كَانتْ تتَمنى

53 28 5
                                    


-------------------------


كانت مبتسمة
تُشارك الكل فرحته
تستجيبُ لمزاح صديقاتِها وتُقابلهم بالمثل
تُداعب والدِتها
تُرفّه عن والدها وقت غضبه
تُواسى اخوتها فى حُزنهم
تتحمل عنهم أخطائهم، تفرح لفرحهم أكثر مما يفعلون
تمد يد العون لمن يحتاج.. أياً كان

قلبها يتسع للحديث من كل الناس
اذنها صاغية للغريب قبل القريب
تبث البهجة والحب فى الصغار والكبار
تحْرص قدر استطاعتها على إرجاع القيم السامية التى افتقدناها

ولهذا مثلما كانت تتلقى من جزاء عملِها
وكل خيرٍ تفعله يعود لها..

كان هناك من يتخللهم نيران الحقد
يكسوهم السواد من داخلهم وخارجهم
كُلما رأوها يرمقونها بأعين تَشعُ كراهية
يتمنون لو تنشق الأرض وتبتلعها، ينِمّون عليها بينهم بأخبث الكلمات
يحقدون على رؤيتها مبتسمه، على حب الجميع لها، على السعادة المتوهجة بوجهها

لا يعلمون أن بمجرد غلق باب غرفتها وبقائها وحيدة
تقفُ أمام مرآتِها
تتأمل حالها، وجهها، عينيها
وها هى قطرة الندى الدافئة تتخذ مجراها خارج مُقلَتِها وتُمثلاً خطاً لأسفل ذقنها
تبتسم بوجع وضيق على أمرها
كانت تتمنى أن تجد من يُرفه عنها
أن تَجد من يُواسيها
من يشعُر بِها ويُشارِاكها لحظاتِها

كانت تتمنى أن تجد من يسْتَمِع لها مثلما تفعل هى..
كانت تتمنى الصراخ بوجه من يرونها فَرِحه
كانت تتمنى أن تَجِدْ من يهتم بأسعادِها
كانت تتمنى أن تجد من يهتم بها
كانت تتمنى أن تجد من يسمع لحديثها وكَلماتِها المُدونة على الأوراق المُلقاه فى سلة المُهملات...

هى فقط تتمنى

وستظل

إلى أن تلتقى بربها.

………………………………………

حُرُوفٌ مُتَناثِرَةٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن