مدمن 2

33 14 11
                                    

تكملة القصة
استمتعوا 😊
*********************
ليلة أخرى نام فيها في منزلي و على سريري .
بعد ان دثرته جيدا اتجهت إلى خزانتي و سحبت اول ما وقعت عليه عيناي من ملابس متجهة إلى الحمام لاستحم لعلي انفض هذه الأفكار من رأسي ، مع كل قطرة ماء تنساب على جسدي ، تزيد تفكيري عمقا ، يجب ان أضع حدا قبل ان أفقد السيطرة .
أنهيت استحمامي و توجهت إلى غرفة المعيشة ارمي بثقلي على الأريكة التي حصلت عليها من سوق الأغراض المستعملة، و لكن عكس المرة الماضية ، لم انم ، بل بقيت مستيقظة أفكر ، من هي كارلا ، انه يعشقها ، إذا هي حبيبته ، و هي خائنة .
تراكمت الأسئلة في عقلي و لم أجد لها حلا ، لم الحظ أنني استغرقت في التفكير حتى داعب وجهي ضوء الشمس المنبعث من النافذة .
صوت خطوات هادئة ثم ثقل غريب إستقر بجانبي على الأريكة .
سحبت علبة الأسبرين و كوب الماء من على الطاولة و مررتهم للقابع بجانبي .
ابتلع الحبة مع كمية لا بأس بها من الماء و و وضعهم على الطاولة.
شهقة خفيفة غادرت حنجرتي بسبب فعلته .
سحبه لي أقرب له حتى كدت استقر في حضنه أكبر جريمة قد ارتكبها في حق قلبي ، وجهه أقرب الي ، يدي على صدره و الأخرى يمسكها بيده ، إتصال أعيننا الذي انساني كيفية التنفس ، ثم صوته الرجولي المبحوح إثر إستيقاظه من النوم ..
-جيد ... يبدو أنني لم أقم بشيء سيء بالأمس أيضا .
كيف لرجل تنبعث منه رائحة الكحول النتنة ، مبعثر الشعر والملابس ، بذقن غير مرتب ان يكون بهذه الوسامة ؛ هو يعاقبني هكذا ، يقتلني ببطئ لأنني إقتربت منه .
طنين هز رأسي بقوة ، ربما لأن الأكسجين غاب عن جسدي او ربما بسبب الحرارة التي انتشرت داخلي ؛ لكن ذلك الطنين كان السبب في تحرك عضلة لساني بتلك الكلمات ، و كأن عقلي الباطني قرر عقابه على ما يفعله بقلبي .
- أنا لست كارلا يا هذا ... فلتبتعد.
كأن هذه الكلمات هي الزلزال الذي ولد ذلك الانفجار البركاني الهائل بداخله ، و بلمح البصر ، كنت مرمية على الأريكة ، يداي فوق رأسي مقيدتان بيده القوية .

وجهه أقرب إلى وجهي و لا زال يقترب ، كاد أنفه يلامس أنفي ؛ همس بغضب :
-ماذا قلتي ؟
بالكاد التقط أنفاسي لأرد بصوت هامس :
- أنا لست كارلا .
الغضب الذي كان في عينيه ، عقدة حاجبيه، و أسنانه المصطكة ، و فكه المشدود ؛ كل ذلك تبدل إلى تعابير متألمة ، حزينة ، تعابير لشخص ، نزف قلبه بكثرة  ، تعابير شخص ، تجرع الألم حد الثمالة ، تعابير شخص عايش الحزن و القهر و الخيبة ، حتى أدمن عليها.
يومها صرخت عليه ، تظاهرت بأنني الضحية هنا ، كونه هو من عاد إلى شقتي متحججة بهجومه علي من أجل إشباع فضولي ، معرفة من هي كارلا ، متناسية أنني من بدأت ، متجاهلة كوني أنا من احضرته إلى شقتي في البداية .
أخبرني كل شيء يومها ، شهقاته و نحيبه و هو يروي لي قصة حب عجيبة ، قصة فتى أحب مدرسته ، قصة امرأة خائنة لرجل احبها من كل قلبه .
كم مرة سألني ، لماذا أنا ؟ لماذا ؟ هل أنا قبيح ؟ أينقصني شيء ؟
لدي المال ، و الجسد ، و الوسامة  ، و حب لم تحصل عليه حتى أميرات ديزني من امرائهن  .
حتى أنني كنت اسامحها في كل مرة تعود الي فيها مغطاة برائحة رجل آخر .
الكحول كان الحل الوحيد لأنسى أنه حتى موتها ، كان بين أحضان رجل آخر .

نهايات حزينة... شخصيات مجهولة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن