و تدق الساعة 2

79 23 32
                                    

سيد وليام ، ماذا أفعل هنا ؟
-وجدتك غائبة عن الوعي في منتصف الشارع ، كدت اصدمك بسيارتي ، كان التعب واضحا عليك لهذا احضرتك إلى هنا .
أوه.... هل اكلتي طعامك؟
- نعم ...شكرا .
- امممم كما ترين فالبيت واسع ولا يسكن الكثير هنا، إذا لم يكن لديك مسكن ، يمكنك ان تعيشي هنا
-حقا؟
-أجل .
-شكرا لك .

بعد أربع سنين ، و بعد محاولاتي فيها ان لا أسمع صوتها ، ها هي تدق ثانية، السادسة مساءا ، مات السيد وليم في حادث سيارة ؛ ألقي بي خارجا لأنني لست بوريثة شرعية للمنزل .

عدت الى الشارع ثانية ، عمري واحد وعشرون عاما .

بعد شهر في الشارع ، بين الأزقة و حاويات القمامة، وجدت غرفة في حي فقير، محطمة وبلا سقف ، أربع جدران بلا باب ، و الأهم من ذلك ، بمجرد أن أقف أمامها ، أرى ساعة بيج بن من بعيد ، كأنها تقول لي أنا معك أينما ذهبتي.
تلك لعنة، لكن لا خيار آخر.

مع اقتراب كل دقة من دقاتها وخلال هذه الشهور الأربع ، كنت أغلق أذناي بقوة حتى لا أسمعها ، وبطريقة ما ، نجح الأمر ؛ عملت في تنظيف الحمامات بأجر ضئيل و استطعت الحصول على غطاء و فراش وهذا كان في نظري اهم شيء ، كل ما أردته النوم بسلام .

و تدق الساعة ، الرابعة مساءا ، شيء لزج دافئ على وجهي ، أجل... أحد الرجال الذين يمشون على الرصيف بصق دما في وجهي ، ثم سقط على الأرض .
كان هذا الرجل ، مصابا بحمى التيفوئيد .

و تدق الساعة ، بعد أسبوع ، حرارة عالية، ضيق في التنفس ، وعدم القدرة على الحركة ؛ لقد أصبت بالعدوى.

مع دقات السابعة صباحا ، وبطريقة ما ، غرفتي مليئة بالصحف ، القديمة جدا ، و الجديدة أيضا .

أمسكت أحد الصحف القديمة ذات الورق الأصفر المهترئ ، كانت بتاريخ السابع من يوليو عام 1997 ، يوم ولادتي .
فتحتها بسرعة مقاومة انغلاق عيناي ، تصفحتها إلى ان وصلت قسم الوفايات، مقال لا بأس بطوله يتوسط تلك الأسماء والأرقام :
إنتحر رجل برمي نفسه أمام القطار بعد ان ماتت زوجته ؛ حسب كلام الشهود فإن الزوج و الزوجة كانوا سيبيعون الطفلة لأحد تجار الأطفال مقابل المال.
أحد فاعلي الخير ، وأثناء جنازة الزوجة أخذها و وضعها أمام ميتم في وسط المدينة.
أغلقت الجريدة ، فكرت قليلا، ثم أمسكت بجريدة أخرى ؛ كتب في أحد مقالاتها:
مع دقات الرابعة مساء هذا اليوم ، انفجر ميتم في وسط المدينة وقد راح ضحية هذا الانفجار أربعون طفلا .
اعترف مدير الميتم أنه كان يريد إستعمال الأطفال كحاويات بشرية إنتحارية للقنابل التي إنفجرت بسبب خطأ في التخزين .

إبتسمت، إذا دقت الساعة ذلك اليوم لتحذرني .

أمسكت الجرائد أقلبها ، من مقال إلى مقال.
وفي أحدها لفت نظري مقال كتب بتاريخ مألوف ، كان محتواه:
انتشرت اليوم جرثومة غريبة في مشفى المدنية و قد أودت بحياة المرضى الصغار .

مقال آخر محتواه ارتبط أيضا بذكرى أخرى :
لقي وليم**** حتفه اليوم بحادث سيارة في محاولته الفرار من سيارات الشرطة بعد مداهمتهم له في إحدى صفقات المافيا المشبوهة التي يسيرها، وقد إتجهت الشرطة بعدها لإلقاء القبض على الفتاة التي قيل انها تسكن معه وتساعده في أعماله المشبوهة.
إذن ، عندما دقت الساعة ذلك اليوم وطردت من المنزل ، كنت قد نجوت من عقاب على جريمة لم أرتكبها .

ربما لو عشت ، مستقبلي سيكون اسود ككل ما مضى من حياتي، لهذا سأموت ؟

هل هذا حقا ما أريده .

تثاقل جسدي ، تنفسي، واكتسح البرد جسدي يفترسه كذئب جائع .

لم أشعر بالألم ، او ربما اعتدت عليه ، او ربما صوت ساعة بيج بن الذي صدح تلك اللحظة انساني الشعور به ؛ تلك اللحظة، الصوت كان مختلف ، عذب ، جميل ، ربما لأنني أدركت ، ان بيج بن لم ترد لي الشر يوما، ربما لأن بيج بن ، كان الشيء الوحيد الذي اهتم بي في هذه الحياة .
كان صوتها اول ما سمعته ، وآخر ما سمعته قبل أن تفارق روحي جسدي الهزيل المريض ، كفراشة تتحرر من شرنقتها لترفرف في الهواء، تصعد إلى السماء ، إلى عالم آخر ، أمل في ان يكون أفضل من هذا .
شكرا بيج بن ، شكرا كثيرا.
*************
*************
النهاية

حبايبي لا تنسوا تعليق وتصويت ، وتابعوني لو ممكن لكل جديد 😙
أنتظروني في قصة أخرى
love u all ❤

نهايات حزينة... شخصيات مجهولة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن