الفصل الخامس

572 11 1
                                    

كيفك قال عم بيقولو صار عندك ولاد انا و الله كنت مفكرتك برات البلاد شو بدي بالبلاد الله يخلي الولاد كيفك انت ملا انت....
- انا الحمد لله بخير و انتي
- كنت بخير ، كنت قبل لحظات فقط
- ممم فهمت يا صغيرة ، على كل كنت قد احظرت لك مفاجأة ستسرين لها لكن طالما لست بخير غيرت رأيي
- بخير اقسم انني بخير الم تسمعني اغني قبل قليل
- ممم جيد اذا اذهبي لرؤيتها انها بالحديقة

وقفت بذهول امام البرتقالة و قد لفت انتباهي المشهد الرائع الذي أراه أمامي ، كانت شجرتنا المعتادة كما هي لكن هذه المرة ازدانت بمصابيح صغيرة صفراء اللون تشع بانبهار مناسب لوقت الغروب ، و تتعلق بأحد أغصانها أرجوحة ذهبية بمسند برتقالي اللون ، تعلقت عيناي اللامعتان بذلك المنظر الرائع ، لم اقوى على الكلام او التعبير حتى ، لن تفي جميع الحروف حقها ، كان يقف خلفي و عيناه توزع حنانا دافئا ، لم يقدر لساني وقتها على شكره ، ابتسمت له ببراءة طفلة تزور الملاهي لأول مرة في حياتها ، رأيت فيه وقتها جانب الحنان و الود و العطاء ، اعرف انه لطالما يبذل أقصى جهوده لاسعاد من يحبهم ، يشتري لوالدته كتب تعليم الخياطة و لا ينسى أبدا الجريدة الأسبوعية الذي يقرأها والده من المواقع الالكترونية ، لكنه يصر على شراء نسخة ورقية خوفا على عينيه من الإرهاق ، يشتري لامي الات العجن العصرية و الفرن الذي اعجبها بالمجلات ، و يساعد والدي كل اسبوع في تنظيف مكتبته العريقة ، كان يشعر بالفرح لفعل ابسط الأشياء من أجل من يحب ، و انا محظوظة طبعا لانني منهم

انتهت السنة الدراسية ، كنت سعيدة بحلول الصيف و بنتيجتي التي كانت مشرفة للغاية ، و طبعا كل الفضل يعود لزين الذي ساعدني في اجتياز امتحاناتي و كان الداعم الأساسي لي و السبب المباشر في حصولي على تلك العلامات المرتفعة ، كان يوما استثنائيا ، قضيناه بين اللعب و الغناء و العزف تحت البرتقالة ، لم انم ليلتها كنت انتظر شروق شمس اليوم الجديد ، اليوم الذي سابدأ تدريبي في الشركة مع زين ، رغم أنه أقترح علي مدة راحة وقتية لتعويض مجهوداتي التي بذلتها في الامتحانات ، لكنه تراجع عن اقتراحه بعد أن لاحظ حماسي للموضوع

كان الشهر الاول للعمل جيدا ، تعلمت الكثير من فريق الشركة ، اختلف انطباعي عن زملاء زين عندما رأيتهم اول مرة في حفلة العشاء الساهر ، كانوا لطفاء ودودين لم يعاملوني كمتدربة غريبة أبدا ، بل شجعوني و ساعدوني على التعلم في مدة قصيرة ، خاصة حسن ، ذلك الشاب اللطيف ، زميل زين في العمل و الدراسة ايضا ، كان يساعدني كثيرا حتى في مجالي الدراسي ، لاحظت انه يحاول التقرب مني خاصة الفترة الأخيرة ، كما لاحظت انزعاج زين من الموضوع ، لطالما التقت عيناي بعينيه و هو يراقبنا عن كثب و يتابع ملامحنا و كلامنا ، اعتقدت لوهلة انه يغار ، زرعت هذه الخواطر داخلي فيضا من الامل ، أملي أن يكون زين يبادلني مشاعري الصادقة ، نعم صادقة ، ما أعيشه ليس بوهم ، بل حقيقي ، انتظرت كثيرا اعترافه ، و كل مساء اعود من العمل لادخل غرفتي بخيبة جديدة ، حتى انني اعتمدت استفزازه في كل مرة أراه فيها و ابتسم ابتسامتي الرائعة لحسن ، كنت أشعر بالسعادة لغضبه الطفولي و تقطيبة جبينه الساحرة و عناده و كبريائه الاعمى
كان كل شيء مثالي إلى أن استيقظت من أحلامي الوردية يوما ما على خبر كان بمثابة الصاعقة يتبع....

نوفيلا انا وصغيرتي تحت البرتقالةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant