_3_

1.4K 82 174
                                    

كان جالسا هناك في الٱتجاه المعاكس للبحر بشعره البرتقالي و كتفيه العريضين ينظر إلى باقة أزهار السنا و يأكل اللحم المشوي على الغداء.

عند رؤيته فقط، شعرت بالتوازن داخلي لأنه كان حبي الأول و الوحيد أثناء اللاوعي.

.

.

.

جلست على كرسي الٱنتظار في العيادة حتى فتح باب الغرفة. خرجت الممرضة لتبتسم بلطف و تقول:
- مرحبا صغيرتي، هل تستحقين مساعدة ما؟

ٱبتسمت في طفولية لأرد في ثقة:
- أتيت لزيارة مجد صديق طفولتي.. ذلك الصبي الذي كنت حذوه للتو. هل يمكنني رؤيته من فضلك؟

هزت الممرضة رأسها إيجابا بينما لم تفارق ٱبتسامتها الودودة وجهها لتغادر.

طرقت الباب برفق آملة أن يجيب. ٱنتظرت للحظات لكن دون جدوى.
- مجد! افتح الباب.. هذه أنا سنا.

صمت لبرهة قبل أن أقف على أصابع قدماي و أمسك بمقبض الباب لأفتحه ثم أضفت متذمرة:
- أيها الكسول! ألم تستيقظ بعد؟ إنه منتصف النهار.

لكنه لم يجب فأردفت بنبرة حزينة:
- متى ستستيقظ يا مجد؟ أنا أشعر بالملل. أريد أن ألعب. أنت نائم هكذا منذ يومين دون حراك. اشتقت إليك.. كثيرا..

طأطأت رأسي في حزن و ٱنكسار ثم رفعته لأمسح دمعة متشبثة برموشي. ٱبتسمت في مرارة ثم قلت:
- لا تقلق.. لست حزينة و لا أشعر بالملل. سأنتظرك حتى تستيقظ. لن أرحل فأنت بمثابة أخ لي. و هل يمكن لأحد أن يترك أخاه وحيدا؟

ٱقتربت لأجلس على كرسي حذو السرير الطبي الذي ٱستلقى عليه. كان شاحب اللون هزيلا و قد ٱتصلت أجهزة عديدة بجسده الضعيف. تأملته للحظات في حزن بينما عم صمت قاتل قاطعته بقولي:
- انظر ماذا أحضرت لك. إنها هدية صغيرة مني. أريدك أن ترتدي ربطة العنق هذه غدا فهو أول يوم دراسي لنا. لقد أحضرت لك واحدة خضراء. أليس لونك المفضل؟

﴿في العالم الموازي_أثناء اللاوعي﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن