تلك التي أحببتها و احبتك، تلك التي لم تبصر يوما ، و لكنها أبصرت بك ، تلك التي و برغم رقتها و ضعفها لم تتوقف ابدا عن دعمك ، تلك التي قابلتها في الحافلة مع كلبها الذي يتولى أمر حمايتها من وحوش الطرقات ؛ تلك التي سحرت بجمالها رغم إعاقتها ؛ أين هي منك الآن ؟
الفتاة التي لم تفارق مخيلتك ، تلك التي تبعتها لمنزلها دون سبب ؛ تلك التي أردت أخذها و إخفائها عن هذا العالم ؛ أين هي منك الآن ؟
نفس الفتاة التي صادفتها تبكي تحت شجرة في الحديقة العامة.
نفس الفتاة التي شعرت أن كل دمعة تسقط من عينيها كخنجر يغرس في صدرك ؛ تلك التي سحبتها لحضنك غير مكترث للعواقب محاولا التخفيف عنها ؛ تلك التي اكتشفت أنها قد فقدت كلبها العجوز الذي رافقها كل هذه السنين ؛ تلك التي صرخت في حضنك انها يتيمة وأن لا أحد سيعتني بها بعد الآن ؛ أين هي منك الآن ؟أ تذكرها؟ تلك الفتاة التي صرت كظلها لا تفارقها ، تلك التي خافت منك و لكنها اعتادت عليك فيما بعد ، تلك التي اكتشفت انها معلمة في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة ، تلك التي أبهرتك بقدرتها على الطبخ و التنظيف ، و كأنها لم تولد ضريرة؛ أين هي منك الآن ؟
تلك التي اعترفت لها بحبك بعد عامين من تعارفكما ، معطيا إياها وعدا الا تتركها وحدها ابدا ؛ أين هي منك الان ؟
أ تذكرها ؟ تلك التي باعت منزلها لتساعدك في ضائقتك المالية ؛ تلك التي لا تنام الليل إلى ان تنام انت ؛ و لا تأكل إلى ان تأكل انت ؛ تلك التي زادت من ساعات عملها ؛ مرهقة نفسها من أجلك ؛ أجل ؛ تلك الفتاة ؛ أين هي منك الآن؟
تلك التي نصحتك؛ و حمتك ؛ و جعلتك ما انت عليه الآن - إنسان من الطبقة الثرية - تلك التي كان من المفترض أن تعتني انت بها و تحميها ؛ هي من ضحت بكل شيء لأجلك ؛ أين هي منك الان ؟
الضريرة التي بدأت تمل منها ، مفضلا مساعدتك الشقراء عليها ؛ تلك التي قبلت فتاة أخرى أمامها ؛ ضنا منك انها ان لم ترى ، فهي لن تشعر .
تلك التي جعلتها تنام على الأريكة لليال في انتظارك ، أين هي منك الان ؟تلك التي تركتها في المجمع التجاري وحيدة متحججا بالعمل ، متناسيا كونها في خطر فهي لا تبصر ، تلك التى تركتها من أجل شقرائك دون حتى أن تطلب لها سيارة أجرة تقلها للمنزل ، أين هي منك الان ؟
تلك التي اتصلت بك بعد ثلاث ساعات لتأتي و تقلها ، لم تسمع منك سوى "عودي وحدك" ، طبعا ؛ لقد كنت غارقا في ملذاتك التي انستك من كنت تخاطب ؛ تلك التي اغلقت الهاتف و دموعها على خدها ، فقد كانت تعلم ؛ أجل كانت تعلم ؛ تلك الفاتنة الحساسة ؛ أين هي منك الان ؟
الأميرة التي وضع الإله بها كل آيات الجمال ، أخذا منها بصرها قبل ان يرسلها إلى هذا العالم القذر ؛ تلك التي تركتها والدتها الفقيرة أمام المؤسسة الخيرية ؛ تلك التي تركها كلبها الذي كان يرعاها ، و التي لجأت لك خوفا من الوحدة ؛ تلك التي اعتبرتك عيناها ، بيتها ، عائلتها ؛ أين هي منك الان ؟
تلك التي عبرت الطريق و الإشارة حمراء ؛ تلك التي اغرقها حزنها لدرجة عدم الانتباه لما حولها ، تلك التي صدمتها شاحنة حمراء كبيرة جعلتها تطير في السماء لتعود و ترتطم بالأرض ؛ تلك التي لونت دمائها الشارع ، و إختلطت دموعها بدمائها؛ شهقاتها بأنفاسها الأخيرة ؛ تلك التي كنت سببا في موتها ؛ أين هي منك الان ؟الفتاة التي استقبلت خبر موتها بكل برود " أوه ... ماتت إذا ؟ مؤسف " تلك التي لم تحضر جنازتها حتى ؛ أين هي منك الان ؟
تلك التي نصحتك دائما بألا تقود سيارتك و انت ثمل بعد أي حفل ، و لكنك -كما تجاهلتها - تجاهلت نصائحها؛ أين هي منك الان ؟
أ تذكر الشاحنة الحمراء الكبيرة التي إصطدمت بها ؟ أ لم ترها ؟ حسنا ... أظن انك رأيتها جيدا .
على سريرك ؛ اخذا الإله منك كل شيء ؛ جمالك ؛ قدرتك على الحركة ؛ والنطق ؛ تاركا لك فقط بصرك ؛ فقد كانت هي بريئة جدا عندما دعت الإله ان يحفظ لها بصرها الجديد .
تلك التي بفضلها ، إحتفظت -على الأقل - ببصرك؛ أ تراها الآن ؟
.
.
.
.
إذا اخبرنا ...
.
.
.
.
أين هي منك الآن ؟****************
اوووووكي نهاية القصة ومعاها نهاية مؤقتة لكتابنا نهايات حزينة وشخصيات مجهولة
هذا الكتاب الي كانت بدايته في 2011 و للآن مستمر معي تطوير وتعديل
سعيدة جدا بمشاركتي لكم هذا الكتاب الذي يعد من أوائل الأعمال الروائية التي أخذت جزء كبير من روحي .طبعا نهاية مؤقتة لأن مثل ما انتم شايفين الكتاب تجميعة قصص ونثر يعني يمكن فجأة يجيني الإلهام لقصة جديدة 😊😊
فرجاءا لا تزيلوا الكتاب من المكتبة الخاصة بكماوووكي شيء آخر
بعد الامتحانات ان شاء الله سأبدأ بنشر أربع او ثلاث أعمال مختلفة جديدة و فكرتها جديدة
رح نزل نوت عليهم قريبا ان شاء الله
شكرا لدعمكم
تابعوا حسابي رجاءا
تعليق و تصويت يفرحوني
وشاركوا للقصة مع اصدقائكم ❤😘😍
love u all
أنت تقرأ
نهايات حزينة... شخصيات مجهولة
Cerita Pendekمجموعة من القصص القصيرة تعبر عن بعض القضاية الاجتماعية والمشاعر -أهمها العلاقات والحب - أبطالها بشخصيات مجهولة -اي ليس لهم أسماء- فكرة هذه القصص بدأت منذ فترة طويلة جدا ولا زلت أكتب بها و أعدلها للآن . أتمنى ان تنال اعجابكم .