صَفِيّ | ڤِيمِين

[٤] تَحَلَّ بِالقوَّة| وِحدَة

لا أعْلَمُ عِند أي نقطةٍ أصْبَحَ كُلُّ شَيءٍ خَاطئًا، رَحَلْتَ ورَحَلَ مَعكَ أمَانُك. أمَا كانَ مِنَ المُقدَّرِ لَنا البقاء؟ أكانَ كثيرًا عَليَّ أن يحتفِظَ قلبي بالدفء المحيط بِه؟ رماديّةٌ حَياتي بدونِك، وكيف أتخطاكَ وأنت أقربُ الأقربين؟
*******************

يركض.. يركض سريعًا، في ذلك الطريق الذي يعرفه جيدًا؛ تنسابُ دموعه على وجهه بغزارة؛ رئتاه ليستا الأفضل في هذه اللحظة.. هو على وشك الانهيار ولكنه لن يتوقف؛ ليس الآن، ليس حتى يطمئن قلبه.

وصل إلى الشاطئ وهو مازال غيرَ مستوعبٍ لما يجري، فقط ينادي بأعلى صوته
"تايهيونغ! تايهيونغي.. تايهيونغ أرجوك.. إن كنت تختَبِئُ هنا مجددًا أرجوكَ اظهر، تايهيونغ أرجوك، لا تفعل هذا بي؛ كيم تايهيونغ أقسِمُ إن لَم تتوقف عن هذا أنا لن أسامِحَك أبدًا..."
صمت للحظاتٍ ثم أكملَ بصوتٍ أضعف، أكثر خفوتًا؛ صوتٍ منكَسِر
"تايهيونغاه.. لا ترحَل، لا تُفلِت يَدِيَ الآن، أقسِمُ لَكَ لَمْ أعنِ مَا قُلت.. أقسِمُ أنِّي أخاف فقدانك أكثرَ مما تفعلُ أنت، أقسمُ أني أخشى رحيلك كما لو كان نهايتي. تايهيونغ هل كان كلامُك يومَ أمس هو وداعكَ لي؟ لست مستعدًا بعدُ، تاي... لستُ مستعدًا لذلك"
بكاؤه ودموعه اللذين استمروا حتى غربت الشمس بالكامل فلم يتبقَّ سوى ظلامِ الليل، نور القمرِ الذي لم يظهر ليلتها، وتلك السماءُ الملَبَّدةُ بالغيوم.. كانت هذه جميعها عناصر أكثرِ أيامِ حياةِ جيمين ألمًا حتى الآن.. اليومُ الذي فقدَ فيه تايهيونغ للأبد.

**********************

ما زالت الشرطة تبحث عن عائلة كيم، مرَّ أسبوعٌ على اختفاء أعزِّ أصدقائي كيم تايهيونغ وأسرته، منزلهم فارغٌ تمامًا، لا دليلَ على رحيلهم خارِجَ البلادِ أو تنقلهم داخلها بأي طرقٍ قانونية؛ منذ أسبوعٍ اختفى كيم تايهيونغ، واختفت معه سعادتي... للأبد.