_4_

437 50 71
                                    

...

إنها مملكة جذابة حقا! كل المنازل مزينة بالذهب، الياقوت أو الألماس. إنهم أغنياء للغاية!

أخيرا، جذب ٱنتباهي مطعم طبيعي لحد ما ذو جدران و أرضية خشبية. كان المطعم مطلا على البحر. رائحة المياه المالحة و صوت الأمواج يبعثان فيّ الراحة لكن مشاهدة البحر غير مريحة البتة بالنسبة لي. تلك المياه الممتدة إلى الأفق و تلك الأمواج المتلاطمة تبعث في نفسي القشعريرة و الخوف.

دلفت إليه و جلست عند إحدى الطاولات أستمع إلى صوت طيور النورس خلفي.
- أنت غريبة حقا! إنها المرة الثانية التي يزورنا فيها شخص مثلك، يجلس في الٱتجاه المعاكس للبحر و يتجنب مشاهدته.

رفعت رأسي لأجد النادلة تنظر لي بتعجب واضح. كانت ٱمرأة طويلة ذات جسم رشيق و ملامح كورية. هل يجمع هذا العالم الناس من مختلف البلدان و الأقطار؟

ٱبتسمت بلطف لأجيب:
- قد يبدو هذا غريبا، لكني أعاني من رهاب البحار و المحيطات. يسمى أكوافوبيا. إنه رهاب ٱجتماعي يعرف بأنه الخوف المستمر و الغير مبرر من المياه و يعاني منه من ليس لهم القدرة على السباحة.

ٱبتسمت في تعجب لتضيف:
- أنت تعلمين الكثير!
- لقد أخبرني أبي بذلك. إنه طبيب نفسي.
- هذا غريب لكنه مذهل حقا.

ضحكت بخفة لأضيف في حيرة:
- عذرا.. لقد قلت أنها المرة الثانية التي يزورك فيها شخص مثلي. متى كانت المرة الأولى؟
- قبل 22 سنة.. حين أتى أركون إلى مملكتنا لكنه لا يزال زبونا هنا.
- أركون؟ من يكون؟

ٱتسعت ٱبتسامتها الظريفة لتنغلق عيناها الضيقتين الجميلتين أكثر ثم أجابت:
- من لا يعرف أركون؟ إنه شاب لطيف يبلغ من العمر السابعة و العشرين. قدم إلى مملكة السحرة منذ 22 سنة حين كان في سن الخامسة. لطالما زار هذا المطعم ليأكل اللحم المشوي و جلس مثلك، لكني لا أعلم السبب وراء ذلك. ربما يكون رهاب البحار أيضا. إنه غير ٱجتماعي للغاية.. لا يتكلم كثيرا.

﴿في العالم الموازي_أثناء اللاوعي﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن