سري !

17 0 0
                                    

- أنا ذاهب .
ميوس : لو لم تكن صديقي ، لما صدقتُ أن ولي العهد يتبضع من متجر الحي !
ألن : إنه محق ، بالإضافة ، إلى متى تنوي ترك القصر ؟ أنت مدركٌ أن اليومين اللذان بتتهما بعيداً عن القصر تراكمت فيهما عليكِ الأعمال أليس كذلك ؟
- سأنجزها ، و أغلق أفواهكم لذا أخرس! أحمق!
ألن : إن كان هذا ما تقوله ، إذاً لا بأس ، .. لكن ألازلت مصراً على التبضع بنفسك ، ماذا عن أن أذهب أنا ؟
- لا ، هذا حيٌ صغير ، لا يفترض أن يعرف أحدٌ أنني ولي العهد ، و الآن توقفا عن الثرثرة و دعاني أذهب .

تركتهما متجهاً إلى متجر الحي لأشتري عصير التفاح ، دلفتُ إلى المتجر آخذاً طريقي المعتاد حيث العصائر ، لم أكد أصل حتى اصطدمت بي فتاة ترتدي فستاناً أزرق و سترة بيضاء ، الحذاء الرياضي الذي لا تكاد تتركه و الذي اعتدتُ رؤيتها به ، بالإضافة إلى شعرها الأحمر مموج الأطراف ، يبدوا أنها خرجت على عجلةٍ من أمرها فقد كان شعرها مشعث بشكل ظريف ، اعتذرتْ سريعاً دون النظر إليّ و تابعت طريقها ، ما الذي تحاسب عليه ؟ .. حفاضات و حليب أطفال؟!!!!! .... لمن هذا ؟؟!!!!! ... هي ليست متزوجة .. أنا واثقٌ من هذا !!! من المستحيل أن يكون لديها أطفال !!!! ... عدتُ إلى المنزل بشرود حين لم أجرؤ على لحاقها، دلفتُ بهدوء أثار ريبة كلاً من ميوس و ألن ، جلستُ على الأريكة بصمتٍ قبل أن أسألهما:
- تلك الفتاة ... ليست متزوجةً صحيح ؟
ميوس : .. الفتاة ؟
ألن بشك : ... أتعني يونا؟
ميوس : ماذا ؟! من المستحيل أن تكون كذلك بالطبع !!!
- ...
ألن : ما الذي حدث لمثل هذا السؤال ؟
- .... سأسبقكما إلى المدرسة .
ميوس : ماذا ، تبقى ساعتان على بداية الدوام !
- لا يهم ، أنا ذاهب .
*******************
في تلك الأثناء :
_ يوري تشان ، و آوي كون! أليسا لطيفان؟!
= بلى ، و لكن .. أونى تشان ، ألم تتأقلم سريعاً على وجودهما؟
نظرت إليه قليلاً مع ابتسامة صغيرة ثم أجبت :
_ يون كون ، هذا هدوء ظاهري، من الداخل أنا جدُ جدُ متوترة ! لا أدري إن كان ما أفعله صحيحاً أم خاطئاً ، بل لا أدري أي شيء ، في الواقع .. أريد البكاء !
بدأت دموعي تنزل على وجنتاي مع نفس الابتسامة البلهاء على وجهي ، مما تسبب بتوتر يون كون الذي تحدث صائحاً :
= أرجوكِ توقفي عن البكاء اونى تشان ، أنا آسف لسؤالك ! سأساعدك على الاعتناء بهما ، لذا لا بأس لا تبكي !!!
ضحكت و مسحت دموعي ، ثم قبلتُ يون كون على جبهته :
_ شكراً لكَ يون كون .
أحمرت وجنتاهُ فابتسمت ، يبدوا لطيفاً ، اه :
_ يون كون ، إنها السادسة و النصف، ماذا عن أن تستحم و ترتدي ملابسك المدرسية بينما أعد الإفطار و علبة غدائك؟
= لكن ، تبقى ساعة و نصف على الدوام المدرسي !
_ نعم لهذا أقول استحم قبل الذهاب إلى المدرسة ، أيضاً لقد أصبح الجو بارداً لا بأس بحمام دافئٍ أليس كذلك ؟ اه لكن ليس دائماً ، إنه اليوم فقط بما أنك لن تذهب إلى المدرسة مباشرة .
= لماذا ؟
_ لأنك إن استحممت و ذهبت إلى المدرسة مباشرة ، سيكون جسدك و رأسك رطبان، أقل نسمة هواء ستصيبك بالزكام .
= فهمت ، إذا سأستحم .
_ حسناً .
لحسن حظي كان الطفلان هادئان في هذا الوقت ، حتى أن آوي كون قد نام بالفعل ، وضعتُ يوري تشان بعربتها بجانب آوي كون ، بينما تحدق هي بي بشكلٍ لطيف ، ابتسمتُ ثم اتجهتُ إلى المطبخ ، لم أكد ابتعدُ عن يوري تشان حتى انفجرت بالبكاء ، فزعتُ من بكائها المفاجئ فتعثرت و سقطت ، لم تتح لي الفرصة لأتأوه حتى ، فقد نهضتُ سريعا و حملتها قبل أن توقظ آوي كون ببكائها، هززتها قليلاً حنى توقفت عن البكاء ، تنهدت:
_ يا إلهي ، كيف سأعد الإفطار هكذا ؟! ... تذكرت !
اتجهت إلى غرفةِ أمي ، أعني هاناكو سان ! و حيث توقعتُ تماماً ! في الواقع لا أعلم اسمهُ و لكنها حقيبة تتيح لي حمل يوري تشان بينما أعدُ الإفطار ، ارتديتها و وضعتُ يوري تشان بها حيث جعلت وجهها لصدري، ياللراحة، الآن أستطيعُ إعداد الإفطار ، هبطتُ الدرجات متوجةً إلى المطبخ ، أعددت عجةَ البيض و السلطة التي يحبها يون كون ، و بالطبع لا أحبها أنا ! أنا لست كائناً نباتي إطلاقاً ، الخضار الذي أحبه قليل ، و السلطة هي أسوأ طبق في حياتي بعد المأكولات البحرية عدى السمك المشوي ! دائماً ما كانت تتساقط دموعي رغماً عني إن أجبري أبي على تناول المأكولات البحرية !

قدرى فى العالم الاخر  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن