.2.

877 97 88
                                    

.
.
.

الجَميعُ أَخبَرَني بأنّ للعالمِ ألوانُ الطيفِ السبعة، لكنّي لا أَرى فيهِ سوىَ الرمادي.

*************

غارقٌ في النومِ كَمَن لا ينامُ أبداً، ولسببٍ ما بَدوتُ أطفو، تَتسربُ المياهُ مِن حَولي، مياهٌ سوداء.

يَجِفُ المكان، ثُم يتحَطم جَسدي إلى أجزاءٍ صغيرة كالزُجاج.

أشعُر وكأنّ روحي تتحطم.

افتحُ عينايّ فزعاً، أُراقبُ السقف، تُرى كم الساعة؟
أغمضتُ عيناي، ثُم فتحتُها لأتحدّث :

"أران، كيفَ دخلَتَ إلى هُنا؟"

ليصرُخ وهوَ يجُرُني من فوقِ السرير :

"ريّو أيُها الغبي، تَبَقى لموعدِ المدرسة عشُر دقائق، مَا الذي جعلَكَ تغفُو هكذا؟ سنتأخر."

أردُ بملل بينما يدفَعُني لدورةِ المياه :

"لم تُخبِرني كيفَ دخلتَ إلى هُنا؟"

"هيّا بسرعة، سأُعِدُ لكَ شطيرة تتناوَلُها في طريقِكَ كي لا نتأخر."

لقد تَجاهلَني مرةً أُخرى.

إنتهيتُ مِن تَغيرِ ملابِسي، فتحتُ البابَ الخلفي، أُداعبُ القطة صغيرة الحجم ذات الفرو الرمادي، أَملأُ إناءَها بالطعام، يصرُخ أران مُجدداً :

"ريّو، أشعُر بأَنَك تتَعمد فِعلَ هذا أيُّها الوغد."

سمِعَ صوتَ القطة ليسأل :

"ألازلتَ تحتفظُ بِها؟ ظننتُك ستعالِجُها فقط؟"

هززتُ رأسي نافياً لأُردف وأنا ألتقط حقيبتي :

"إنها تَأتي في الصباح لتناول الطعام فقط."

ابتسمَ بخفة واردفَ ضاحِكاً :

"إلهي، يَبدو أنّ القططَ تُحبك أيضاً."

صمَتنا قليلاً ليسأل أران :

"إنها المرة الأولى التي لا تستيقظ فيها باكِراً، هل حدثَ شيءٌ ما؟"

"سهرتُ البارحة لأقراء رواية آنزاي سان."

بدَا مصدوماً جداً :

"هل تمزحُ معي؟ أَهي رائعة لهذا الحد؟"

بِلَا أَلوَانْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن