكل مكان من المحتمل أن تكون فيه !
رين: رجائاً توقف عن مباغتتنا في كل فرصةٍ تتاحُ لك .
نهض يوكي كون ليكون جالساً :
- أصمت ، ميوس، و توقفا عن اتباعي لكل مكان ، إلا إن كنتما ستتصرفان أصدقاء عوضاً عن تابعين .
رين : توقف عن مناداتي بميوس داخل المدرسة ، كما أننا أصدقائك بالفعل !
ألن : ميوس ، تمنعه من دعوتك بهذا الاسم و تقول أصدقاء ؟!
رين : لكن أليس هذا ما يفترض به أن يكون !
ألن : لا بأس بالقيام بعملنا بينما نحن أصدقاء، أليس كذلك !
ميوس باستسلام : حسنا ..
ميوس ؟ ألن ! يبدوان .. مألوفان
_ أوتش! .. رأسي!!!
أمسكتُ برأسي و أسرعت أسونا إلى متحدثة بقلق :
- يونا! ما الأمر ؟ ماذا بكِ ؟!!!
_ رأسي .. سينفجر...
- لنذهب إلى ..
لم تكمل أسونا حديثها ، فقد سقطتُ أرضاً من شدة الألم ، لا أذكر ما حدث تماماً ، غير أنني تكورت حول نفسي بألم حتى فقدت الإحساس بكل شئ ...
فتحتُ عيناي بالمستوصف ، نظرت حولي بشرود ، حتى رأيتهُ بجانبي ، نهضتُ سريعاً ، نظر إليّ بسعادةٍ و احتضنني صارخاً :
= يونا تشاان، حمداً لله أنكِ بخير ، لقد قلقتً عليكِ !
_ ميووس ، إنهُ أنتَ حقاً !
ابتعد عني و ابتسم :
= لم أركِ منذُ أحد عشر عاماً ، اشتقتُ إليكِ .
_ و أنا أيضاً ، اشتقتُ إليكَ كثيراً جداً جداً حقاً ، أكثر مما تتخيل !
ضحك قائلاً :
= إلى هذا الحد !
_ بالطبع ، فأنت صديقي المفضل ! .... بالتفكير بالأمر ، لم لم أتعرف عليك منذ أن رأيتك !
= ماذا ؟؟؟ أتذكرين ألن ؟
_ بالطبع ، صديقي اللطيف ألن !
= ريوكو ؟
_ ر .. ريوكو ؟
لا يعقل أن يكون ريوكو الذي أعرفه
_ لست واثقة ، لا اعتقد .
= و ليفيوس ؟
_ ليفيوس ؟ من هذا ؟
نظر إلى بتعابير مصدومة قبل أن يمسكَ بكتفي و يهزني صارخاً :
= ليفيوس ، أنتِ تنادينهُ ليفي ، أحقاً لا تذكرينه!!!
_ توقف ميوس ، سينفصل رأسي عن جسدي !
تراجع و أعاد سؤاله :
= آسف ، ألا تذكرينه حقاً ؟
_ لا أعلم من هو حقاً ، ميوس .
بدت على ميوس علامات الانزعاج ، جلس مجدداً بجانب الفراش ثم تحدث :
= أتذكرين عندما كنا بالسادسة ، قبل أن تختفي ، لقد تشاركنا أسرارنا، أتذكرين ؟
ثم سحب خنصري ليرتبط بخنصره كدليل على الوعد ، مثل ما فعلنا بالسادسة من عمرنا ، تحدثتُ بنبرةٍ هائمةٍ ضائعةٍ قبل أن أتذكر :
_ ... نعم ... اه ، نعم أذكره ، أنت تحبُ أسونا !
تحدث بذعر:
= شششش ، لا تقوليها بصوتٍ مرتفع !
ضحكت :
_ اسفة اسفة !
= إذا ماذا بشأن سرك ؟
_ همم ، سري ؟ .. أعتقد أني كنتُ أحب شخصاً ما ، أليس كذلك ؟
= تعتقدين ؟ نعم كنتِ تفعلين ، أتذكرينه؟
_ .... ري... ( ملاحظة : باليابانية لا يوجد حرف ل ، نطقهُ أقرب للراء )
= لا ليس ريوكو !
_ ماذا، من قال ريوكو !
= ألم تقولِ " ري " من ريوكو ؟
_ لا بل " لي " من ....
= ليفيوس؟
_ .. لا أدري ، أنا فقط قلت " لي " ، لا يمكنني تذكر الاسم و لا أدري إن كان ليفيوس كما تقول .
= همم ، حسناً لا بأس ، لقد قلتِ لي ذات يوم " إن كان حبك صادقاً ، فالقدر سيجمعكما "
_ أحقاً قلتُ ذلك ؟
= نعم .
_ .. لكن ، قلتُ "القدر سيجمعكما" ، ربما يجمعكما لينهي حباً قديماً لا ليحيه ، أليس كذلك ؟
= لا تكوني متشائمة ، فأنا أحب أسونا حقاً !
_ بفففت ،أحمق ، لا أتحدثُ عنك بل عني !
= إذا أحمركِ سيربطكِ به .
_ أحمري؟
= شعركِ ، دائماً ما دعوته بهذا ، و دائماً ما آمنتِ بأن الأحمر هو ..
_ لون القدر ، صحيح ؟
= إذا فقد تذكرتي هذا .
_ لا لم أفعل ، و لكن هذهِ فكرتي عن شعري دائماً .
= هكذا إذاً .
فتح باب المستوصف فجأة ، مما تسبب بذعري، دلفت أسونا صارخةً بكل قوتها :
= يوناااااا.
احتضنتني بكل قوتها ، بينما هتف ألن :
= يونا تشاان، هذهِ أنتِ حقاً !
_ أليييين، تفاحتي الفضية !!!!
= رجائاً أتركي شعري و شأنه !
_ لا يمكنني أيها الفضي ، فأنا أحب هذا اللون من أعماق قلبي !
= و لكن تحبين الأزرق في عيني ليفيوس أكثر !
_ تباً من هذا الليفيوس ، و لكن هل تقول أن لون عينيه هو لوني المفضل و الأروع ، سأفكر بحبه الآن ، فقد بدأت أكرهه من كثرة ذكركم له .
تحدثت أسونا :
= كرهتي ليفيوس ؟! ألهذا لا تنادينه ليفي ؟!
_ أتعرفينهُ أيضاً ، أسونا ؟؟؟
تحدث ألين و أسونا بصوت واحد :
_ يونا / تشان ، ألا تتذكرين ليفيوس ؟!
ولج هو إلى الداخل متحدثاً :
- توقفوا عن دعوتها بيونا، و تلك الأمور ، إنها ليست نفس الفتاة ، لقد ماتت .
_ ما الذي تتحدث عنه يوكي كون ، إن لم ينادوني بإسمي فبماذا سينادونني إذا ً !
ألن : نعم إن لم تكن يونا تشان فمن ستكون ، توقف عن القول أنها ميتةٌ بينما تتنفسُ أمام أعيننا !
ميوس : هي فقط لا تتذكر "ليفيوس" ، لكنها يونا تشان ، هي تذكر السر بيننا ، و تذكر ألن ، و تدعوه بالتفاحة الفضية ! شعرها أحمر كذلك ! هي بالتأكيد يونا تشان .
لا أدري ما الأمر مع "هذه يونا " ، و " إنها ميتة " ، لكن لما يبدوا أن يوكي كون اقتنع بكلماتهم و بدأ يحدق بي بعينيهِ البنفسجيتين ، تتحول تعابيره ببطءٍ للصدمة ، اقترب مني و جلس على السرير في مقابلتي ، تابع نظرهُ إلى عيناي ثم .....
_ إنهما .. زرقاوان!
- ...
_ يو.. يوكي كون ، عيناك أصبحتا .. زرقاوتي اللون !
عيناي لا تفارقان عيناه و لكن يمكنني معرفة أن الجميع يحدقون بي بتفاجؤ ، أتسائلً لماذ...
رأيتُ إنعكاس عيناي بعيني يوكي كون المنصدم، لونهما... أحمر ! .. أصفر ! .. أزرق !!!!! إنهما متوهجتان بشدة ، أشعر بالحرارة تخرج منهما ، و من جميع أنحاء جسدي، .... لقد شعرت بمثل هذا الشعور مرةً من قبل ، القلةُ الذين علموا قالوا أن لدي قوىً خارقة ، يداي تحركتا بشكل تلقائي لا إرادي مني إلى وجه يوكي كون ، ألصقتُ جبهتهُ بجبهتي ، و عيناي لا تفارقانه، لا أدري ما الذي حدث ، لكن الدموع كانت تخرج من عيناي بغزارة ، أمسك يوكي كون بيداي حين بدأت شهقاتي تعلو ، هلوست ببعض الكلمات التي لا أدري سببها تحديداً ، بينما تذكرت حدثين أحدهما مقتل والداي و الآخر كلمات ريوكو عن كوني أهرب من تذكر شئ ما :
_ أنا السبب !
شعرتُ أني أغوص لعمقٍ ما ، مكان أسود ، لقد كنت أسقط ، بينما رأيتُ ضوئاً أحمر وسط الظلام الدامس ، ممدتُ يدي إليه ، لكن سحبت بقوة للأعلى ، بدأ و كأنه من الممنوع أن ألمسه، أهذا ما أخشاه ؟
فتحت عيناي ، فإذا بالجميع ينظرون إلي بقلق يسألونني إن كنتُ بخير ، فأجبتهم بخير ، يوكي كون فقط كان يحدقُ بي بصمت ...!
أنت تقرأ
قدرى فى العالم الاخر
Romanceماااذااا؟؟! أميرة .. أنا ... لكن كيف حدث هذا ؟ لماذا الملك والملكة ... ما الذى يحدث ؟؟ لم أكن أعلم شيئا ... السر خلف شعرى الاحمر هذا .. الذى كان غريبا بالنسبة للجميع دائما ... وسعي البعض خلف شعرى .. الإثبات على انى أميرة!! انا لا احتاج مقدمات...