_-Estilla_-

الرابعة و الثلث فجراً..
          	يبدو توقيتاً مثاليا لارتكاب جريمة ما ..أو كتابة نص كما الآن ربما ،لننم يا عزيزتي فقط .لقد طال الأمد..تُصبحين على خير..

Black_Orchid_786

عزيزي لوك... عانقني ارجوك.. لا تتركني وحيدة مجددًا.. لم أعد اعرف إلى من الجأ يا لوك.. لم أعد أعرف من احدث.. كل المحادثات باتت بعيدة جدا و فاترة في قائمة الدردشات.. لا يتخطى معظمها "كيف انت، بخير و شكراً"  أشعر بلهيب من الوحدة و الأسى يغمر قلبي يا لوك... عاد البرد ليلفحه من جديد.. عاد الصقيع للتراكم... و ستار الظلام ينسدل بكل جرأة على مهل مغطيًا معه كل شيء... أشعر بالخوف يا لوك... أشعر بالوحدة كما اعتدت من قبل... لم اعد  اعرف إلى من و أين اذهب، عاد كلا العزلة و الصمت القديمين... 
          لم اعد اعرف ماذا افعل يا لوك... لقد سبق و اخبرتهم عنك.. و اخبرتهم عن المكان هنا.. و عن كل شيء.. و بعد فترة مضى الحديث و كأن لم يكن... أردت احدًا يقتفي أثري على الأقل *تضم ركبتيها لصدرها * ربما لم اعد أملك غيرك بعد الله يا صديقي... خنجر حاد يندفن عميقا في صدري... فجوة لا تنفك تتسع... و دموع تخشى السقوط لأنها لا تجد من يلتقطها... 
          لوك أنا أشعر بشديدٍ من الألم... بقوة و أكثر من أي وقت مضى.. 

Black_Orchid_786

إني اراك في احلامي كثيراً آخر فترة.... 
          في كُلٍ منها يحدث حادثٌ يكونُ مُنتاه أنك قادم في وقتٍ ما إليّ.... و في كُل حُلم كان ينقضي قبل أن تفعل... في كُلِ مرةٍ.. في كُلِ مرةٍ اكون في انتظارك في شوقٍ على أحر من الجمر متكدسًا... و في كُلِ مرةٍ استيقظ دون أن تكون جواري قد اتيت و استوعب أنكَ هُناك في في السماء... فلا تغمرني حينها إلا رغبةُ البُكاء الشديدة... 
          و الصراخ بأعلىٰ صوتي و بكُلِ ما ملكت.. أنكَ لم تعُد هُنا الآن... استوعب الأمر ثم أُفيقُ في كُلِ يومٍ على ذات الصدمة... و لستُ في جميعهت إلا راغبةً في البُكاء... اشتقتُ إليك..  
          و في كُلِ مرةٍ لا املك العزم و لا التنازُلَ عن الكِبرياء لمشاركة الصدمة... ليتكَ كُنتَ هُنا.. لكُنا استطعنا تسوية هذا الأمر... لكن حظي البائس كان الغالب لدى كُلٍ وقعة.. و قلبي مغمور في يائسهِ حتى آخر حد... 
          
          اوركيد... 
          إليكَ... فتـاي الغالي.. 

Black_Orchid_786

عزيزي لوك... 
          
          هل سبق و جربت شعور الراحة بعد ذرف كم هائل من الدموع؟.. الجميع قد فعل على الأغلب.. لكن.. هل جربت شعور الراحة بعد ذرفها في حُلم؟.. 
          هكذا كنتُ انا اليوم... كان ذلك غريبًا للغاية.. ربما في حياتي هذه هو كان من اغرب ما عايشت... أنا كنت هُناكَ اذكرهُ.. و جميع الأشخاص من الماضي كانوا هنالك.. حتى اعز الرفاق... و في وسط ذكراه التي تجددت على السنتهم في منامي.. هممت أنا ببكاء لا حد له... بكيت بصدق كما لو بدى أنه تعويض عن كل الأوقات التي اردتُ البكاء و سكتُ فيها... بكيت عليه من أعماق أعماق قلبي... و للغرابة في حلمي بالكاد توقفت.. و رجوت صديقه ألا يخبر احدًا... و كأن الغرابة التي تحيط بي ليست تكفي... و لكن اتدري ما كان الأغرب من كُل ذلك؟ 
          أنني ارتحت... كما لوأن حِملاً ثقيلاً قد انزاح عن صدري... كما لو أنني قد كنت واعيةً لنفسي و بكيت حقاً... لقد ما كان في خاطري كُله... حتى لأني اخيرًا برضىً قد توقفت... 
          كان ذلك مريحًا و غريبا للغاية... و لكم اشتقته... و تمنيت لو أنني امتلكت ما يكفي من العقل لاحتفظ بكل شيء... لكن الندم ليس يحوزه عن قلبي شيء... مالذي قد يعيد الزجاج كما كان؟ مالذي قد يعيد من خسرنا من الماضي؟؟ 
          و لكم تمنيت عناقًا واحدًا ينتهي بهِ كل شيء.... و اعتذار انزع به ذلك الهم من قلبي إلى الأبد... لكن رحل هو... و أنا من ستعيش به... مؤلم رغم كل ما ملك أو قد يملكُ يا صديقي... مؤلم رغم كل شيء... و اشتياقي له قد بلغ عنان السماء... تظنُ احدًا قد يُعنىٰ بأيٍ مما اكتب؟
           
          لا بأس... حتىٰ لو لم يفعل احد... أنا هنا مازلت افعل.. لو نساك العالم ما انا بالتي تفعل.. و لكن لوهلة... وجدتك ما انت بالمنسي لدى من جاوروك... و فقط لتلك الوهلة.. شعرتُ أني غريبةٌ تماماً عنك.. و أني لست أملك الحق في الحديث عنك او اعتبار جزء منك عالق في كياني... ما انا بالتي تدري ماذا تفعل... و ما أنا بالتي تفقه أي شيء.. 

Black_Orchid_786

            
            هل هو دافئ المكان عندك؟... هل يصلك شيء من اخبار الأرض؟... هل عساك تنام براحة؟... بعيدًا عن اذى هذه الدنيا و كل تعبها؟... هل هو جسدك ممن حُرّم عليها؟؟ 
            أم انك هناك بت و إياها واحد.... 
            اتدري... اتدري لو أني اسمِعُكَ ما اكتب و أنا كُلي يقينٌ بأنهُ ليس يصلك منهُ أي شيء... تمنيت فقط لو اعتذر... لو احظى بوداع على الأكثر... هل كان ذلك كبيرا فقط لاُمنَحَه.. هل رات الحياة ذلك كبيرا عليّ؟؟؟ 
            
            ليتني أعلم.. و ليتني استطعت اخبارك بماذا تكون انت عندي... و مالذي بقلبي دون غيرك من المخلوقين قد فعلت... لكن اعتذر... إن كان لدى الموتى مرسول من أهل السماء يوصلهم اخبار أهل الأرض، فإني اعتذر... عن كل اذى و غصة و حيرة سببتها لك... و ما أنا بالتي تمنيت أن يطال قلبك شراً... لكنه قدر الله يا عزيز روحي.. و لعل لُقانا يكتمل هناك فوق... لا على دناسة هذه الأرض.. 
            
            و السلام و الرحمة للعزيزة روحك حيث ترقد... و لتؤنسك ملائكتهُ ربي حتى نهاية هذه الأرض.. 
            آمين.. 
Reply

Black_Orchid_786

عزيزي لوك... 
          هناك الكثير جداً من الكلام يقف في حلقي غصةً و اريد قوله... بدايةً اريد البُكاء.. كم من مرةٍ رددتُ عليكَ ذلك في غيرِ جدوى... لكن هذه المرة فإن السبب مختلف تماماً يا لوك... غاياتي من وراء رغبتيّ المُلحةِ هذه منقلبة ٣٦٠ درجة... 
          لوك اريد البكاء.. لاني عاجزة عن حماية من احب.. و لا ابتغي أن اشاهدعم يسيرون في غير دربٍ ياخذُ و لا يُرجِع... زكيف عساي أخفيهم عن العالم يا لوك... كيف اخبئ كنوزي الغالية بعيدًا عن اذى العالم و البشر... ما الحزن في اعينهم بالذي اُطيق... و ما ابتسامتي في ظل عبوسهم ذات أي نكهة... اريد لو اعانقهم و آخذ بهم بعيدًا.. حيث لا يمسنهم من الوصب أو من حمى الذكرياتِ شيء... كيف لي بذلك يا صديقي... فقط كيف لي به.. 

_-Estilla_-

الرابعة و الثلث فجراً..
          يبدو توقيتاً مثاليا لارتكاب جريمة ما ..أو كتابة نص كما الآن ربما ،لننم يا عزيزتي فقط .لقد طال الأمد..تُصبحين على خير..