أقتربت السيارة السبور الخضراء الصغيرة من المنزل الريفي , وقال بريان كولينز وهو يقف بها خلف سيارة بيضاء جاغوار:
" يبدو أن خالتك وعمك لديهما زائر".
فردّت ديليا الجالسة في المقعد الخلفي :
" ربما يكون أحد من الجامعة , أو ربما يكون أحد طلبة العم روي , لقد سمعته يقول أن أحدهم يقوم بزيارة في الوقت الحاضر لأحدى الضواحي القريبة , وأنه قد يأتي للزيارة في عطلة نهاية الأسبوع ".
وألتقطت ديليا مضرب التنس الخاص بها وحقيبتها الرياضية , ونزلت من السيارة وهي تقول:
" شكرا يا برايان لتوصيلي بالسيارة".
وسألتها سومارتن الجالسة في تامقعد الأمامي الى جانب برايان :
" ألن نراك في المساء؟ سنذهب جميعا الى أحد الملاهي الذي أفتتح حديثا وأعتقد أنه رائع , هل ترغبين في الذهاب معنا؟".
وقفت ديليا خارج السيارة تنظر الى برايان وسو وقد بدا عليها التردد أنها حقا ترغب في الذهاب معهما , ولكنها تشعر بالحرج لأنها الفتاة الوحيدة في المجموعة التي تخرج بدون رفيق.
وردّت ديليا قائلة وهي تبتسم:
" شكرا للدعوة ولكنني أعتقد أنه من الأفضل البقاء في المنزل للترحيب بالزائر".
فقالت سو تستحثها الذهاب معهما :
" تعالي معنا , فربما يكون هذا الزائر رجلا مسنا جاء ليقضي عطلة نهاية الأسبوع مع العم روي , أو ربما كان متزوجا ولديه أطفال وستشعرين بالملل وأنت تجلسين معه".
فأجابت ديليا ضاحكة:
" سأجرب حظي ... في أي حال سأراكما الشهر القادم عندما أحضر لقضاء أجازتي".
وأنطلقت السيارة , ووقفت ديليا تراقبها وهي تبتعد وعلى وجهها أبتسامة. ثم أتجهت الى الباب الأمامي للمنزل وقد تدلّت حقيبتها الرياضية من كتفها.
كانت ديليا ترتدي زيا قصيرا للتنس أظهر رشاقتها ودقّة تكوينها , وكان شعرها البني الداكن يلمع تحت أشعة الشمس وهو ينسدل على كتفها.
وسمعت ديليا صوت خالتها وهي تتحدث مع أحد الأشخاص في البهو, ففضّلت التوجه اليها قبل الذهاب الى غرفتها.
أعتادت ديليا على حضور أصدقاء خالتها مارشا وزوجها العم روي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معهما.
وكان معظمهم من أساتذة الجامعة الواقعة بالقرب منهم , حيث كان العم روي يعمل كأستاذ لعلم وظائف الأعضاء في كلية الطب , وتعمل زوجته مارشا مدرسة لعلم الأجتماع في قسم العلوم الأجتماعية.
دفعت ديليا باب البهو برفق , ونظرت الى الداخل ثم تسمرت في مكانها وهي تحملق في الزائر الجالس على الأريكة.
كان يبدو في الثلاثينات من عمره , يرتدي سروالا وقميصا من اللون الأزرق الداكن, وقد فتح القميص من الأمام الى منتصف صدره تقريبا , وبدا وجهه نحيفا وحليقا لوّحته الشمس ليصطبغ باللون البرونزي الجذاب , وبدت جبهته عريضة ووجنتاه بارزتين , أما أنفه فكان طويلا مستقيما.
كانت مارشا تجلس في مواجهته وهي تتحدث اليه في حماس , والعم روي يجلس في مقعده كالمعتاد يهز رأسه بين آونة وأخرى مستمعا الى حديث زوجته .
أما الضيف فلم يبد عليه أنه ينصت الى حديث مارشا وظهر الملل واضحا على وجهه وهو ينظر الى الكأس التي يمسك بها , ووجهت اليه مارشا أحد الأسئلة , فلم يرد الضيف فورا , بل صمت قليلا ثم نظر الى أعلى.
ورأت ديليا عينيه الزرقاوين تبرقان تحت رموشه الكثيفة , وكتمت ضحكة كادت تفلت منها , فكان من الواضح أنه لم يسمع حتى السؤال الذي وجه اليه .
وبدا عليه الأرتباك للحظة , ولكن سرعان ما أرتسمت أبتسامة على شفتيه فبدا وجهه جذابا , وشعرت ديليا بما يشبه الدوار وهي تنظر اليه , وقال الرجل موجها كلامه الى مارشا في صوت عميق هادىء:
" من الطبيعي أنني أتفق معك يا سيدة هالتون , أن الغابة ليست مكانا مناسبا لفتاة أعتادت الحياة السهلة".
وضحك روي هالتون بصوت عال وهو يقول:
" ما أبرعك يا أدموند , كنت أعتقد دائما أنك لم تختر المهنة المناسبة لك , وأنك تصلح لأن تكون دبلوماسيا وليس طبيبا".
أستمرت مارشا في حديثها , ورفع الرجل كأسه الى فمه ولكنه أنتبه لوجود ديليا داخل الغرفة , فأنزل يده بالكأس وألتفت اليها , تلاحقت أنفاسها عندما ألتقت نظراتهما , شعرت كأن قوة مغناطيسية تجذبها اليه .
أنت تقرأ
رمال في الأصابع
Romansaرمال في الأصابع فلورا كيد الملخص يعيش الأنسان حياته يتساءل أهو مسير أم مخير ؟ كالسفينة تتلاعب بأشرعتها رياح الأقدار , ديليا الجميلة ضرب لها القدر موعدا مع الحب , أعتقدت أن سعادتها ستدوم , ولم تكن تعلم أن عذابها سيكون طويلا ومريرا , وسيتركها حبيبها ا...