نهايات حزينة...شخصيات مجهولة (الخاتمة)

11 3 1
                                    

النهايات الحزينة؛ بمجرد حدوثها لا يمكن تغييرها.
يسببها واقع مؤلم و أخطاء -غالبا- لا تغتفر.
سواد ينهش قلوب ملائكة صغار، اصطدموا بجدار اليأس...وياله من اصطدام ...
وظلم يسكب على قلوب محبة، اختارت الصمت وتحمل كل خيبات الزمن ...
وأسئلة كثيرة تبقى دون إجابة، تخلق بيداء موحشة، لأرواح لم تذق طعم الرحمة، ولم تسقى يوما من رحيق السعادة .

وما بعد هذه النهايات؛ طريق متفرع لإتجاهين مختلفين...ولك الاختيار.
اما تكرار الأسباب التي أدت لحدوث الفاجعة، فتسلك الطريق الذي يؤدي الي الهاوية... او تجنبها -قدر الإمكان- متخذا الطريق الآخر ... نهاية أخرى.
*******************

بالرغم من مرور كل هذه السنوات، لايزال طيف الأم الحزينة، يلعب الغميضة مع طيف طفلها وأصدقائه الضائعون ذوي العلامات المميزة..
القنوات الإخبارية تبث فجائع الحروب حول العالم؛ الفقر؛ والجوع؛ والإستغلال.
وبعناوين بدايتها وختامها الفراق ، قوائم المفقودين، وأولئك الذين رحلوا دون عودة، تتدفق من مختلف بقاع الأرض، تهلك قلوبا أرهقها الإنتظار..

اليتامى الصغار يتلحفون ثيابهم الرثة؛ يركضون هنا وهناك، يسألون عملا يقيهم زمهرير الشتاء الشاحب كشحوب وجوههم، وأقدارهم المجهولة...
يبتلعون داخل أفواههم تلك العبارات المخفية المطعمة بالألم، وتلك الأسئلة البريئة الموجهة -يتيمة الحرف- للعالم الأعمى وسكانه فاقدي البصيرة .

كم من مدمن يترنح بين طيات رداء الليل يخفي وراء سكرته ألما وسقما.
طموح مهمش، وغيره فاشل لا يستحق الحياة.

وكم من وحيد يمضي لياليه أسفل غطائه، يتأمل صحن الفستق المليء بالقشور، يستنكر خيانة متوقعة، بعد علاقة لا أمل فيها.

تلك اللحظات التي تمر خاطفة كلمح البصر، وتلك الذكريات الضائعة من السعادة الزائفة، أين هي من كل هؤلاء المحطمين الآن؟
ألم تكن النهايات الحزينة -ذلك السيناريو المكرر- تكفي لتصفعهم صفعة اليقظة؟
أم أن إدمانهم للألم جعل لتلك الصفعات لذة خاصة؟

ويمر الوقت، ودقات الساعات لا تزال تنبهنا، أن الزمن لا ينتظر أحدا، أن الحياة لا تتوقف عند لحظة...
إن لم تتعلم منها كيفية المشي مبتور الأطراف، والابصار فاقد العينين، والإحساس بما تبقى من رماد قلبك المتطاير؛ فسيكون مصيرك شخصية مجهولة بنهاية حتما ستكون حزينة .

****************
النهاية

نهايات حزينة... شخصيات مجهولة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن