الفصل الحادي عشر

537 15 4
                                    

دمعت عيناي فرحا عند تسلمي جائزة ختم الدروس ، لقد تخرجت اخيرا ، بعد سنوات استنزفت طاقتي و جهدي ، اول وجه اتجهت له عيناي هو زين ، أردت رؤية نظرات الفرحة في عيناه ، لكنني رأيت اكثر من ذلك بكثير ، رأيت ابتسامة فخر و اعتزاز ترتسم على وجهه ، رددت له ابتسامته بأخرى واسعة ، رغم أن لساني لم يخاطب لسانه منذ لقائنا الكارثي في الحديقة عند الفجر ، كنت لازلت العب دور اللامبالاة و التجاهل الغاضب ، لكنني فعلا لا أعرف الى اي مدى ساتحمل ابتعادي عن أحضانه التي تناديني
تلقيت المباركات من الجميع، خالتي و زوجها ، امي و ابي و لما اتى دور زين لم أنظر له ، تركته و انشغلت بمباركة اصدقائي ، اعرف انه لا ذنب له ، لكن يكفي انه تركني في اصعب اللحظات التي اجتزتها دونه ، استسلم لهواجسه و أفكاره و سافر ، و تركني لوحدتي
- مساء الخير ، مبارك عليك سلمى
- شكرا لك يا ابن خالتي العزيز
- سلمى هل ستسمعينني الان أم ستتجاهليني كما فعلتي طوال اليوم
- انا لا اتجاهلك و لا انتظر منك اي شيء لاسمعه
- لكن انا انتظر منك الكثير لاسمعه
- و انا ليس عندي شيء لاقوله
- لكن انا عندي
- هل تسخر مني أم ماذا ، زين لقد اديت واجبك تجاه اختك الصغيرة و باركت لي يمكنك أن تعود للمكان الذي اتيت منه ، عد لعملك و لمستقبلك ، و انا سأعود لاعيش من دونك كما تعودت أن افعل
- لم تركتي حسن
- شيء لا يخصك ، حتى لو تركته ، حتما سأرتبط بغيره
- سترتبطين بغيري
- غيره ، لازلت فاشلا في الضمائر كما عهدتك
- نعم لا زلت فاشلا في كل شيء كما عهدتيني ، فشلت حتى في أن انساك
- تصبح على خير زين
- لم اكمل كلامي صغيرتي
- صغيرتك !!!
- كنت كلما أناديك يا صغيرة أضيف إليها ياء التمليك بيني و بين نفسي ، كنت اجاهد كي لا أنطقها علنا ، ربما نطقتها في بعض المرات خطأ لكنك لم تنتبهي طبعا
- زين هل انت في كامل قواك العقلية أم أن العمل اثر على عقلك المسكين ، ارجوك انا لست حملا لسخريتك و طرفاتك المستفزة هذا المساء
- صدقيني صغيرتي ، لم اكن جادا يوما كما انا الان ، لطالما كنت صغيرتي ، طفلتي ، اختي الصغرى كما علموني أن أقول لكني لم أستطع أن اضعك في تلك الخانة أبدا ، تمنيتك أن تكوني ولدا لاني خفت من تلك المشاعر الوليدة التي طرقت باب قلبي ، كبرت امام عيني و انا اتابع كل مراحل عمرك المختلفة ، و انتي تزهرين و تزدادين جمالا ، و انا اراقبك من بعيد و احميك كاخ ، اخ فقط و لاغير ، أحسست أنني اخنقك بمشاعري ، احرمك من قصة حب جديدة مع شاب تختارينه بنفسك و ليس مفروضا عليك منذ الصغر ، خفت عليك اكثر من خوفي على نفسي ، قلبي و مشاعري ،تأكدت فكرتي عندما رأيت توطد علاقتك بحسن ، هربت من زوابع أفكاري و خطبت تلك الشقراء بالذات ، من تكرهينها حتى اثبت لنفسي انك فقط حبيبة الطفولة ، لكنك كنت تتوغلين داخل قلبي اكثر يوم بعد يوم ، كان قرارا فاشلا ، لما حسن خطبك مني ضربته ، نعم لكمته على وجهه دون أن اشعر رغم انني كنت متوقعا لهذه النتيجة ، قال انه نال نظرة الرضا منك و متاكد من موافقتك ، لم أستطع أن اقف بطريقك ، اردتك أن تبدأي مشوارك الزاهر و تعيشي قصة الحب التي لطالما تمنيتها ، قررت أن لا أكون أنانيا و أن اخرجك من دائرة زين ، ان ادفعك للحياة و للعالم الخارجي شجعتك على الموافقة و انا اقتل آخر كرة دموية حمراء في شريان قلبي ، قررت بعدها أن اترك حسناء ، انتهى دور التمثيلية عند تلك الخطوة ، خطوة خطبتك لحسن ، لملمت بقايا روحي و سافرت كمحاولة بائسة لاخراجك من عقلي قبل قلبي ، لكنني فشلت كالعادة ، و عدت الان و قررت أن اعود انانيا ، اعذري زينك صغيرتي فهو مازال متقلب الاحوال
- متقلب الاحوال و غبي زين ، انت فقط غبي ، لا يليق بك غير هذا الوصف
- لا تبكي صغيرتي ، سامحيني اعرف انني تكلمت اكثر من اللازم ، اعرف انك لا تعتبريني سوى اخا.....
- أردت نسيانك و اخراجك من قلبي ، ارتبطت بحسن ، كان شخصا رائعا مثاليا يتفوق عليك بعدة مراحل لكنني لم أستطع أن احبه ، يقولون من يحب شخصا من أجل شيء فهو اعجاب و ليس بحب ،لم أستطع أن ادخله قلبي ، لأنه لم يكن شاغرا ، كان مغلقا عليك و اكتفى بك حبيبا و رفيقا لم أستطع أن اظلمه اكثر من ذلك ، شخص جيد مثله لا يستحق الارتباط بعمياء القلب مثلي اعماها شوق الحب و احرقتها نار الفراق
- اياك ثم اياك صغيرتي أن تمدحي اي رجل غيري ، ساقطع لسانك المرة القادمة
- لم تأخذ من كلامي سوى مدحي لحسن ، مغرور فعلا و السفر زادك غرورا
- اعتقدت انك تريدين التحرر مني ، رأيت نظراتكم المتبادلة ، أدركت انني كنت محور حياتك و شددت عليكي الخناق ، اردتك أن تعيشي و تتعرفي على العالم و تحبي ، كانت خسارتك مؤلمة بل قاتلة ، لكن ما يهون علي أن اراكي سعيدة
- ليتني استطعت أن اكون سعيدة ، كنت اغني في غيابك ، كلما اشتقت اليك و اتخيل دخولك الشرفة لتطلب مني الكف عن الغناء ، كنت فعلا اكف عن الغناء لكن ليس لأجلك ، بل بسبب نوبة بكاء شديدة انتابتني ، كيف لم تشعر بي زين ، كيف تركتني في شدة حاجتي لك
- كنت اتجاهل نظرات الحزن بعينيك و اقنع نفسي انك ستتعودين ، اعتقدت انك تخافين خسارة اخ مثلي ، لم أستطع البقاء في دائرة الاخ في حياتك و انا احترق شوقا ، حاولت إقناع نفسي انك اختي و ان اتمنى لك الأفضل ، خطبت و كانت اول خطوة في طريقي الواهم ، ظننت انني سانساك و بوجود من تملا حياتي ساعتبرك اختي الصغرى من جديد ، لكنني وجدتك هنا ، متربعة على عرش قلبي ، اخذت كل صفات النساء في حياتي و اكتفيت بك عن كل العالم يا صغيرتي
- تأخرت زين ، تأخرت للغاية ، تركتني لافكاري القاتلة و مشاعري المعذبة
- الن نكف عن العتاب ، صدقيني تعلمت الدرس جيدا ، تعرفين صغيرتي لم أندم أبدا على فترة فراقنا ، تلك الفترة كانت الخطوة الأولى لارشادنا نحو الطريق الصحيح ، كان مفترقا مؤقتا عاد ليجمعنا من جديد
- زين ، الن تقولها
- ماهي
- لن تقول شيء بعد كل هذا
- اشتقت لعصير البرتقال من يديك
- ما رأيك أن اعصر عيناك الجميلتان ، هذا أفضل
- و كيف سأراك بالفستان البرتقالي يوم زفافنا من دون عيناي الجميلتان
- و هل تنوي أن تشتري لي فستانا برتقالي عوضا عن الابيض يوم زفافنا .... ها ماذا قلت
- قلت هل تتزوجيني صغيرتي
- عندي شرط
- قولي صغيرتي
- فستاني سيكون ابيض و كلامي لا رجعة فيه
- لا رجعة فيه صغيرتي
- شرط ثاني
- قولي
- نقيم زفافنا هنا في الحديقة ، تحت البرتقالة
- علم و ينفذ
- شرط ثال...
- احبك صغيرتي
- احم احم ...الم تشتاق الى جلستنا تحت البرتقالة زين
- اشتقت ، و قتلني الشوق ، لكنني اشتقت لك اكثر حبيبتي
يتبع .....
________________________________________
شكرا لمتابعتكم حتى لو كانت صامتة 😅😅 حبيت اقول انه باقي فصل واحد للنوفيلا ، يا ريت تعطوني رايكم فيها و تختارو معايا اسامي ولاد زين و سلمى
دمتم بخير ❤❤

نوفيلا انا وصغيرتي تحت البرتقالةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant