الفصل الأول

1.3K 16 3
                                    


- لقد ربحت كالعادة
- لا لا لقد خدعتني مرة أخرى ، هذا ليس عدلا
- اهدئي يا صغيرة تعرفين انني افوز كل مرة ما الجديد
- شرير و لست صغيرة يا هذا
و انطلق بعدها ضاحكا بهدوء غافلا عن كلماتي المتجهمة الأخيرة ، لكم اشتقت لضحكاته الصاخبة ، لكم يستفزني عندما يناديني صغيرة ، الوقح البارد المغرور ، لم يتنازل يوما و يترك لي فرصة للربح حتى بمحل الشفقة او رفعا للمعنويات ، كانت لعبتنا المفضلة التي لا نكف عن لعبها منذ كنت في العاشرة ، أتذكر يومها كيف كان مندمجا امام شاشة الحاسوب و أصابعه المتمرسة لا تكف عن الظغط على ازرار حمراء بسرعة رهيبة ، كان مطالبا يومها بمجالستي لكني لم أرى منه سوى الاهمال و اللامبالاة ، كنت استغرب اهتمامه بتلك الألعاب الذكورية التافهة ، ألعاب السباقات و الكرة و الحروب ، و لكن حينها قررت اني ساشاركه كل ألعابه هروبا من الملل القاتل و واجباتي المدرسية المتأخرة ، و هددته انني ساشتكيه لوالدته عن تقصيره في دروسه ان لم يعلمني و يشاركني معه اللعب ، و من يومها لم نترك تلك الألعاب أبدا ، هو ابن خالتي و صديقي الوحيد و اخي الذي لم تنجبه امي و جارنا الطفيلي الذي يقضي وقته في بيتنا اكثر من بيته ، يكبرني بخمس سنوات ، يقول انه مغرم باكل امي و مكتبة ابي الخاصة و شجرة البرتقال التي في حديقتنا ، تلك الشجرة التي زرعناها يوم ماتت سمكته البرتقالية الصغيرة فدفناها في الحديقة و زينا المكان ببذور البرتقال و الحجارة حتى نتعرف عليه دائما ، و ما شد انتباهنا الا انه بعد أيام وجدنا براعم صغيرة نابتة في الأرض و تحولت تلك البذور الصغيرة إلى شجرة رائعة الجمال بمرور السنين ، و مازال ذلك العملاق الضخم ذو الخمس و العشرين عاما يؤمن إلى الان أن تلك الشجرة هي هدية سمكته الراحلة له و لا يسمح لأحد غيري التذوق من ثمارها لاني شاركته في الجريمة طبعا .
- صباح الخير
- صباح النور يا صغيرة ، ماذا تفعلين في هذا الوقت الباكر ، حسب ما اعرفه لا جامعة اليوم
- و ما دخلك انت ايها الكبير ، اهتم بشغلك و زميلتك الشقراء التي فضلتها علي امس و الغيت سهرتنا الاسبوعية من اجلها
- يا الاهي كم مرة اعيد و اقول انه كان ملف مستعجل كان يجب علينا اتمامه لان الشقراء كما تنعتيها سافرت اليوم لابرام صفقة مهمة للشركة ، ثم قلت لك انني سأعوض لك هذه السهرة التعيسة قريبا
- لا لا تتعب نفسك من أجل سهرة تعيسة اخاف ان تضيع سهرة عمل شيقة مع رفيقتك الشقراء ، آسفة ، اقصد زميلتك الشقراء
تركته مبتعدة و عيناي تستشيط غضبا و عقلي يشتعل غيظا
- هاي لم تقولي اين تذهبين
- سأذهب إلى المكتبة ، طاب يومك
يا زميل الشقراء ، قلتها بخفوت ، كنت مزعوجة بشدة ، لم يتجاهل سهرتنا يوما ، كانت جلسة مقدسة تحت أغصان البرتقالة الهادئة و ضوء القمر الخافت و صوت طائر الزرزور المزعج الذي يعزف لنا انشودة الليل رغم حدته ، و اكواب العصير الطازج الذي احظره بيداي ، و الكتب التي ننتظر طوال الاسبوع لنتجمع حتى نناقشها يتبع ......















نوفيلا انا وصغيرتي تحت البرتقالةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant